كيفية بر الزوجة بعد موتها ومظاهر ذلك في الإسلام
تاريخ النشر: 23rd, April 2024 GMT
قالت دار الإفتاء المصرية، إنه يُشرع للزوج بِر زوجته بعد وفاتها بأنواع البر المختلفة، والتي منها أن يبرَّها بالثناء والذكر الحسن، وبالدعاء والاستغفار لها، وبالتصدق عنها، أو بأيِّ عمل آخر من أعمال الخير التي يصل ثوابها للمتوفى.
حكم التخلف عن صلاة الجمعة لمريض التوحد.. الإفتاء توضح معنى حديث «من ترك صلاة العصر فقد حبط عمله».. الإفتاء توضح مظاهر بر الزوجة بعد وفاتها في الإسلام
أوضحت الإفتاء، أن اللهُ عز وجل جعل الرباط الأوثق بين الزوجين هو المودة والرحمة، قال تعالى: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً﴾ [الروم: 21]، وقد حرص الإسلام على استدامة هذه المودة، حتى لو طرأ على الحياة الزوجية أسوأ ما يمكن أن تتعرض له، وهو انتهاؤها؛ وهو ظاهر قول الله تعالى بعد بيان الحقوق عند الطلاق قبل الدخول: ﴿وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ﴾ [البقرة: 237].
وبينت الإفتاء، أن الفضل والمودة بين الزوجين اللذين عاشا معًا -أوثق وأعمق ممَن تفرقَا قبل الدخول، وأنه أشد عمقًا بين من فرقهما موتُ أحدهما؛ إذ لا يوجد في الغالب ما يُضْعِفُ هذه المودة أو يؤثر على سلامتها، كما في الطلاق، فيكون خطاب الشارع الطالب لاستدامة المودة متوجهًا بالقياس الأولوي للزوجين عند انتهاء الزوجية بموت أحدهما.
وتابعت: وليس في الشرع الشريف ما يمنع من إحسان الزوج لزوجته وبرِّها بعد موتها، بل إن نصوص السُّنَّة النبوية المطهرة، ووقائعها أصَّلَت للبر بالزوجة المتوفاة بصور متعددة، تجعل الناظرَ في هذه النصوص مُدركًا بإيقانٍ معالم الإنسانية في أسمى معانيها.
وذكرت أن من صور بِرِّ الزوج بزوجته بعد وفاتها: أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يُكثر من ذكر زوجته أم المؤمنين السيدة خديجة رضي الله عنها بعد موتها، وكان يُكْرِمُ أقرباءها؛ إكرامًا لها وبرًّا بها، فعن أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها، قالت: «مَا غِرْتُ عَلَى امْرَأَةٍ مَا غِرْتُ عَلَى خَدِيجَةَ مِنْ كَثْرَةِ ذِكْرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ إِيَّاهَا»، قَالَتْ: «وَتَزَوَّجَنِي بَعْدَهَا بثَلَاثِ سِنِينَ، وَأَمَرَهُ رَبُّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَوْ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ أَنْ يُبَشِّرَهَا بِبَيْتٍ فِي الجَنَّةِ مِنْ قَصَبٍ» رواه الشيخان، واللفظ للبخاري.
وعنها رضي الله عنها أيضًا أنها قالت: "اسْتَأْذَنَتْ هَالَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ أُخْتُ خَدِيجَةَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ، فَعَرَفَ اسْتِئْذَانَ خَدِيجَةَ، فَارْتَاحَ لِذَلِكَ، فَقَالَ: «اللهُمَّ هَالَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ» فَغِرْتُ" متفقٌ عليه، واللفظ لمسلم، فدلَّ على امتداد المودة والوفاء بحقِّ الزوجة بعد موتها.
قال الإمام النووي في "شرح صحيح مسلم": [قولها: "فارتاح لذلك" أي: هش لمجيئها، وسُرَّ بها؛ لتذكره بها خديجة وأيامها، وفي هذا كله دليل لحسن العهد، وحفظ الْوُدِّ، ورعاية حرمة الصاحب والعشير في حياته ووفاته، وإكرام أهل ذلك الصاحب].
ومن هذه الصور: أنه عليه الصلاة والسلام كان يُكرم أصدقاءها، ويتعهدهم بالهبات والعطايا، فعن أنسٍ رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذا أُتِيَ بالشيء يقول: «اذْهَبُوا بِهِ إِلَى فُلَانَةَ، فَإِنَّهَا كَانَتْ صَدِيقَةَ خَدِيجَةَ. اذْهَبُوا بِهِ إِلَى بَيْتِ فُلَانَةَ، فَإِنَّهَا كَانَتْ تُحِبُّ خَدِيجَةَ» رواه البخاري في "الأدب المفرد"، والحاكم في "المستدرك".
وعن أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها قالت: "جَاءَتْ عَجُوزٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ وَهُوَ عِنْدِي، فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ: «مَنْ أَنْتِ؟» قَالَتْ: أَنَا جَثَّامَةُ الْمُزَنِيَّةُ، فَقَالَ: «بَلْ أَنْتِ حَسَّانَةُ الْمُزَنِيَّةُ، كَيْفَ أَنْتُمْ؟ كَيْفَ حَالُكُمْ؟ كَيْفَ كُنْتُمْ بَعْدَنَا؟» قَالَتْ: بِخَيْرٍ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَلَمَّا خَرَجَتْ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، تُقْبِلُ عَلَى هَذِهِ الْعَجُوزِ هَذَا الْإِقْبَالَ؟ فَقَالَ: «إِنَّهَا كَانَتْ تَأْتِينَا زَمَنَ خَدِيجَةَ، وَإِنَّ حُسْنَ الْعَهْدِ مِنَ الْإِيمَانِ»" رواه الحاكم في "المستدرك"، والبيهقي في "شعب الإيمان"، وغيرهم.
ومن هذه الصور: دعاؤه صلى الله عليه وآله وسلم لأم المؤمنين السيدة خديجة رضي الله عنها، واستغفاره لها، فعن عائشة رضي الله عنها قالت: "كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ إِذَا ذَكَرَ خَدِيجَةَ لَمْ يَكُنْ يَسْأَمُ مِنْ ثَنَاءٍ عَلَيْهَا وَالِاسْتِغْفَارِ لَهَا" رواه الطبراني في "المعجم الكبير".
فيتبين لنا من هذه الصور الإنسانية، وتلك المظاهر النبوية أن البر بالزوجة أمر مطلق عن الحصر، فيصح بكل ما يصلح برًّا.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: ب ر الزوجة الذكر الحسن الأستغفار أعمال الخير الزوجة الإسلام المؤمنین السیدة رضی الله عنها بعد موتها ى الله
إقرأ أيضاً:
العرفان السياسي.. مفهومه ونماذجه
«العرفان السياسي».. مصطلح استعملتُه في مقال «أردوغان.. والسياسة الإسلامية»، نشرته مشكورة جريدة «عمان» بتاريخ: 30/ 5/ 2023م، وجاء استعمالي له في إطار تأثير التجربة الصوفية النورسية على الخط السياسي للرئيس التركي رجب طيب أردوغان؛ للمقارنة بين مسلكه ومسلك الإسلام السياسي؛ حيث قلت: (الصوفية النورسية المنتشرة في تركيا.. وهي تجربة تحتاج إلى دراسة بذاتها، وما يهمنا هنا هو جانبها السياسي. ورغم أنَّ العلاقة بين التصوف والسياسة قديمة، إلا أنَّ نموذج النورسي جديد؛ ارتكز على العرفان السياسي القائم على الإصلاح السياسي، وليس الوصول إلى الحكم، وهذا فارق مفصلي بين تجربته وبين الإسلام السياسي؛ الذي يرى الإصلاح بعد تسنّم منصب الحكم. هذه التجربة أعطت أردوغان رؤية سياسية عميقة وفاعلية نافذة).
هذا المصطلح حديث، ولم ينل حقه من التحرير.. بل إنَّه غير شائع، ولم أجده استُعمِل إلا في وصف التجربة السياسية لبديع الزمان سعيد النورسي، ثم استُعمِل في التحليل الفلسفي والصوفي للتجربة السياسية للمرشد الإيراني روح الله الخميني، في إطار الحديث عن «حكومة الولي الفقيه». فإنْ قلتَ: إنْ كان مصطلح «العرفان السياسي» قليل الاستعمال؛ فهل توجد حاجة لدراسته؟ قلتُ: إنَّ المصطلح يشير إلى ظاهرة موجودة، وهي متطورة، ومؤثرة على الساحتين الإسلامية والدولية، فقد كان للإسلام نصيب وافر في تحديد المسارات السياسية بمنطقتنا، وذلك؛ لطبيعته السياسية المتجذرة منذ نشأته الأولى، وفي عصرنا تجلى التأثير السياسي للإسلام في تيار الإسلام السياسي. وهو تيار عريض خرجت منه تجارب سياسية عديدة؛ تراوحت بين المسلك الديمقراطي؛ مثلما هو في الأردن والمغرب، ومسلك العنف مثل القاعدة، مروراً بالانقلاب العسكري في السودان. من هنا تأتي الحاجة إلى المصطلح؛ ودراسة مفهومه ونماذجه.
العرفان السياسي.. حالة نفسية يعيشها الإنسان، تتمظهر بالزهد في الحياة مع الرغبة في إصلاح المجتمع -وربما إصلاح العالم- عبر خوض غمار السياسة؛ منها مسك زمام الحكم، ولأنَّ العرفان حالة دينية؛ فإنَّ ممارسة الإنسان للسياسة تكون عبر معتقداته الدينية. مَن يتبنى العرفان السياسي؛ يؤمن بأنَّه مؤيَد من الله في مشروعه، وقد يبلغ به الإيمان كأنَّما اصطفاه الله له وكلفه به، وهذا لا يعني أنَّه يسلك مسلكاً غير واقعي في ممارسته السياسية، وإنَّما هو يبذل جَهده في الأخذ بالأسباب، ويتوقع كذلك الإخفاقات، ومستعد للمعاناة في سبيل نجاح مشروعه، لكنه على يقين بأنَّ الله يسخر له سنن الكون لينجز مشروعه. ولذلك؛ قلما يثنيه شيء عن تحقيق هدفه السياسي، كما أنَّه عادة يستقبل المصاعب بهدوء نفسي عميق، قليل الانفعال والغضب والقلق؛ فهو عظيم الثقة بالله.
من هذا المفهوم..
تتبادر إلى الذهن شخصية النبي الخاتم محمد بن عبدالله، فهل يمكن اعتباره ممن تحلى بالعرفان السياسي؟ كثير من الصفات التي يحتملها المفهوم يتصف بها النبي؛ كالزهد في الحياة، والهدوء النفسي، والثقة العظيمة بالتأييد الرباني، والرؤية الكلية للوجود، وسعة أفق نظره للغيب. والعرفانيون المسلمون عموماً؛ بمن فيهم العرفانيون السياسيون يقتدون بالنبي.
كل هذا يجعله حاضراً في الحديث عن العرفان السياسي. بيد أنَّ هناك فرقاً جوهرياً بين النبي والعرفاني السياسي، وهو أنَّ النبي بالأساس رسول من الله، ليس مشروعه سياسياً، فرسالته الإصلاح الديني. صحيح؛ أنَّ الدين لا يمكن فصله عن السياسة، وأنَّ النبي مارسها، إلا أنَّها جاءته عرضاً، بمعنى؛ أنَّ تطور الأحداث هو الذي دفع به أنْ يمارس السياسة، بإدارة مجتمع المدينة، كما أنَّ مجتمع المدينة لم يتطور زمن النبي إلى نظام الدولة الشاملة؛ لا بمفهومها القديم، ولا بمعطياتها الحادثة، وإنَّما ظلت ممارسته محدودةً بالمدينة، وكان الغرض هو بناء الأمة المسلمة، وقد شرحت هذا في كتابي «السياسة بالدين». بهذا المعنى.. فإنَّ النبي محمداً لا يُعتبر من العرفانيين السياسيين.
كذلك؛ لا يمكن اعتبار الصوفيين الذي وُصِفوا بأنَّهم من «الأبدال» الذين أقاموا «حكومة العالم الباطنية»، فهذه فكرة مثالية، لا وجود واقعي لها؛ وإنْ زعمها بعض المتصوفة. فالعرفان السياسي.. يعمل في الواقع، ويؤسس دولة سياسية ملموسة. وهذا لا ينفي أنْ يشتغل الصوفي بالسياسة، وأنْ يكون حيناً سابحاً في فلك العرفان السياسي، ولكن ليس كل صوفي مشتغلٍ بالسياسة هو من هذا الصنف، فهناك صوفيون طرقيون، بعيدون عن العرفان، فهؤلاء ساسة كغيرهم من الساسة. إنَّ غالب المتصوفة الذين اشتغلوا بالسياسة لم ينتموا إلى عالم العرفان السياسي.
العرفان السياسي.. ظاهرة إنسانية قديمة، لأنَّ الإنسان بطبيعته كائن سياسي متدين متأمل، من أي دين وفي أي عصر ومصر، وقد شهد الإسلام بأعصره المختلفة نماذج على هذا العرفان، بيد أنَّ كثيراً من تجارب أولئك العرفانيين لم يدوَّن منها البُعد العرفاني، حيث تطغى الجوانب السياسية على غيرها لدى مدوني التاريخ.
من نماذج هؤلاء العرفانيين في العصر الحديث:
- جمال الدين الأفغاني (ت:1897م).. يقول عنه تلميذه محمد عبده (1905م): (أمَّا أخلاقه فسلامة القلب سائدة في صفاته، وله حلم عظيم يسع ما شاء الله. وهو كريم يبذل ما بيده، قوي الاعتماد على الله، لا يبالي ما تأتي به صروف الدهر، عظيم الأمانة، سهل لمن لاينه، صعب على من خاشنه، طموح إلى مقصده، قليل الحرص على الدنيا، بعيد من الغرور بزخارفها، ولوع بعظائم الأمور، عزوف عن صغارها، شجاع مقدام، لا يهاب الموت كأنَّه لا يعرفه)، هذه الصفات تمثل شخصية العرفاني السياسي، ومعروف أنَّ الأفغاني قضى عمرَه مشتغلاً بالسياسة، ولم يصرفه شيء عنه تحقيق أهدافه.
- العماني عبدالله بن حميد السالمي (ت:1914م).. من صفاته النفسية: خلوته بنفسه، وثقته بربه في نجاح أعماله، وإصراره على ما يراه حقاً. ومع انتقاده لطرائق من التصوف، إلا أنَّه كان يتمتع بنَفَس عرفاني وحالة زهدية. سعى جاهداً لإقامة دولة الإمامة في عمان، ورغم تفرّق القبائل العمانية في زمانه، وهيمنة الإنجليز على المنطقة؛ استطاع أنْ يقيم مشروعه السياسي.
- المصري حسن البنا (ت:1949م).. نشأ صوفياً، واستمر عبر حياته زاهداً في الدنيا، واثقاً بربه في تحقق أهدافه، ولتحقيقها أسس حركة الإخوان المسلمين، وهي حركة سياسية تسعى لإعادة الخلافة الإسلامية، من مبادئها أنَّها «حقيقة صوفية»؛ بحسب تعبير مؤسسها.
ناضل البنا حتى آخر حياته لتحقيق مشروعه السياسي، فلم يتحقق في حياته، حيث اغتيل شاباً، غير أنَّ حركته غدت أكبر حركة إسلامية سياسية، وشكلت معظم تيار الإسلام، ولها تجارب في الوصول للحكم بأشكال مختلفة.
- التركي بديع الزمان النورسي (ت:1960م).. بدأ حياته مصلحاً اجتماعياً وسياسياً، ورغم اشتغاله بالإصلاح الديني، إلا أنَّ عرفانه السياسي برز بعد عام 1926م، وهي المرحلة التي عرفت بـ«مرحلة سعيد الجديد»، والتي خلا فيها بنفسه؛ فألّف «رسائل النور». يبدو ظاهراً أنَّ النورسي في هذه المرحلة ابتعد عن السياسة.. بل وقد يكون ذمها، لكن لا يعدو هذا أنْ يكون رد فعل ظاهر للوضع الذي واجهه، أمَّا في نفسه فقد رسخ لديه أنَّ طريقته الجديدة كفيلة بأنْ تصلح المجتمع سياسياً، ثم تقيم «دولة إسلامية»، وهذا ما أسفر عنه الزمن، بدأ من فتح الله جولن (ت:2024م) وانتهاءً برجب أرودغان.
- الإيراني روح الله مصطفى الخميني (ت:1989م).. مارس العرفان واشتغل بالسياسة منذ بداية حياته، ورغم طغيان النظام الشاهنشاهي الحاكم في إيران حينذاك؛ لكنه كان موقناً بتحقق مشروعه، وبالفعل وصل إلى إقامة جمهورية إسلامية في إيران عبر ثورة شعبية كبرى، وهي الثورة الوحيدة من تيار الإسلام السياسي التي وصلت للحكم. لقد تمتع الخميني بالهدوء النفسي حتى في اللحظات الحاسمة من الثورة، وظل يدير الاجتماع الإيراني من بيته المتواضع في طهران.