#تحت_الضوء د. #هاشم_غرايبه
دأب المطبعون والانهزاميون والمتخاذلون على التقليل من شأن مقاطعة الكيان اللقيط، ومن فاعلية نشاطات المقاطعة في إضعاف ذلك الكيان العنصري، وهدفهم من ذلك التغطية على ضعف إرادة من كان لا يود تحمل كلفا أو لا يطيق انتقاصا لما يلبي رغباته، سواء ما أُحلّ منها أو ما حرّم، أو كان عن سوء نية لانغماسه في رذيلة التطبيع، أو التربح من التعامل التجاري معه.
صحيح أن مؤيدي ذلك الكيان الكريه هم من كبار الإحتكاريين ومن حيتان المال والنفوذ، أي أنهم المتنفذون القادرون على تسخير كل الإمكانات المالية والعسكرية لصالحه، بل والسيطرة على المؤسسات التي يفترض أنها محايدة سياسيا كالجامعات ومؤسسات البحث العلمي والمنظمات الدولية، وإرغامها بالضغوط على الصمت عن ممارساته المخالفة لمبادئ الحق والعدالة المتعارف عليها، وفي أغلب الأحيان دعمه وتأييد سلوكه المشين.
لكن كل ذلك لا يمنع أصحاب الحقوق ومعهم أحرار العالم، من بذل كل جهد مستطاع لرفع ذلك الظلم، وابتداع الوسائل التي تصب في هذا الاتجاه.
المقاطعة الاقتصادية كانت وما زالت أكثر تلك الوسائل السلمية نجاعة، ويليها الجهد الإعلامي بنشر الانتهاكات بحق الإنسانية موثقة بالصور، لأجل تحشيد شعوب العالم ضد الظلم، واكتشف مؤخرا وسيلة أخرى ناجحة وهي المظاهرات والاعتصامات في الحرم الجامعي، لأجل قطع علاقات التعاون الأكاديمي والعلمي مع مؤسسات الكيان اللقيط، والتي ظلت لزمن طويل خفية غيرمعلنة، لكن ببحث النشطاء وجدوا أن أغلب الجامعات والمؤسسات العلمية الكبرى، ولأجل نيل التمويل المالي ورعاية أنشطتها من قبل تبرع سخي من قبل مؤسسات تابعة لمثلث المال اليهودي، وجدوها مرتبطة بعلاقات تبادل ثقافي وعلمي مع الكيان، ويستفيد منها في تطوير الأسلحة والتجسس والبحث العلمي.
لقد كان لمؤسسات دولية كثيرة تصدت للدفاع عن حقوق الإنسان الفلسطيني، دور هام في توعية طلاب الجامعات الغربية الى حقيقة هذه العلاقات المشبوهة التي تقيمها جامعاتهم مع الكيان اللقيط، لذلك قامت الانتفاضات الطلابية في كبريات تلك الجامعات، ورضخت أدارات بعضها، فألغت شيئا من تلك العلاقات، لكن النفع الأكبر كان بتسليط الضوء وتذكير للعالم كله بقضية العدوان على القطاع، مما أنتج تحولا جوهريا في الرأي العام الدولي الذي كان يعتمد كرواية وحيدة للأحداث الجارية، ما تبثه أجهزة الإعلام المتحيزة لصالح العدو كثيرا.
وقد جاء في تقرير نشرته صحيفة “صنداي تايمز” البريطانية، إن حركة مقاطعة العلامات التجارية الكبرى التي تبنتها منطمة (BDS) وغيرها، تزايدت منذ أن بدأ الكيان اللقيط غزوه للقطاع، وإن انتشار وسائل التواصل الاجتماعي أكسب هذه الحركة زخما سريعا، وإن المصنعين وتجار التجزئة يشعرون بالفعل بتأثيرها.
وأوضح التقرير أن النشطاء المؤيدين للفلسطينيين يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي والتطبيقات لاستهداف شركات مثل ستاربكس وماكدونالدز وكوكا كولا وفرعها كوستا كوفي، وأمازون ،وغوغل، ومارس، ونستله، وزارا، وباركليز، وبن آند جيري، وليدل، وتيسكو، ويتروز، وإم آند إس وكنتاكي.. وغيرها من أصحاب العلامات التجارية المعلن صلاتها بالجيش االمعتدي.
كما جاء في التقرير أن استطلاعا أجرته في بريطانيا مؤسسة (يوغوف) في عينة من 2053 شاب بريطاني تتراوح أعمارهم بين 18 – 25 أن 5% منهم يقاطعون تماما ماركة واحدة على الأقل من تلك التي نشرت دعوات لمقاطعتها.
ومن تلك النشاطات كان تطبيقا اسمه (no thanks) وضعه متطوع من المجر، يتيح مسحا ضوئيا ل (الباركود) للمنتج فيبين إن كان من قائمة المقاطعة، وقد تبين أنه جرى تنزيل ألكثر من ثلاثة ملايين هاتف من خلال متجر (جوجل)، والذي لم تفلح الضغوط في رفعه من المتجر.
مما يكسب الحركة زخما وجود داعمين لها من منتسبي الحركات المناوئة للصهيونية في الكيان ذاته، وهنالك عشرة حركات من هؤلاء على رأسها منظمة “بتسليم” ومنظمة “توراة الحق” ،وغيرها، حيث وجهت أمس (الثلاثاء) رسالة مشتركة، هي الأولى من نوعها، إلى المدعي العام في المحكمة الجنائيّة الدوليّة في لاهاي “كريم خان”، للإعراب عن دعمها لزيارته، وللمضي قدمًا في التحقيق المتعلّق بجرائم الكيان.
نعلم أن قلعة الشر التي أقامها الغرب في قلب أمتنا محصنة الى أقصى درجة، لأن كل معادي منهج الله من الطواغيت والمنافقين يعلقون عليها آمالهم في التصدي له، لكن كل جهاد ينال منها ولو بالكلمة الصادقة جهد مقدر.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: تحت الضوء
إقرأ أيضاً:
جيتكس 2025 يسلط الضوء على دور الذكاء الاصطناعي في قطاع الاتصالات
أثبت معرض «جيتكس جلوبال 2025» أن الذكاء الاصطناعي لم يعد مفهوماً مستقبلياً، بل أضحى واقعاً حاضراً يُعيد تشكيل طريقة تفاعل شركات الاتصالات مع عملائها، بحسب الخبير التكنولوجي علي صباغ.
وشهدت أروقة المعرض عرضاً لعدد من التطبيقات الذكية العملية، التي تجاوزت مرحلة الترويج النظري إلى الاستخدام الفعلي، حيث استعرضت شركات الاتصالات مساعدين افتراضيين قادرين على التعامل مع استفسارات معقدة خلال ثوانٍ، إلى جانب أنظمة ذكية لتوجيه التذاكر، وروبوتات دردشة (Chatbots) تتمتع بقدرات تواصل تشبه البشر.
وتسعى هذه الحلول إلى تحقيق أكثر من مجرد تسريع الخدمة، إذ تركز على توفير تجارب أكثر سلاسة وخصوصية للمستخدمين.
وتواصل دبي ترسيخ مكانتها كمنصة اختبار حقيقية للابتكار التطبيقي، مدعومة ببنية رقمية قوية ورؤية حكومية تشجع على تبنّي التقنيات الحديثة. وجاءت الحلول المعروضة في «جيتكس 2025» لتؤكد مدى التقدم المحرز في هذا المسار، والدور المحوري لقطاع الاتصالات في تعزيز هذا التوجه.
ولفت الأنظار هذا العام التحول من الأتمتة البسيطة إلى التخصيص الفعلي، حيث باتت أنظمة خدمة العملاء – بفضل تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي ومعالجة اللغة الطبيعية – قادرة على فهم النوايا، وتكييف نبرة الحوار، بل والتنبؤ باحتياجات العملاء قبل أن يُفصحوا عنها.
وبالنسبة لشركات الاتصالات، فإن فوائد تبني الذكاء الاصطناعي باتت ملموسة، سواء من حيث خفض التكاليف التشغيلية، أو تسريع أوقات الاستجابة، أو تعزيز رضا العملاء. إلا أن الأثر الأعمق يتمثل في التحول النوعي لطبيعة العلاقة بين الشركات والمستخدمين، حيث أصبحت خدمة الدعم تجربة تفاعلية حقيقية، بدلاً من كونها إجراءً روتينياً.
وفي الوقت الذي يخطو فيه قطاع الاتصالات خطوات متقدمة نحو تبنّي الذكاء الاصطناعي، لا تكتفي دبي بمواكبة التوجه العالمي، بل تسهم بفعالية في رسم ملامحه. وتؤكد النقاشات التي شهدها «جيتكس 2025» أن التحول الرقمي في المنطقة دخل بالفعل مرحلة جديدة، تتجسد في كل تفاعل ذكي مع الزبائن.»