إسرائيل تكثف القصف الجوي على رفح قبيل عملية عسكرية مرتقبة
تاريخ النشر: 26th, April 2024 GMT
غزة – كثفت إسرائيل القصف الجوي على رفح مساء الأربعاء بعد أن قالت إنها ستجلي المدنيين من المدينة الواقعة جنوب قطاع غزة وتبدأ هجوما شاملا رغم تحذيرات حلفائها من أن ذلك قد يتسبب في سقوط أعداد كبيرة من القتلى والجرحى.
وقال مسعفون في القطاع الفلسطيني المحاصر إن خمس غارات جوية إسرائيلية على رفح في وقت مبكر يوم الخميس أصابت ثلاثة منازل على الأقل مما أسفر عن مقتل ستة أشخاص على الأقل من بينهم صحفي محلي.
وأعرب إبراهيم خريشي السفير الفلسطيني لدى الأمم المتحدة لرويترز امس الخميس عن مخاوفه مما سيحدث في رفح لأن مستوى التأهب مرتفع للغاية.
وقال إن البعض يغادرون وهم خائفون على عائلاتهم، لكنه غير مسموح لهم بالذهاب إلى الشمال وبالتالي هم محاصرون في منطقة محدودة جدا.
وفي الشهر السابع من الحرب المدمرة جوا وبرا على حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) التي تدير قطاع غزة، استأنفت القوات الإسرائيلية قصف المناطق الشمالية والوسطى من القطاع، وكذلك شرق خان يونس في الجنوب. وهدف إسرائيل هو القضاء على حماس، لكن من غير الواضح كيف ستنال مرادها.
وذكر متحدث باسم الأمم المتحدة امس الخميس أن فريقا تابعا للمنظمة الدولية في قطاع غزة كان يتفقد موقع رصيف بحري ومنطقة انطلاق عمليات المساعدات البحرية اضطر إلى الاحتماء في مأوى يوم الأربعاء بعدما تعرضت المنطقة لهجوم.
وأضاف أنهم ظلوا هناك “لبعض الوقت”، لكن لم تقع أي إصابات.
وقال ديفيد مينسر المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية إن مجلس وزراء الحرب بقيادة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عقد اجتماعات “لمناقشة كيفية تدمير آخر فلول لحركة الفصائل وآخر معاقل للحركة في رفح وأماكن أخرى”.
وأحجم عن الكشف عن توقيت لعملية برية في رفح أو ما إذا كان المجلس سيعطي الضوء الأخضر للعملية.
وقالت سلطات الصحة في غزة في تحديث لحركة الفصائل الخميس إن الحرب التي دخلت الآن شهرها السابع أدت إلى مقتل ما لا يقل عن 34305 فلسطينيين. وأدى الهجوم إلى تدمير جزء كبير من القطاع المكتظ بالسكان والحضري على نطاق واسع، مما تسبب في نزوح معظم سكانه وعددهم 2.3 مليون نسمة وبقاء كثيرين دون قدر يذكر من الغذاء والماء والرعاية الصحية.
وقالت خبيرة بالأمم المتحدة بعد زيارة إلى الأردن ومصر إن وكالات الإغاثة ترصد تزايد أعداد المرضى الذين يعانون من نقص حاد في الغذاء في القطاع.
وأضافت فرانشيسكا ألبانيزي مقررة الأمم المتحدة الخاصة لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية “ما رأيته هنا صادم. المرضى الذين وصلوا إلى مصر في السابق مصابون بشكل رئيسي بأعراض تتعلق بمتفجرات أو إصابات حرب أخرى، وانضم عدد متزايد من المرضى إليهم الآن، أغلبهم من الأطفال، بأمراض مزمنة وسوء تغذية حاد”.
وتوعدت إسرائيل بالقضاء على حركة الفصائل منذ الهجوم الذي شنته الحركة عبر الحدود في السابع من أكتوبر تشرين وتقول الإحصاءات الإسرائيلية إنه أسفر عن مقتل 1200 شخص واحتجاز 253 رهينة. كما توعدت الحركة المتحالفة مع إيران بتدمير إسرائيل.
وقال سكان وشهود إن تصاعد التهديدات الإسرائيلية باجتياح رفح، وهي الملاذ الأخير لنحو مليون نازح مدني بسبب توغل القوات الإسرائيلية في شمال القطاع في وقت سابق من الحرب، دفع بعض العائلات إلى المغادرة إلى منطقة المواصي الساحلية القريبة أو محاولة شق طريقهم إلى نقاط أبعد شمالا.
لكن عدد النازحين الذين يغادرون رفح لا يزال قليلا إذ إن كثيرين في حيرة من أمرهم بشأن المكان الذي يجب أن يذهبوا له قائلين إن تجربتهم على مدى 200 يوم مضت من الحرب علمتهم أنه لا يوجد مكان آمن فعلا.
وقال محمد ناصر (34 عاما) وهو أب لثلاثة أطفال، إنه ترك رفح قبل أسبوعين ويعيش الآن في ملجأ في دير البلح بوسط غزة لتجنب مفاجأة الغزو العسكري الإسرائيلي له وعدم استطاعته الهرب.
وقال ناصر لرويترز عبر تطبيق للدردشة إنه وأسرته يهربون من فخ إلى آخر، باحثين عن أماكن تقول إسرائيل إنها آمنة قبل أن يطالها القصف مرة أخرى، واصفا ما يحدث بلعبة فخ الفأر.
وأضاف أنهم يحاولون التكيف مع الواقع الجديد ويأملون في رؤية تغير للأفضل رغم الشكوك التي تساورهم بشأن ذلك.
وقالت شاينا لو المتحدثة باسم المجلس النرويجي للاجئين إن هناك عددا أقل من الناس فيما يبدو في رفح المتاخمة لمصر.
وأوضحت أن فرقا موجودة على الأرض ذكرت أن السكان يتوقعون اجتياحا بعد انتهاء عطلة عيد الفصح اليهودي في 30 أبريل نيسان.
وقال مسؤول عسكري إسرائيلي كبير يوم الأربعاء إن إسرائيل تستعد لإجلاء المدنيين قبل الهجوم، وإنها اشترت 40 ألف خيمة، تسع الواحدة منها ما بين 10 و12 شخصا، للفلسطينيين الذين سيتم نقلهم من رفح.
وأظهرت صور التُقطت بالأقمار الصناعية لمنطقة المواصي الواقعة بين رفح وخان يونس والبحر، وهي منطقة من الشواطئ الرملية والحقول وتمتد بطول حوالي خمسة كيلومترات وعرض ثلاثة كيلومترات تقريبا فقط، إقامة تجمعات كبيرة من المخيمات خلال الأسبوعين الماضيين.
رويترز
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
كلمات دلالية: فی رفح
إقرأ أيضاً:
خبير في الشأن الروسي: تصعيد الناتو الإعلامي لا يعكس بالضرورة اقتراب مواجهة عسكرية مع موسكو
قلل الدكتور نبيل رشوان، الخبير في الشأن الروسي، من أهمية التصريحات الأخيرة الصادرة عن أمين عام حلف شمال الأطلسي بشأن الاستعداد لاحتمالات مواجهة عسكرية مع روسيا، معتبرًا أن هذه التصريحات تأتي في إطار خطاب سياسي متكرر اعتادت عليه الساحة الأوروبية خلال السنوات الأخيرة.
وخلال مداخلة على قناة «إكسترا نيوز»، أوضح رشوان أن الحديث عن الاستعداد للحرب ليس جديدًا، إذ سبق أن تبنته عدة دول أوروبية، على رأسها بولندا ودول البلطيق، التي لطالما عبرت عن مخاوفها الأمنية من روسيا، مستخدمة خطابًا تصعيديًا يعكس هواجس أكثر منه نوايا فعلية.
وأشار إلى أن وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس كان قد أعلن في وقت سابق استعداد بلاده لسيناريوهات عسكرية محتملة بحلول عامي 2029 و2030، وهو ما يعكس تصاعد اللهجة العسكرية داخل أوروبا، رغم تأكيدات روسية متكررة بعدم وجود نية لاستهداف أي دولة أوروبية أو الدخول في مواجهة مع حلف الناتو.
وأكد رشوان أن القيادة الروسية، وعلى رأسها الرئيس فلاديمير بوتين، شددت أكثر من مرة، حتى قبل اندلاع الحرب في أوكرانيا، على أن موسكو لا تسعى إلى صدام مع الناتو، ولا ترى من المنطقي الدخول في مواجهة مع تحالف يضم أكثر من ثلاثين دولة، وهو الموقف الذي كرره لاحقًا وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، نافيًا وجود أي أطماع روسية داخل القارة الأوروبية.
ورغم ذلك، لفت الخبير في الشأن الروسي إلى أن حلف الناتو يواصل تعزيز استعداداته العسكرية، وقد ينخرط في الصراع القائم بطرق غير مباشرة، معتبرًا أن الحلف يتحرك وفق حسابات تصعيد محسوبة، حتى وإن ظل خيار الحرب الشاملة مستبعدًا، لما يحمله من مخاطر توسع النزاع إلى مواجهة عالمية.
وفي سياق العلاقة بين الناتو والولايات المتحدة، أوضح رشوان أن تصريحات أمين عام الحلف لا تعبر بالضرورة عن الموقف الأمريكي الرسمي، مشيرًا إلى وجود تباينات داخل المعسكر الغربي، سواء بين واشنطن والعواصم الأوروبية، أو حتى داخل الناتو نفسه، خاصة فيما يتعلق بمسارات الحل السياسي المقترحة للأزمة.
وأضاف أن رفض بعض الدول الأوروبية لبنود في الخطة الأمريكية للسلام، إلى جانب الرفض الروسي لعدد من نقاطها، يعكس تعقيد المشهد، مرجحًا أن يكون التصعيد الكلامي الأخير محاولة لممارسة ضغط سياسي على موسكو لدفعها نحو تسوية تفاوضية.