جميلة الوجه رغم الأحقاد.. رحلة علاج إسراء جعابيص بعد تحررها من سجون إسرائيل
تاريخ النشر: 24th, April 2024 GMT
مزيج من الألم والأمل أحدثته الأسيرة الفلسطينية المحررة إسراء جعابيص بحكايتها التي بدأت في شهر أكتوبر لعام 2015 عندما تعرضت لنيران قوات الاحتلال الإسرائيلي بعد تعطل سيارتها قرب حاجز الزعيم شرق مدينة القدس، ما أدى إلى انفجار أسطوانة غاز كانت بالسيارة، وبعد نجاتها من الحريق الذي ترك أثره على وجهها وأجزاءٍ من جسدها، حكمت عليها سلطات الاحتلال الإسرائيلي بالسجن 11 عامًا، وبسبب أحداث أكتوبر الماضي عادت «إسراء» إلى عائلتها خلال عملية تبادل للأسرى لتبدأ رحلة جديدة في الحياة عنوانها الصمود.
قبل الحادث كانت إسراء تُمضي أوقاتها بين دور رعاية المسنين ورياض الأطفال لترسم البهجة على الوجوه وتقدم المساندة والدعم النفسي لأهالي بلدتها «جبل المكبر» وذلك وفقاً لتصريحات تليفزيونية لها عقب خروجها من سجون الاحتلال الاسرائيلي في أواخر نوفمبر عام 2023.
إسراء جعابيص ذات الـ38 عاما لديها طفل وحيد اسمه معتصم، كان عمره 6 أعوام عندما تم اعتقالها وأصبح الآن في عمر 14 عاماً، أما زوجها فهو مقعد إثر إصابته في حادث سير سابق، وبرغم كل الأوجاع التي عانت منها خلال سنوات الاعتقال الثمانية تمكنت من انتزاع عدة مكاسب من براثن الاحتلال الإسرائيلي، غلبت بها اليأس وبرهنت على روح العزيمة التي تنبض بعروق الفلسطينيين، فنجحت في تعلم الكتابة والرسم والحياكة بيدٍ مبتورة الأصابع بفعل الحادث الأليم، حتى أصدرت كتابها الأول بعنوان «موجوعة» في ذكرى ميلاد ابنها الوحيد.
عبر حسابها الشخصي على موقع تبادل الصور والفيديوهات القصيرة «إنستجرام» أعلمت إسراء متابعيها بانتقالها إلى الأردن لتلقي العلاج بثلاثة صور في مستشفى «الخالدي» معلقةً: « بفضل الله وحمده بدأت رحلتي العلاجية في مستشفى الخالدي في الأردن الشقيق، والتقيت من خلالها بالدكتور محمود بلبيسي الذي اعتنى بجراحة أسناني وله الشكر الجزيل، ولكل المساهمين في رحلة علاجي، شكراً من القلب، أتمنى من الله أن أتماثل إلى الشفاء في أقرب وقت ممكن وبأقل وجع. وأسأل الله أن يشفي كل مريض، ويفك أسر كل أسير ويفرج عن كل مهموم».
بعد ساعاتٍ قليلة تدفقت على منشورها تعليقات المتابعين من كل حدبٍ وصوب حاملةً معها أطيب التحيات والأمنيات، في لفتة إنسانية أثبتت أن إسراء جعابيص ستبقى حاضرةً في أذهان العرب بقصة نضالها ضد الاحتلال الاسرائيلي التي سطرتها بحروفٍ من الأمل.
فيما أعاد مستخدمون لموقع التواصل الاجتماعي الشهير «فيسبوك» نشر خبر تلقيها للعلاج في الأردن معلقين: «جميلة الوجه رغم حقدهم».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: إسراء جعابيص الأسرى الفلسطينيين الاحتلال الاسرائيلي الأردن فلسطين إسراء جعابیص
إقرأ أيضاً:
استشهاد أسير إداري في سجون الاحتلال معتقل منذ 6 أشهر
استشهد الأسير الإداري صخر أحمد خليل زعول (26 عاما) من بلدة حوسان غرب بيت لحم جنوبي الضفة، وذلك في سجن "عوفر" الإسرائيلي، دون الكشف عن معلومات حول ملابسات استشهاده.
وجاء ذلك في بيان مشترك لهيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني، أن زعول معتقل إداريا، أي بدون محاكمة ولا توجيه تهمة، منذ 11 حزيران/ يونيو الماضي، وله شقيق آخر معتقل في سجون إسرائيل، واسمه خليل.
ويذكر أن الاعتقال الإداري قرار حبس بأمر عسكري بادعاء وجود تهديد أمني ومن دون توجيه لائحة اتهام، ويمتد إلى 6 شهور قابلة للتمديد، وتقدم المخابرات إلى المحكمة ما يُسمى ملفا سريا يُمنع المحامي أو المعتقل من الاطلاع عليه.
وأوضح البيان أن استشهاد زعول يأتي بعد أربعة أيام فقط على استشهاد المعتقل عبد الرحمن سباتين من البلدة ذاتها، وهو الذي كان يبلغ من العمر (21 عاما)، وذلك داخل مستشفى "شعاري تسيدك" الإسرائيلي.
وتابع البيان: "ليرتفع عدد الشهداء الأسرى المعلن عن هوياتهم منذ بدء حرب الإبادة (عام 2023) إلى 86 شهيدا في سجون ومعسكرات الاحتلال، وهو معطى غير نهائي وفي تصاعد مرعب وصادم وغير مسبوق".
وشدد على أن "ما تمارسه منظومة التوحّش الإسرائيلية بحقّ الأسرى والمعتقلين لا يعدو كونه إبادة ممنهجة"، بحسب ما نقلت وكالة "الأناضول".
وزاد بأن هذه الإبادة "تُنفَّذ بدعوات علنية وصريحة من قادة ووزراء في حكومة الاحتلال، وعلى رأسهم الوزير (الأمن القومي) الفاشي إيتمار بن غفير".
واستطرد: "تعمل منظومة السجون وأجهزة الاحتلال، بما فيها الجهاز القضائي، على مأسسة واقع جديد بعد الحرب" على قطاع غزة.
وأوضح أن هذا الواقع "يقوم على تدمير الأسرى الفلسطينيين جسديا ونفسيا، من خلال منظومة متكاملة من الجرائم الممنهجة التي تشكّل جزءا لا يتجزأ من حرب الإبادة".
وشدد على أن "التسارع غير المسبوق في استشهاد الأسرى يؤكد أنّ منظومة السجون ماضية في تنفيذ عمليات قتل بطيء ممنهج".
وحذر من أن "أعداد الشهداء مرشّحة للارتفاع، في ظل احتجاز آلاف الأسرى في ظروف تفتقر إلى أدنى مقومات الحياة، وتعرّضهم لانتهاكات ممنهجة تشمل: التعذيب، والتجويع، والاعتداءات الجسدية والجنسية، الجرائم الطبية، ونشر الأمراض المعدية".
وحمّل البيان "إدارة سجون الاحتلال المسؤولية الكاملة عن استشهاد المعتقل زعول"، دايعا المنظومة الحقوقية الدولية إلى "اتخاذ إجراءات فاعلة لمحاسبة قادة الاحتلال على جرائم الحرب المرتكبة بحق الأسرى والشعب الفلسطيني".
وفي تعقيبها على ذلك، أكدت حركة حماس أن استشهاد الأسير زعول "جريمة جديدة تضاف لسجل الاحتلال الحافل بإعدام الأسرى وقتلهم البطيء بالتعذيب والإهمال الطبي".
وأضحت الحركة في بيان، أن هذه الجريمة "تشكل انعكاسا لسياسة الاحتلال في المضي قدما بإعدام الأسرى".
وحذرت الحركة من "خطورة النهج (الإسرائيلي) الإجرامي المتصاعد بحق الأسرى"، محملة إسرائيل المسؤولية الكاملة عن وفاته.
ويقبع وفي سجون "إسرائيل" أكثر من 9300 أسير فلسطيني، بينهم أطفال ونساء، ويعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، ما أودى بحياة العشرات منهم، حسب تقارير حقوقية فلسطينية وإسرائيلية.
وتصاعدت جرائم إسرائيل بحق الأسرى بموازاة حرب إبادة جماعية شنتها على غزة لمدة عامين منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2023، وخلّفت أكثر من 70 ألف شهيد و171 ألف جريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء.