يمانيون:
2025-10-22@05:37:53 GMT

الدوراتُ الصيفية تأمينٌ وبناءٌ وحصانةٌ لأجيالنا

تاريخ النشر: 21st, April 2024 GMT

الدوراتُ الصيفية تأمينٌ وبناءٌ وحصانةٌ لأجيالنا

منير الشامي
أصبح في عصرنا رهان أعداء الأُمَّــة للسيطرة على أنظمتها وشعوبها على الاحتلال الفكري واستعمار العقول سواء عقول الأنظمة أَو عقول فئات شعوبها وفي مقدمتها عقول أجيالها بمختلف فئاتهم العمرية ومراحل تعليمهم المختلفة، مستغلين التطور التكنولوجي والثورة في عالم المعلومات والاتصال الذي شهده العالم وحوله من عالم مترامي الأطراف إلى قرية صغيرة، بعد أن نشروا وسائل الاتصال الحديثة كالحواسيب والهواتف المحمولة المزودة بأحدث البرامج التي تضمن نجاح مؤامراتهم والقنوات الفضائية لإيصال موادهم الفعالة عبر هذه الأجهزة، وبعد تأكّـدهم من وصولها إلى كُـلّ بيت وكلّ فرد فيها سخروها لتحقيق مؤامراتهم الهادفة إلى إحلال ثقافة الخنوع والخضوع والتدجين التي أعدوها بناء على دراسات نفسية وعلمية دقيقة في مجتمعات الأُمَّــة وأفرادها بدلاً عن ثقافتهم الأصيلة وموروثهم الفكري القوي والأصيل، وبما يضمن تجريدهم عن هُــوِيَّتهم الإنسانية والدينية والإيمَـانية المحافظة والمحصنة لها بهُــوِيَّة الانحلال والتفسخ والتجرد عن الإنسانية وكلّ ما يمت إليها بصلة لهدم النفس البشرية واستهداف باطن الإنسان وفكره ونفسه البشرية بتأجيج غرائزها وإثارة شهواتها وجذب هواها إلى التفسخ والانحلال ودفعها نحو السقوط إلى ما دون الحيوانية؛ فيصبح الإنسان مسخاً حيوانياً وكائناً شاذاً، لا يحمل مبدأ ولا خلقاً ولا قيمة، يأتي الرذيلةُ والجريمة ويدعو إليها ويدافع عنها، ويرى الفضائل قبائح والأخلاق تخلُّفاً والروابط الاجتماعية قيوداً يجب أن يتخلَّصَ منها؛ فينهار المجتمعُ وتندثر القيم وتتهاوى علاقاته ويتحول إلى قطيع خنازير كُـلّ تفكيره في الشهوات والملذات وكلّ تحَرّكه وهمه لإشباعها بأية طريقة وبأي سبيل؛ فيسهل عليهم السيطرة عليهم وتوجيه حركتهم نحو السقوط والضياع والتحكم الكامل بكل شؤونهم وبكل تحَرّكاتهم، لذلك فلا يمكن أن يسكتوا عن أي تحَرّك من أي مجتمع لمواجهة مشروعهم التدميري وإفشال مؤامرتهم الخبيثة، وأصبح تحَرّك أي مجتمع لحماية أبنائه من استهدافهم مصيبتهم الكبرى وكارثتهم العظمى، ومما لا شك فيه أن الدورات الصيفية التي حرصت قيادتنا على تنشيطها خلال العطلة الصيفية من كُـلّ عام أقوى الأسلحة وأشدها فتكاً وتدميراً لمشروعهم الخبيث وكلّ حروبهم الناعمة، وإفشالاً لمؤامراتهم المستهدفة لأجيالنا، خُصُوصاً بعد أن أفشلت ثورة الـ21 من سبتمبر المباركة مؤامرتهم الفظيعة في تعديل المناهج الدراسية وفق الرؤية التي تخدمهم وتحقّق غايتهم.

لذلك فلا غرابة أن أصبحت الدورات الصيفية كابوسهم الفظيع الجاثم على صدورهم، الذي يؤرق مضاجعهم ويثير غضبهم، ويفاقم من قلق نفوسهم ويضاعف رعبهم وحزنهم؛ بسَببِ قدرتها على هزيمة مشروعهم وصد حروبهم وتأمين أبنائنا منها بثقافة قرآنية تحصنهم أمام أقوى محاولاتهم، ووعي إيمَـاني تتساقط كُـلّ إمْكَانياتهم أمامه وتضيع جهودهم سدى أمام صلابته، ثقافة إلهية قويمة تبني أجيال الأُمَّــة وتعزز من قوتها وتماسك مجتمعها، وتعجل بانهيار أحلامهم التدميرية وتهاوي كُـلّ أمانيهم المرجوة، ولذلك اعتدنا كُـلّ عام أن نرى أعداء مجتمعنا اليمني في الداخل والخارج يشنون حملات مسعورة على أعلى مستوى ضد الدورات الصيفية ويصفونها بأقبح الصفات وأبشع العبارات، ويدسون فيها عشرات الشائعات الكاذبة المعاكسة تماماً لثمارها العظيمة، ويوجهونها بصفة خَاصَّة نحو الآباء والأُمهات تخويفاً لهم من التحاق أبنائهم بهذه الدورات وتحريضاً لهم ودفعاً لمنعهم من الالتحاق بها وعلى مستوى كُـلّ المنابر الإعلامية ومختلف أنواعها؛ بسَببِ قلقهم الكبير من هذه الدورات التي تستثمر مساحة كبيرة من فراغ أبنائنا في العطلة الصيفية فلا تذهب سدى ولا تستغل لاستهدافهم، بل تستثمر لإكسابهم وعياً راسخاً وحصناً إيمَـانياً قوياً، وتفقد هؤلاء الأعداء فرصتهم الثمينة في أبنائنا ولو توفرت لهم لحقّقت مرادهم وأثمرت حربهم الناعمة نجاحاً كَبيراً وملموساً.

إن هذه الحقائق الجلية توجب على كُـلّ أم وأب أن يبادروا في دفع أبنائهم للالتحاق بالدورات الصيفية المغلقة إن أمكن ذلك؛ فهي أكثر فائدة وأعظم أثراً في تسليح أبنائهم بثقافة القرآن وتأمينهم أمام أقوى أساليب الحروب الناعمة وإكسابهم حصانة تتحطم أمامها كُـلّ أساليب الاستهداف الدنيئة، فإن لم يتمكّنوا من إلحاق أبنائهم بالدورات المغلقة فإلى الدورات المفتوحة وليحرصوا على متابعة تواجدهم وانضباطهم خلال فترة إقامة الدورة الصيفية من كُـلّ يوم فلها نفس الفوائد وتحقّق نفس الأهداف وتتضمن نفس المواد الدراسية المقرّرة في الدورات المغلقة تقريبًا من قرآن كريم وتجويد وثقافة قرآنية وإسلامية ودينية ودروس تقوية في اللغات والمواد العلمية الأُخرى والأنشطة الأُخرى المرافقة واكتشاف الموهوبين والمبدعين وتشجيعهم، ووفق مناهج سليمة وهادفة إلى غرس القيم والأخلاق وتنمية الوعي الإيمَـاني والوطني والتربوي، وتعزز ارتباطهم بالله سبحانه وتعالى، وبرسوله -صَلَّى اللهُ عَـلَيْـهِ وَعَـلَى آلِـــهِ- وتقوي إيمَـانهم به وتؤصل ثقافة مجتمعهم الأصيلة المستمدة من جواهر موروثهم الفكري والحضاري القرآني والنبوي المؤكّـد الذي يبني الأجيال ويصنع الرجال.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: الدورات الصیفیة

إقرأ أيضاً:

لتعزيز الوعي وبناء الإنسان المصري.. توقيع بروتوكول تعاون بين «الإفتاء» و«الثقافة»

استقبل الدكتور نظير محمد عياد، مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، بمقر دار الإفتاء المصرية، حيث شهد الجانبان توقيع بروتوكول تعاون مشترك بين المؤسستين، في إطار رؤية الدولة لبناء الإنسان المصري وتعزيز منظومة الوعي والفكر الوسطي الرشيد.

يأتي هذا التعاون في ظل جهود دار الإفتاء ووزارة الثقافة لنشر قيم الوسطية والاعتدال، ومواجهة الفكر المتطرف، من خلال مبادرات ومشروعات ثقافية ودعوية تسعى لترسيخ الهوية الوطنية المصرية الجامعة، وتأكيد دور الثقافة والدين في خدمة قضايا المجتمع، كما يهدف البروتوكول إلى بناء جسور من التعاون المؤسسي المستدام بين المؤسسات الدينية والثقافية..

ويتضمن البروتوكول التعاون في مجالات التثقيف والتدريب وإقامة الفعاليات المشتركة، وإنتاج مواد إعلامية وتوعوية تخاطب فئات المجتمع المختلفة بلغة قريبة من الشباب، إلى جانب تنظيم ندوات ومعارض وأنشطة فكرية تسهم في توعية الأجيال الجديدة وتعميق ارتباطها بالهوية المصرية الأصيلة.

وأكد المفتي خلال اللقاء أن الثقافة والفكر الديني الصحيح ركيزتان أساسيتان في بناء الأوطان وصون العقول من الانحراف، مشيرًا إلى أن البروتوكول يأتي تتويجًا لمسيرة تعاون ممتدة بين دار الإفتاء ووزارة الثقافة في مجالات التوعية والتثقيف، مضيفًا أن مواجهة التحديات الفكرية والأخلاقية المعاصرة تتطلب توحيد الجهود بين مؤسسات الدولة الفكرية والثقافية والدينية، مشددًا على أن دار الإفتاء تؤمن بدور الثقافة والفنون كأداة فاعلة في نشر القيم الإسلامية السمحة وتقديم صورة صحيحة عن الدين بعيدًا عن التشدد والانغلاق.

وأوضح مفتي الجمهورية أن دار الإفتاء المصرية تتعامل مع الثقافة باعتبارها شريكًا في مهمة بناء الإنسان، وأن هذا التعاون يترجم رسالة الدار في الانفتاح على مؤسسات المجتمع المدني والثقافي لنشر الوعي الحقيقي، مؤكدًا أن الفكر الوسطي الرشيد هو السبيل الأوحد لحماية العقول من التطرف والانغلاق.

من جانبه، أكد الدكتور أحمد فؤاد هنو، أن هذا التعاون يمثل أنموذجًا لما يمكن أن تحققه المؤسسات الوطنية حين تتكامل رؤاها لخدمة الإنسان المصري، مشيدة بالدور الوسطي الذي تقوم به دار الإفتاء في ترسيخ الخطاب الديني الواعي المتصل بقضايا الواقع، مشيرًا إلى أن وزارة الثقافة تسعى دائمًا لتوظيف أدواتها الإبداعية لخدمة القيم الدينية والإنسانية الرفيعة، وأن هذا التعاون سيسهم في إنتاج العديد من المشروعات الجديدة التي تواكب احتياجات المجتمع وتخاطب وجدانه وعقله في آنٍ واحد.

كما أعرب وزير الثقافة عن تطلعه إلى أن يكون هذا البروتوكول نقطة انطلاق لمبادرات نوعية تجمع بين الثقافة والدين والفنون لخدمة قضايا الوعي وبناء الشخصية المصرية، مؤكدًا أن الإنسان الواعي هو الركيزة الأساسية للانطلاق نحو نهضة حضارية حقيقية.

اقرأ أيضاًمفتي الجمهورية يؤكد على الثوابت المصرية في التعامل مع القضية الفلسطينية

بحضور وزير الأوقاف ومفتي الجمهورية الأسبق.. بدء احتفال الطرق الصوفية بالمولد الأحمدي

مفتي الجمهورية: العلم عبادة وسلوك حضاري يسهم في بناء الإنسان وتحقيق العمران

مقالات مشابهة

  • مدير عام قوات الشرطة يتفقد هيئة تأمين المرافق والمؤسسات العامة ويؤكد على دور الهيئة فى تأمين ولاية الخرطوم
  • محافظ مطروح : دعم كامل لمجلس حقوق الإنسان في الدورات وورش العمل
  • ‏ «شوري» و«الموانئ والجمارك» تطلقان أول خدمة تأمين بحري رقمي بالكامل
  • الشيخ تميم: قطر تعرّضت لانتهاكين مدانين ومستنكرين لسيادتها وخرجت منهما أكثر قوة وحصانة
  • تميم بن حمد: الضرية الإسرائيلية على قطر إرهاب دولة وخرجنا منها أكثر قوة وحصانة
  • إب.. عروض عسكرية وشعبية تؤكد الاستعداد لمواصلة نصرة غزة
  • لتعزيز الوعي وبناء الإنسان المصري.. توقيع بروتوكول تعاون بين «الإفتاء» و«الثقافة»
  • مسير وعرض لـ1400من قوات التعبئة في مديرية جبل رأس بالحديدة
  • نائب:ليس من أولويات السوداني تأمين العيش الكريم للمواطن
  • جشي: الأولوية لوقف العدوان وبناء الدولة وطرد المحتل