الأسبوع:
2025-05-21@03:17:03 GMT

مصر الأعلى هدرًا للغذاء

تاريخ النشر: 26th, May 2024 GMT

مصر الأعلى هدرًا للغذاء

في إحدى محاضرات مادة التسويق التي كنا ندرسها مع أستاذنا الدكتور سامي عبد العزيز (عميد كلية الإعلام الأسبق)- طرح علينا مفهوم البيئة التسويقية التي يُعتبر المستهلك أحد مكوناتها الرئيسية، حيث إن التسويق التجاري في حد ذاته يهدف بالأساس إلى تلبية حاجات ورغبات هذا المستهلك من أجل دفعه لاتخاذ قرار شراء منتَج أو خدمة بعينها من بين العديد من السلع والخدمات المتنافسة فيما بينها داخل البيئة التسويقية.

وهو ما استدعى طرح مفهوم آخر هو «الديمقراطية الاستهلاكية»، وهو المفهوم الذي يشير إلى أن المستهلك في البيئة التسويقية يتمتع بحرية تامة في اتخاذ القرار الشرائي دون أي إجبار، وأن هذا المستهلك منذ أن يستيقظ من نومه في الصباح حتى يذهب إلى نومه مرة أخرى ليلًا إنَّما يمارس تصويتًا انتخابيًّا تسويقيًّا مستمرًّا خلال يومه. فهو مَن يقرر البرنامج التليفزيوني الذي سيشاهده، ونوع فرشة الأسنان والمعجون الذي يستخدمه، والمنتَج الذي سيتناوله مع كوب الشاي، وماركة الملابس التي يرتديها.. إلى آخره من العديد من القرارات الشرائية التي يتخذها سواء لنفسه أو لغيره. وتتوهج عملية الديمقراطية التسويقية للمستهلك عندما تكتمل أركان العوامل المساعدة على اتخاذ القرار الشرائي، وهي: الشعور بالحاجة للشراء، الإرادة، المال، والسلطة في اتخاذ قرار الشراء. ولما كان المستهلك يتمتع بحرية تامة في جميع قراراته الشرائية، لذا صار من حقه -طالما يمتلك كل المقومات- أن يحصل على ما يريد من منتجات. ومن هنا بات السلوك الاستهلاكي مرتبطًا ارتباطًا وثيقًا بالعوامل الذاتية النفسية والشخصية والاجتماعية للفرد.وعندما يتعلق الأمر بندرة الموارد الاقتصادية كالطعام مثلًا، بات مفهوم ترشيد الاستهلاك مطروحًا بشدة للحفاظ على الموارد الاقتصادية التي هي من حق الجميع، وضرورة الحدِّ من إهدار تلك الموارد لضمان توافرها للجميع خاصة الموارد الأساسية وهي الطعام. وأظهرتِ الإحصاءات الصادرة عن مؤشر هدر الغذاء التابع لبرنامج الأمم المتحدة مؤخرًا أن مصر تُعَد من أعلى دول العالم هدرًا للطعام، إذ وصل معدل إهدار الطعام فيها عام 2023 إلى 9، 1 مليون طن، سواء كان الإهدار متمثلًا في التخلص من بواقي الطعام الصالح للاستخدام، أو شراء كميات طعام صالحة وانتهاء صلاحيتها ومن ثم التخلص منها. ويُعَد شهر رمضان أعلى شهور السنة هدرًا للطعام، إذ يزيد معدل الإهدار إلى ٦٠% على باقي العام. والحقيقة أيضًا أن هناك دولًا عربية أخرى تندرج ضمن مؤشر الأعلى هدرًا للغذاء، وهي على الترتيب: العراق، السودان، الجزائر، السعودية، المغرب، اليمن، سوريا، الصومال، وتونس. وبالعودة للشأن المصري فيما يخص هدر الطعام تم تدشين برامج توعية للحثِّ على ترشيد استهلاك الغذاء، ومنها المبادرة التي أطلقتها منظمة الأغذية والزراعة الـ(فاو) بالتعاون مع بنك الطعام المصري. ولكن هل يحتاج الأمر لتدخلات أشد صرامة للحدِّ من إهدار موارد الغذاء في مصر، مثل سن قوانين لضبط هذا الأمر، خاصة مع وجود مؤشرات لدخول مصر في تحديات توفير الغذاء مع دخول مصر حزام الفقر المائي؟ لا بد من دق ناقوس الخطر للحدِّ من هدر الطعام في مصر، لأنه أمر معيب اقتصاديًّا واجتماعيًّا ودينيًّا.

المصدر: الأسبوع

إقرأ أيضاً:

أم من غزة: أطفالنا مجرد جلد على عظم

نشرت صحيفة "صنداي تايمز" البريطانية قصة أم في قطاع غزة تعاني أهوال الجوع والمرض وخطر الموت الذي يواجهها هي وأطفالها.

تقول شيماء إن الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة جعلها عاجزة عن إرضاع طفلتها لأنها أصبحت لا تنتج الحليب، ولم تعد تقدم لها سوى "حساء الماء والملح".

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2أستاذ بهارفارد: الأمر مع ترامب أشبه بمشاهدة دولة تنتحرlist 2 of 2مجلة إسرائيلية: تدمير مباني غزة يهدف إلى جعل القطاع غير صالح للعيشend of list

شيماء فتوح أم فلسطينية وضعت مولودتها في يناير/كانون الثاني الماضي، تحدثت إلى أمل حيليس وغابرييلا فينيغر مراسلتي "صنداي تايمز" من تل أبيب عن الأهوال التي تعيشها الأمهات وكل النساء في غزة.

وقالت إن زوجها يخرج كل صباح بحثا عن الطعام وسط أنقاض القطاع، و"في معظم الأيام، يعود خالي الوفاض ودموعه في عينيه".

أحيانا، تغلي شيماء الماء وتضيف إليه قليلا من الملح فقط لتُعدّ ما تسميه "حساء دافئا"، حتى يشعر أطفالها كأنهم أكلوا شيئا، رغم أنه لا يُشبه الطعام الحقيقي في شيء.

عملية قيصرية من دون تخدير

تذكرت شيماء "في يوم من الأيام، سألتني ابنتي: ماما، لماذا لا طعم لهذا الطعام؟ ولم أجد ما أجيبها به، كيف يمكن لأم أن تطبخ وهي لا تملك شيئا من المكونات، ولا حتى وسيلة للطهو؟".

وفي يناير/كانون الثاني الماضي، أشارت صحيفة "ذا صنداي تايمز" إلى الأيام الأولى من حياة "شام"، الابنة الثالثة لشيماء، التي وُلدت بعملية قيصرية من دون تخدير، لعدم توفر مخدر في المستشفى.

إعلان

وُلدت "شام" في شتاء غزة القارس، قبيل وقف لإطلاق النار لم يدم أكثر من 6 أسابيع. تعاني "شام" من ثقب في القلب، لكنها لم تتلقّ الجراحة المنقذة للحياة التي تحتاجها.

والآن، بعد مرور 4 أشهر، أصبحت أمنية شيماء الوحيدة هي "أن أُبقي عائلتي على قيد الحياة"، بعد أن فرضت إسرائيل حصارا كاملا على قطاع غزة، أوشكت بسببه الإمدادات المحدودة المتبقية والتي دخلت أثناء الهدنة على النفاد".

الأطفال أكثر من يعانون

"منذ أكثر من 3 أشهر على بداية الحصار الغذائي، تغيّر كل شيء"، كما تقول شيماء؛ "اختفى الطعام، انقطع الماء، وأصبح من الصعب الوصول لأي شيء. وطفلتي الصغيرة شام هي أكثر من يعاني".

تعيش العائلة في غرفة صغيرة مع زوجها العامل اليومي، وأطفالها الثلاثة (5 و6 سنوات)، ويدفعون إيجارا لا يستطيعون تحمّله لشخص غريب في مبنى يضم نحو 20 عائلة.

تصف شيماء حال "شام" قائلة إنها "تبكي طوال اليوم، ليس فقط من الجوع، بل من الألم". ومن نافذتها، يمكنها رؤية أنقاض مسجد علي بن أبي طالب الذي قُصف في نوفمبر/تشرين الثاني 2023.

وتستمر شيماء في سرد معاناتهم: "لا أستطيع تغيير حفاظتها إلا مرة واحدة في اليوم، جلدها متهيج، أحمر، ويحترق من الالتهابات والطفح. تصرخ عندما أحاول تنظيفها".

نسيان الخصوصية

ووفقا للأمم المتحدة، فإن الحصار زاد من خطر حدوث مجاعة "حادة"، وحرم معظم سكان غزة من الماء النظيف، والطعام، والدواء، والمأوى الآمن.

"تخيّل أن تعيش في منزل مع أناس لا تعرفهم، تشاركهم كل شيء؛ مكان النوم، والحمّام"، تقول شيماء "لقد نسينا كيف يبدو شكل الحياة الطبيعية، نسينا معنى الخصوصية، أن تغلق الباب خلفك".

تجلس شيماء على إحدى الفرشات المصفوفة بجانب الحائط الوردي، وتقول "لا توجد أي خصوصية. أحاول أن أجد ركنا صغيرا لأرضع طفلتي"، حيث أصبح الإرضاع الطبيعي ترفا للأمهات الجدد، في ظل أزمة غذاء تتفاقم يوما بعد يوم.

إعلان

المطابخ الشعبية

بحسب دراسة أجرتها منظمة "نيوتريشن كلَستر"، فإن ما بين 10 إلى 20% من الحوامل والمرضعات في غزة (عددهن 4500 امرأة شملتهن الدراسة) يعانين من سوء التغذية.

وحاولت شيماء استخدام الحليب الصناعي، لكنها لم تستطع تحمّل تكلفته، وتوضح "أحاول إرضاعها، لكن ليس لدي طاقة أو غذاء كافٍ لإنتاج الحليب. كأم مرضعة، أحتاج إلى أطعمة مثل الحليب، والبيض، والسكر. لكن كيلو السكر أصبح يُباع بـ100 شيكل (نحو 28 جنيها إسترلينيا)، وغالبا لا نجد هذه المواد أصلا في السوق"، كما تقول شيماء.

ومثل معظم العائلات في غزة، تعتمد شيماء على المطابخ الخيرية المعروفة محليا باسم "التكية".

ووفقا لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA)، فإن هذه التكايا تخدم أكثر من مليوني شخص، ولكنها لا تستطيع إعداد أكثر من مليون وجبة يوميا، معظمها من الأرز والمعكرونة، من دون خضراوات طازجة أو لحم.

تحديد من ينام جائعا

وذكرت شيماء "في ظل هذه الظروف، الأم لا تطعم فقط، بل تقرر من يأكل ومن ينام جائعا؛ تقسم الطعام، وتضع نفسها في آخر القائمة، وأنا أفعل ذلك كل يوم والدموع في عيني، والخوف في قلبي".

ومنذ بدء الحصار في 2 مارس/آذار، أفادت وزارة الصحة في غزة بأن 57 طفلا توفوا بسبب سوء التغذية.

وأعلنت منظمة الصحة العالمية أن لديها من الإمدادات ما يكفي لمعالجة 500 طفل فقط من سوء التغذية.

ووفقا للأمم المتحدة، إن لم تصل مساعدات جديدة فإن نحو 71 ألف طفل دون سن الخامسة مهددون بسوء التغذية الحاد خلال الأشهر 11 المقبلة.

ورأت شيماء المأساة بعينيها الأسبوع الماضي عندما أخذت "شام" إلى المستشفى بسبب الحمى، تقول "ما رأيته هناك حطّم قلبي".

ارتجفت من الخوف

"أطفال وبنات صغار مجرد عظام مغطاة بالجلد، هياكل عظمية تعاني من الجوع. وقفت هناك أراقبهم، وارتجفت من الخوف أن تلقى شام المصير نفسه".

إعلان

وحتى اللحظة، يمنع الحصار دخول المعدات الطبية واللقاحات الخاصة بالأطفال، وذلك يعني حرمان المواليد من الرعاية الصحية الأساسية، ومن بينهم "شام" التي لن يتحسن حال قلبها دون الجراحة اللازمة.

"كأم، من المفترض أن أحمي أطفالي، وأطعمهم، وأبقيهم آمنين"، هكذا تقول شيماء "لكنني لا أستطيع حتى أن أوفر لهم وجبة كاملة. أشعر بالعجز، كل يوم أخاف أن أفقد طفلتي. كل ما أريده.. أن تبقى على قيد الحياة".

مقالات مشابهة

  • وزير الدفاع اللواء المهندس مرهف أبو قصرة في تغريدة عبر X: تلقى الشعب السوري اليوم قرار الاتحاد الأوروبي برفع العقوبات المفروضة على سوريا، وإننا نثمن هذه الخطوة التي تعكس توجهاً إيجابياً يصب في مصلحة سوريا وشعبها، الذي يستحق السلام والازدهار، كما نتوجه بال
  • مواد البناء: ارتفاع أسعار الأسمنت لتعطيش السوق وزيادة الأرباح على حساب المستهلك
  • 20 ألف شكوى أبرزها عدم شراء هذه السيارات.. جهود حماية المستهلك في أسبوعَين
  • لـ ضبط الأسواق خلال الفترة من 1 لـ 15 مايو 2025.. أبرز جهود جهاز حماية المستهلك
  • جهاز حماية المستهلك: 20563 شكوي و373 حملة رقابية بالنصف الأول من مايو
  • أمراض مميتة.. تسمم وفيروسات تنتقل بالطعام
  • شهادات مروعة .. الجوع ينهش بطون الأطفال في غزة
  • أم من غزة: أطفالنا مجرد جلد على عظم
  • غسان حسن محمد.. شاعر التهويدة التي لم تُنِم. والوليد الذي لم تمنحه الحياة فرصة البكاء
  • الجوع ينهش بطون الأطفال في غزة.. عربي21 ترصد شهادات مروعة