الجديد برس:

أفادت وسائل إعلام إيرانية، الإثنين، بمقتل العميد محمد رضا زاهدي، القيادي في فيلق القدس بالغارة الإسرائيلية على حي المزة بالعاصمة السورية دمشق.

وعند الساعة الخامسة من مساء الإثنين، تعرض مبنى القنصلية الإيرانية في دمشق إلى ضربات جوية إسرائيلية، ما خلف قتلى وجرحى بحسب وزارة الاعلام السورية، والتي اتهمت الاحتلال الإسرائيلي “بشن عدوان جوي من اتجاه الجولان المحتل”، فيما قال السفير الإيراني في سوريا إن طائرات إف – 35 نفذت الهجوم على مبنى القنصلية.

وأسفر القصف عن مقتل سبعة من عناصر الحرس الثوري الإيراني في آخر إحصائية صدرت عنه، بينهم القيادي البارز في الحرس الثوري، محمد رضا زاهدي، فيما أعلن التلفزيون الرسمي الإيراني أن “الغارة الإسرائيلية على مبنى القنصلية في دمشق كانت تستهدف اغتيال القائد الكبير بفيلق القدس محمد رضا زاهدي”.

من هو محمد رضا زاهدي؟

كان العميد محمد رضا زاهدي يشغل منصب قائد فيلق القدس في سوريا ولبنان بحسب قناة العالم الإيرانية.

وتدرج زاهدي في العديد من المناصب العسكرية داخل الحرس الثوري الإيراني منذ ما يزيد عن أربعين عاماً.

ولد في 2 نوفمبر عام 1960 في أصفهان، وانضم إلى الحرس الثوري الإيراني عام 1980 وكان أحد القادة في الحرس الثوري خلال الحرب العراقية الإيرانية.

وخلال سنوات الحرب الثمانية، تسلم زاهدي عدة مناصب في مواقع عسكرية مختلفة داخل الحرس الثوري، إذ تسلم قيادة فرقة الإمام الحسين الـ14 في الأعوام ما بين 1983 إلى 1986، ثم أصبح قائداً للقوات البرية البرية في الحرس الثوري عام 1986، وذلك بموجب مرسوم صدر عام عن المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية والقائد الأعلى للقوات المسلحة علي خامنئي، خاطب فيه زاهدي قائلاً: “نظراً لسجلك المشرق في الخدمة العسكرية في الجمهورية الإسلامية، في فترة الدفاع المقدس، أعينكم قائداً للقوة البرية لحرس الثورة الإسلامية” وفق الموقع الإلكتروني الخاص لخامنئي.

وفي عام 2005 تسلم زاهدي قيادة قاعدة “ثأر الله” حتى عام 2008، وهي القاعدة التي تعمل كحاكم عسكري لطهران.

وفي عام 2008 انتقل زاهدي للخدمة في فيلق القدس، ليصبح من كبار القادة حتى عام 2016، ثم شغل منصب قائد لقوة القدس في الحرس الثوري الإيراني لسوريا ولبنان، كما عمل نائباً للعمليات في حرس الثورة الإسلامية عام 2017 ولمدة ثلاث سنوات حتى 2019.

وكانت وزارة الخزانة الأمريكية قد وضعت محمد رضا زاهدي على لائحة العقوبات التي تهدف “لتجميد أصول الإرهابيين ومؤيديهم”، بموجب أمر تنفيذي صدر عام 2010، وقالت فيه إن قائمتها تستهدف الدعم الإيراني لمجموعة من المنظمات التي وصفتها بالإرهابية، ومنها حزب الله اللبناني وحماس وحركة الجهاد الإسلامي، وأوردت اسم زاهدي إلى جانب ثلاثة من كبار الضباط في فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني بسبب ما قالت إنه دور في “دعم الإرهاب”.

وفور مقتل زاهدي، أعلن السفير الإيراني في دمشق أن إيران “سترد بحزم على الجريمة التي ارتكبها الصهاينة”.

وقالت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي إن “محمد رضا زاهدي ليس شخصية عسكرية إيرانية رفيعة المستوى فحسب، بل هو أيضاً رجل مخضرم جداً – يبلغ من العمر 79 عاما، تولى قيادة قوات الحرس الثوري في الحرب الإيرانية العراقية في الثمانينيات، وكان قائد القوات البرية وقائد القوات الجوية للحرس الثوري – شغل سلسلة من المناصب العليا في هيئة الأركان العامة الإيرانية”.

وكانت تداولت مواقع التواصل صورة لزاهدي في لقاء جمعه بأمين عام حزب الله حسن نصر الله.

في غضون ذلك، ندد وزير الخارجية السوري فيصل المقداد بشدة بالضربة الإسرائيلية التي استهدفت عصر الإثنين مبنى القنصلية الإيرانية في حي المزة بدمشق.

وقال المقداد في بيان نقلته وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا”: “ندين بقوة هذا الاعتداء الإرهابي الشنيع الذي استهدف مبنى القنصلية الإيرانية بدمشق وأدى إلى استشهاد عدد من الأبرياء”، مضيفاً أن “كيان الاحتلال الإسرائيلي لن يستطيع التأثير على العلاقات التي تربط بين إيران وسورية”.

وقال وزير الخارجية السوري في تصريح لقناة “الميادين” مساء الإثنين، إن “استهداف السفارات في القانون الدولي ممنوع، وكل أعضاء الأمم المتحدة وقعوا على ذلك”.

وجدد المقداد تأكيده أن ” إسرائيل لا تستطيع أن تؤثر في العلاقات السورية – الإيرانية”.

وأضاف: “قلنا منذ زمن طويل إن الكيان الصهيوني هو رمز الإرهاب في العالم”، مشيراً إلى أن “المجازر التي ارتكبها الاحتلال في غزة تدل على إجرامه”.

وزار المقداد مع محافظ دمشق مبنى السفارة الإيرانية، والموقع الذي استهدفه القصف الإسرائيلي. وأجرى اتصالاً هاتفياً بنظيره الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، دان فيه العدوان الإسرائيلي، الذي استهدف القنصلية الإيرانية في دمشق.

من جانبه، قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان إن “نتنياهو فقد اتزانه العقلي تماماً بسبب الإخفاقات المتتالية في غزة وفشله في تحقيق الأهداف الصهيونية”.

وأكد أمير عبد اللهيان أن “هذا العدوان تجاوز لجميع الأعراف الدبلوماسية والمعاهدات الدولية”، وحمل الكيان الصهيوني “مسؤولية عواقب هذه الخطوة”، مطالباً المجتمع الدولي بـ”القيام بإجراءات حاسمة تجاه الجرائم الإسرائيلية”.

وفي اتصاله مع نظيره السوري، اعتبر وزير الخارجية الإيراني أن الضربة الإسرائيلية تشكل “انتهاكاً لكل الموجبات والمواثيق الدولية، وحمَّل الكيان الصهيوني تداعيات هذا العمل وشدد على ضرورة أن يرد المجتمع الدولي في شكل جدي على هذه الأعمال الإجرامية”، بحسب بيان للوزارة.

وكانت وزارة الدفاع السورية أفادت أن الضربة الإسرائيلية التي استهدفت الإثنين مبنى القنصلية الإيرانية في دمشق أدت الى تدمير المبنى بالكامل وأسفرت عن مقتل وإصابة جميع الموجودين داخله.

وقالت الوزارة في بيان “مساء اليوم شن العدو الإسرائيلي عدواناً جوياً من اتجاه الجولان السوري المحتل مستهدفاً مبنى القنصلية الإيرانية بدمشق وقد تصدت وسائط دفاعنا الجوي لصواريخ العدوان وأسقطت بعضها. وأدى العدوان إلى تدمير البناء بكامله واستشهاد وإصابة كل من بداخله ويجرى العمل على انتشال جثامين الشهداء وإسعاف الجرحى وإزالة الأنقاض”.

وقالت هيئة البث الإسرائيلية إن جيش الاحتلال الإسرائيلي انتظر مغادرة القنصل الإيراني واستهدف العميد زاهدي، مشيرةً إلى أن هجوم اليوم بمثابة رسالة من جيش الاحتلال إلى حزب الله اللبناني.

وتصاعدات الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية مؤخراً، متزامنة مع اعتداءات أخرى يقوم بها المسلحون ضد أكثر من منطقة سورية.

وكان مصدر عسكري سوري أعلن، مساء الأحد، أن الاحتلال الإسرائيلي شن عدواناً جوياً، من اتجاه الجولان السوري المحتل، مستهدفاً عدداً من النقاط في محيط العاصمة دمشق.

وأفاد المصدر العسكري لوكالة “سانا” للأنباء أن العدوان أسفر عن إصابة مدنيين اثنين بجروح ووقوع بعض الخسائر المادية.

ويوم الجمعة الماضي، شن الاحتلال الإسرائيلي ضربات عنيفة على ريف حلب في الساعات الأولى من الصباح، أدت إلى سقوط أكثر من 40 شخصاً من المدنيين والعسكريين.

المصدر: الجديد برس

كلمات دلالية: مبنى القنصلیة الإیرانیة القنصلیة الإیرانیة فی الحرس الثوری الإیرانی الاحتلال الإسرائیلی فی الحرس الثوری محمد رضا زاهدی وزیر الخارجیة فیلق القدس فی دمشق

إقرأ أيضاً:

الحرس الثوري يحدد رده في حال تجدد العدوان.. هذه تحضيرات القوة الصاروخية

شدد الحرس الثوري الإيراني على أن "القوة الصاروخية هيّأت خيارات واسعة للرد على أي انتهاك لوقف إطلاق النار من قبل العدو الإسرائيلي".

وقال مستشار القائد العام للحرس الثوري العميد أحمد وحيدي، بشأن احتمالية انتهاك وقف إطلاق النار من قبل الاحتلال ورد إيران على ذلك، إن القوة الصاروخية الإيرانية في حالة ممتازة للرد على العدو الصهيوني»، مؤكداً أنه «في حال وقوع هجوم جديد من العدو، ستُستخدم الكثير من الإمكانات للرد".

وأضاف في مقابلة مع وكالة الدفاع الإيرانية، أن "قواتنا هيأت استعدادات واسعة للرد على العدو الصهيوني، وهي قادرة على سحقه".

وردا على سؤال عما إذا كان سيتم إطلاق صاروخ "قاسم بصير" للرد على الاحتلال في حال وقوع عدوان جديد، أوضح أنه "تم إعداد الكثير من الإمكانات للرد على العدو".

وفي ما يتعلّق بالضمانات الأمريكية لاستمرار وقف إطلاق النار، قال مستشار القائد العام للحرس الثوري: "لم نرَ من أمريكا شيئا سوى العدوان والخيانة ونقض العهد".

وفي وقت سابق، حذر عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، وحيد أحمدي، من مؤشرات على استعداد الاحتلال الإسرائيلي لشنّ هجوم جديد على إيران، مدعوماً بإمدادات عسكرية غربية، في مقدمتها دعم الولايات المتحدة.

وفي تصريحات أدلى بها لوكالة أنباء جمعية الصحفيين الشباب، التابعة لهيئة الإذاعة والتلفزيون الرسمي الإيراني، الثلاثاء، قال أحمدي إن "الهجمات الإسرائيلية الأخيرة على إيران توقفت مؤقتاً بهدف إعادة تنظيم الصفوف وتعزيز القدرات العسكرية"، مشيراً إلى أن "معلومات حصلنا عليها تفيد بأن دولاً غربية، وفي مقدمتها الولايات المتحدة، تواصل إرسال أسلحة ومعدات عسكرية عبر طائرات شحن إلى إسرائيل".

وأضاف البرلماني الإيراني أن "هذه الإمدادات قد تعكس استعداداً لعدوان جديد على إيران"، مؤكداً في الوقت ذاته أن بلاده "في كامل الجهوزية لمواجهة أي هجوم محتمل، وسترد هذه المرة بإمكانات دفاعية وهجومية جديدة ومتطورة".



ويأتي هذا التحذير في ظلّ تصاعد التوتر بين طهران وتل أبيب، عقب العدوان الإسرائيلي المكثف الذي بدأ في 13 حزيران/ يونيو الماضي واستمر 12 يوماً، بمشاركة مباشرة من الولايات المتحدة. 

وشملت العمليات الإسرائيلية ضربات دقيقة استهدفت مواقع عسكرية ونووية، إلى جانب منشآت مدنية، واغتيالات طالت قادة عسكريين وعلماء بارزين في البرنامج النووي الإيراني.

وردّت طهران حينها بسلسلة من الهجمات الصاروخية والطائرات المسيّرة، استهدفت مقرات عسكرية واستخبارية إسرائيلية داخل الأراضي المحتلة، ما أدى إلى أضرار واسعة، بحسب بيانات رسمية إيرانية.

وفي 22 حزيران/ يونيو الماضي، وسعت الولايات المتحدة من نطاق مشاركتها في التصعيد، بشنّ غارات على منشآت حيوية داخل إيران، زاعمة أنها "قضت" على البرنامج النووي الإيراني. إلا أن طهران ردّت في اليوم التالي بقصف قاعدة "العديد" الجوية الأمريكية في قطر، في هجوم قالت إنه "تحذيري ورسالة مباشرة للولايات المتحدة".

وأعلنت واشنطن في 24 من الشهر نفسه التوصل إلى "وقف غير مشروط لإطلاق النار" بين إيران والاحتلال الإسرائيلي، برعاية دولية، فيما أكّدت طهران حينها أنها لن تتردد في الرد مجدداً في حال تكرار العدوان.

مقالات مشابهة

  • الحرس الثوري الإيراني يكشف عن جزء من قدراته الصاروخية ويؤكد تفوقه العسكري
  • الحرس الثوري الإيراني يهدد “بحرث الأراضي المحتلة بالصواريخ” حال تجدد الحرب مرة أخرى
  • الحرس الثوري الإيراني يتوعد إسرائيل برد قوي إذا تعرضت البلاد لأي هجوم جديد
  • الحرس الثوري: سنرد على التهديدات بأساليب جديدة وشاملة
  • الحرس الثوري الإيراني: ردنا على أي تهديدات من العدو سيكون شاملا وبأساليب مختلفة وجديدة
  • هكذا هزّت الصواريخ الإيرانية العمق الإسرائيلي: دمار وخسائر بمليارات الشواقل 
  • الحرس الثوري يحدد رده في حال تجدد العدوان.. هذه تحضيرات القوة الصاروخية
  • “هآرتس”: البحث العلمي في “إسرائيل” يدفع ثمن عدوانه على إيران
  • مجلة أمريكية: حرب “إسرائيل” على إيران فشلت.. وردع طهران تعزز بدلاً من إضعافه
  • الإعلام الإيراني يتداول احتمالية شن إسرائيل حربا جديدة على إيران