علي جمعة: البعض اتهم أهل الذكر بالخرافة .. ونسوا ذكر الله
تاريخ النشر: 1st, May 2024 GMT
قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، إننا نسينا الذكر وتركناه ، واتهمنا أهل الله الذين استمروا في الذكر وأقاموا عليه بأنهم أهل خرافة ووصمناهم بكل صفة، وحمّلنا الصفات وسمينا الأمور بغير أسمائها.
وأضاف جمعة، اتهمنا التصوف وما فيه من أمرٍ بذكر الله والوصول إلى مرتبة الإحسان ، ولم نُوجد شيئًا بديلاً عنه يوصلنا إلى ذلك الإحسان فنهينا عن الذكر وتركناه؛ فنهينا عن المعروف وأمرنا بالمنكر واختلط علينا الحابل بالنابل ، والله سبحانه وتعالى لو لم يذكر في كتابه الكريم إلا في هذا الموضع أمرًا بالذكر {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ} لكفى ، فقد لخص لنا حقيقة الدين بل وحقيقة الإنسان فلخص لنا حياته ومماته ونشأته ومرجعه {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ}.
وتابع قائلا: أرأيت أيها الإنسان أرأيت ربك يذكرك، أرأيت لو أنك ذكرته أنه يذكرك أنت .. أنت على معصيتك وضعفك وتعلقاتك الغريبة العجيبة بالعظمة دون اللحم .. بهذه الدنيا وهي فانية وهي قليلة وهي تعيسة وفيها يختلط الحق بالباطل والألم باللذة .. فما بالك بجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلاَ تَكْفُرُونِ} برنامج حياة.
1- كسب الأجر والثواب الجزيل.
2- رضاء المولى عز وجل.
3- محبة الله عز وجل للعبد.
4- محبة العبد لخالقه سبحانه وتعالى.
5- مغفرة الذنوب والسيئات.
6- سعادة النفس وتذوق حلاوة الذكر ولذّته.
7- حياة للقلب وطمأنينة.
8- انشراح الصدر.
9- الثبات عند مواجهة الأعداء.
10- النصر على الأعداء.
11- الحفظ من كل سوء.
12- رفعة المنزلة في الدنيا والآخرة.
13- نور في الوجه.
14- قوة في الجسم.
15- البراءة من النفاق.
16- كسوة الذاكر المهابة.
17- النجاة من عذاب القبر.
18- جلب النعم ودفع النقم.
19- مضاعفة الحسنات.
20- زوال الهم والغم.
21- جلب الرزق.
22- نزول الرحمة والسكينة
1- الفوز برضا الله: فقد قال – سبحانه-: « وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا) [الأحزاب:35].
2- رفعة المنزلة في الآخرة: ورد عن بعض الصحابة كعبد الله بن عباس - رضي الله عنهما- وغيره قالوا: « كان إدريس -عليه السلام- خياطاً، يخيط الأقمشة، قالوا: ما غرس الإبرة في مكان - يعني ما بين الثقبين- إلا قال: سبحان الله، فقال له الله في ليلة من الليالي عند المساء: يا إدريس، لأرفعنك مكاناً علياً، فبكى وسجد، قال: ولم يا رب! وقد رفعتني في الدنيا رفعةً ما بعدها رفعة- نبي من الأنبياء، ورسول من الرسل- قال: لقد نظرت إلى صحائف الناس كل ليلة فوجدتك دائماً أكثر الناس تسبيحاً واستغفاراً.
3- اعتباره عند الله تعالى من الذاكرين: فقد صحّ عن رسول الله محمد - صلى الله عليه وسلم- أنه قال: « مَن استَيقظَ مِن اللَّيلِ وأيقظَ امرأتَهُ فصلَّيا ركعتَينِ جميعًا كُتِبا مِن الذَّاكرينَ اللَّهَ كثيرًا والذَّاكراتِ»، [صحيح أبي داود].
4- نقاء القلب: قال أبو الدرداء - رضي الله تعالى عنه: « لكل شيء جلاء، وإن جلاء القلوب ذكر الله عز وجل».
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: فوائد ذكر الله
إقرأ أيضاً:
علي جمعة: الخواطر منها ما هو شيطاني ويجب ألا نستجيب له ونقول «اذهب يا لعين»
كتب الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف منشورًا جديدًا عبر صفحته الرسمية على فيس بوك قال فيه إن أهل الله قسموا الخاطر إلى أربعة أنحاء:
أقسام الخاطر
وتابع: خاطر رحماني (من الرحمن )، وخاطر ملكي ( من المَلَكْ)، وخاطر نفساني (من نفس الإنسان)، وخاطر شيطاني ـ والعياذ بالله تعالى ـ على سبيل قوله تعالى: {مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ (4) الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ (5) مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ }.
وأشار إلى أنه عندما يكون الخاطر بصورة طيبة، وفيه بشرى، وفيه تعليم للأدب مع الله، وفيه فتح، فهو من الرحمن "خاطر رحماني ".
وعندما يكون الخاطر فيه طمأنينة وسلام، وفيه روحٌ وريحانٌ وجنة نعيم، وفيه سعادة وانبساط، فهو من المَلَكْ "خاطر ملكي".
أما إذا كان الخاطر من نفسي (من نفس الإنسان) فقد يكون طيبًا، وقد لا يكون كذلك. والخاطر إذا كان مني فقد يتكرر؛ أي بعد أن تكون هذه الصورة قد خطرت لي – سواء كانت ملكية أو شيطانية- فإن النفس لها الطريقان: الخير والشر، فقد يتصور أنه خاطر نفساني من عندي، وقد تكون خيراً أو شراً. لكن إذا ذهب وزال، ثم عاد مرة أخرى، ثم زال، ثم عاد مرة اخرى، ثم زال، ثم عاد مرة ثالثة، علمت أنه من نفسي؛ لأن الشيطان وسواس خناس، يوسوس ويذهب، أما النفس التي بين جنبي فهى تكرر وتلح، فهي أمارة، تأمر مرة بعد مرة بعد مرة؛ فالتكرار يدل على أنه "خاطر نفساني" لا من الشيطان، وعدم التكرار يدل على أنه من الشيطان لا من النفس.
وأشار إلى أن "الخاطر الشيطاني" فإنه يريد الفتنة بأي وسيلة. وفي هذا المقام يحكى لنا الشيخ عبد القادر الجيلاني شيئًا يفيدنا في طريقنا إلى الله .
يقول: كنتُ فى الخلوة -وعرفنا ما الخلوة: مثل غار حراء, ومثل قضية الاعتكاف، خلوة يذكر فيها العبد ربه ويقل فيها الأنام والمنام والكلام والطعام- فإذ بالخلوة تمتلئ نورًا ما رأيتُ أجمل منه، وسمعتُ صوتًا ما سَمِعْتُ أحلى منه من قَبْل -سمع صوتًا جميلًا وملأ كيان الخلوة - قال: يا عبد القادر. فقلت: لبيك ربى لبيك، قال: يا عبد القادر لقد قَرَّبْنَاك وأحببناك، قال: فشعرتُ أنني أذوبُ كما يَذُوبُ الْمِلْحُ في الماء، قال: يا عبد القادر أحللنا لك الحرام. - وبعض الناس إذا سمع مثل هذه التُرَّهات يظن أن التكليف قد سقط عنه- فقال: اذهب يا لعين. – فقد عرف أن هذا من تلبيس إبليس، وأن الشيطان يفعل هذه الأفاعيل مع السالك في طريق الله ليصده عن ذلك الطريق أو يشوش عليه-. فانطفأ النور، وسمعتُ صوتًا لم أسمع أقبحَ منه من قَبْل، وهو يقول: عِلْمُكَ نَجَّاكَ يا عبدَ القادر، لقد أَخْرَجْتُ بها سبعين وليًا من ديوان الولاية. وهذا يعني أن هناك من الناس -والعياذ بالله- من يُطيعون هذه التُرَّهات .
إذًا: الخواطر منها ما هو شيطاني، ولذلك يجب ألا نستجيب له، وأن نتعلم من أسيادنا الأكابر كلمة: "اذهب يا لعين". فلو كان مراد الله إسقاط التكليف، لأسقطه عن سيد الأولين ﷺ الذى قال فيه: {وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ}، أي حتى يأتيك الموت .
فالخاطرإذا جاء طيبًا، أفاد وأسعد ووجّه وعلّم، وإذا كان غير ذلك، آلم وأضر وضايق، ويجب عليّ ألا أتمادى في تلك الخواطر غير الطيبة .