"أخيرا بعض الهدوء بعد ستة أشهر من الأزيز والضوضاء" هكذا عبر الناشط من غزة يوسف ميمه، على حسابه في إنستغرام عن الوضع في القطاع الفلسطيني بينما كانت الطائرات بدون طيار والصواريخ الإيرانية تشق طريقها إلى الأراضي الإسرائيلية، مساء السبت. 

ونشر شاب آخر يدعى، محمود شراب، نفسه فيديو له وهو يسير في منتصف الشارع والسماء فوقه هادئة وقال: "لا أصدق هكذا هدوء".

ومع تحول انتباه العالم إلى الهجوم الإيراني على إسرائيل، شهد الفلسطينيون في غزة ليلة هادئة نسبيا لأول مرة منذ أكثر من ستة أشهر، لكنهم سرعان ما عادوا إلى الواقع عندما استمرت الغارات الجوية هناك، صباح الأحد، ثم إعلان الجيش الإسرائيلي استدعاء قوات احتياط لتنفيذ مزيد من العمليات في القطاع، وفق نيويورك تايمز. 

وسحبت إسرائيل، في وقت سابق من الشهر الجاري، بعض قواتها من غزة حيث تشن حربا ضد حركة حماس.

ويخشى الفلسطيني، وليد الكردي، وفق تصريحاته لفرنس برس، أن تؤدي التوترات الإسرائيلية-الإيرانية إلى "صرف الانتباه" عن الوضع الإنساني في قطاع غزة.

وفي تعليق على الهجوم الذي شنّته إيران ليل السبت-الأحد بمسيّرات وصواريخ على إسرائيل، يقول الكردي الذي لجأ إلى رفح في جنوب القطاع الفلسطيني: "نحن نازحون ولا يهمنا هذا الأمر".

وعلى غرار وليد الكردي، هناك مليون ونصف مليون فلسطيني يحتشدون في مدينة رفح التي تعتزم إسرائيل شن عملية برية فيها على الرغم من المخاوف الدولية.

وقال عامر ناصر (64 عاما): "أعتقد أنه ليس من مصلحة الفلسطينيين على الإطلاق أو من المفضل لديهم فتح جبهة جديدة مع إسرائيل. هذا سيصرف الناس في جميع أنحاء العالم عن رؤية ما يحدث في غزة"، بحسب ما نقلت عنه نيويورك تايمز.

ويقول الكردي إن "رد إيران على إسرائيل ليس شأننا. ما يهمنا هو أن نعود إلى ديارنا"، في حين تهدّد المجاعة القطاع الفلسطيني، وتراوح مكانها المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل والحركة الإسلامية للتوصل إلى هدنة.

وأعلنت إسرائيل، الأحد، أنها لاتزال في حال تأهب غداة الهجوم غير المسبوق لإيران، والذي جاء ردا على قصف للقنصلية الإيرانية في دمشق في الأول من أبريل.

ويعرب الكردي عن خشيته من تداعيات التطور الأخير إذ يرى في التوترات الإسرائيلية-الإيرانية "مناورة" محتملة.

ويقول: "سننتظر الساعات الثماني والأربعين المقبلة لمعرفة ما إذا اليهود (إسرائيل) سيردون على إيران أم أنها لعبة (تمارس) علينا لصرف الانتباه عن رفح".

لا يُعقل

ووسط أكشاك مؤقتة في شوارع رفح المزدحمة، يأمل أحمد أبو عودة وهو أيضا نازح "أن تضغط إيران على إسرائيل لوقف الحرب" في قطاع غزة.

وقال: "إذا توقفت الحرب بوساطة إيران، فهذا ما نأمله. وإلا، فليضربوا (الإسرائيليون) ليس إيران فحسب، بل أيضا سوريا والأردن وجميع الدول العربية"، موجّها اللوم ضمنيا لإسرائيل لعدم سعيها لوقف الحرب.

وعلى مقربة منه، يشدّد محمد صبحي على أنه من غير المفهوم كيف أن المقذوفات التي أطلقتها إيران لم تصل إلى أهدافها. ويتساءل "هل يعقل أن تستغرق الطائرة (المسيّرة) سبع ساعات لبلوغ إسرائيل؟".

ويضيف "هل يعقل أن 170 طائرة لم يدخل أي منها (المجال الجوي لإسرائيل) وسقطت كلها؟، هذا أمر لا يعقل"، في وقت تؤكد إسرائيل أنها أحبطت الهجوم الإيراني واعترضت "99 في المئة مما أطلق" باتجاه أراضيها. 

وتقول إسرائيل إنها لن توقف القتال حتى تدمر حماس عسكريا، وإنها لاتزال تخطط لشن هجوم على مدينة رفح.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: على إسرائیل

إقرأ أيضاً:

تطورات غزة تلقي بظلالها على إسرائيل: ضغوط داخلية وتحذيرات أمنية في القطاع

وسط حالة من الهدوء الحذر التي يعيشها قطاع غزة منذ بدء وقف إطلاق النار، تشهد الساحة الإسرائيلية والفلسطينية تطورات متسارعة، تجمع بين التحركات السياسية والقلق الأمني والانعكاسات النفسية للحرب. ومع دخول الهدنة يومها السادس والخمسين، تتباين مسارات المشهد بين محاولات دفع الاتفاق إلى المرحلة الثانية، وتصاعد التوترات في غزة والضفة الغربية، وارتفاع مؤشرات الضغط داخل الجيش الإسرائيلي.

حراك سياسي لإحياء العملية التفاوضية

تشير التحركات الأخيرة إلى جهود أميركية مكثفة لتسريع تنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار. الرئيس الأميركي دونالد ترامب تحدث عن أن الانتقال إلى المرحلة الجديدة “قريب جدًا”، فيما ذكرت تقارير أن الإعلان قد يصدر قبل أعياد الميلاد. وفي هذا السياق، أرسلت إسرائيل وفدًا إلى القاهرة للتباحث بشأن استعادة جثمان آخر رهينة محتجز في غزة، وهو شرطي قُتل في هجوم السابع من أكتوبر 2023.

غزة بين ضغوط داخلية وإرباك إسرائيلي: وقف إطلاق النار يواجه اختبارات متصاعدة عضو بالحزب الجمهوري يوضح نصائح المعارضة الداخلية ضد نتنياهو بشأن خطة ترامب لقطاع غزة إسرائيل تواجه انتقادات داخلية وتغييرًا في مواقع القيادة

على الجانب الإسرائيلي، أعلنت حكومة بنيامين نتنياهو تعيين اللواء رومان غوفمان مديرًا جديدًا لجهاز الموساد، رغم افتقاره إلى الخبرة الاستخباراتية، ما أثار نقاشًا واسعًا داخل الأوساط الأمنية. وفي الوقت ذاته، تُظهر الإحصاءات الرسمية أزمة متنامية في صفوف الجيش، تمثلت في ارتفاع معدلات الانتحار بين الجنود خلال السنوات الأخيرة، مع تسجيل 7 حالات أواخر 2023، و21 حالة في 2024، و20 حالة منذ بداية 2025. كما أفادت صحيفة "هآرتس" بانتحار ضابط احتياط من لواء غفعاتي بعد معاناة نفسية مرتبطة بالقتال في غزة.

تحذيرات داخلية في غزة وتصاعد التوتر في الضفة

وفي القطاع، أصدرت وزارة الداخلية تحذيرات شديدة اللهجة عقب مقتل ياسر أبو شباب، قائد إحدى المجموعات المسلحة، مؤكدة أن النهاية ذاتها “ستطال كل من يتعاون مع الاحتلال”. ودعت الوزارة من وصفتهم بـ "المطلوبين" إلى تسليم أنفسهم، مع التعهد بالنظر في ملفاتهم وتخفيف الإجراءات بحقهم.

وفي الضفة الغربية، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية مقتل الشاب بهاء عبد الرحمن راشد (38 عامًا) برصاص الجيش الإسرائيلي في بلدة أودلا جنوب نابلس، وسط استمرار التوتر في مناطق عدة.

مقالات مشابهة

  • إسرائيل: حماس تدير شبكة تحويلات بمئات ملايين الدولارات من تركيا بإشراف إيران
  • ائتلاف المالكي:الإعلان عن المرشح لرئاسة الحكومة بعد اختيار المرشح الكردي لرئاسة الجمهورية
  • باحث سياسي: إسرائيل تريد تفريغ غزة من الفلسطينيين  
  • اللواء حابس الشروف: إسرائيل تتهرب من المرحلة الثانية وتمارس سياسة تعزيز شعبيتها عبر الدم الفلسطيني
  • إيران تعلن اعتقال عناصر شبكة تعمل لصالح إسرائيل
  • رئيس سوريا: مخاوف إسرائيل تجاهنا غير مبررة
  • إحباط مخطط إرهابي كبير.. إيران تعتقل عناصر شبكة تعمل لصالح إسرائيل
  • تطورات غزة تلقي بظلالها على إسرائيل: ضغوط داخلية وتحذيرات أمنية في القطاع
  • وزراء خارجية 8 دول يعبّرون عن قلقهم من تصريحات "إسرائيل" بشأن معبر رفح
  • تركي الفيصل: إسرائيل هي التهديد الأكبر لاستقرار الشرق الأوسط وليس إيران