استقالة حاليفا.. كرة ثلج تتدحرج في الجيش الإسرائيلي
تاريخ النشر: 23rd, April 2024 GMT
القدس المحتلة- ينظر الإسرائيليون إلى استقالة رئيس شعبة استخباراتهم العسكرية أهارون حاليفا، باعتبارها انعكاسا لحجم الفشل المؤسساتي في التحذير، ومنع الهجوم المفاجئ لحركة حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
ويعتقد محللون ومراسلون عسكريون أن خطوته ستكون كـ"كرة الثلج" المتدحرجة، وستشكّل بداية لموجة استقالات متوقعة لكبار قادة الأجهزة الأمنية، وهيئة أركان الجيش الإسرائيلي.
ويرى هؤلاء أن استقالة حاليفا وتحمّله المسؤولية الشخصية عن الإخفاق في مواجهة هجوم طوفان الأقصى إشارة إلى رئيس الأركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هليفي، وكبار الضباط والجنرالات بالمؤسسة العسكرية، ورئيس جهاز الأمن العام "الشاباك" رونين بار، لتحمل المسؤولية والسير على خطاه حتى قبل انتهاء الحرب على غزة.
واتفق المحللون على أن استقالة حاليفا تفتح الباب على مصراعيه للسجال حيال الترقيات في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، كما أنها تضع المؤسسة العسكرية أمام تحديات بكل ما يتعلق بهوية الجنرال الذي سيخلف حاليفا في قيادة شعبة الاستخبارات العسكرية، التي لا تزال تعيش صدمة معركة "طوفان الأقصى".
نقاشات صاخبةوتضع هذه الاستقالة، حسب مراسل الشؤون العسكرية بالقناة 13 الإسرائيلية أور هيلر، جيش الاحتلال أمام تحديات أهمها تعيين قائد جديد لشعبة الاستخبارات خلال الحرب.
ومن بين المرشحين لواء العمليات في هيئة الأركان العامة العميد شلومي بيندر، ورئيس شعبة الدفاع السيبراني العقيد عيران نيف، واللواء احتياط نيتسان ألون، واللواء المتقاعد من الاستخبارات العسكرية ليئور كرملي.
وبالنظر إلى دوره في "فشل 7 أكتوبر"، يقول المراسل العسكري إنه "ليس من المؤكد على الإطلاق أن رئيس الأركان هليفي هو من سيختار الرئيس القادم لشعبة الاستخبارات العسكرية، فهناك احتمال آخر وهو التعيين المؤقت لأحد المسؤولين الكبار السابقين في الشعبة".
ومن المتوقع أنه لن يمر هذا الخيار دون نقاشات صاخبة مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزير الأمن يوآف غالانت، الذي ليس من المستبعد أن يتعرض لضغوطات تدفعه نحو الاستقالة، وفق المراسل.
وأكد أن تبادل المناصب في رئاسة شعبة الاستخبارات العسكرية سيتم خلال الحرب، لأن الجنرال حاليفا أعلن أنه سيترك منصبه خلال الأسابيع المقبلة بعد انتهاء التحقيقات الداخلية التي يجريها الجيش في أحداث 7 أكتوبر، والمتوقع الإعلان عن نتائجها وتوصياتها في يونيو/حزيران المقبل.
من وجهة نظر المحلل العسكري لصحيفة "هآرتس" عاموس هرئيل، فإن استقالة حاليفا من منصب رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية تعبّر عن الإجراء المطلوب في ظل هذه الظروف، فقد مهّد باستقالته الطريق لمزيد من الضباط والقيادات الأمنية والعسكرية للاستقالة، والخروج من "أزمة الفشل".
وقال المحلل العسكري "كان فشل أجهزة الاستخبارات في 7 أكتوبر هائلا، لكن ليس كل شيء سببه حاليفا. العديد من الضباط والجنرالات وحتى القيادات السياسية يتقاسمون ويتحملون المسؤولية واللوم".
وأضاف أن المستوى السياسي والجهاز الأمني "أقنعوا أنفسهم بأن حماس ضعيفة، وضللوا الجمهور الإسرائيلي، وهو ما بدا خاطئا بالهجوم المفاجئ".
وحيال ذلك، قدّر هرئيل أن استقالة حاليفا ستتسبب بموجات أوسع بكثير وخارج حدود شعبة الاستخبارات العسكرية "أمان"، حيث يتوقع استقالات جماعية من الاستخبارات العسكرية ورئاسة هيئة أركان الجيش، وكبار المسؤولين في "الشاباك"، والضباط في وحدة "فرقة غزة"، والقيادة الجنوبية للجيش، الذين سيكون عليهم تحمل المسؤولية والاستقالة من مناصبهم مع انتهاء التحقيقات الداخلية.
الجيش الإسرائيلي يعلن أن رئيس الأركان هاليفي وافق على استقالة هاليفا، من جهته، قال زعيم المعارضة الإسرائيلية لبيد إن استقالة رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية أهارون حاليفا أمر مشرف ومبرر، مشيرا إلى أنه كان من الأنسب أن يحذو رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو حذوه#الأخبار #حرب_غزة pic.twitter.com/fyIXA4aFFe
— الجزيرة فلسطين (@AJA_Palestine) April 22, 2024
صراعات داخليةويعتقد هرئيل أن حاليفا، الذي كان على قناعة بأن عليه الاستقالة بسبب الإخفاق، لم يتوقع حجم التصدع والأزمة الداخلية التي تعصف في "أمان"، حيث رافقت الأزمة صراعات وخصومات بين كبار الضباط والجنرالات، وكذلك كمية هائلة من المعلومات السرية التي تم تسريبها في إطار الحرب الداخلية في شعبة الاستخبارات العسكرية.
وأشار هرئيل أن حاليفا كان هدفا مناسبا للآلة الدعائية لرئيس الوزراء، نتنياهو، الذي تمادى بتوجيه أصابع الاتهام للجميع وتحميلهم مسؤولية الإخفاق في أحداث ما يصفونه بـ"السبت الأسود"، فيما يواصل هو الإنكار، والتنصل من أي مسؤولية والتصرف كأن لا شيء من هذا يعنيه، والبحث عن "كبش فداء" جديد لتوجيه الاتهام إليه.
وفي تداعيات استقالة حاليفا على المشهد الإسرائيلي الأمني والعسكري، يعتقد المراسل العسكري للموقع الإلكتروني "واللا" أمير بوحبوط أن استقالته ستتدحرج داخل الجيش، وهي رسالة إلى رئيس الأركان هليفي، مفادها أن الجمهور الإسرائيلي لم ينسَ وأن عليه الاستقالة من منصبه فورا لدوره ومسؤوليته عن الفشل، وكذلك الإخفاق في جهوزية الجيش لحرب متعددة الجبهات.
وأوضح المراسل العسكري أنه لن تتمكن أي حيلة أو مراوغة من إعفاء رئيس الأركان والجنرالات الآخرين من مسؤولية الفشل في مواجهة 7 أكتوبر.
وقال "أثبتت المناورة البرية في غزة أن الجيش لديه قادة لديهم كفاءة في اتخاذ القرارات، وتطرح تساؤلا داخل المؤسسة العسكرية من هو صاحب القول الفصل بشأن سير الحرب رئيس الأركان الحالي أم الذي يأتي بعده؟".
وقدّر بوحبوط أنه بعد انتهاء عيد "الفصح" اليهودي في الأسبوع المقبل سيشهد الجيش الإسرائيلي ورئاسة أركانه موجة استقالات ستتواصل خلال أشهر الصيف، بين عدد من كبار المسؤولين والضباط على خلفية الفشل نفسه، مشيرا إلى إعلان قائد القيادة المركزية يهودا فوكس نيته التقاعد من الجيش في أغسطس/آب المقبل.
وأشار المراسل العسكري إلى أن الإخفاق في 7 أكتوبر، الذي لا يزال يتسبب في النزيف على عدة جبهات قتال، يلزم المستوى السياسي، وكذلك رئاسة هيئة الأركان، وأجهزة الاستخبارات للوقوف أمام الجمهور الإسرائيلي، وتحمل المسؤولية والسير على خُطا حاليفا.
وبرأيه، فإن "مجرد بقائهم في مناصبهم والاعتقاد أنهم سيترقّون يضر ويمس بالجيش، ويضع مستقبل إسرائيل على المحك".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ترجمات حريات شعبة الاستخبارات العسکریة الجیش الإسرائیلی المراسل العسکری استقالة حالیفا رئیس الأرکان الإخفاق فی رئیس شعبة
إقرأ أيضاً:
استقالة رئيس مؤسسة غزة الإنسانية احتجاجا على تدهور مبادئ العمل الإغاثي
أعلن جيك وود، الرئيس التنفيذي لمؤسسة "غزة للمساعدات الإنسانية"، استقالته من منصبه، مؤكدًا أن الظروف الراهنة في القطاع تجعل من المستحيل تنفيذ برامج الإغاثة دون الإخلال بالمبادئ الأساسية للعمل الإنساني، وعلى رأسها الحياد والإنصاف والاستقلالية.
وقال وود، في بيان رسمي أصدره، إن "البيئة الحالية تحول دون استمرارنا في تقديم المساعدات دون المساس بمبادئنا. أنا أرفض التنازل عن مبادئ الإنسانية والعدالة والاستقلال، ولذلك أقدمت على هذه الخطوة".
ودعا المسؤول المستقيل، إسرائيل إلى توسيع نطاق إيصال المساعدات إلى غزة بشكل عاجل ومن خلال كل الوسائل الممكنة، كما ناشد جميع الأطراف العمل على ابتكار طرق جديدة لتوصيل المساعدات دون تأخير أو تمييز، مشددًا على ضرورة حماية المدنيين وتغليب البعد الإنساني على أية اعتبارات سياسية أو عسكرية.
وأكد وود أن "السبيل الوحيد لتحقيق استقرار دائم يتمثل في الإفراج عن كافة الرهائن، ووقف القتال، وإرساء مسار واضح نحو السلام والكرامة لجميع شعوب المنطقة"، بحسب تعبيره.
تعد مؤسسة "غزة للمساعدات الإنسانية"، كيانا غير معروف على نطاق واسع، وتم تسجيل مقرها الرئيسي في جنيف خلال شهر فبراير الماضي، بدعم من واشنطن وتل أبيب. ورغم أن الولايات المتحدة أعلنت تأييدها للمؤسسة، فإنها لم تفصح عما إذا كانت تموّلها بشكل مباشر.
ويشغل جيك وود، المؤسس والرئيس التنفيذي، موقعًا مثيرًا للجدل، إذ سبق أن خدم قناصًا في قوات المارينز الأمريكية، وشارك في عمليات بالعراق وأفغانستان، كما تُظهر منشوراته عبر منصات التواصل الاجتماعي تعاطفًا صريحًا مع إسرائيل، ما ألقى بظلال من الشك على حيادية المؤسسة ودورها في ملف الإغاثة داخل غزة.
يأتي إعلان الاستقالة في وقت تواصل فيه قوات الاحتلال الإسرائيلي منع دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، حيث تتكدس شحنات الإغاثة عند المعابر المغلقة منذ 2 مارس الماضي، ما فاقم من أزمة الجوع وأدخل القطاع مرحلة المجاعة الفعلية، وسط انهيار كامل في الخدمات الصحية والغذائية.
وتشير تقارير فلسطينية إلى أن الاحتلال يمارس سياسة تجويع ممنهجة ضد نحو 2.4 مليون مواطن في القطاع المحاصر، بينما يواصل الجيش الإسرائيلي توسعه في العدوان، معلنًا بدء عمليات برية واسعة النطاق في شمال وجنوب غزة، في وقت تتصاعد فيه تحذيرات المنظمات الدولية من كارثة إنسانية غير مسبوقة.