الغارديان: كرة القدم تبيع نفسها لمن يدفع أكثر وليس للسعودية فقط
تاريخ النشر: 3rd, August 2023 GMT
اهتمت صحيفة الغارديان البريطانية بالضجة التي أحدثتها صفقات الدوري السعودي في كرة القدم العالمية، وقالت إن المال هو من يحكم كرة القدم منذ فترة طويلة. وجاء بمقال للكاتب إليوت روس، أن المبالغ الهائلة التي يحصل عليها لاعبون مثل كريستيانو رونالدو، ليست سوى مرحلة جديدة من مراحل سابقة لضخ الأموال في هذا اللعبة التي يحبها الجمهور، لكن يملكها الآخرون.
وقال الكاتب إن كرة القدم هي “لغة مشتركة”، خاصة للأشخاص من مختلف الأجيال أو الخلفيات الثقافية الذين قد يكافحون للوصول إلى أمر مشترك بينهم، وأكد أن أحد الأطفال في أوروبا أخبره أنه مازال يتابع رونالدو في الدوري السعودي ومنبهر بأدائه مع فريق النصر. والنتيجة التي خرج بها أنه لا يهم في أي دوري يلعب رونالدو أو المكان المتواجد فيه، لكن المهم أنه مازال يحرز الأهداف ويحطم الأرقام القياسية. وأوضح الكاتب أن البعض يعتبر أن كرة القدم خرجت عن تقاليدها العزيزة، وأن “اللعبة انتهت”، عندما نجد صندوق الاستثمارات العامة السعودي يضخ أموالا هائلة في اللعبة الجميلة، لكن هذا كان يحدث من زمن طويل أيضا. في البداية أخذ الدوري السعودي رونالدو من مانشستر يونايتد، ثم كريم بنزيمة من ريال مدريد، ونغولو كانتي من تشيلسي. والآن هناك عرض ضخم لكيليان مبابي، وهو مازال نجما ساطعا في أوج قوته، وكان المادة الرئيسية لوسائل الإعلام خلال الفترة الماضية وكان على رأس قائمة الرياضيين المطلوبين في السعودية. هناك الكثير من التكهنات حول الأهداف الاستراتيجية للسعودية. يشك معظم الناس في أن الخطة تهدف في النهاية إلى “شراء” كرة القدم، تماما مثلما سيطرت المملكة على نخبة المحترفين في رياضة الغولف، وزادت الاستثمارات في الملاكمة وركوب الدراجات وسباقات الفورمولا 1. وتساءل الكاتب، هل ما يجري حاليا هو خطة استثمارية جادة تهدف إلى تنويع وتنمية أصول دولة غنية بالنفط، أم مجرد علاقات عامة؟ هل الأمر “غسيل سمعة رياضي” عن طريق الإلهاء، لجعل السعودية تصبح مرادفا لكلمة كرة القدم في العالم، أم أن الأمر يهدف ببساطة إلى جعل المملكة حاضرة بقوة على المسرح العالمي فقط؟ ويوضح الكاتب أن استمرار المملكة في ضخ الاستثمارات، يعني أن دوري المحترفين السعودي يمكنه شراء المزيد من المواهب العالمية حتى لو قرر مبابي الذهاب إلى مكان آخر مثلما فعل ليونيل ميسي واختار الدوري الأمريكي. وعلى كل من يرغب في مشاهدة أفضل لاعبي العالم في ملاعب كرة القدم والحصول على مقعد متميز فسوف يكون الدوري السعودي قريبا هو الخيار المناسب. ويتساءل المقال عن التغيير الذي قد يطرأ على العلاقة بين المشجعين وكرة القدم التي ستصبح قريبا تحت سيطرة السعودية، كما تساءل أيضا عن ما إذا كان العالم سيظل يهتم بكرة القدم حتى على الرغم من وجود المال الذي أفسدها بالفعل. ويقول الكاتب إنه مع تحول مركز القوة في صناعة كرة القدم (نحو السعودية)، فإن العالم سيظل يتابع كرة القدم بنفس الشغف. ويوضح المقال أن ارتباط المال بكرة القدم ليس حديثا، فمنذ أوائل التسعينيات، أدى نجاح عدد قليل من الاتحادات القوية في التسويق والترويج الناجح من خلال جمهور التليفزيون إلى زيادة تركيز المواهب في إنجلترا وإسبانيا وإيطاليا، وكان هذا على حساب الدوريات “الأصغر”، والتي تحولت إلى مياه راكدة. كما كانت هناك علاقة استنزاف للمواهب بين كرة القدم الأوروبية والقارة الأفريقية منذ فترة طويلة، وكانت تسير هذه العلاقة مباشرة على نفس الخطوط الاستعمارية القديمة. وفي التسعينيات تمت إعادة صياغة قواعد المنافسة الأوروبية لتستقطب الخليج. وقد أدى اكتناز المواهب إلى إفراغ بطولات الدوريات الأخرى من النجوم، وفي إنجلترا يتم الاحتفال بالدوري الإنجليزي الممتاز باعتباره قصة نجاح وطنية رائعة بغض النظر عن ذلك. ويعتبر أصحاب المليارات الأمريكيون وصناديق التحوط وشركات الأسهم الخاصة التي تمتلك الأندية خيارا جيدا نسبيا وأقل سوءا في صناعة كرة القدم. فقد اختاروا جميعا الحفاظ على كرة القدم في موطنها (أي في الدول الأوروبية القوية)، مما سمح باستمرار الوهم وهو أن لعبة كرة القدم للجمهور، بغض النظر عن ارتفاع تكلفة التذاكر والاشتراكات. (بي بي سي)
المصدر: رأي اليوم
إقرأ أيضاً:
إيكاد: سفينة "إترينتي سي" التي استهدفها الحوثيون كانت متجهة لميناء جدة السعودي وليست إلى إسرائيل
أكدت منصة إيكاد للتحقيقات، لا توجد أدلّة قاطعة حتى الآن على أن السفينة "Eternity C" كانت متجهة فعليًا إلى ميناء إيلات، حيث استهدفها الحوثيون الإثنين الماضي، في البحر الأحمر، بذريعة توجهها إلى الميناء الإسرائيلي.
وقالت إيكاد إن جماعة الحوثي استهدفت سفينة الشحن "Eternity C" في البحر الأحمر، بزعم ارتباطها بميناء إيلات الإسرائيلي، لتثير الحادثة كثيرًا من الجدل على مواقع التواصل، بين من قال إنها كانت متجهة إلى إيلات وآخرون نفوا ذلك.
وأشارت إلى أنها أجرت تحليلًا لبيانات الملاحة، لمعرفة وجهة السفينة أو أي ارتباطات لها بالموانئ الإسرائيلية، من خلال موقعي الملاحة مارين ترافيك وفيسيل فايندر، مؤكدة أن وجهتها المُسجَّلة كانت ميناء جدة السعودي.
وأوضح التحليل، أن البيانات أظهرت أن السفينة التي تحمل علم دولة "ليبيريا" تتبع لشركة يونانية تُدعَى "COSMOSHIP MANAGEMENT SA"، لافتا إلى أن بيانات الشركة المالكة، تبين أن لديها أسطولًا مُكوَّنًا من 34 سفينة.
وأفادت "إيكاد"، أن بعض سفن الشركة اليونانية، توجهت في الآونة الأخيرة إلى الموانئ الإسرائيلية، وأن إحدى السفن تحمل اسم HSL NIKE، وقد توجهت إلى حيفا في 8 يوليو الجاري.
وبحسب التحليل، فقد ظهرت سفينة أخرى باسم "Faith" ترفع علم ليبيريا، وقد بدت حركتها في بعض الرحلات مثيرة للاستغراب، مشيرة إلى أنه وفي فبراير الماضي ظهرت إشارتها بالقرب من ميناء إيلات عند خروجها منه، ولكنها لم تظهر عند دخولها.
ووفقا لتحليل حركة "Faith" من خلال موقع الملاحة "مارين ترافيك"، تبين أنها كانت تضع وجهة لها ميناء العقبة في الأردن، إلا أنها اتجهت غربًا عند الاقتراب من إيلات، مرجحة أنها توجهت إلى إيلات، خصوصًا أنها أخفت إشارتها.
ولمزيد من التأكد، حللت منصة إيكاد، صور القمر الصناعي Sentinel Hub عن شهر فبراير الماضي لميناء إيلات، لتجد سفينةً ظهرت في صور 3 فبراير واختفت في 13 فبراير تتطابق مواصفاتها مع سفينة faith.
وخلصت منصة إيكاد، إلى أنه لا توجد أدلّة قاطعة حتى الآن على أن السفينة "Eternity C" كانت متجهة فعليًا إلى ميناء إيلات، مؤكدة أن السفن الأخرى التابعة لنفس الشركة اليونانية المالكة تعاملت مع الموانئ الإسرائيلية؛ مثل Faith التي توجهت إلى إيلات، وHSL NIKE التي توجهت إلى حيفا، وهو ما يفسر استهدافها من قبل الحوثيين.
ونشر الحوثيون لقطات مصورة، بعد أن أطلقوا مجموعة من الصواريخ على السفينة "ETERNITY C" مما أدى إلى تضرُّرها حتى غرقت بالكامل، في الوقت الذي قتل عدد من البحارة وتم إنقاذ بعضهم، فيما خطفت جماعة الحوثي بعضا منهم بعد استهداف السفينة.
وفي وقت لاحق، أعلن المتحدث العسكري باسم الحوثيين يحيى سريع، أن الشركة المالكة للسفينة استأنفت العمل مع ميناء إيلات "أم الرشراش" في انتهاكِ لقرار حظر التعامل مع الميناء.