حسبو البيلي يكتب: المال السياسي
تاريخ النشر: 21st, May 2024 GMT
قبل سقوط البشير كانت الأيدلوجيا حامية ومانعة من الإختراق داخل التنظيمات السياسية ، كانت الأحزاب محصنة إلى حد كبير ومتماسكة على الأقل في تصورها عن المؤتمر الوطني ومواقفها تجاهه ، بنية ذلك التماسك كانت قائمة على كونها أحزاب أزمة تتحرك في خطاب احتجاجي ثوري رافض للنظام وسياساته ، هذا الخطاب الاحتجاجي كان قادراً على توحيد قطاعات كبيرة من الشباب ومنسوبي الأحزاب نحو غايات ومطالب حقيقية .
في ذلك الوقت لم يكن المال الخارجي لاعباً أساسياً في العمل السياسي إلا في إطار التمويل البرامجي لأنشطة الواجهات ، ربما بسبب قدرة النظام وقتها على تجفيف مصادر تمويل الأحزاب والمنظمات والتضيق عليها من خلال قوانين الأحزاب والمنظمات الطوعية ، جاءت الثورة ودخل المال السياسي والأجندة الخارجية وشكلت عموداً تتكئ عليه الأحزاب في خطابها السياسي بل وتوظفه لفرض أجندتها المصنوعة في الخارج ، فشرعنت الأحزاب التعامل مع الخارج وأكل أمواله وطرق أبواب سفاراته ..
غابت الأيدلوجيا وصارت الأحزاب شركات ربحية يهرول قادتها نحو الخارج وغاية منسوبيها الصعود والترقي نحو القيادة من أجل إيجاد مكانة تقربهم للكفلاء والمموليين الخارجيين ، كشفت هذه الفترة عن قابلية الفاعلين السياسين للخيانة والعمالة الإرتزاق ، ظهرت هذه القابلية في قدرة الدعم السريع على شراء ذمم كثير من المثقفين و القيادات السياسية والإعلامية والعسكرية وتوظيفهم لخدمه مشروعه ، لم يجد حميدتي والقوى الخارجية أي صعوبة في إحتواء تلك المجموعات والتحكم في مواقفها وتصريحاتها ..
جاءت الحرب وقُبرت الايدلوجيا وصعدت القبيلة ، وتبقت شبكة التحالفات القديمة مع الدعم السريع محافظة على إمتيازاتها ووجودها في المناصب القيادية في الدولة ومستمرة في تعاونها مع الدعم السريع ، فالمنتمين لمكونات الدعم السريع من تلك المجموعات أعلنوا ولاءهم لحميدتي بدوافع قبلية اما المنتفعين والخاضعين من القوى السياسية فواصلوا خدمتهم لحميدتي بدوافع شخصية على حساب مصالح مجتمعاتهم ، فغضوا الطرف عن إنتهاكات الدعم السريع وتنكروا لمواقفهم السابقة خوفا من فقدان الدعم المالي والخارجي ..
لو كان هناك مؤثر في السنين التي تلت سقوط البشير فهو المال السياسي وقدرته على شراء مواقف أحزاب سياسية عمرها بعمر قادة الدعم السريع ، بالإضافة لقابلية السياسي السوداني للإرتزاق بأسهل الطرق فضلاً عن هشاشة المثقفين السودانين وخضوعهم للإبتزاز بسبب وجود طرف خارجي قادر على شراء صمتهم ويملك وصاية على مواقفهم وتوجهاتهم ، لا أقول أنه لايوجد وطنيين ولكن قليلون هم من تأمنهم على هذه البلاد ، قليلون من يعملوا لصالح مواطنيهم وهم بالطبع أولئك المرابطين في جبهات القتال والمدافعين عن بلادهم بتجرد وصدق وإيمان ، اما السياسيين من طينة الحرية والتغيير فهم كما قال لينين أكثر الناس قدرة على الخيانة لأنهم أكثر الناس قدرة على تبريرها ..
حسبو البيلي
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: الدعم السریع
إقرأ أيضاً:
بالأدلة.. فضح علاقة غير شرعية بين حفتر و”الدعم السريع”
وكالات- متابعات تاق برس- كشف تحقيق جديد أجرته منظمة “مركز المرونة المعلوماتية” عن موقع معسكر عسكري تابع لقوات الدعم السريع في صحراء ليبيا المجاورة للسودان، وتحديدا في منطقة الجوف. التابعة لبلدية الكفرة الواقعة تحت سيطرة المشير حفتر.
وقالت المنظمة أنها باستخدام البيانات مفتوحة المصدر، تمكنت من تحديد المعسكر وتتبع المركبات والأفراد المتمركزين فيه، والذين نفذوا عملية سيطرة قوات الدعم السريع العنيفة على مخيم زمزم للنازحين في ولاية شمال دارفور.
وذكر تقرير للأمم المتحدة في يناير 2024 أن مليشيا الدعم السريع “اشترت سيارات من ليبيا” و”تمكنت أيضاً من الحصول على أسلحة عبر ليبيا”. وأضافت المنظمة أن تحليل مئات مقاطع الفيديو المنشورة على وسائل التواصل الاجتماعي، كشف عن نقل قوات الدعم السريع لمعدات عسكرية على نطاق واسع عبر ليبيا، بعضها مرتبط مباشرة بالصراع.
وباستخدام أداة “بلاك ماربل” التابعة لوكالة ناسا، تمكن محققو المنظمة من العثور على المعسكر في صور الأقمار الصناعية التي التقطت قبل أسابيع قليلة من ظهور مقاطع الفيديو على الإنترنت.
وقال المحقق الرئيسي، مارك سنوك، إن “الجزء الأكثر صعوبة كان الانتقال من بضعة مقاطع فيديو تُظهر حصراً سيارات ورمالاً، ثم مقاطع فيديو تُظهر المعسكر، وصولاً إلى العثور على الموقع الدقيق للمعسكر”.
من خلال التحقق من مقاطع فيديو متعددة، رصدت المنظمة أكثر من 100 مركبة مركونة في صفوف داخل المعسكر العسكري. ومع ذلك، لا يزال من الصعب تحديد العدد الإجمالي للمركبات داخل المعسكر.
وقدمت المنظمة دليلاً على أن ليبيا لا تزال طريق إمداد عسكري حيوي لقوات الدعم السريع، مما قد يكون ساهم في هجمات سابقة على الخرطوم والجنينة وبالتأكيد على مخيم زمزم.
وتُظهر صور الأقمار الصناعية كيف تعرضت مساحات واسعة من المخيم للحرق في هجمات متتالية من قبل قوات الدعم السريع.
زقتل أكثر من 300 شخص في هجوم أبريل، وذكرت وكالة رويترز، نقلاً عن الأمم المتحدة، أن أكثر من 300 شخص قُتلوا في زمزم والمناطق المحيطة بها. وسجل نظام إدارة موارد معلومات الحرائق التابع لوكالة ناسا 88 مؤشراً حرارياً غير طبيعي.
وتستمر الإمدادات العسكرية في التدفق، مما يضمن استمرار الصراع المدمر، بينما تواجه طرق إمداد المساعدات الإنسانية تحديات مستمرة وسط مجاعة قائمة في خمس مناطق من البلاد.
الدعم السريعحفترليبيا