تعهد أميركي بـ«ضغوط» على الجيش السوداني و«الدعم» للتفاوض .. بيريلو التقى 100 ناشط سوداني ضمن جولته بالمنطقة
تاريخ النشر: 16th, May 2024 GMT
بدأ المبعوث الأميركي الخاص للسودان، توم بيريلو، جولة جديدة لدول الجوار السوداني في المنطقتين الأفريقية والعربية، بهدف ممارسة مزيد من الضغوط على طرفي النزاع في السودان؛ الجيش و«الدعم السريع»، للعودة إلى منبر المفاوضات في مدينة جدة السعودية في أقرب وقت، وألمح إلى أن «الضغوط قد تشمل فرض مزيد من العقوبات على الطرفين».
ووفق مصادر سودانية حضرت اللقاء، فإن المبعوث الأميركي قال: «سنُفعّل أدواتنا للضغط عليهما (أي الجيش والدعم) للذهاب إلى طاولة المفاوضات»، بما في ذلك التحدث مع الأطراف الدولية المؤثرة على أطراف النزاع في السودان.
وقالت وزارة الخزانة الأميركية، في بيان، الأربعاء، إنها فرضت عقوبات على قائدين كبيرين في «الدعم السريع» عقب هجمات في شمال دارفور.
وأضاف البيان أن القائدين الخاضعين للعقوبات هما اللواء عثمان محمد حامد محمد، رئيس عمليات «الدعم»، وعلي يعقوب جبريل، قائد قوات «الدعم» في وسط دارفور.
وأبلغ المبعوث الأميركي، في جلسة مغلقة، نشطاء في الأحزاب السياسية والمجتمع المدني بالعاصمة الأوغندية (كمبالا)، ليل الثلاثاء - الأربعاء، أن طرفي الحرب «يرغبان في مواصلة حسم الحرب عسكرياً»، وجاء حديثه - بحسب وصف بعض الحاضرين - بشكل «صريح وواضح».
وأكد بيريلو أن «الولايات المتحدة الأميركية بصدد ممارسة ضغوط هائلة لدفع الطرفين إلى طاولة المفاوضات». وأضاف: «نحثّ شركاءنا في المنطقة على ممارسة ضغوط على الجيش و(الدعم السريع) لوقف القتال، والتوجه بشكل عاجل إلى المحادثات السياسية في منبر جدة لوقف الحرب».
وجدّد المبعوث الأميركي الدعوة لطرفي النزاع إلى الالتزام بما تم التوصل إليه في الجولات السابقة لـ«محادثات جدة»، بما يمهد للانتقال الديمقراطي الشامل.
وقال في منشور على منصة «إكس» إنه «استمع إلى أكثر من 100 من النشطاء في المجتمع المدني السوداني بالعاصمة كمبالا، كان إحساسهم بالحاجة الملحة للسلام»، ودعوا إلى «إيصال فوري للمساعدات الإنسانية من الغذاء والدواء، إلى جانب حماية المدنيين».
وكانت الخارجية الأميركية أعلنت أن بيريلو بدأ الاثنين الماضي جولة تشمل «أوغندا، وكينيا، ومصر، والمملكة العربية السعودية»، ليجتمع مع شركاء إقليميين رئيسيين بغرض «الدفع بالجهود الرامية إلى إنهاء النزاع الدائر في السودان، وتجنب مزيد من الفظائع الجماعية وتلبية الاحتياجات الإنسانية الملحة والشديدة للشعب السوداني ورسم مسار يتيح الانتقال إلى حكومة ديمقراطية بقيادة مدنية».
وأضافت، في بيان، أن المبعوث الخاص سيجتمع بالحكومات الشريكة لتنسيق الجهود الدبلوماسية الرامية إلى استئناف المفاوضات وبناء الضغط اللازم لحماية المدنيين وإسكات السلاح وتسهيل الانتقال إلى حكومة ديمقراطية بقيادة مدنية.
وتأتي جولة بيريلو الجديدة، وهي الثانية له للمنطقة، بعد تعثر استئناف مفاوضات بين طرفي النزاع في السودان الجيش و«الدعم السريع» في منبر جدة، كان من المقرر أن تنطلق في مايو (أيار) الحالي.
ومن جهة ثانية، أكد المبعوث الأميركي لدى لقائه، الثلاثاء، عضو مجلس السيادة السابق، رئيس حركة تحرير السودان «المجلس الانتقالي» الهادي إدريس، في كمبالا، عزم الوساطة على تيسير جولة جديدة من المفاوضات للوصول إلى وقف للعدائيات، يمهد لانطلاق عملية سياسية شاملة.
بدوره، اقترح إدريس على المبعوث الأميركي الضغط لإقرار هدنة لمدة 3 أيام في مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، التي تشهد اشتباكات عنيفة بين الجيش و«الدعم السريع» لتوفير ممرات آمنة لخروج المدنيين.
وتطرق اللقاء إلى ضرورة ضمان وصول المساعدات الإنسانية، ودور الحركات المحايدة في حماية القوافل الإنسانية والتجارية لدخول ولايات دارفور.
وعلى صعيد ميداني، أعلن حاكم إقليم دارفور، مني أركو مناوي، الأربعاء، الاستنفار العام في الفاشر بعد ورود معلومات عن نية «الدعم السريع» اجتياح المدينة.
وأضاف حاكم دارفور، في بيان على منصة «إكس»: «من طرفنا نعلن استنفاراً عاماً للدفاع عن الأنفس البريئة وممتلكات المواطنين في الفاشر».
وأردف: «التحرك من أجل الدفاع عن النفس والمال والعِرض أمر تكفله كل القوانين السماوية والأرضية».
وفي وقت سابق من يوم الأربعاء، قال الجيش السوداني إنه كبّد «قوات الدعم» خسائر «فادحة» في الأرواح والعتاد خلال تصديه لهجومها على الفاشر. واتهم الجيش، في بيان، «الدعم» بأنها «حاولت ترويع المواطنين الآمنين بقصف معسكرات النازحين وتدمير البنية التحتية» في الفاشر.
وردّت «قوات الدعم السريع» على بيان الجيش بالقول إنها تصدت لهجوم من الجيش، واستولت على 5 مركبات عسكرية بكامل عتادها، وكبّدت قوات الجيش خسائر فادحة في الأرواح.
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: الجیش و الدعم السریع المبعوث الأمیرکی فی السودان
إقرأ أيضاً:
بين الدفاع الجوي وصواريخ توماهوك.. زيلينسكي يزور واشنطن هذا الأسبوع ويسعى لتوسيع الدعم الأميركي
كشف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الأحد، أن نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي طلب خلال مكالمة هاتفية جرت يوم السبت تزويده بصواريخ "توماهوك" في إطار بحث الجانبين إمدادات جديدة من الأسلحة لكييف. اعلان
يُجري الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي هذا الأسبوع زيارةً إلى واشنطن تهدف إلى دفع التعاون العسكري والاستراتيجي مع الولايات المتحدة إلى مرحلة جديدة، في ظل تصاعد الضغوط الروسية على البنية التحتية الأوكرانية قبيل دخول فصل الشتاء.
وأعلن زيلينسكي، خلال مؤتمر صحافي مشترك في كييف مع مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس، نيّته لقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مُعبّرًا عن أمله في أن يُعقد اللقاء يوم الجمعة. وقال: "نحتاج إلى مناقشة سلسلة من الإجراءات التي أود اقتراحها على الرئيس"، دون الخوض في تفاصيلها.
وأشار إلى أن جدوله في العاصمة الأمريكية سيشمل اجتماعات مع مسؤولين آخرين، من بينهم ممثلون عن شركات عسكرية وأعضاء في الكونغرس، مؤكدًا أن "القضية الرئيسية ستكون الدفاع الجوي"، لكنه لفت أيضًا إلى لقاءات مقررة مع ممثلي شركات في قطاع الطاقة — وهو ملف بات أكثر إلحاحًا بعد موجة الهجمات الروسية الأخيرة التي استهدفت محطات توليد الكهرباء وشبكات التدفئة.
مكالمتان في يومينتأتي الزيارة بعد سلسلة اتصالات مكثفة بين زيلينسكي وترامب، شملت مكالمتين هاتفيتين خلال يومين نهاية الأسبوع الماضي. وكشف زيلينسكي أن النقاش تمحور حول "قدرات أوكرانيا على تنفيذ ضربات بعيدة المدى"، في إشارة إلى رغبة كييف المتزايدة في توسيع نطاق عملياتها الدفاعية.
في تصريحات نادرة من حيث الوضوح والحدّة، كشف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الأحد، أن نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي طلب خلال مكالمة هاتفية جرت يوم السبت تزويده بصواريخ "توماهوك" في إطار بحث الجانبين إمدادات جديدة من الأسلحة لكييف.
ولم يكتفِ ترامب بالإفصاح عن طلب كييف، بل أضاف — مخاطبًا الصحافيين على متن الطائرة الرئاسية "إير فورس وان": "ربما أتحدث معه [بوتين]. ربما أقول: انظر، إذا لم يتم التوصل لتسوية في هذه الحرب، فسأرسل لهم صواريخ توماهوك".
أوكرانيا تضرب عمق الطاقة الروسيةوقبل أيام قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن الضربات التي شنتها بلاده مؤخرًا على المنشآت النفطية الروسية باستخدام صواريخ ومسيرات بعيدة المدى مطوّرة محليًا، تسببت في نقص حاد في إمدادات الوقود داخل روسيا، فيما تمكن الهجوم الأوكراني المضاد على الجبهة الشرقية من عرقلة خطة موسكو للسيطرة على أجزاء من دونيتسك.
وأوضح زيلينسكي في مؤتمر صحفي أن الصاروخ الجديد من طراز "باليانتسيا" (Palianytsia) أصاب عشرات المستودعات العسكرية الروسية، بينما استهدفت المسيرة "روتا" (Ruta) منصة نفطية روسية في عرض البحر على بُعد أكثر من 250 كيلومترًا، واصفًا العملية بأنها "نجاح كبير" للسلاح الجديد.
وخلال المؤتمر، دعا زيلينسكي الولايات المتحدة إلى تزويد بلاده بصواريخ "توماهوك" (Tomahawk) الأمريكية الصنع، القادرة على حمل رؤوس حربية كبيرة وضرب أهداف بعيدة بدقة عالية.
وأشار إلى أنه لم يسمع "كلمة لا" خلال اجتماعه الأخير مع المسؤولين الأمريكيين، مضيفًا أن واشنطن وافقت على دراسة المسألة على المستوى الفني.
استخبارات دقيقة وخيارات هجومية متطورة قيد الدرسويتزامن هذا التصعيد الدبلوماسي مع تقارير تفيد بأن إدارة ترامب وافقت على تزويد أوكرانيا بمعلومات استخباراتية دقيقة تتيح لها استهداف منشآت طاقة روسية في العمق الاستراتيجي. ووفقًا لتقرير نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" مطلع تشرين الأول/أكتوبر، فإن وكالات الاستخبارات ووزارة الدفاع (البنتاغون) حصلتا على موافقة رسمية لتقديم بيانات استهداف تفصيلية تشمل محطات طاقة، ومصافي نفط، وخطوط أنابيب — كلها تُعدّ مصادر تمويل حيوية للآلة العسكرية الروسية.
وإلى جانب الدعم الاستخباراتي، تدرس واشنطن إمكانية تسليح أوكرانيا بصواريخ متطورة مثل "توماهوك" الجوالة، التي يصل مداها إلى 1500 ميل، وصواريخ "باراكودا" التي يبلغ مدى بعض طرازاتها نحو 800 كيلومتر.
ورغم أن القرار النهائي لم يُتخذ بعد، فإن المصادر الأمريكية تشير إلى أن النقاش داخل الإدارة يتجه نحو توسيع الخيارات الهجومية المتاحة لكييف.
موسكو تُحذّروفي مؤشر على التوتر المتزايد حول مستقبل الحرب، حذّر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يوم الخميس، خلال منتدى للسياسة الخارجية في منتجع سوتشي، من أن تزويد الولايات المتحدة أوكرانيا بصواريخ "توماهوك" سيؤدي إلى "مرحلة جديدة من التصعيد" وسيُلحق "ضررًا جسيمًا" بالعلاقات بين موسكو وواشنطن.
ويُنظر إلى تصريحات بوتين على أنها انعكاس لقلق موسكو المتزايد من تحوّل في الموقف الأمريكي، خاصة بعد أن غيّر ترامب لهجته في أواخر أيلول/سبتمبر 2025، حين قال إنه يرى أن أوكرانيا قادرة على استعادة كامل أراضيها — في تحوّل ملحوظ عن مواقف سابقة دعا فيها كييف إلى تقديم تنازلات لإنهاء الحرب.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة