عربي21:
2024-06-12@07:35:15 GMT

معهد واشنطن يحذر من انزلاق الجبهة بلبنان لحرب شاملة

تاريخ النشر: 4th, April 2024 GMT

معهد واشنطن يحذر من انزلاق الجبهة بلبنان لحرب شاملة

حث تقرير لمعهد واشنطن الإدارة الأمريكية لبذل مزيد من الجهد لإبطاء الانزلاق الذي يلوح بالأفق نحو الحرب على الجبهة بين "إسرائيل" ولبنان.

وقال المعهد في تقرير، أعده ديفيد شينكر الذي شغل سابقا منصب مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى، إنه بعد ما يقرب من ستة أشهر على بدء حرب غزة، أدركت "إسرائيل" أن الوضع الذي كان قائماً قبل السابع من تشرين الأول/أكتوبر في جنوب لبنان لم يعد مقبولاً.

وسواء يتم إنشاء وضع راهن جديد من خلال المفاوضات أو قوة السلاح، فلا بد من أن يتم التراجع من قبل كلا الطرفَين، والسؤال هو متى وتحت أي ظروف.

ويوضح شينكر أن الحدود الشمالية لفلسطين المحتلة ظلت في حالة نزاع متوسط الحدة منذ أن السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، ولا تزال المستوطنات الثمانية والعشرون التي تم إخلاؤها قبل أشهر فارغة، حيث مُنع نحو 80 ألف مستوطن من العودة إلى ديارهم وسط تبادل يومي لإطلاق النار ومخاوف مستمرة من غزو على غرار ذلك الذي قامت به "حماس".


وبحسب التقرير؛ يطلق حزب الله النار بشكل رئيسي على المواقع والقواعد العسكرية الإسرائيلية؛ كما يطلق بشكل دوري الصواريخ والطائرات المسيّرة على المناطق المدنية الفارغة. ويستهدف الجيش الإسرائيلي البنية التحتية الرئيسية للحزب، ومستودعات الأسلحة والعناصر التابعة له، لا سيما قوات وحدة "الرضوان" الخاصة التي يقدر عددها بـ10 آلاف عنصر والتي انتشرت على طول الحدود عندما بدأت الأزمة.

وبصورة إجمالية، قُتل نحو عشرة جنود إسرائيليين في هذه الاشتباكات، إلى جانب حوالي 300 مقاتل على الجانب الآخر (وهو عدد يشمل أفراداً من "حزب الله" والمسلحين الفلسطينيين الذين هاجموا من الأراضي اللبنانية بمباركة الحزب).

وبتقدير شينكر فإن خطر التصعيد المفاجئ مرتفع، برغم أنهم في طهران ما زالوا يفضلون على ما يبدو تجنب الحرب الشاملة في الوقت الحالي - وجزئياً للحفاظ على القدرات العسكرية القوية للحزب، ولكن أيضاً لردع الهجمات الإسرائيلية على إيران نفسها، بما في ذلك ضد البرنامج النووي المتسارع للنظام. إلا أن استهداف القنصلية الإيرانية في دمشق واغتيال عدد من كبار الضباط الإيرانيين يمكن أن يغيّر حسابات طهران بشكل كبير.

ويتناول التقرير ما يصفه بـ"معضلة إسرائيل" حيث يتعرض رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لضغوط داخلية متزايدة من أجل تسهيل عودة المستوطنين الذين تم إجلاؤهم في الشمال، خاصة بعد الاحتجاجات الحاشدة التي جرت هذا الأسبوع ضد حكومته. ولكن لضمان سلامة هؤلاء العائدين، يقول مسؤولو الجيش الإسرائيليون إن وحدة "الرضوان" التابعة لحزب الله، يجب أن تبقى على بعد حوالي سبعة إلى عشرة كيلومترات شمال الحدود.

 ويختلف هذا المطلب - الذي يعكس المدى التقريبي لصواريخ "كورنيت" الفتاكة المضادة للدبابات التي يمتلكها "حزب الله" - حتى عن كيفية توزيع قوات "حزب الله" قبل 7 تشرين الأول/أكتوبر، وبالتالي سيتطلب إما تنازلاً كبيراً من جانب الحزب أو حملة عسكرية كبيرة ترغمه على التراجع بشكل دائم. وما يزيد الأمور تعقيداً هو أن "إسرائيل" تأمل في تحقيق هذه الظروف الجديدة بحلول شهر أيلول/ سبتمبر، وذلك لضمان أن يبدأ الأطفال في الشمال العام الدراسي الجديد في مستوطوطناتهم.

منع نشوب حرب شاملة
ومن أجل منع نشوب حرب شاملة، تسعى إدارة بايدن، بحسب شينكر، إلى التوسط في وقف إطلاق النار والتوصل إلى اتفاق أوسع نطاقاً يبقي بموجبه حزب الله جميع قواته على بعد سبعة كيلومترات من الحدود، وفي المقابل، تنهي "إسرائيل" على الأقل بعض عملياتها الجوية فوق لبنان، بينما تنشر بيروت 15 ألف جندي من الجيش اللبناني جنوب نهر الليطاني".

ويدعو هذا الجهد بقيادة المبعوث الأمريكي آموس هوكستين، والرامي إلى تنفيذ بعض جوانب "القرار 1701"، الطرفين أيضاً إلى بدء نقاشات حول النقاط الحدودية المتنازع عليها على طول ما يسمى بـ "الخط الأزرق".

ويعتقد المراقبون أن مثل هذه المفاوضات قد تؤدي على الأرجح إلى تعديلات حدودية تبلغ عدة مئات من الأمتار لصالح لبنان في المناطق التي تعترف إسرائيل بأنها ذهبت إليها شمال "الخط الأزرق"؛ ويشمل ذلك إعادة توحيد قرية الغجر المقسمة.

يمكن لإدارة بايدن أن تحاول تشجيع حزب الله على الإذعان بصورة أكثر من خلال عرض دعم سليمان فرنجية، مرشح الحزب المفضل لرئاسة الجمهورية في لبنان، وهو المنصب الذي ظل شاغراً منذ ما يقرب من عامين. لكن في حين أن اختيار الرئيس هو أمر ضروري في النهاية للموافقة على اتفاق الحدود، فإن دعم فرنجية يشكل مناورة غير حكيمة لن تؤدي إلا إلى تعزيز جهود حزب الله المتقدمة أساساً للسيطرة على الدولة، بحسب شينكر.

ووفقاً لبعض التقارير، تحاول واشنطن أيضاً تسهيل الاتفاق من خلال اقتراح ضمان رواتب الجيش اللبناني وتطوير جنوب لبنان اقتصادياً، كل ذلك على أمل تثبيط المغامرات المستقبلية لحزب الله ضد "إسرائيل". ومع ذلك، فمن المرجح أن يكون هذا الاحتمال غير مستساغ لدى "حزب الله"، الذي لطالما سعى إلى منع الاستثمار في لبنان من أجل إبقاء ناخبيه الشيعة معتمدين على سخائه، على حد زعم شينكر.


وتشكل الطلعات الجوية الإسرائيلية نقطة شائكة محتملة أخرى. ونظراً لفشل "اليونيفيل" الكامل في مراقبة امتثال حزب الله لشرط البقاء شمال الليطاني، فإن "إسرائيل" لا تحبذ الاعتماد على هذه المنظمة بمراقبة ما إذا كانت وحدة "الرضوان" ستبقى بعيدة عن الحدود.

ويكشف تقرير المعهد بعض الأفكار قيد الدراسة لتعزيز قوة "اليونيفيل" من خلال وجود بعثة ألمانية و/أو فرنسية منفصلة للمراقبة على الأرض.

لكن شينكر يرجح أن الجيش الإسرائيلي سيصر على مواصلة الطلعات الاستطلاعية بطائرات بدون طيار فوق جنوب لبنان بعد وقف إطلاق النار، ومن غير المرجح أن يوافق حزب الله على هذا الشرط.

ويرجح التقرير أنه حتى لو تم التوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة وتراجع حزب الله عن التصعيد رداً على ذلك، فقد تختار "إسرائيل" مواصلة المستوى الحالي من عملياتها في جنوب لبنان.

ويبدو أنه منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر، أظهرت ضربات الجيش الإسرائيلي في لبنان مستوى عالٍ من القدرة الهجومية والدفاعية، والاستهداف الاستخباراتي وجمع المعلومات الاستخبارية، والاستعداد للمخاطرة التصعيدية. ويبدو أن "إسرائيل" تعمل الآن هناك من دون قيود تُذكر، مثلما تعاملت مع التهديدات الإيرانية في سوريا طوال عقد من الزمن تقريباً. ولذلك، قد يستنتج المسؤولون الإسرائيليون أن السماح للجيش الإسرائيلي بممارسة قواعد الاشتباك الجديدة هذه في جنوب لبنان هو خيار أفضل من وضع ثقتهم في "اليونيفيل" أو الجيش اللبناني لتقييد وحدة "الرضوان" أو حماية سكان المناطق الحدودية.

ويوصي التقرير واشنطن بمواصلة الجهود الدبلوماسية لوقف التصعيد في لبنان، لكن دون تقديم تنازلات بشأن رئاسة الجمهورية اللبنانية. وينبغي لها أيضاً المساهمة في ضمان استعداد "إسرائيل" لمثل هذا النزاع في المستقبل من خلال تجديد ترسانة "إسرائيل" إذا لزم الأمر، مع النص على عدم استخدام هذه الأسلحة في الحملة على رفح.


كما يوصي التقرير واشنطن أن تحاول إشراك سكان جنوب لبنان والاستفادة منهم. وفي هذا الصدد، يوفر وجود قوات "اليونيفيل" ميزتين فعليتين: زيادة النشاط الاقتصادي وتقليل فرص التورط في اشتباكات مسلحة مع "إسرائيل". وإذا أرادت المدن الجنوبية جني هذه الفوائد، فيُتوقع منها أن تطالب بشكل استباقي بمواقع ودوريات تابعة للأمم المتحدة وترحب بها، حتى عندما يثبت أن عمليات الانتشار هذه تطفلية في بعض الأحيان. وفي أفضل الأحوال، يعرب السكان المحليون أيضاً عن عدم رغبتهم في التسامح مع نشاط الميليشيات بطرق أخرى.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سياسة دولية لبنان حزب الله لبنان امريكا حزب الله الاحتلال المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الجیش الإسرائیلی تشرین الأول جنوب لبنان حزب الله فی لبنان من خلال

إقرأ أيضاً:

إسرائيل أعجز من أن تشنّ حربًا شاملة ضد لبنان

 
ما يمكن استنتاجه مما خلصت إليه القمة الفرنسية – الأميركية التي جمعت الرئيسين إيمانويل ماكرون وجو بايدن في قصر الإليزيه في باريس السبت الماضي، بالنسبة إلى الملف اللبناني، هو أن إسرائيل لن تجسر على شنّ حرب شاملة على لبنان، وستكتفي بما تقوم به من اعتداءات واسعة على القرى الحدودية.
فإذا كانت يد تل أبيب غير مقيّدة في قطاع غزة على رغم الاعتراضات التي تواجهها عالميًا وحملات الشجب والادانة، فإنها تبدو عاجزة عن جرّ لبنان إلى مواجهة مفتوحة، وذلك بسبب أن وضعية لبنان تختلف عن وضعية القطاع، وإن حاول "حزب الله" ربط الجبهة الجنوبية بالجبهة الغزاوية انطلاقًا من مبدأية "وحدة الساحات".
فإدخال لبنان في حرب مفتوحة على غرار ما هو حاصل في قطاع غزة يعني بالنسبة إلى العالم الغربي ضرب الاستقرار في المنطقة، مع ما يمكن أن يكون لذلك من تأثير مباشر على الاستقرار العالمي. من هنا جاء الاهتمام الأميركي – الفرنسي في قمة باريس، من حيث تقدّم الملف اللبناني في أولويات الدولتين لا سيما لجهة الموازاة والتساوي بين السعي الى منع الحريق الإقليمي من الامتداد الى لبنان والإلحاح على انتخاب رئيس للجمهورية، وهو أمر بالغ الدلالات لجهة اقتران الجهود المشتركة للتوصل الى حل مزدوج للملف اللبناني بهذين الشقين.
إلاّ أن الملف الرئاسي، على رغم أهميته بالنسبة إلى الأميركيين، فقد تّركت تفاصيله إلى اللقاء الذي سيجمع الرئيس الفرنسي مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان على هامش قمة الدول الصناعية، الذي سيعقد في روما، مع اقتناع باريس بالدور المهم، الذي يمكن أن تقوم به الرياض في دفع الجهود المبذولة لتسريع إتمام الاستحقاق الرئاسي، وعدم ترك لبنان مشرّع الأبواب على كل الاحتمالات السيئة، التي يمكن أن تنجم عن استمرار الفراغ في سدّة الرئاسة.
فباريس المهتمة بالوضع اللبناني من بوابة الملف الرئاسي عبر موفدها جان ايف لودريان تعوّل كثيرًا على الدور السعودي في هذا المجال، وذلك نظرًا إلى العلاقة الوطيدة، التي تربط بين المملكة ومختلف الشرائح اللبنانية، وبالأخص الفريق الذي يتماهى مع السياسة الانفتاحية، التي تنتهجها المملكة بعد اعلان بكين، مع نظرتها الشاملة لقضايا المنطقة، خصوصًا أن الرياض لم تتعاطَ مع الأزمة الرئاسية اللبنانية من زوايا ضيقة، بل حرصت منذ اللحظة الأولى للشغور الرئاسي على عدم الدخول في تفاصيل الأسماء، وبقي دورها محصورًا من ضمن سقوف اللجنة الخماسية، مع تشديدها على أهمية التوافق اللبناني – اللبناني على اختيار الرئيس، الذي يستطيع أن يعيد لبنان إلى الحضن العربي.
وعليه، فإن تحرك لودريان الخارجي بوجهه اللبناني، سواء عبر المحادثات التي أجراها في الفاتيكان، أو عبر التواصل المستمر مع الموفد الرئاسي الأميركي آموس هوكشتاين، ستكون له تأثيرات مباشرة على الملف الرئاسي في مرحلته المتقدمة، على رغم الضباب، الذي يلف المنطقة الفاصلة بين "ساحة النجمة" وقصر بعبدا، وذلك لكثرة ما يثار من غبار سياسي لا بدّ من أن ينجلي في أسرع وقت، لأن ما تراه فرنسا من بعيد لا يستطيع أن يراه الذين يتعاطون بالملف الرئاسي من مسافة قصيرة، خصوصًا في ما يتعلق بالمستقبل السياسي للبنان، إذ أن ما حذّر منه لودريان في آخر زيارة له لبيروت عن خشيته من زوال لبنان السياسي كما هو عليه راهنًا لم يكن مجرد زّلة لسان، بل نتيجة قراءة فرنسية واقعية لما يُعدّ للبنان من ضمن التسويات الكبرى في المنطقة، والتي قد يعاد فيها رسم الخارطة السياسية لدولها.
من هنا، فإن ما يجري على الجبهة الجنوبية من مناوشات لا تخلو من الحماوة، لا يمكن فصله عن المسار العام، وما له علاقة بما يُرسم ويُخطَّط له، بدءًا من البحث الجدّي عن حل مستدام للقضية الفلسطينية، وصولًا إلى تكريس حيادية لبنان. وهذا ما يطالب به الفاتيكان، الذي يبدي حرصًا شديدًا على بقاء الصيغة اللبنانية على فرادتها كنموذج للتعايش الحضاري، الذي يميزّ اللبنانيين عن سواهم من شعوب المنطقة، وهو النقيض لمفهوم الأحادية المطلقة في التجّذر التاريخي بمنطق عرقي قاتل ومدّمر. المصدر: خاص "لبنان 24"

مقالات مشابهة

  • إطلاق نحو 100 صاروخ من جنوب لبنان نحو شمال إسرائيل
  • بالفيديو: رشقات صاروخية متتالية من جنوب لبنان باتجاه شمال اسرائيل
  • إسرائيل أعجز من أن تشنّ حربًا شاملة ضد لبنان
  • بينهم طالب عبد الله.. إسرائيل تغتال 4 من قادة حزب الله في لبنان (تفاصيل)
  • استعدادا لحرب شاملة.. إسرائيل تطلب من إدارة بايدن اتخاذ إجراءات رادعة ضد حزب الله
  • حزب الله يهاجم إسرائيل بسرب مسيّرات ومدفعية الاحتلال تستهدف جنوب لبنان
  • جمال الكشكي: إسرائيل غير مستعدة لحرب جديدة في جنوب لبنان
  • لأول مرة.. حزب الله يستهدف مقاتلات إسرائيلية
  • جيش الاحتلال الإسرائيلي يحذر سكان جنوب لبنان قبل قصف بلداتهم
  • قائد الجبهة الداخلية الإسرائيلية: الحرب لم تنته بعد ومستعدون لخوض حرب في الشمال