توعية بحب الوطن والسلامة المرورية بمهرجان الشارقة القرائي
تاريخ النشر: 2nd, May 2024 GMT
الشارقة: «الخليج»
تشارك القيادة العامة بشرطة الشارقة وأكاديمية العلوم الشرطية في مهرجان الشارقة القرائي للطفل في دورته ال 15 تحت شعار «كن بطل قصتك»، المقام في مركز إكسبو الشارقة، وذلك عبر المنصة الموجودة طوال أيام المهرجان بحزمة متنوعة من الفعاليات والأنشطة وورش العمل التوعوية التي تغرس حب القراءة لدى الأطفال لتنمية معارفهم اللغوية والكتابية وإثرائها.
ولفت العميد د. محمد خميس العثمني، مدير عام أكاديمية العلوم الشرطية، إلى وجود مجموعة قيمة من الإصدارات القصصية المميزة التي تقدمها الأكاديمية وتهتم بشؤون الأسرة والطفل، وتستهدف شريحة واسعة من القراء من مختلف الفئات العمرية، لاسيما الأطفال الذين يعدون أساس نهضة المجتمع وتقدمه، إضافة للعديد من المبادرات والأنشطة التي تعنى بالتوعية والتأهيل بالقدوة الحسنة.
ومن جانبه، أشار العقيد محمد سعيد الظهوري، رئيس قسم العلاقات العامة بشرطة الشارقة، إلى الحرص على المشاركة السنوية في هذا الحدث الذي يعنى بصقل مهارات الأطفال، موضحاً بأن الأطفال سيحظون بالعديد من الفعاليات، ككتابة قصة بالذكاء الاصطناعي، وسرد القصص باستخدام وسائل مستدامة، وفعالية «المايكروسكوب»، إضافة لأنشطة متنوعة لتقوية الذاكرة، وفقرة الراوي للسرد التوعوي، وكتابة قصة توعوية قصيرة، إلى جانب ورش عمل توعوية ومحاضرات تثقيفية تحاكي الأطفال بلغاتهم عن التنمر، وحب الوطن، والتعريف بالسلامة المرورية، وأهمية التعامل مع الحالات الطارئة.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات مهرجان الشارقة القرائي شرطة الشارقة
إقرأ أيضاً:
“فرسان الحق” .. حينما تتجلى الأخلاق في عقيدة المخابرات الأردنية
صراحة نيوز – بقلم :ا.د احمد منصور الخصاونة
في وطننا الذي يفخر بجنوده وأجهزته الأمنية، تبرز المخابرات العامة الأردنية ليس فقط كدرع واقٍ من المخاطر، بل كمدرسة في القيم والمروءة والإنسانية. ليست القصة التي رواها المواطن حمزة العجارمة إلا نافذة صغيرة تطل على جبل من النبل والرجولة والشهامة المتجذرة في نفوس أبناء هذا الجهاز السيادي الوطني العريق.
فحين تجد فتاة جامعية نفسها وحيدة، مرهقة، في ساعة متأخرة، عاجزة عن العودة إلى بيتها، لا تجد حولها سوى نظرات العابرين وقلق الظلام … يُشرق النور فجأة من حيث لا تتوقع، من رجال لا يعرفون التفاخر ولا ينتظرون الشكر، لكنهم جبلوا على أن يكونوا عونًا وسندًا لكل محتاج وضعيف.
“هاي بنتي قبل ما تكون بنتك” .. فلسفة أمنية تتجاوز التعليمات وتلامس القلوب، ليست هذه الجملة العابرة مجرد تعبير ارتجالي خرج من لسان رجل أمن في موقف إنساني عابر؛ بل هي اختزال صادق لفلسفة عميقة تجسد العقيدة الأمنية الأردنية التي نشأت على القيم، وتشكلت من رحم الأخلاق، وتربّت على سُنة الوفاء والانتماء.
“هاي بنتي قبل ما تكون بنتك” تعني أن المواطن ليس رقماً في سجل، بل هو شريك في الوطن، وأن من ينتسب الى الدائرة، لا يُحركه القانون وحده، بل تُحركه الروح، والضمير، والرحمة، والفطرة الأردنية الأصيلة. هذه الجملة البسيطة كشفت عن وجه آخر لدائرة المخابرات العامة، الوجه الذي لا تراه الكاميرات، ولا تتصدر أخباره العناوين، لكنه حاضر في لحظة وجع، في موقف حيرة، في ساعة عتمة. هناك حيث لا أحد، يظهر رجال المخابرات، لا ليمارسوا سلطة، بل ليحملوا مسؤولية، لا ليفرضوا تعليمات، بل ليقدموا الطمأنينة.
دائرة المخابرات العامة الأردنية ليست فقط خط الدفاع الأول عن الوطن، بل هي أيضاً الحضن الأول لمن يشعر بالخوف أو الضياع. هي النموذج الحي على أن الأمن لا يُبنى بالعتاد وحده، بل يُبنى بالإنسان أولاً، ويصان بالعطاء، ويُروى بالرحمة. في زمن تتآكل فيه القيم عند البعض، ويعلو فيه صوت المصالح، تظل المخابرات العامة الأردنية صرحاً من صروح النبل، ومدرسة في الشرف والكرامة، وعنواناً للثقة التي نُسلمها لهم دون تردد لأننا نعلم أنهم أمناء عليها، كما هم أمناء على تراب الوطن.
ولأن الأردن وُلد من رحم الكرامة، ونشأ في مدرسة الهاشميين، فإن منسوبي مخابراته ليسوا مجرد موظفين، بل هم فرسان لا يغيب عن أعينهم نبض الأردني، ولا تغيب عن ضمائرهم دمعة أم، أو حيرة طالبة، أو قلق مواطن.
فطوبى لمن كانت “بنت الناس” عنده “بنته”، وطوبى لمؤسسة تُقدّم المثال لا المقال، والرحمة لا الجمود، والانتماء لا الادعاء.
لقد عرفناهم عن قرب، وتعاملنا معهم في مواقف ومناسبات مختلفة، فكانوا كما عهدناهم: رجال دولة، فرسان مبدأ، وأصحاب نخوة لا تهاب ولا تساوم. لا يخشون في الحق لومة لائم، ينجزون في صمت، ويحمون الوطن وأبناءه دون أن يسألوا عن مقابل.
دائرة المخابرات العامة، قدموا لنا في هذه الحادثة درسًا في الإنسانية، قبل أن يكونوا نموذجًا في الحماية. هم رجال تمرسوا في ميادين التضحية، وتشربوا أخلاق الجيش العربي، وتربّوا على أن الكرامة لا تتجزأ، وأن البنت الأردنية أمانة في أعناقهم كما هي في كنف والدها.
وإننا – أبناء هذا الوطن – لا نملك أمام هذه النماذج إلا أن نرفع القبعات احترامًا، ونسأل الله أن يحفظهم، ويسدد خطاهم، ويجعلهم دائمًا كما عهدناهم: سندًا للوطن، وعنوانًا للرجولة، ورمزًا للحق.
دام الأردن عزيزًا، دامت مخابراته درعًا حصينًا، ودامت عقيدتها مدرسةً في الشرف والإنسانية.