دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- أثارت رغد صدام، ابنة الرئيس العراقي الأسبق، صدام حسين تفاعلا، بتدوينة عن أوضاع العالم العربي، أشارت فيها إلى مقولة البعض إن المنطقة ستكون هادئة بدون وجود والدها.

وقالت رغد صدام حسين، في تدوينة نشرتها على حسابها الرسمي عبر منصة إكس: "طالما قالوا إن الشر في المنطقة العربية أساسه (العراق) والرئيس الشهيد صدام حسين وأن المنطقة ستكون هادئة بدونه!"

وأضافت رغد صدام: "اليوم وكل يوم يتذكرونه وأيقنوا أن رؤيته سبقت الآخرين بسنوات عديدة".

وختمت ابنة الرئيس العراقي الراحل منشورها بقولها: "تحية إجلال وتقدير لك أيها البطل، يا من رفعت اسم العراق عاليا".

وأرفقت رغد صدام تدوينتها بمقطع فيديو جمع بين كل من والدها الراحل، والزعيم الليبي الراحل، معمر القذافي، وهما يتبادلان قراء أبيات شعرية من قصيدة حماسية ألفها أحد الشعراء العراقيين، عن حال العالم العربي.

وأثار منشور ابنة الرئيس العراقي الأسبق تفاعلا عبر مستخدمين على منصة "إكس"، وجاءت أبرز التعليقات كالتالي:

 

العراقتغريداتصدام حسيننشر الثلاثاء، 16 ابريل / نيسان 2024تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2024 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.

المصدر: CNN Arabic

كلمات دلالية: تغريدات صدام حسين صدام حسین رغد صدام

إقرأ أيضاً:

مفاجأة زلزلتني: من «العالم العربي» إلى «الملفات».. (1- 3)

 

 

 

د. مجدي العفيفي

 

كيف تحوّلنا من أُمَّة إلى حدود؟

(1)

حدث أن جلستُ ذات يوم مع رجل كان يحمل على كتفيه ثقل دولةٍ تعدّ من أقدم الديمقراطيات الغربية، ومن أشرس القوى العسكرية في العالم: وزير الدفاع الفرنسي في الثمانينيات.

حوار طويل دار بيننا، تجوّلنا فيه بين خرائط التاريخ وموازين الجغرافيا وإيقاعات القوة والنفوذ..

كان ذلك وانا أعيش في سلطنة عُمان، وكنت مراسلًا صحفيًا لعشر صحف ومجلات عربية وأجنبية في عنفوان الشباب والصحافة، في ضياء عملي التأسيسي المشارك في الإعلام العُماني ابداعا وانتاجا وصناعة وصياغة..

كنت أتحدّث مع ذلك الرجل «الغربي» بعفوية «العربي» الذي تربّى على لغة المجد والقصائد، على الأغاني الوطنية والصور المثالية المكتنزة بالأساطير.

فسألته.. بتوقٍ صحفي أكثر مما هو سؤال واقعي:

كيف ترون العالم العربي؟

هذه قلب العروبة النابض.. وهذه لؤلؤة الخليج.. وتلك بوابة العرب الشرقية.. وهذه سلة الغذاء العربي. وتلك أم الحضارة.. وهذه أصل العرب.. و..و..و..

توقعت أن يبتسم.. أن يوافق.. أن يدير حديثًا دبلوماسيًا.

لكنّه قلب الطاولة بكلمة واحدة زلزلت وجداني، وهدمت ألف نشيد كنت أحمله في صدري:

«ما هذه الألقاب»؟ نحن لا نعرف شيئًا اسمه «عالم عربي» نحن نتعامل مع (ملفات): الملف المصري، الملف السوري، الملف السعودي... وهكذا.

(2)

توقفت الكلمات داخلي.

كانت اللحظة كافية لأفهم أن الفجوة ليست في السياسة فقط، بل في الوعي.

الفجوة ليست في القوة، بل في إدراك القوة.

نحن نحب أن نسمي أنفسنا: أمة.. لكن الآخر لا يرانا كذلك.

نحن نغني: "بلاد العرب أوطاني".. بينما هو يضع كل دولة منا في سطر منفصل، جدول منفصل، خريطة نفوذ منفصلة، و"أجندة" لا تشبه الأخرى.

نحن نتماهى مع صورة رومانسية.. وهو يتعامل مع واقع استراتيجي صارخ.

نحن نحلم.. وهو يخطط.

نحن ننفعل.. وهو يحسب.

(3)

قلت في نفسي: أيّ مأساة هذه؟ من المسؤول عن تحويل الأمة التي امتدت من طنجة إلى بغداد إلى مجرد أوراق في درج موظف عسكري في دولة أجنبية؟

الصدمة ليست في أنه قال ذلك.. الصدمة في أنه كان صادقًا.

نحن من صنعنا هذه الحقيقة.. بتواطؤٍ ناعم، بتفككٍ طوعي، بنظام عربي يشبه "عمارة" قديمة كل شقة فيها تضع لنفسها بابًا حديديًا مضادًا للسرقة.. ليس خوفًا من الأجنبي.. بل من الجيران.

لقد نجحنا بامتياز: أن نحيا معًا.. لكن منفصلين.

أن نتحدث لغة واحدة.. لكن دون وعي واحد.. أن نحمل تاريخًا واحدا.. لكن دون مصير واحد.

الغرب لا يصنع لنا صورتنا.. نحن من قدمنا له الصورة جاهزة على طبق من ضعف.

حين انقسمنا.. قالوا: ملفات.

حين تحاربنا.. قالوا: ملفات.

حين جعلنا كل قُطر "أُمة" بذاته.. قالوا: ملفات.

فالسياسة ليست شعارات.. السياسة سجلات ومصالح وتوازن قوى، والقوة لا تُقاس بعدد الخطب.. بل بمدى حضورك على طاولة القرار.

(4)

لكن ما الذي جعلني أكتب هذا الآن؟

لأننا في هذه اللحظة التاريخية، في هذا الزمن الذي تتفكك فيه الخرائط ويتغير شكل العالم، نكرر الخطأ نفسه:

نصفق للألقاب.. نتمسّك بالروايات.. نرسم صورًا لا يسكنها إنسان.. نقول: واقع عربي واحد، بينما الحقيقة: ألف واقع.. نقول: مصير مشترك.. بينما المصير أصبح مزادات نفوذ.

نقول: تاريخ واحد...والتاريخ يُعاد كتابته كل يوم على يد غيرنا.

المسألة ليست يأسًا، وليست «نوستالجيا» (حنين) واستعادة فارغة للماضي؛ بل هي شهادة على لحظة وعي: لن تُحلّ قضايانا ما دُمنا نُعامل أنفسنا كجزرٍ معزولة.

ولن يحترمنا العالم إذا لم نعد نرى أنفسنا كأمّة أولًا.

القضية ليست سياسية فقط، بل ثقافية:

حين نُربّي جيلًا على أن "الوطن" هو فقط الحدود الجغرافية التي ولد فيها.. سنخسر!

حين ننسى أن اللغة ليست مجرد حروف، بل جسد يفكر.. سنخسر!

حين نسمح لليأس أن يتحول إلى نظام تفكير.. سنخسر!

الأمة ليست شعارًا.. الأمة خيار.. الأمة مشروع.. الأمة مسؤولية.

لم يكن الوزير الأوروبي يتحدث بكُرهٍ أو احتقار، كان يتحدث بمنطق الدول، ولم يكن يطرح رؤية صدامية (shock value) بقدر ما كان مُتفحصًا للواقع (reality check).

لقد أراد أن يقول لي، دون أن يقول: «من لا يتوحَّد.. يُدار».

ومن لا يعرف نفسه.. سيُعرّفه الآخر.

ومن لا يصنع تاريخه.. سيُكتب تاريخه عليه.

واليوم.. ربما نحتاج لتلك الصفعة ذاتها.. لنهدم الصورة القديمة كي نصنع صورةً جديدة، صورة لا تُبنى على الحنين.. بل على الإرادة.

فالسؤال الحقيقي ليس: كيف يروننا؟ بل: كيف نريد أن نكون؟

والأخطر من ذلك: هل نملك الشجاعة أن نتوقف عن الغناء.. لنبدأ العمل؟ لأن الأمم لا تُعرَّف بالأغاني.. بل تُعرَّف بما تفرضه على طاولة العالم.

(5)

اختراع القُطريات..

إذا أردنا فهم كيف خرجنا من صورة «الأمة» إلى حالة «الملفات»، فيجب أن نعود إلى اللحظة التي تغيّر فيها شكل الوعي العربي نفسه.. فالأمة ليست جغرافيا، وليست حتى تاريخًا؛ الأمة تخيّلٌ جماعي. وما يُكسر أولًا في الأمم هو المخيّلة المشتركة.

أولا: عندما قسّمونا.. فلم نمانع؛ فبعد الحرب العالمية الأولى، وبتحديدٍ أدقّ بعد إسقاط الامبراطورية العثمانية، لم يسأل الغرب العرب: «إلى أين تريدون أن تذهبوا بمستقبلكم؟» بل طرح سؤالًا آخر تمامًا: «كيف نُقسّمكم؟». ثم جلس البريطاني والفرنسي حول خريطة لا تعرف الشعب ولا اللغة ولا الذاكرة ولا القبيلة ولا الحضارة… خطّوا حدودًا باردة بقلم رصاص، ثم مرّروا فوقها قلم حبر، فأصبحت دولًا.

ولأول مرة منذ 14 قرنًا، أصبح العربي ينتمي إلى دولة قبل أن ينتمي إلى الأمة.. صار المصري «مصريًا قبل أن يكون عربيًا» واللبناني «لبنانيًا قبل أن يكون عربيًا» والعراقي «عراقيًا قبل أن يكون عربيًا»، ولم يكن ذلك صدفة.. كان مشروعًا كاملًا.

ولهذه السردية المؤلمة بقية!!

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • مفاجأة زلزلتني: من «العالم العربي» إلى «الملفات».. (1- 3)
  • منتخب العراق يعلن غياب أيمن حسين وشيركو كريم عن مواجهة الجزائر في كأس العرب
  • مراد عمار الشريعي: والدي أهلني إني أكون لوحدي وأكمل حياتي من غيره
  • شكوك حول لحاق حسين وشيركو بمواجهة العراق أمام الجزائر
  • خاص.. نقل مشروع متحف العراق الكبير إلى المنطقة الخضراء
  • مصدر رياضي:مهمة صعبة للمنتخب العراقي أمام الجزائر بسبب فقدان بعض عناصره
  • المبعوث الأمريكي: ترامب لديه رؤية واضحة لمنح الرئيس السوري الفرصة لإدارة بلاده
  • العراق يتصدر إنتاج الشعير في المنطقة العربية
  • مريم منيب توجه رسالة موثرة لخطيبها الراحل
  • المشروع العراقي:أمريكا تتحمل مسؤولية النفوذ الإيراني في العراق