دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- أثناء الاستمتاع بالتاريخ والطعام الإيطالي في رحلة إلى فلورنسا بعام 2015، خطرت فكرة في بال المستشارة الإدارية السابقة، ندى بدران. 

وأرادت بدران أن يختبر السياح الثقافة والتاريخ بهذه الطريقة في إمارة دبي، بدولة الإمارات.

تُعد المدينة الشرق أوسطية، التي بُنيت في الأعوام الخمسين الماضية على خلفية اكتشاف النفط بالخليج في الستينيات، بعيدة جدًا عن المدينة الواقعة في إقليم توسكانا الإيطالي، الأمر الذي ألهم بدران.

وقالت بدران: "بدأت في النظر إلى المشهد السياحي المحلي، ولم يكن الأمر مميزًا حقًا برأيي، إذ يلبي احتياجات أفواج السياح، والأشخاص الذين ربما يستقلون الحافلات، ويرون المعالم، ويلتقطون بعض الصور، ثم يغادرون".

أطلقت ندى بدران شركتها السياحية الخاصة، "Wander with Nada"، في عام 2016. Credit: Rebecca Cairns/CNN

رغم أنه لا يمكن إنكار أنّ ناطحات السحاب، ومراكز التسوق مترامية الأطراف، والمنتجعات الشاطئية الساحرة تشكل المعالم التي تجذب غالبية السياح إلى المدينة، إلا أنّ بدران أرادت إظهار الجانب الآخر في مدينةٍ تتمتع بالثقافة، والتاريخ، والتقاليد، أي دبي التي نشأت فيها.

لذا في عام 2016، أنشأت بدران شركة سياحية خاصة بها تُدعى "Wander with Nada" لإظهار "جانب مختلف من دبي" للمسافرين.

وتُصمم جولاتها الخاصة بحسب الطلب لتناسب اهتمامات كل زائر، لكن مسارها المفضل يتمثل بـ"المدينة القديمة" في دبي، وهي مجموعة من الأحياء الصغيرة حول خور دبي، حيث بدأت قصة الإمارة، وحيث قضت بدران طفولتها.

حي تاريخي متجر "سجادنا" في حي الفهيدي التاريخي بدبي. Credit: Rebecca Cairns/CNN

بدأت بدران الجولة في منطقة الشندغة، أي الحي الذي بُنيت فيه المنازل الأولى بالمدينة.

لوحة جدارية في متحف الشندغة تتمحور حول تاريخ المدينة المرتبط بالغوص بحثًا عن اللؤلؤ. Credit: Rebecca Cairns/CNN

وتتضمن المنازل نوافذ صغيرة لإبقاء الحرارة خارجًا، وتتميز بعدد لا يحصى من الغرف الصغيرة حول فناءٍ مركزي، وهي مصممة لاستضافة أجيال متعددة من العائلات تحت سقف واحد. 

وتحولت المنازل إلى متاحف تُعرِّف الأشخاص بجوانب مختلفة من التراث الإماراتي، مثل "التلي"، وهي مهارة تطريز تقليدية اعترفت بها منظمة اليونسكو كتراث ثقافي غير مادي في عام 2022، وتصنيع العطور العربية ودورها في الضيافة الإماراتية.

ثقافات عديدة تُعرِّف بدران ضيوف جولتها على الأشخاص الموجودين على طول الطريق، بما في ذلك أصحاب المتاجر، والموظفين في سوق الذهب. Credit: Rebecca Cairns/CNN

ويشكل تأثير الثقافات الأخرى جزءًا من نسيج المدينة، حيث استخدمت بدران الأسواق قبالة الخور في الشندغة كمثالٍ على ذلك.

وفي حي الفهيدي التاريخي، يمكن التجول عبر متاهة من الأزقة، وبين المنازل السابقة للتجار الإيرانيين الذين استقروا هناك في تسعينيات القرن التاسع عشر. 

ولا يزال ما يزيد قليلاً عن 10% من المساكن الأصلية موجودة، ولكن مثل الشندغة، لا يعيش أحد فيها.

وتم تجديدها في التسعينيات حيث تحولت إلى محلات تجارية، ومقاهي، وفنادق صغيرة. 

صورة لصاحب متجر "Zafran Isfahan Herbs Trading Co" في سوق التوابل. Credit: Rebecca Cairns/CNN

ولكن التراث لا يتكون من المباني التاريخية، فحسب بل من المجتمعات التي تبنيه، إذ ذكر أستاذ الهندسة المعمارية، جمال بوساعة، بورقته البحثية في عام 2014 حول التراث العمراني في دبي، أن سكان المدينة هم الذين "يجلبون الحياة إلى البيئة المبنية"، ولذلك يجب الحفاظ على المجموعات الاجتماعية إلى جانب المواقع التراثية.

وأوضح بوساعة أنّ الحفاظ على المناطق الحضرية لا يعني بالضرورة الحفاظ على مبنى، بل إحياء روحه وحياته".

مدينة متغيرة بعض المتاجر في السوق القديم. Credit: Rebecca Cairns/CNN

رُغم شعور بدران بأنّها متأصلة بعمق في المدينة، التي اتخذتها كموطن لها خلال غالبية مراحل حياتها، إلا أنّها شهدت الطبيعة المؤقتة لسكانها بنفسها.

ولاحظت مغادرة عدد كبير من أصدقائها الذين تعرفت عليهم خلال فترة المدرسة، كما أنّ عائلتها، التي انتقلت إلى دبي من الأردن في الثمانينيات، ستغادر المدينة في نهاية المطاف.

ولكن باعتبارها مسافرة متكررة، فهي تعلم أيضًا أنّ الأشخاص هم الذين يصنعون المكان، وقد سعت إلى جعل الأشخاص الذين يعيشون في المدينة "جزءًا لا يتجزأ" من جولتها.

وتيسّر بدران إجراء المحادثات مع الحرفيين الذين ورثوا حرفة صناعة العطور، أو الخياطة من آبائهم.

المصدر: CNN Arabic

كلمات دلالية: دبي فی عام

إقرأ أيضاً:

???? تخيل المشهد. الآلاف من الجنجويد الذين عاثوا في السودان قتلا ونهبا واغتصابا يصلون إلى أوروبا!

قابلني خبر عن هروب دسيس مان عبر السنبك. قد يكون الخبر مجرد إشاعة. ولكنه، ومع تقدم الجيش دارفور وهزيمة الدعم السريع، يوحي لك بفكرة أن موجات هجرة غير شرعية جديدة إلى أوربا قد تبدأ. لن يجد المرتزقة والمتعاونين وكل من يهرب من السودان ملاذا أفضل من الهجرة عبر المتوسط.

الإتحاد الأوروبي كان دفع للدعم السريع لمكافحة الهجرة غير الشرعية، ولكن ربما يهاجر الجنجويد أنفسهم إلى أوروبا هذه المرة.

تخيل المشهد. الآلاف من الجنجويد والمرتزقة الفارين من الحرب، والذين عاثوا في السودان قتلا ونهبا واغتصابا يصلون إلى أوروبا!

حليم عباس

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • عاجل| نتنياهو: ما زال هناك 20 محتجزا أحياء في غزة وهناك 28 قد فارقوا الحياة
  • عن الذين خاطروا بأنفسهم وأموالهم فلم يرجعوا من ذلك بشيء
  • “نسك” يمكِّن الزوار من أداء الصلاة في الروضة الشريفة
  • الرئيس الشرع: نلتقي اليوم على ثرى حلب الشهباء هذه المدينة التي ما انحنت لريح ولا خضعت لعاصفة بل كانت القلعة وكانت الجدار وكانت الشاهد على الصمود
  • مجلس الوزراء يعقد جلسته الاعتيادية الحادية والعشرين برئاسة رئيس مجلس الوزراء السيد محمد شياع السوداني
  • ???? تخيل المشهد. الآلاف من الجنجويد الذين عاثوا في السودان قتلا ونهبا واغتصابا يصلون إلى أوروبا!
  • مسيرة إسرائيلية استفزازية تجوب أحياء البلدة القديمة في ذكرى احتلال القدس الشرقية
  • إقليم البترا وعدد من مكاتب السياحة الوافدة يناقشون تطوير المنتجات السياحية وتعزيز التسويق للبترا
  • كنوز الجزائر تكشف أسرارها..ما الذي ينتظر الزوار في الصحراء الغامضة؟
  • زوار إكسبو أوساكا يتجاوز 4 ملايين شخص