استمرت جلسة محاكمة طبيب التجميل المغربي الشهير حسن التازي والمتابع رفقة زوجته وشقيقه وامرأتين، بتهمة الاتجار بالبشر، يوم الخميس، لساعات طويلة بمحكمة الاستئناف بالدار البيضاء.

وشهدت الجلسة التي انطلقت صباحا واستمرت حتى الثامنة مساء، تقديم دفاع المتهمين مرافعات طويلة من أجل التعقيب على ردود النيابة العامة.

إقرأ المزيد المغرب.. إحالة "طبيب الفقراء" إلى القضاء بتهمة الاتجار بالبشر

واعتبر دفاع طبيب التجميل في تعقيبه أن المتهمين المعتقلين لم يتم إشعارهم خلال توقيفهم بالتهم المنسوبة إليهم وهو ما يعد خرقا لمقتضيات المادة الـ24 من قانون المسطرة الجنائية.

وذكر المحامي امبارك المسكيني أنه يتطلب إشعار المتهمين بالتهم المنسوبة إليهم حتى يكونوا على بينة بذلك لمعرفة كيفية الدفاع عن أنفسهم على اعتبار أن المشرع منحهم الحق حتى في الكذب والصمت.

وأوضح الدفاع في مرافعته أن الإشعار بالاعتقال كان يجب أن يكون فورا وليس بعد مرور 15 ساعة من ذلك، مشيرا إلى أن الفورية تعد حقا من حقوق المتهم فلا يعقل أن يوضع رهن الاعتقال ولا يتم إعلامه إلا بعد مرور 15 ساعة، فالدستور يلزم بإشعار المتهم فورا.

وسجل دفاع الطبيب التازي ومن معه وجود خروقات تتعلق بقرارات التمديد الصادرة عن قاضي التحقيق، حيث اعتبرها غير قانونية وباطلة.

إقرأ المزيد المغرب.. تأجيل محاكمة طبيب تجميل شهير بتهمة الاتجار بالبشر والنصب والاحتيال والتزوير

كما تطرق الدفاع إلى أن ممثل الحق العام عمل على استعراض إحدى الوثائق التي تبين أنها غير موقعة وليست هي نفسها الموجودة بالملف، الأمر الذي دفعهم إلى التماس بطلانها.

واعتبر الدفاع أن جميع النسخ الموجودة في الملف المعروض لدى المحكمة يجب أن تكون مطابقة للأصل، ولا يعقل أن تكون وثائق معروضة من النيابة العامة مخالفة لما هو موجود ضمن الملف.

وقررت المحكمة إدخال الملف إلى المداولة من أجل البت في الدفوعات الشكلية المثارة من لدن النيابة العامة ودفاع المتهمين وكذا طلبات السراح المؤقت، حيث ينتظر أن تصدر قرارها يوم الجمعة.

كما قررت الهيئة التي تنظر في القضية، استدعاء مطالب بالحق المدني للجلسة المقبلة التي تم تحديد تاريخها يوم 21 سبتمبر المقبل.

المصدر: موقع "هسبريس" المغربي

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: كورونا الرباط السلطة القضائية الطب

إقرأ أيضاً:

الزايدي بين الاعتقال والعبور.. رسالة حوثية مشفّرة للقبائل أم تهرّب من الحساب؟

في المشهد اليمني المتقلب، كثيرًا ما تتجاوز الوقائع ظاهرها البسيط، لتُصبح بوابة إلى صراعات تحت السطح، وتحركات مدروسة تنطوي على رسائل سياسية مشفّرة. وهذا تمامًا ما يظهر في قضية اعتقال الشيخ محمد الزايدي في محافظة المهرة، أثناء محاولته العبور إلى سلطنة عُمان بطريقة غير معتادة، وبشكل أثار سيلًا من التساؤلات والشكوك.

الواقعة التي تزامنت مع اعتقال هشام شرف، وزير الخارجية في حكومة الحوثيين غير المعترف بها دوليًا، في عدن، بدت وكأنها اختبار مزدوج لمستويات الاهتمام والتحشيد، حيث مرّ اعتقال شرف بهدوء شبه تام، فيما تحوّلت قصة الزايدي إلى قضية رأي عام في إعلام الجماعة، ورافقتها حملة توجيه ممنهجة، تحمل في طياتها ما هو أبعد من مجرد “توقيف شيخ قبلي”.

من هو محمد الزايدي؟

الشيخ محمد الزايدي ليس اسمًا هامشيًا في المعادلة اليمنية. بل هو أحد كبار مشائخ خولان الطيال، وركيزة رئيسية في البنية القبلية لجماعة الحوثيين. يتمتع بنفوذ قبلي، وحضور في المساحات التي تحتاج فيها الجماعة إلى وساطات أو شرعية اجتماعية، خاصة في مناطق مأرب وصنعاء والبيضاء. لعب الزايدي أدوارًا غير معلنة في تقريب الجماعة من شيوخ كانت مواقفهم ضبابية، وساهم في هندسة الكثير من الاتفاقات القبلية التي حيّدت بعض المناطق من الصراع.

ما يلفت الانتباه هو أن الزايدي، وفق مصادر متقاطعة، سافر سابقًا إلى سلطنة عُمان أكثر من مرة، وفي كل مرة كان عبوره يتم إمّا عبر مطار صنعاء، أو بموافقة أمنية مسبقة، سواء من جماعته أو من جهات أخرى. فلماذا تم توقيفه الآن؟ ولماذا لم يستقل الرحلة الأممية الوحيدة التي تعمل من مطار صنعاء، خاصة بعد توقف جميع الرحلات التجارية إثر استهداف الطائرات اليمنية من قِبل إسرائيل؟

العبور مقصودًا

اختيار الزايدي الطريق البري عبر محافظة المهرة، رغم وجود بدائل أكثر أمانًا، لا يبدو سلوكًا عفويًا. بل تشير المعطيات إلى أن المرور عبر أراضي الشرعية كان مقصودًا بحد ذاته، كجزء من سيناريو أُعد بعناية من قِبل الجماعة. فالسماح للزايدي بالخروج بهذه الطريقة، دون تأمين خروجه الكامل، يعني أن الجماعة إما أرادت له أن يُعتقل، أو أرادت خلق ضجة سياسية من خلالها.

لم تمر ساعات على اعتقاله، حتى اشتغلت ماكينة إعلام الحوثيين تصوّر الحادثة كـ"إهانة لقبائل خولان"، و"انتهاك للسيادة اليمنية"، بل حتى ذهب البعض إلى اعتبار ما حدث "خيانة" من جهات محلية في المهرة تخدم أجندات أجنبية.

لكن خلف هذا الضجيج الإعلامي، تكمن محاولة واضحة لتوظيف الحدث في تحشيد قبلي جديد، وخصوصًا في المناطق التي بدأت مؤخرًا تُظهر تذمّرًا من سلوكيات الحوثيين، وعلى رأسها خولان ومأرب.

جرح يخنق الحوثيين

تأتي هذه الضجة حول الزايدي بعد أيام قليلة من مقتل الشيخ عبدالله حنتوس في محافظة ريمة، على يد مسلحين حوثيين اقتحموا منزله وقتلوه بدم بارد، فقط لأنه وجّه انتقادًا لهم، وطالب بتصحيح بعض الممارسات الأمنية في المنطقة. الجريمة كانت صادمة، ليس فقط لبشاعتها، بل لأنها كشفت حجم الاستهتار بالقيم القبلية لدى جماعة تدّعي تمثيلها للشرف والكرامة.

كان يمكن للجماعة أن تعالج الحادثة بطريقة تُخفف من وقعها، مثل فتح تحقيق شفاف، أو معاقبة الفاعلين، لكن بدلاً من ذلك، أغلقت الملف تمامًا، وبدأت بالبحث عن قصة جديدة لصرف الأنظار، فكانت قضية الزايدي هي الورقة المناسبة.

يرى مراقبون أن الجماعة، عبر افتعال "إهانة شيخ خولاني"، تحاول حرف البوصلة من قضية دم إلى قضية شرف، ومن مذبحة ارتكبوها إلى اعتقال يتهمون به "الشرعية" والتحالف.

موقف حساس

إحدى النقاط المهمة في القصة هي محاولة الزايدي الوصول إلى سلطنة عُمان، الدولة التي تحتفظ بعلاقات مفتوحة مع جماعة الحوثي، وتستضيف عددًا من قياداتها. في حال تم تهريبه بطريقة غير رسمية عبر الحدود، فإن ذلك يضع عُمان أمام تساؤلات صعبة حول موقفها الحقيقي من قضايا التهريب والعبور السياسي.

ولا يُستبعد أن يكون الهدف من إرسال الزايدي إلى عُمان هو إيصال رسائل معينة، أو حتى التمهيد لوجود دائم له هناك، خصوصًا مع الحديث المتزايد عن صراعات داخلية داخل الجماعة، ومحاولة بعض القيادات البحث عن ملاذات سياسية بديلة.

لعبة التوظيف السياسي

حين تم اعتقال هشام شرف في عدن، وهو وجه سياسي معروف داخل جماعة الحوثيين، لم يُسمع ضجيج إعلامي، ولم تُفتح حملات تضامن، رغم أهمية موقعه. لكن حين اعتُقل الزايدي، وهو شخصية قبلية، انفجرت كل منصات الجماعة بالصراخ والتحريض والاستنفار.

هذا التناقض يكشف الكثير: الجماعة لا ترى في زعمائها السياسيين قيمة حقيقية أمام الورقة القبلية، لأنهم يعرفون أن القبيلة ما تزال الورقة الأقوى في اليمن، سواء للتجنيد، أو للتحشيد، أو حتى لتثبيت النفوذ.

وبينما تموت ملفات حقوقية وإنسانية كبيرة في صمت، يجري اليوم تضخيم ملف الزايدي لخدمة أجندة حرب، في وقت لا تزال فيه دماء الشيخ حنتوس تُنادي من ريمة، بلا استجابة.

الحوثي تحت الضغط

الحوثيون اليوم في وضع داخلي صعب: نزيف ثقة من القبائل، تململ في الشارع، فضائح متراكمة، وانكشاف خارجي متزايد. لذلك ليس غريبًا أن يبحثوا عن "أزمة مصطنعة" يعيدون بها اصطفاف القبائل، ويغطّون بها جرائمهم المتتالية.

لكنّ وعي الناس تغيّر، ومثل هذه الحيل لم تعد تنطلي على قبائل دفعت ثمن الحرب كثيرًا، وتشهد كل يوم وجوهًا جديدة من القمع والازدراء، حتى من داخل من كان يُفترض أنهم حلفاؤهم.

قصة الزايدي قد تصنع ضجيجًا إعلاميًا، لكنها لن تمحو جريمة حنتوس، ولن تُعيد ما تبقى من هيبة جماعة باتت تتخبط بين فضائح الداخل وضغوط الخارج.

مقالات مشابهة

  • الزايدي بين الاعتقال والعبور.. رسالة حوثية مشفّرة للقبائل أم تهرّب من الحساب؟
  • السجن 10 سنوات لآسيوي بتهمة الاتجار بالمخدرات في البحرين
  • السعودية.. فيديو الأمير الوليد بن طلال يزور الفيلا التي ولد فيها يثير تفاعلا
  • تفاصيل إحالة متهم بالاتجار فى مخدر الإستروكس بالجيزة للمحاكمة الجنائية
  • مدير الدفاع المدني في الساحل السوري: الألغام التي زرعها النظام البائد أكبر عائق نواجهه لإخماد الحرائق في ريف اللاذقية الشمالي
  • النيابة تطالب بسرعة التحريات حول عاطل متهم بالاتجار فى الأقراص المخدرة بالجيزة
  • آصف ملحم: إرسال الأسلحة لأوكرانيا تصعيد محسوب.. وروسيا قد تطرح مقترح الاحتلال المؤقت
  • وزير دفاع الإحتلال: إسرائيل ستضرب إيران مرة أخرى
  • إبراهيم سعيد يقاضي طليقته وابنته بتهمة التزوير
  • برّاك عائد: وقف إطلاق النار فشل ولْنَرَ إن كان ممكناً وقفُ خروقات إسرائيل!