البنك الدولي: الاعتماد على النفط سيعرض العراق لتقلبات الاقتصاد الكلي
تاريخ النشر: 4th, May 2024 GMT
السبت, 4 مايو 2024 9:21 ص
متابعة/ المركز الخبري الوطني
من المتوقع أن يعود الاقتصاد العراقي للنمو في العام 2024 بنسبة 1.4% مقابل انكماش بنسبة 2.2% خلال العام 2023، على أن يقفز معدل النمو في العام المقبل إلى 5.3%، بحسب بيانات آخر تقرير لصندوق النقد لآفاق الاقتصاد العالمي الصادر الشهر الجاري.
ويأتي انكماش إجمالي الناتج المحلي للعراق في العام الماضي على الرغم من عودة النمو بشكل قوي في القطاع غير النفطي مسجلاً 6%، مع انحسار التضخم، وفق تقديرات الصندوق.
ووفق بيان بعثة صندوق النقد لإجراء مشاورات المادة الرابعة، في مارس/ آذار الماضي، يتوقع الصندوق أن يعاود النمو الإجمالي الارتفاع في العام 2024، على أن يستمر زخم النمو غير النفطي خلال العام، بينما تميل المخاطر نحو الزيادة وسط تزايد حالة عدم اليقين.
يأتي ذلك بينما يتوقع الصندوق على المدى المتوسط، أن يستقر النمو غير النفطي في حدود 2.5% نظراً للعقبات التي تحد من تنمية القطاع الخاص.
يُعد العراق أحد أكثر الدول اعتماداً على النفط في العالم، وشكلت عائدات النفط أكثر من 99% من صادراته، و85% من موازنته الحكومية، و42% من إجمالي ناتجه المحلي على مدار العِقد الماضي، بحسب بيانات البنك الدولي.
ويرى البنك الدولي أن من شأن هذا الاعتماد المفرط على النفط أن يعرّض البلاد لتقلبات الاقتصاد الكلي، في حين تقيد أوجه الجمود في الموازنة حيز الإنفاق المتاح في المالية العامة، كما تحد من أي فرصة لوضع سياسات لمواجهة التقلبات الدورية.
وتحول رصيد المالية العامة من فائض بنسبة 10.8% من الناتج المحلي الإجمالي في العام 2022، إلى عجزٍ مقداره 1.3% في العام 2023.
ويعود ذلك إلى انخفاض الإيرادات النفطية، وزيادة الإنفاق بنسبة 8% من الناتج المحلي الإجمالي، الذي أسهمت في زيادته الرواتب والمعاشات التعاقدية بنسبة 5%، بحسب صندوق النقد.
ويتوقع الصندوق أن يصل عجز المالية العامة إلى 7.6% من الناتج المحلي الإجمالي في العام 2024، في ظل غياب تدابير جديدة على مستوى السياسات، على أن يتسع أكثر بعد ذلك مع الانخفاض التدريجي المتوقع في أسعار النفط على المدى المتوسط.
وسينتج عن زيادة عجز المالية العامة تضاعف الدين العام تقريباً من 44% من الناتج في العام 2023 إلى 86% من الناتج بحلول العام 2029، وفقاً لتقديرات الصندوق.
توقعات بتحول الحساب الجاري إلى العجز
يقدر صندوق النقد فائض الحساب الجاري بنسبة 2.6% من الناتج المحلي الإجمالي بنهاية العام الماضي، متوقعاً أن يتحول إلى العجز بنسبة 3.6% خلال 2024، وأن يتوسع هذا العجز إلى 5.1%.
مؤشرات تحسنت
تراجع التضخم الكلي من مستوى 7.5% في يناير/ كانون الثاني 2023، إلى 4% مع نهاية العام الماضي، بحسب تقديرات صندوق النقد، وهو ما عكس انخفاض أسعار الأغذية والطاقة على المستوى الدولي، والأثر الذي أحدثته عملية إعادة تقييم سعر العملة العراقية في فبراير/ شباط 2023.
ويتوقع صندوق النقد الدولي أن يستقر معدل التضخم عند 4%، سواء كمتوسط للعام أو كمستوى بنهاية السنة خلال العامين 2024، و2025.
كما يقدر الصندوق ارتفاع الاحتياطيات الدولية إلى 112 مليار دولار أميركي، بنهاية 2023 مقابل نحو 97 مليار دولار في نهاية 2022.
وخفضت الحكومة العراقية الدين الخارجي من 19.729 مليار دولار في 2022 إلى 15.976 مليار دولار في 2023، وفق ما نقلته وكالة الأنباء العراقية الرسمية عن المتحدث باسم الحكومة العراقية باسم العوادي، في أبريل/ نيسان الجاري.
وقال العوادي إن الحكومة اتخذت سلسلة من الإجراءات التنفيذية، وتبنت حزمة من القرارات المالية، انتهت إلى تقليل الدين العام الخارجي بنسبة تتجاوز الـ 50%، لينخفض الدين من 19.729 مليار دولار أواخر العام 2022، إلى 15.976 مليار دولار في العام 2023، وصولاً إلى ما يقارب 8.9 مليار دولار في العام الحالي.
خطوات أخرى لدور أكبر للقطاع غير النفطي
يعتقد صندوق النقد بأن خفض مستوى الاعتماد على النفط، وضمان الاستدامة المالية، مع العمل في الوقت ذاته على حماية الإنفاق الاجتماعي والاستثماري بالغ الأهمية، سوف يتطلّب إجراءَ ضبط كبير لأوضاع المالية العامة، يرتكَّزُ على التَّحكُّم في فاتورة أُجور القطاع العام، وزيادة الإيرادات غير النفطية.
وبالتوازي مع ذلك، سوف يتطلب الوضع تحقيق نمو اقتصادي مرتفع لاستيعاب القوى العاملة المتزايدة بشكل سريع، وتعزيز الصادرات غير النفطية، وتوسيع نطاق الوعاء الضريبي.
ويرى صندوق النقد أن هناك حاجة لتنفيذ إجراء ضبط طموح لأوضاع المالية العامة، للمساعدة في استقرار الدين على المدى المتوسط، وإعادة بناء هوامش أمان وقائية للمالية العامة، مع الحفاظ على الإنفاق الرأسمالي الضروري.
ويأتي معظم جوانب ضبط أوضاع المالية العامة من خفض الإنفاق الجاري، وبخاصة السيطرة على فاتورة الأُجور عن طريق الحد من التعيينات الإلزامية، ومن العمل على تطبيق التدريجي لقاعدة التناقص الطبيعي للعاملين في القطاع العام.
وأشار الصندوق إلى ضرورة زيادة الإيرادات غير النفطية من خلال توسيع قاعدة ضريبة الدخل على الأفراد، وجعلها أكثر تصاعدية، ومراجعة هيكل التعرفة الجمركية، والنظر في فرض ضرائب جديدة على البنود الكمالية.
كما يرى الصندوق أن هناك حاجة إلى إجراء إصلاحات هيكلية واسعة لتعزيز تنمية القطاع الخاص والتنوّع الاقتصادي.
وأوضح أن العراق يحتاج إلى رفع معدّلات النمو في القطاع غير النفطي وبشكل مستدام لاستيعاب القوى العاملة التي تتزايد أعدادها بشكل سريع، وإلى زيادة الصادرات غير النفطية والإيرادات الحكومية، بالإضافة إلى الحد من تعرض الاقتصاد لصدمات أسعار النفط.
وكان رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، قد ذكر في يناير/ كانون الثاني الماضي، أن بلاده حددت هدفا في موازنة مدتها ثلاث سنوات لتقليل الاعتماد على إيرادات النفط من 95% إلى 80%، وذلك في جلسة نقاشية بالمنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس.
المصدر: المركز الخبري الوطني
كلمات دلالية: من الناتج المحلی الإجمالی المالیة العامة ملیار دولار فی صندوق النقد غیر النفطیة غیر النفطی على النفط العام 2023 فی العام
إقرأ أيضاً:
تراجع استثمارات شركات التأمين في عُمان إلى 673.1 مليون ريال
مسقط- العُمانية
بلغ إجمالي استثمارات شركات التأمين في سلطنة عُمان بنهاية عام 2024 حوالي 673.1 مليون ريال عُماني مقارنة بنحو 838.6 مليون ريال عُماني بنهاية عام 2023.
وأوضحت البيانات الصادرة عن هيئة الخدمات المالية أن استثمارات شركات التأمين الوطنية خلال العام الماضي بلغت نحو 427.24 مليون ريال عُماني، بينما بلغت استثمارات شركات التأمين الأجنبية 245.86 مليون ريال عُماني.
وأشارت البيانات المالية إلى أن استثمارات شركات التأمين الوطنية تركزت في وعاء الودائع البنكية في التأمين العام والتأمين على الحياة والادخار خلال عامي 2023 و2024؛ إذ شكّل الاستثمار في أداة الودائع البنكية (العام والحياة والادخار) ما نسبته 51.4 بالمائة في عام 2024 و40.5 بالمائة في عام 2023.
من جهة أخرى، فإن نسبة إجمالي استثمارات شركات التأمين الوطنية في باقي الأوعية الاستثمارية الأخرى مجتمعة لم تتجاوز 48.6 بالمائة خلال عام 2024 ونسبة 59.5 بالمائة خلال عام 2023.
أما فيما يتعلق باستثمارات شركات التأمين الأجنبية فتركزت استثماراتها في وعاء الودائع البنكية (العام والحياة والادخار)؛ حيث مثّلت ما نسبته 65 بالمائة في عام 2024 مقارنة مع 65.2 بالمائة في عام 2023، ثم الاستثمار في السندات الحكومية بنسبة 26 بالمائة في عام 2024 ونسبة 24.8 بالمائة في عام 2023، في حين لم تتجاوز نسب إجمالي استثمارات الشركات الأجنبية في باقي الأوعية الاستثمارية الأخرى مجتمعة نسبة 9 بالمائة في عام 2024 و10 بالمائة في عام 2023.
وبيّنت الإحصاءات الصادرة عن تهيئة الخدمات المالية أن إجمالي العائد من استثمارات شركات التأمين في عام 2024 انخفض بنسبة 30.1 بالمائة ليبلغ أكثر من 34 مليون ريال عُماني؛ منها 21.975 مليون ريال عُماني عوائد استثمارات الشركات الوطنية و12.071 مليون ريال عُماني عوائد استثمارات الشركات الأجنبية.
وأشارت الإحصاءات إلى أنه بالنسبة لعوائد الاستثمار حسب الأوعية التأمينية فقد ارتفعت تلك العوائد من العقارات بنسبة 35 بالمائة وارتفعت عوائد الودائع البنكية للتأمين العام والصحي بنسبة 17.8 بالمائة، في حين انخفضت عوائد ودائع نشاط التأمين على الحياة والادخار بنسبة 22.6 بالمائة، كما انخفضت السندات الحكومية بنسبة 9.1 بالمائة بين عامي 2023 و2024.
وانخفضت عوائد الاستثمار في الأسهم المدرجة ببورصة مسقط بنسبة بلغت حوالي 84.2 بالمائة.