عربي21:
2025-12-10@21:09:29 GMT

هل الوحدة اليمنية في خطر؟

تاريخ النشر: 26th, May 2024 GMT

الثاني والعشرون من أيار/ مايو يوم فارقٌ في تاريخ اليمن المعاصر، ففي هذا اليوم من عام 1990 توحد شطرا اليمن وتأسست الجمهورية اليمنية، التي وضعتها الحرب المستمرة منذ نحو عقد على المحك وبات النكوص عن هذا الإنجاز التاريخي مسارا منفصلا على طاولة الحل السياسي للأزمة اليمنية، مُعززا بالتوافقات والاتفاقات التي تشير بوضوح إلى ضلوع أطراف إقليمية في استهداف الوحدة اليمنية.



الوحدة اليمنية كحدث جيوسياسي تمت قراءته في المحيط الإقليمي كمهدد محتمل، لهذا جرى الاستثمار في الصراع حول السلطة الذي نشب في أعقاب الانتخابات البرلمانية في 27 نيسان/ أبريل عام 2003، بين شريكي الحكم: المؤتمر الشعبي العام والحزب الاشتراكي اليمني، وتغذية التوجه نحو إعادة النظر في الوحدة برمتها، وهو أمر تصاعد إلى مرحلة الانسداد السياسي بعد النجاح في إجراء حوار أفضى إلى اعتماد "وثيقة العهد والاتفاق" في شباط/ فبراير 1994، في القصر الملكي في العاصمة الأردنية عمان.

التهديد الأبرز لكيان الدولة اليمنية يأتي اليوم من مشروعين سياسيين مدججين بالسلاح ومتحكمين بالجزء الأكبر من الجغرافيا والسكان، أحدهما يقوده الحوثيون وغايته إعادة إحياء دولة الإمامة الزيدية؛ مع ميل نحو تكريس نموذج سلطوي أكثر تعقيدا يستلهم نموذج الجمهورية الإسلامية الإيرانية. أما المشروع الثاني فهو دولة غير واضحة الملامح في جنوب اليمن بقيادة المجلس الانتقالي؛ الذي يشكل إلى جانب جماعة الحوثي الاستثمار الجيوسياسي الإقليمي الأكثر عدائية للدولة اليمنية ونظامها الجمهوري وللوحدة اليمنية
بعد ذلك بنحو عقد من الزمن بدا أن التوجه لإعادة اليمن إلى سابق عهده من التشطير وتعدد الوحدات السياسية، هو المحرك الأبرز للتدخل الإقليمي الخشن في الأزمة اليمنية والذي تطور من مجرد دعم عملية مغامرة لتقويض السلطة الانتقالية التوافقية؛ إلى التدخل العسكري واسع النطاق، الذي أخرج اليمنيين كلية من دائرة التحكم بالأزمة وبقرار الحرب وحولهم عمليا إلى أطراف مرتهنة أو مشلولة، ويعمل معظمها بالوكالة ولديها الاستعداد الكامل لتقويض الوحدة وإن كان البديل التجزئة والمجهول السياسي.

وبسبب هذا التوجه والمال السياسي الذي يعززه، تحول أعظم إنجاز وحدوي عربي قابل للحياة، إلى "مكسر عصا"، تتبارى الخلايا الإلكترونية والناشطون والكتاب المحسوبون على المخطط الإقليمي التدميري؛ إلى التحريض عليه والتسقيط من مكانته التاريخية وتحميله وزر كل ما حدث ويحدث في اليمن.

ومع ذلك لم تنجح الإيحاءات السياسية التي يتم تصديرها عبر أكثر الوسائل الإعلامية تأثيرا إلى وعي اليمنيين؛ إلا في جذب قطاع محدود من السكان في جنوب البلاد، في حين بَقَيَتْ الكتلةُ الديموغرافيةُ الضخمةُ متمسكة بالوحدة اليمنية، ولم تفقد إيمانها بالإنجاز الوطني العظيم الذي تمثله.

التهديد الأبرز لكيان الدولة اليمنية يأتي اليوم من مشروعين سياسيين مدججين بالسلاح ومتحكمين بالجزء الأكبر من الجغرافيا والسكان، أحدهما يقوده الحوثيون وغايته إعادة إحياء دولة الإمامة الزيدية؛ مع ميل نحو تكريس نموذج سلطوي أكثر تعقيدا يستلهم نموذج الجمهورية الإسلامية الإيرانية.

أما المشروع الثاني فهو دولة غير واضحة الملامح في جنوب اليمن بقيادة المجلس الانتقالي؛ الذي يشكل إلى جانب جماعة الحوثي الاستثمار الجيوسياسي الإقليمي الأكثر عدائية للدولة اليمنية ونظامها الجمهوري وللوحدة اليمنية.

تكمن الإشكالية الكبرى التي اكتنفت هذا الإنجاز في أن الذين حازوا شرف تحقيقه لم يكونوا من صنف الآباء التاريخيين والقيادات الملهمة، بل أشخاص سجلّهم السياسي والقيادي مثقلٌ بالأرزاء والتجاوزات والعمل خارج الأجندة الوطنية، ولطالما تصرفوا مع الوحدة والدولة التي أنتجتها باعتبارهما مكسب سلطوي جهوي وحزبي.

تجلى هذا الأمر بشكل واضح وقوي وفعال في سلوك علي عبد الله صالح، رئيس الجمهورية العربية اليمنية السابقة، الذي تسلم رئاسة الدولة الجديدة، وقام باستغلال الحركة الإسلامية في ترويض واحتواء الحزب الاشتراكي اليمني الذي كان يقود جمهورية اليمن الديمقراطية، وفتح قنوات اتصال نشطة مع القادة الجنوبيين في شمال اليمن والمهجر، وهم يمثلون إرث النزاع السياسي والسلطنات والمشيخات (وحدات سياسية ذات سيادة محدودة كانت تخضع للحماية البريطانية في جنوب اليمن)، وغذّى النزعة الانتقامية لديهم في محاولة لتسويد قواته التي سيخوض بواسطتها معركة إقصاء الحزب الاشتراكي اليمني من السلطة في صيف 1994.

وفي المقابل، كان الحزب الاشتراكي اليمني يستمد نفوذه السياسي من مئات الآلاف من منتسبيه في شمال اليمن، وزاد على ذلك أن بدأ ببناء شبكة نفوذ وتحالفات سياسية غير مجدية؛ في أوساط القيادات الاجتماعية والمرجعيات الزيدية أملا في تعززي موقفه أمام شريكه في الوحدة، غير أن انتخابات 27 نيسان/ أبريل 2003 البرلمانية ونتائجها حولت الحزب إلى قوة سياسية ثالثة، مع فارق أنه كان لا يزال يحتفظ بالإمكانيات العسكرية للدولة الجنوبية، ومع ذلك ظل عاجزا عن التعامل مع الاستهداف الأمني المتتالي والمباشر لقياداته وكوادره الذين توزع دمهم بين عناصر مجهولة أو متطرفة.

تحول هذا الحدث المجيد إلى عملية توحيد معمدة بالدم عكست بكل وضوح الأنانية السلطوية الجهوية المقيتة والأحقاد السياسية المتراكمة، وهو أمر لم يحصن الوحدة بل دفع بها إلى أن تتحول كما نشاهد اليوم؛ إلى تركة مهدرة وسلعة رخيصة في بازار المزايدات السياسية الحمقاء
لقد افتقد الزعماء الذين وقعوا على "وثيقة العهد والاتفاق" الناتجة عن الحوار الوطني للمصداقية والنزاهة الوطنية، فقد انفضوا بعد توقيع الوثيقة وهم يضمرون النوايا السيئة، فاتجه زعيم الحزب الاشتراكي اليمني ونائب رئيس الجمهورية علي سالم البيض نحو العاصمة السعودية الرياض، ومنها بدأ جولة خليجية، وسط تساؤلات عن مغزى تلك الجولة، في حين عاد صالح وحلفاؤه إلى صنعاء ليحدث التحول الأسوأ في الموقف الأمني والعسكري بعد استهداف المعسكرات الجنوبية في كل من مدينة عمران شمال العاصمة صنعاء، ومدينة ذمار جنوب العاصمة، وسرعان ما أفضى هذا التحول الخطير إلى حرب شاملة عُرفت بحرب صيف 94.

لقد انتصر الطرف الشمالي في تلك الحرب، لكنه تقاسم ذلك الانتصار مع قطاع لا بأس به من الجنوبيين الموتورين من الجمهورية الجنوبية ومن الحزب الاشتراكي اليمني الذي كان يحكمها. لذا لا يمكن النظر إلى ما حدث في صيف 94 إلا باعتباره تقويضا للنموذج المثالي للوحدة اليمنية؛ الذي جمع بين الاستحقاق التاريخي والتطلع الوطني والفخر الإنساني، فقد تحول هذا الحدث المجيد إلى عملية توحيد معمدة بالدم عكست بكل وضوح الأنانية السلطوية الجهوية المقيتة والأحقاد السياسية المتراكمة، وهو أمر لم يحصن الوحدة بل دفع بها إلى أن تتحول كما نشاهد اليوم؛ إلى تركة مهدرة وسلعة رخيصة في بازار المزايدات السياسية الحمقاء.

twitter.com/yaseentamimi68

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه اليمن الوحدة اليمن الوحدة الانفصال سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة رياضة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الحزب الاشتراکی الیمنی الوحدة الیمنیة فی جنوب

إقرأ أيضاً:

الانتقالي الجنوبي يسيطر على مناطق واسعة في اليمن.. ما الذي يحصل؟

أعلن المجلس الانتقالي الجنوبي الذي يسعى لانفصال جنوب اليمن سيطرته على مناطق واسعة بجنوب البلاد بما في ذلك مدينة عدن الساحلية التي كانت مقرا للحكومة المدعومة من السعودية والمعترف بها دوليا منذ 10 سنوات.

وفي تحول كبير على ما يبدو في السلطة، قال المجلس إن شخصيات بارزة من جماعات أخرى غادرت عدن بمن فيهم رئيس الوزراء ورئيس الهيئة المكونة من ثمانية أعضاء والتي تحل محل الرئيس.

وحظى المجلس الانتقالي الجنوبي بدعم الإمارات خلال الحرب الجارية منذ عقد في اليمن. وخاض المجلس اشتباكات مع جماعات أخرى في الحكومة المدعومة من السعودية والتي انتقلت إلى عدن بعد سيطرة جماعة الحوثي المتحالفة مع إيران على العاصمة صنعاء عام 2014.

ويعمل المجلس منذ عام 2022 ضمن إدارة تسيطر على مناطق جنوبية بعيدة عن قبضة الحوثيين وذلك بموجب مبادرة لتقاسم السلطة مدعومة من السعودية.

عملية "المستقبل الواعد"

قال عمرو البيض المسؤول الكبير في المجلس الانتقالي الجنوبي لرويترز الاثنين إن المجلس وسع نطاق وجوده في جميع المحافظات الجنوبية، بما في ذلك عدن، في أعقاب عملية عسكرية بدأت الأسبوع الماضي وأُطلق عليها اسم "المستقبل الواعد".

وأضاف في رسالة نصية أن المحافظات الجنوبية الثماني أصبحت تحت حماية القوات المسلحة الجنوبية.

وقال إن المجلس يركز الآن على توحيد مسرح العمليات الخاص بقواته المسلحة لتعزيز التنسيق والجاهزية لدعم الاستقرار والأمن في الجنوب بالإضافة إلى مواجهة الحوثيين في حال وجود رغبة للسير في هذا الاتجاه.



وأوضح البيض أن رشاد العليمي رئيس مجلس القيادة الرئاسي الذي حل محل مكتب الرئيس في عام 2022 غادر عدن وكذلك رئيس الوزراء سالم صالح بن بريك. وأوضح البيض أن المجلس لم يطلب منهما المغادرة.

وأضاف البيض أن التركيبة المؤسسية لا تزال كما هي.

العليمي يحذر من تقويض الشرعية

من جهته قال العليمي رئيس المجلس الرئاسي في بيان اليوم الاثنين إن أفعال المجلس الانتقالي الجنوبي في أنحاء الجنوب تقوض شرعية الحكومة المعترف بها دوليا وتنتهك اتفاقيات تقاسم السلطة. وكان العليمي قد أدلى بإفادة لدبلوماسيين في الرياض الأحد.

ويمثل تقدم المجلس الانتقالي الجنوبي تحولا كبيرا في السيطرة في جنوب اليمن.

ويسعى المجلس إلى مزيد من الحكم الذاتي للجنوب الذي كان دولة مستقلة حتى توحيده مع الشمال عام 1990.

وشارك المجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة العليمي في المجلس الرئاسي للقيادة، في إطار المبادرة التي قادتها السعودية لتوحيد الفصائل المناهضة للحوثيين. واستمر التوتر بشأن السيطرة على الأراضي والقوات.

وقال مسؤول إماراتي لرويترز إن موقف بلاده من اليمن "يتماشى مع موقف المملكة العربية السعودية في دعم العملية السياسية" القائمة على المبادرات الخليجية وقرارات الأمم المتحدة.

وقال البيض إن المجلس الانتقالي الجنوبي أبلغ عن مقاومة محدودة مع انسحاب القوات المدعومة من السعودية. ومن بين المحافظات التي تقدم فيها المجلس الانتقالي الجنوبي حضرموت والمهرة، الواقعتان على الحدود مع عُمان والسعودية وتُعتبران محوريتين لطرق التجارة والتهريب.

ووقعت اشتباكات في وادي حضرموت، بينما نسقت القوات المحلية في المهرة مع المجلس الانتقالي الجنوبي، ولم تقع أي اشتباكات، حسبما قال البيض.



وقال مسؤول كبير آخر في المجلس الانتقالي الجنوبي إن الجماعة سيطرت على حضرموت خلال 48 ساعة من إطلاق العملية الأسبوع الماضي.

وأضاف أن القوات السعودية انسحبت من جزيرة بريم في مضيق باب المندب، وسلمت السيطرة للمجلس الانتقالي الجنوبي، وتركت مواقعها عند القصر الرئاسي في عدن.

اتفاق حضرموت

وقبل مغادرته العاصمة المؤقتة، دعا العليمي إلى "الالتزام الكامل" باتفاق التهدئة في محافظة حضرموت.

والخميس الماضي، أعلنت السلطة المحلية في حضرموت التوصل إلى "اتفاق تهدئة" بوساطة محلية ورعاية سعودية، مع "حلف قبائل حضرموت" بعد سيطرته على منشآت نفطية، بحسب الوكالة.

ونقلت "سبأ" عن العليمي، الجمعة، تأكيده أن "الدولة وحدها مسؤولة عن حماية مؤسساتها الوطنية، وصون مصالح المواطنين، والحفاظ على وحدة القرار السيادي" في اليمن.

وأكد رفضه "أي إجراءات أحادية من شأنها منازعة الحكومة، والسلطات المحلية صلاحياتها الحصرية، والإضرار بالأمن والاستقرار، وتعميق المعاناة الإنسانية، أو تقويض فرص التعافي الاقتصادي، والثقة المتنامية مع المجتمع الدولي"، بحسب الوكالة.

وشدد على "التزام المجلس والحكومة بنهج الشراكة الوطنية، والمسؤولية الجماعية في استكمال مهام المرحلة الانتقالية، بموجب مرجعياتها المتفق عليها، وفي المقدمة إعلان نقل السلطة، واتفاق الرياض".

وقال رئيس مجلس القيادة إن "معركة استعادة مؤسسات الدولة، وإنهاء انقلاب المليشيات الحوثية وتنفيذ برنامج الإصلاحات الاقتصادية، ستظل في صدارة الأولويات الوطنية".

وأشاد بالجهود السعودية التي قادت إلى التوصل لاتفاق تهدئة في محافظة حضرموت، مؤكدا "أهمية الالتزام الكامل ببنود الاتفاق، والبناء على هذه الجهود الحميدة، وتغليب مصلحة حضرموت وأبنائها، باعتبارها ركيزة أساسية للاستقرار في اليمن والمنطقة".

كما جدد العليمي "دعمه الكامل لقيادة السلطة المحلية، والشخصيات والوجاهات القبلية في قيادة مساعي الوساطة، والتسريع بإعادة الأوضاع إلى سابق عهدها، وتمكين أبناء حضرموت من إدارة شؤونهم المحلية، انفاذا لتعهدات مجلس القيادة، وخطته لتطبيع الأوضاع في المحافظة".



ويشمل الاتفاق "الوقف الفوري للتصعيد العسكري والأمني والإعلامي والتحريضي، واستمرار الهدنة بين الطرفين إلى أن تنتهي لجنة الوساطة من أعمالها والوصول إلى اتفاق كامل بين الطرفين".

تحرك حضرمي
الشهر الماضي، أعلنت قبائل حضرموت، كبرى المحافظات اليمنية، عن تفويض كامل لقوات حماية حضرموت للتحرك فورا لردع أي قوات قادمة من خارج المحافظة الغنية بالنفط، وبدء "المقاومة بكل الطرق والوسائل" للدفاع عن حضرموت وثرواتها.

وأكد حلف قبائل حضرموت في بيان عقب اجتماع موسع له أن أي تمركز لقوات خارجية على أرض حضرموت يُعدّ "احتلالا" وسيجري التعامل معه بالقوة، واتخاذ خطوات وصفها بأنها "حاسمة" لمواجهة ما قال إنها تحركات خطرة تقوم بها قوى وافدة من خارج المحافظة.

وقال الحلف، الذي يتزعمه الشيخ القبلي البارز ووكيل أول محافظة حضرموت عمرو بن حبريش، إن حضرموت تواجه "محاولة واضحة للسيطرة على المحافظة ومكامن النفط"، مشيرا إلى أن مجموعات خارجية بدأت بالتمركز في مواقع حيوية واستلام بعض المعسكرات وعزل قياداتها المحلية.

ويستخدم الحلف تعبير "القوى الخارجية" للإشارة للقوات التي دفع بها المجلس الانتقالي الجنوبي في الآونة الأخيرة وشملت تعزيزات عسكرية ضخمة. ويقود تلك التعزيزات، التي أُطلق عليها قوات "الدعم الأمني"، العميد صالح علي بن الشيخ أبو بكر المعروف باسم "أبو علي الحضرمي".

وتشكلت هذه القوة العسكرية ضمن تشكيلات قوات "النخبة الحضرمية" المدعومة من الإمارات، من مجندين من محافظات الضالع ولحج وعدن، تلقوا تدريبات مكثفة في معسكرات بعدن قبل نقلهم إلى معسكرات على الساحل في بروم ميفع ومناطق أخرى بجنوب حضرموت وغربها.

منعطف خطير في اليمن

وحذر عضو مجلس القيادة الرئاسي باليمن فرج البحسني اليوم من أن حضرموت تمر بمرحلة وصفها بأنها "الأخطر منذ عقود"، داعيا إلى وقف التصعيد الذي قد يدفع المحافظة نحو صراع داخلي "لا رابح فيه".

وقال البحسني، وهو محافظ سابق لحضرموت، في بيان إن المحافظة تُساق نحو "انقسامات لا تخدم إلا أعداءها"، محذرا من أي محاولات لاستعراض القوة وذلك بعد بيان أصدرته السلطة المحلية بقيادة المحافظ المعزول مبخوت بن ماضي وتضمن تحذيرات من خطوات قد تدفع نحو "الفوضى".

وحلف قبائل حضرموت هو تشكيل قبلي معروف بمناهضته للمجلس الانتقالي الجنوبي، ويسعى إلى تطبيق الحكم الذاتي في المحافظة، وبات يملك قوة عسكرية في عدد من مديريات حضرموت مترامية الأطراف ولا تخضع لوزارة الدفاع اليمنية.

ويتبنى الحلف خطابا يدعو لتمكين سكان حضرموت من إدارة شؤون محافظتهم بعيدا عن الوصاية المركزية.

ويقول مراقبون ومحللون سياسيون إن حضرموت، أكبر محافظات اليمن مساحة وأغناها بالنفط، تشهد تداخلا معقدا بين القوى العسكرية المحلية والإقليمية، وسط تنافس متصاعد على النفوذ يُخشى من أن يترتب على تسارع التطورات العسكرية على الأرض وتصعيد خطير في البلاد التي تعاني من ويلات الحرب منذ أكثر من عقد.

مقالات مشابهة

  • في تطور لافت اتفاق إيراني-سعودي جديد يدفع نحو الحل السياسي في اليمن
  • تفاهمات سعودية–إيرانية برعاية صينية تفتح آفاق الحل السياسي في اليمن
  • الأحداث الأخيرة في حضرموت والمهرة.. ومصير الوحدة اليمنية
  • المملكة وإيران والصين تؤكد دعم الحل السياسي الشامل في اليمن
  • الجبواني: ما جرى في جنوب اليمن مشهد أخير لانهيار الشرعية اليمنية
  • الانتقالي الجنوبي يسيطر على مناطق واسعة في اليمن.. ما الذي يحصل؟
  • صحيفة الجاردين: اليمن دخل مرحلة غير مسبوقة من التغير السياسي والعسكري
  • اليمن القادم
  • عاجل.. الرئيس يبلغ الدول الراعية للعملية السياسية في اليمن بانقلاب الإنتقالي بحضرموت والمهرة ويطلب منهم التدخل
  • مصطفى بكري: كل من ارتكب جرما في العملية السياسية أو تورط في المال السياسي يجب أن يخضع للمحاسبة