"دور العمال فى بناء الأوطان" في ندوة بإعلام المحلة
تاريخ النشر: 2nd, May 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
نظم مركز إعلام المحلة الكبرى التابع للهيئة العامة للاستعلامات، بالتعاون مع مبادرة الحفاظ على تاريخ وتراث المحلة والمكتبة العامة بالمدينة، ندوة تثقيفية بمقر المكتبة العامة، تحت عنوان " دور العمال فى بناء الأوطان "، حاضر بها أشرف الغنام – المؤرخ والباحث فى تاريخ مدينة المحلة، ومحمد عبد العظيم القيادى العمالى بمدينة المحلة الكبرى ، وأدار اللقاء محمود السمرى مدير مركز إعلام المحلة الكبرى .
وأشار الباحث أشرف الغنام ، إلى أن عيد العمال تم تحديده تاريخيا فى الأول من مايو تخليدا لذكرى الإحتجاجات التى قامت فى مدينة شيكاغو الأمريكية للمطالبة بحقوق العمال وذلك فى عام 1886 ، لافتا أن مدينة المحلة الكبرى الملقبة بقلعة الصناعة المصرية و مانشستر الشرق هى من أوائل المدن التى توطنت فيها صناعة الغزل والنسيج منذ ألاف السنين حتى أن إسمها سابقا كان " ديودسيا " وكانت بها صناعة نسيج الحرير و الكتان لذلك بها أمهر العمال فى تلك الصناعة التى توارثوها عبر الأجيال.
وأكد الغنام، أنه فى العصر الحديث حين أراد طلعت باشا حرب إنشاء مصنع للغزل والنسيج إختار مدينة المحلة الكبرى ويصادف اليوم العيد "97 " لإنشاء الشركة التى تم إنشاءها بمال مصرى خالص وتبرع بأرضها عمدة مدينة المحلة وقتها " نعمان باشا الأعصر "، وساهمت الشركة وعمالها فى الناتج القومى المصرى منذ نشأتها وحتى الآن وبخاصة وقت حرب أكتوبر، حيث كانت تمد المشاركين بكافة المهمات والملابس ولتأكيد الرئيس السادات على إعتزازه بالشركة ووطنيتها ألبس الأسرى الإسرائليين المفرج عنهم بيجامات مصنوعة بالشركة للتأكيد على الفخر بالصناعة الوطنية.
وأضاف محمد عبد العظيم القيادى العمالى بمدينة المحلة الكبرى، أن عيد العمال فى مدينة المحلة له مذاق خاص حيث أن المدينة بها عدد كبير من المصانع الحكومية والخاصة وأكبرهم شركة مصر للغزل والنسيج التى يتم إنشاء أكبر مصنع للغزل فى العالم بها وسيتم إفتتاحه قريبا وتم تطوير عدد من المصانع بها لزيادة التصدير، منوها أن العمال فى مدينة المحلة كان لهم دور كبير فى تحقيق مكاسب عمالية لكافة عمال مصر و كانت ولازالت القيادة السياسية تستمع دوما لصوت عمال المحلة لأنهم يعشقون العمل، و يساهمون دوما إذا أتيحت لهم الإمكانيات فى تقديم أجود وأرقى المنتجات التى طالما إفتخر بها المصريين حول العالم لأنها صنع فى مصر.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الصناعة الوطنية الغزل والنسيج المكتبة العامة حقوق العمال شركة مصر للغزل والنسيج مدینة المحلة الکبرى العمال فى
إقرأ أيضاً:
بين رماد غزة وصفقة ترامب: هل آن أوان الخديعة الكبرى؟
زار دونالد ترامب هذا الأسبوع الخليج العربي، في أولى محطاته الخارجية بعد عودته المثيرة إلى البيت الأبيض، لم تكن الزيارة بروتوكولية، بل تحمل في طياتها رائحة مشروع قديم يُبعث من تحت الركام. نعم، إنها "صفقة القرن" تعود من جديد، لا كحبر على ورق، بل كواقع تُهيأ له الأرض، بالأشلاء والصمت والتطبيع المتسارع.
هذه المرة، لا يطرح ترامب الخطة كرؤية مستقبلية، بل كحل عملي لما يعتبره "أزمة إنسانية مستمرة" في غزة، وكأن الحرب التي مضى عليها أكثر من عام قد أعدّت المسرح لما هو آت.
لقد تغيّر كل شيء منذ إعلان الخطة في يناير 2020: انهارت جبهة المقاومة، خفت صوت حزب الله، انكفأ النظام السوري، وتراجع الدور الإيراني والروسي في الميدان. أما غزة، فغدت أنقاضًا فوق أنقاض، تُبكى بلا صدى.
من على منصات الخليج، بدا ترامب واثقًا أكثر من أي وقت مضى، تحدث عن "فرصة أخيرة للسلام"، عن "تفاهمات تاريخية" مع شركاء جدد في المنطقة، وعن ضرورة "أن يتحمل العرب مسؤولياتهم تجاه الفلسطينيين"، بدا كأنه يُدخل القضية في غرفة إنعاش أمريكية، ويطلب من الحلفاء تمويل عملية الإنقاذ وفق شروطه.
في العلن، لا يزال بعض القادة يتمسكون بحل الدولتين، لكن خلف الأبواب، هناك حديث مختلف: إعادة الإعمار مقابل القبول بالأمر الواقع. ممر بحري هنا، منطقة عازلة هناك، توسيع دائرة السلام الإبراهيمي، دون أن يُسأل الفلسطينيون عن رأيهم، كما لو أنهم تفصيل فائض في خرائط تُرسم عنهم.
من القدس إلى رفح، تتغير الجغرافيا، والحق يُختزل تدريجياً في منح إنسانية مؤقتة.
صفقة ترامب تعود، لكنها هذه المرة تستند إلى معادلة جديدة: «أرض محروقة + واقع سياسي مهزوم = فرصة لتصفية القضية بأقل مقاومة ممكنة».
اليوم، لا تعود صفقة ترامب بوجهها القديم فحسب، بل بملامح أكثر وقاحة: مشروع تهجير جماعي لسكان غزة، بإغراءات المال أو تحت ضغط الجوع والدمار، وتفريغ القطاع من أهله تدريجيًا. تُطرح سيناريوهات عن إعادة توطين في سيناء أو في دول الجوار، فيما يُسوّق لمخطط تحويل غزة إلى "ريفييرا الشرق الأوسط"، واجهة استثمارية مفتوحة لرؤوس الأموال الأمريكية والخليجية، ومنطقة عازلة لضمان أمن إسرائيل لعقود قادمة.
لم يعد الأمر مجرد "صفقة"، بل هندسة جغرافية وديموغرافية، تسعى لتغيير هوية الأرض، وطمس الذاكرة، وتحويل الكارثة إلى فرصة اقتصادية لمن لا يرون في غزة سوى موقعًا استراتيجيًا بلا شعب.
هكذا تُختم المأساة بمفردات براقة: تنمية، سلام، استقرار، لكنها في حقيقتها ليست إلا غلافًا جديدًا لنكبة متجددة، تُكتب هذه المرة بأقلام أمريكية، وبصمت عربي، وبدماء فلسطينية.