استباحة كاملة دون مكاسب جوهرية.. هكذا مرّ عيد الفصح على المسجد الأقصى
تاريخ النشر: 29th, April 2024 GMT
القدس المحتلة- استباح المستوطنون ساحات المسجد الأقصى خلال اقتحامات ما يسميه اليهود عيد الفصح الذي بدأ الاثنين الماضي وينتهي اليوم، ورغم أن عدد المقتحمين حطم رقما قياسيا بهذه المناسبة مقارنة مع العامين الماضيين اللذين حلّ بهما العيد خلال شهر رمضان المبارك، فإن الجماعات المتطرفة لم تُحقق مكاسب جوهرية خلاله.
ووفقا لدائرة الأوقاف الإسلامية في القدس، أُغلق باب المغاربة المخصص للاقتحامات، ظهر اليوم، بعد اقتحام 4345 متطرفا ومتطرفة ساحات أولى القبلتين على مدار 5 أيام من الاقتحامات الخاصة بإحدى أكثر المناسبات أهمية لدى اليهود، لارتباط الفصح بما يسمونها قرابين "الشكر لله" على إنقاذ بني إسرائيل من الفرعون حسب معتقداتهم.
تخللت الاقتحامات طوال أيام العيد سلسلة انتهاكات للمسجد الأقصى ومحيطه وثقتها جهات رسمية وحقوقية، وترصد الجزيرة نت من أبرزها:
– تضييق شرطة الاحتلال على دخول المصلين إلى المسجد الشريف، واحتجاز الهويات الشخصية لبعضهم، ومنع الكثيرين من اجتياز حواجزها الثابتة أمام الأبواب.
– تعرض المبعدين عن المسجد الأقصى -الذين أصروا على الوجود قرب باب السلسلة- إلى مضايقات المستوطنين وشرطة الاحتلال، وتم طردهم من المكان كما طُرد المصلون الذين وجدوا أمام المصلى القبلي لتأمين مسار الاقتحامات.
– تعمد عدد من المتطرفين اقتحام المسجد الأقصى بالثياب التوراتية البيضاء، وهي أردية طبقة الكهنة التي تقود الصلوات في "الهيكل" حسب زعمهم.
– أدى المستوطنون صلواتهم التوراتية الجماعية والعلنية في المنطقة الشرقية بالأقصى، وغنوا وأدوا ترانيم دينية خلال سيرهم في الساحات، كما تلت إحدى المتطرفات نصوصا من التوراة مباشرة قرب مصلى باب الرحمة شرقي المسجد.
– في خامس أيام اقتحامات الفصح أدى المتطرفون صلاة علنية في الساحة الشرقية بقيادة حاخامات، من أجل شفاء وزير الأمن إيتمار بن غفير الذي أُصيب بحادث سير.
– في سابقة خطيرة أدى مستوطن طقس "بركات الكهنة" في الساحة الفاصلة بين باب السلسلة والبائكة الغربية المؤدية إلى صحن قبة الصخرة المشرفة، وهي المرة الأولى التي يجرؤ فيها المتطرفون على أداء هذا بالمنطقة بعدما اعتادوا على أداء كافة طقوسهم بالمنطقة الشرقية بعيدا عن الأنظار وبحراسة مشددة من الشرطة.
– من بين أبرز المقتحمين في عيد الفصح الحاخام المتطرف "يهودا غليك" وعضو الكنيست "عميت هاليفي" وقاد الجولات الإرشادية للمستوطنين كل من رئيس منظمة بيدينو "توم نيساني" والمستشرق الإسرائيلي "مردخاي كيدار" وغيرهم ممن قدموا الرواية التوراتية عن المكان.
– المتحدث باسم منظمات الهيكل المتطرفة "آساف فريد" -الذي انضم بداية الحرب لقوات الاحتياط- اقتحم المسجد الأقصى بالزي العسكري ونشر صورته أمام قبة الصخرة المشرفة وكتب "نرتدي زيّا رسميا لإكمال المهمة، وقبل الدخول في المعركة نصعد للصلاة أمام الله على الجبل المقدس.. لن نوقف الحرب حتى تتحقق جميع أهدافها".
فشل الاحتلال
يقول عبد الله معروف أستاذ دراسات بيت المقدس بجامعة "إسطنبول 29 مايو" ومسؤول الإعلام والعلاقات العامة بالمسجد الأقصى سابقا "إن الجماعات المتطرفة كانت تنظر لهذا العام على أنه العام المفصلي فيما يتعلق بتنفيذ رؤيتها بتقديم القرابين الحيوانية داخل الأقصى استغلالا للحدث الكبير الدائر وهو الحرب على غزة، لكنها فشلت لعدم رغبة وسماح الأجهزة الأمنية الإسرائيلية وعلى رأسها الشاباك بذلك".
وأضاف في حديثه للجزيرة نت "خشيت الأجهزة الأمنية من ردة الفعل في حال سمحت بذبح القرابين داخل المسجد الأقصى، لأن إسرائيل لا تريد فتح جبهات جديدة عليها، وهذه إشارة إيجابية".
لكن الأكاديمي الفلسطيني يرى أن المتطرفين تمكنوا هذا العام من تنفيذ كافة طقوسهم الدينية داخل الأقصى المبارك، إذ فتح لهم الباب للدخول بحرية مقابل منع المسلمين خلال أوقات الاقتحامات، وبذلك حاولت سلطات الاحتلال هذا العام تكريس واقع جديد عنوانه أن الأقصى أصبح مقدسا مشتركا للمسلمين واليهود.
وإضافة لذلك أرادت سلطات الاحتلال القول إنه مقابل الهدوء النسبي الذي حظي به المسلمون في المسجد الأقصى خلال رمضان، فلا بد من تمتع اليهود به خلال عيد الفصح، حسب معروف.
وقد حصلت الجماعات المتطرفة على ذلك بالفعل، وهو ما وصفه معروف بأنه "خطير جدا" لأنه تكريس لواقع تريد سلطات الاحتلال تثبيته في المسجد وهو أنه مقدس يعامل الطرفان داخله بالمثل.
وأضاف معروف "الهدوء الكامل وتكريس أداء الطقوس الدينية داخل المسجد الأقصى باستثناء ذبح القرابين يمكن أن يعتبر نجاحا جزئيا لدولة الاحتلال، فهي وإن كانت قد فشلت في ذبح وتقديم القرابين فإنها نجحت بتمرير الاقتحامات دون أي ردة فعل، وبالتالي انتهى العيد بلا غالب ولا مغلوب".
وختم الأكاديمي الفلسطيني حديثه للجزيرة نت باعتبار ما حدث تأجيلا لانفجار الصراع في المسجد الأقصى بسبب ظروف الحرب، ويشي بنية الاحتلال في المستقبل غير البعيد التقدم للخطوة الجذرية الأساسية بالأقصى الشريف، وهي إقامة طقوس القرابين وإكمال كافة الطقوس الدينية لإقامة المعبد معنويا في المسجد المبارك قبل إقامته مكانيا بشرط عدم وجود حرب تنشغل بها إسرائيل.
واختتم بالقول "وهنا مكمن الخطورة لأنه بات معروفا أن إسرائيل عملت على تحييد القدس والمسجد الأقصى خلال الحرب الحالية قدر المستطاع، وهذا يعني أنها تنتظر انتهاءها كي تهاجم هذا المقدس وتنفذ رؤيتها فيه بشكل كامل".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ترجمات حريات المسجد الأقصى خلال عید الفصح فی المسجد
إقرأ أيضاً:
الهيئات الإسلامية في القدس: الحفريات الإسرائيلية قرب الأقصى انتهاك صارخ وخطير
استنكرت الهيئات الإسلامية في مدينة القدس في بيان أعمال الحفر والتوسعة التي أجرتها طواقم بلدية الاحتلال الإسرائيلي في "حوش شهابي" الملاصق للمسجد الأقصى، واعتبرتها تطورا خطيرا وانتهاكا صارخا للقانون الدولي.
وقال البيان -الذي صدر أمس الثلاثاء- إن إقدام سلطات الاحتلال على أعمال توسعة في رباط الكرد لتمكين اليهود من الصلاة وفرض واقع جديد في هذا الموقع الحساس انتهاك صارخ بحق أحد المواقع الإسلامية التاريخية داخل البلدة القديمة في القدس.
وأضاف البيان -الذي حمل توقيع كل من مجلس الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية والهيئة الإسلامية العليا ودار الإفتاء الفلسطينية ودائرة قاضي القضاة ودائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس الشريف- أن سلطات الاحتلال أقدمت على إزالة طمم وحاجز كانت أوقاف القدس وضعته لإغلاق المساحة المؤدية إلى النفق المحفور منذ عقود.
في خطوة جديدة تهدف إلى بسط مزيد من السيطرة على المسجد الأقصى المبارك ومحيطه، باشرت سلطات الاحتلال -بموافقة مباشرة من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو- أعمال "ترميم وصيانة وتوسعة" لما يدّعي الاحتلال أنه "حائط المبكى الصغير"، وهو الوقف الإسلامي المعروف تاريخيا باسم "رباط… pic.twitter.com/i1ulJIQj2J
— الجزيرة نت | قدس (@Aljazeeraquds) May 6, 2025
إعلانوكانت طواقم تابعة لبلدية الاحتلال الإسرائيلي في المدينة بالإضافة إلى طواقم من وزارة الآثار الإسرائيلية قد باشرت أول أمس الاثنين أعمال حفر وتوسعة في منطقة رباط الكرد أو ما تعرف بـ"حوش شهابي" الملاصق للمسجد الأقصى، ونشر أرييه كينغ نائب رئيس بلدية الاحتلال على صفحته في فيسبوك مجموعة من الصور من الموقع.
وأرفق كينغ هذه الصور بنص قال فيه "من واجبنا تعزيز السيادة والحكم في البلدة القديمة"، وإن المصلين الدائمين في "الحائط الصغير" يحاولون منذ سنوات عدة تحفيز البلدية والدولة على التصرف هناك باعتبارهم أصحاب البيت، لكن كانت هناك أعذار دائما.
وتقع هذه المنطقة عند باب الحديد (أحد أبواب المسجد الأقصى) الواقع بين بابي القطانين والناظر، وهي جزء من حائط المسجد الغربي، ويعود تاريخ البناء إلى 7 قرون.
عناصر من بلدية وشرطة الاحتلال يقومون بأعمال توسعة عند رباط الكرد (حوش الشهابي) قرب باب الحديد، أحد أبواب المسجد الأقصى الغربية، وذلك ليستوعب أعدادا أكبر من المستوطنين الذي يقتحمون المكان ويصلون فيه، ويسمونه بحائط المبكى الصغير.#القدس_البوصلة pic.twitter.com/zajii6Bboi
— القدس البوصلة (@alqudsalbawsala) May 5, 2025
دعوة للتدخل الدولي العاجلوحذرت الهيئات الإسلامية في بيانها من هذا "الانتهاك الصارخ الذي يأتي ضمن سياسة ممنهجة لتطويق المسجد الأقصى بمشاريع تهويدية، ويمثل خطرا حقيقيا على جدار وساحة رباط الكرد الذي يعتبر جزءا لا يتجزأ من الأقصى"، وفقا للبيان.
وطالبت الهيئات الإسلامية الدول العربية والإسلامية والمجتمع الدولي وكافة الهيئات الدولية المختصة بـ"ضرورة التدخل العاجل لوقف هذه الانتهاكات وإيقاف هذا العبث بالمواقع الإسلامية التاريخية وما تحمله من تعد سافر على وقف إسلامي وإرث حضاري ممتد ومتواصل منذ آلاف السنين".
كما طالبت الهيئات سلطات الاحتلال الإسرائيلي باحترام القانون الدولي وقرارات المجلس التنفيذي لليونسكو وقرار لجنة التراث العالمي التي حذرت وطالبت بشكل صريح إسرائيل بصفتها القوة المحتلة بأن توقف انتهاكاتها ومصادرتها الأجزاء المهمة الملاصقة للمسجد الأقصى، ومنها مقبرة باب الرحمة والقصور الأموية وتلة باب المغاربة ورباط الكرد.
إعلانوكانت مواقع إخبارية إسرائيلية عدة نشرت خبرا مفاده أن انطلاق العمل في هذا المكان الواقع في الحي الإسلامي جاء بموافقة مباشرة من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وبمشاركة كل من مجلس الأمن القومي والشرطة وجهاز الأمن الداخلي (الشاباك) في المناقشات.