الفيلسوف الذي قبض على «الهراء».. رحيل هاري فرانكفورت الذي اشتهر بسبب مقالة قصيرة
تاريخ النشر: 4th, August 2023 GMT
شاهد المقال التالي من صحافة اليمن عن الفيلسوف الذي قبض على الهراء رحيل هاري فرانكفورت الذي اشتهر بسبب مقالة قصيرة، ندى حطيط الشرق الأوسط لم يكن هنري فرانكفورت، الفيلسوف الأميركي والأستاذ المتقاعد من جامعة برينستون الذي رحل عن عالمنا قبل أيّام، قد .،بحسب ما نشر يمن مونيتور، تستمر تغطيتنا حيث نتابع معكم تفاصيل ومعلومات الفيلسوف الذي قبض على «الهراء».
ندى حطيط-الشرق الأوسط:
لم يكن هنري فرانكفورت، الفيلسوف الأميركي والأستاذ المتقاعد من جامعة «برينستون» الذي رحل عن عالمنا قبل أيّام، قد لحق بعالم وسائل التواصل الاجتماعي عندما اكتسب شهرة مفاجئة في عام 2005 بصفته أوّل فيلسوف قبض على مفهوم «الهراء (بالإنجليزيّة Bullshit)» وذلك عندما أعادت دار النشر الملحقة بجامعة «برينستون» طبع مقالة قصيرة له من الثمانينات بنسخة مجلَّدة بعنوان «عن الهراء On Bullshit» قفزت سريعاً إلى أعلى قوائم الكتب الأكثر مبيعاً في الولايات المتحدة. ربما كانت الأجواء مناسبة ذلك الحين، عندما كان رئيس الولايات المتحدة وقتها جورج دبليو بوش.
الكتاب – المقالة أخرج فرانكفورت (1929 – 2023) من عزلة تقاعده ليصبح ضيفاً مألوفاً في برامج المقابلات الرئيسية على المحطات التلفزيونية الكبرى، ويكسب منحة من ستة أرقام من أحد كبار الأثرياء الأميركيين لاستكمال التدقيق في ماهية هذا الهراء، أنتج على أثرها عام 2006 آخر أعماله الرئيسيّة «بشأن الحقيقة» أو «On Truth»، الذي حقق نجاحاً وانتشاراً أقل من كتابه «عن الهراء».
الثيمة المركزيّة لمقالة «عن الهراء» بعد البحث في ماهيته -كتعابير يلقيها البعض للترويج المزيّف لأن ثمة شيئاً إيجابياً وجيداً يحدث، على الرغم من أنه ليس كذلك- كانت عن ضرورة التمييز بين الهراء والكذب. إذ على عكس الكذب الذي يجب أن يضع الحقيقة في الاعتبار من أجل تلفيق نقيضها التام، جادل فرانكفورت بأن الهراء غير مبالٍ مطلقاً بالحقيقة، ومعنيّ أساساً بترك انطباع معيّن في ذهن المتلقي لا أكثر، ودون أي اهتمام حقيقي بالحقائق الأساسية. ولذلك فإن الهراء «ليس نتاج خطأ، بقدر ما هو عمل تزييف متعمّد».
غلاف” حول الهراء”
لقد حقق فرانكفورت شهرة واسعة لا شك يحسده عليها كثير من الأكاديميين بفضل مقالة قديمة قصيرة لا تزيد عدد صفحاتها على سبع وستين. وإذا كان ذلك دلالة على شيء، فسيكون حتماً ذلك الإحساس المتزايد عند عدد كبير من الناس في أيّامه بغلبة الهراء على الشأن العام، وتحوله إلى إحدى أبرز سمات ثقافة مجتمعات عصر ما بعد الحداثة. ولعله لو طال به العمر لوسّع كتابه عدة مئات من الصفحات، بعدما أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي بمثابة أكواريوم هائلٍ لاستعراض قدرات البشر في التنافس على إنتاج الهراء المدّون، والمسجّل، والمصوّر.
هاري جوردون فرانكفورت، الذي توفي في دار للمسنين في سانتا مونيكا بكاليفورنيا إثر أزمة قلبيّة عن عمر يناهز 94 عاماً، كان اسمه لدى ولادته في ولاية بنسلفانيا عام 1929 ديفيد برنارد ستيرن، لكنّه ولأسباب غامضة انتقل سريعاً لعهدة عائلة يهوديّة أخرى بلا أولاد، ليصبح الطفل الوحيد لناثان وبيرثا فرانكفورت، اللذين أعادا تسميته ومنحاه لقبهما.
غلاف “حول الحقيقة”
خسر ناثان -والده بالتبني- وظيفته كمحاسب خلال مرحلة الكساد الكبير في الولايات المتحدة وانهيار سوق الأسهم عام 1929، وهو ما أورث هاري نوعاً من قلق مزمن بشأن المال. وعندما بلغ رشده كانت الخيارات الطبيعيّة لأولاد الفقراء مثله؛ إما أن يصبح عازف بيانو مثل والدته أو حاخاماً عند تخرجه في المدرسة الثانوية العبريّة. ويبدو أنّه لم يمتلك الموهبة للعزف، وأحس بالاختناق من «الهراء الصاخب» الذي كان يختلط في مدرسته العبريّة مع الهواء، فانتهى إلى دراسة الفلسفة في جامعة «جونز هوبكنز» في بالتيمور، حيث حصل على الإجازة الجامعيّة الأولى منها في 1949، قبل أن تمنحه ذات الجامعة درجة الدكتوراه عام 1954.
ولعل من الشخصيّات التي تركت على تفكيره أثراً لا يُنسى، كان الفيلسو
185.252.28.106
اقرأ على الموقع الرسمي
وفي نهاية المقال نود ان نشير الى ان هذه هي تفاصيل الفيلسوف الذي قبض على «الهراء».. رحيل هاري فرانكفورت الذي اشتهر بسبب مقالة قصيرة وتم نقلها من يمن مونيتور نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكامله .
علما ان فريق التحرير في صحافة العرب بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او الموضوع من مصدره الاساسي.
المصدر: صحافة العرب
كلمات دلالية: ايجي بست موعد عاجل الدولار الامريكي اليوم اسعار الذهب اسعار النفط مباريات اليوم جدول ترتيب حالة الطقس
إقرأ أيضاً:
3 أعوام على رحيل الشيخ خليفة.. قائد التمكين وصانع النهضة
إعداد: محمد ياسين
تحل اليوم الذكرى الثالثة لرحيل قائد التمكين، المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، طيب الله ثراه، حيث يستحضر الوطن بكل فخر وإجلال مسيرة قائد وطني استثنائي، أسهم برؤيته الثاقبة في صنع حاضر مشرق، ووضع أسس مستقبل واعد لدولة الإمارات.
تمر الأوطان في مسيرتها بلحظات فارقة، تشكل مفاصل تاريخية تعيد رسم ملامح الحاضر وتفتح آفاق المستقبل، وتخلد رموزاً عظيمة سطروا بأعمالهم المجيدة صفحات لا تمحى في ذاكرة الشعوب، ولعل من أبرز تلك الرموز في تاريخ دولة الإمارات العربية المتحدة، المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، الذي تسلم الراية من مؤسس الدولة وباني نهضتها، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثره، فحمل الأمانة بإخلاص، وأكمل المسيرة بعزم ورؤية، وقاد البلاد إلى مرحلة جديدة من البناء والتقدم، عرفت بمرحلة التمكين.
على مدار 18 عاماً من القيادة (2004 – 2022)، ترك الراحل الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان بصمات لا تنسى على الصعيدين المحلي والدولي، حيث شكل نهجه استمرارية لما أسسه الشيخ زايد، مع التركيز على تمكين المواطن وتطوير بنية الدولة والانفتاح الحضاري، فصنعت الإمارات خلال عهده نموذجاً متفرداً للتنمية الشاملة.
نشأ الشيخ خليفة بن زايد الذي ولد عام 1948، في بيئة قبلية أصيلة تحت رعاية والده، الشيخ زايد بن سلطان، حين كان حاكماً للمنطقة الشرقية، وتشرب منذ طفولته القيم الإماراتية والعربية الأصيلة كالعدل والتواضع والمسؤولية وهي التي شكلت جوهر شخصيته القيادية.
وفي المدرسة النهيانية بالعين، أولى المؤسسات التعليمية التي أنشأها الشيخ زايد، بدأ الشيخ خليفة تعليمه، بجانب تلقيه تدريباً عملياً في شؤون الحكم، وأعده هذا المزيج بين التعليم والتجربة مبكراً لتحمل المسؤوليات الوطنية الكبرى.
تولى الشيخ خليفة أول منصب رسمي له عام 1966 حين عين ممثلا لحاكم أبوظبي في المنطقة الشرقية، ثم عين ولياً للعهد عام 1969، وعند تأسيس الدولة عام 1971، بدأ دوره في بناء مؤسسات الاتحاد، فكان رئيساً لأول مجلس وزراء محلي لأبوظبي، وتولى وزارتي الدفاع والمالية، وأسهم بفعالية في توحيد القوات المسلحة.
وفي عام 2004، جاء التحول الأبرز في مسيرة الشيخ خليفة، حين أنه بعد أن أصبح رئيساً للدولة، أعلن انطلاق مرحلة التمكين، التي ارتكزت على دعم مشاركة المواطنين في التنمية وتأهيلهم للقيادة، وتوسيع مكتسباتهم، الأمر الذي جعل من التعليم أولوية قصوى فارتفعت أعداد الجامعات والمعاهد، وتطورت المناهج، ونفذت خطط لبناء جيل إماراتي مبتكر.
كما شهدت قطاعات الصحة والبنية التحتية والطاقة، والنقل قفزات نوعية، وتم إطلاق مبادرات مثل «برنامج زايد للإسكان»، وتأسيس مستشفيات عالمية، ومشروعات ضخمة في الطاقة المتجددة، مثل مدينة مصدر، التي أصبحت نموذجاً في الاستدامة.
تميز الشيخ خليفة بشخصيته المتواضعة والإنسانية، إذ كان قريباً من الناس، يلتقي بهم في المجالس، ويستمع إليهم بعفوية، ولم يقتصر عطاؤه على الداخل، بل امتد إلى العالم، حيث أطلقت الدولة في عهده مبادرات إنسانية ضخمة في عشرات الدول، منها بناء المستشفيات والمدارس وإغاثة المتضررين من الكوارث، ودعم الفئات الفقيرة في إفريقيا وآسيا.
كما أصبحت الإمارات في عهده من أكبر الدول المانحة للمساعدات الإنسانية والتنموية، وأشاد المجتمع الدولي بهذا الدور، معتبراً الشيخ خليفة نموذجاً في القيادة الإنسانية والتضامن العالمي.
ولأنه كان لديه قناعة راسخة بأن «بناء الإنسان هو أساس أي نهضة»، أطلق الشيخ خليفة سياسات تعليمية وصحية لرفع جودة الحياة، حيث تم استقطاب جامعات عالمية، وتأسيس مؤسسات بحثية، وتمكين النساء والشباب، ودعم ريادة الأعمال، ما أسهم في ترسيخ الإمارات كدولة حديثة تنافس في المؤشرات العالمية.
ومن أبرز مظاهر نهج التمكين ما تحقق في قطاع الفضاء والطاقة النووية، حيث أطلق في عهده «مسبار الأمل»، وأُنشئ «مفاعل براكة»، لتدخل الإمارات التاريخ كأول دولة عربية تنجح في هذه المجالات.
كما شهدت مرحلة التمكين التي قادها الشيخ خليفة، تطوراً ملحوظاً في تمكين المرأة، حيث وصلت نسبة تمثيلها في الحكومة إلى 27.5%، كما حصلت على نصف عدد مقاعد المجلس الوطني الاتحادي بالتساوي مع الرجل، كما أصدر مجموعة من المراسيم التي عززت حضور وتمكين المرأة، ومنها مرسوم المساواة في الأجور بين الرجال والنساء في القطاع الخاص في حال القيام بذات العمل.
شهدت دولة الإمارات، في عهد الشيخ خليفة، تطوراً اقتصادياً كبيراً حيث تضاعف الناتج المحلي الإجمالي مرات عدة منذ عام 2004، ليزيد الحجم الكلي لاقتصاد الدولة إلى 1.5 تريليون درهم (نحو 405.5 مليار دولار) نهاية عام 2021، كما حققت الإمارات مكانة عالمية مرموقة في مجال البنية التحتية والإسكان، وحلت ضمن ال10 الكبار عالمياً في 20 مؤشراً رئيسياً من مؤشرات التنافسية العالمية الخاصة بقطاع الطاقة والبنية التحتية لعام 2021.
كما قاد الشيخ خليفة الدولة نحو الريادة في مجال الفضاء، حيث أصبحت خامس دولة في العالم تنجح في الوصول إلى كوكب المريخ في فبراير 2021.، كما أنجزت أول مهمة إماراتية مأهولة إلى الفضاء، حيث أصبح هزاع المنصوري في سبتمبر 2019 أول رائد فضاء إماراتي وعربي يزور محطة الفضاء الدولية.
وفي استشراف المستقبل، تبنى الشيخ خليفة مجموعة من الاستراتيجيات الوطنية، منها مبادئ الخمسين، ورؤية الإمارات 2021، ومبادرة الحياد المناخي بحلول 2050، واستراتيجية الحكومة الرقمية 2025، واستراتيجية الإمارات للذكاء الاصطناعي، واستراتيجية الإمارات للخدمات الحكومية 2021 - 2025، ومنصة استشراف المستقبل، واستراتيجية الطاقة 2050، والاستراتيجية الوطنية للأمن الغذائي، والاستراتيجية الوطنية للفضاء 2030.
ستبقى إنجازات قائد مرحلة التمكين شاهدة على 18 عاماً من القيادة الحكيمة، أدى فيها الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان الأمانة بكل تفانٍ، وبلغ فيها الرسالة بكل إخلاص، وأرسى فيها ثوابت راسخة جعلت من الإمارات منارة تضيء دروب العمل الخيري بأسمى معاني الوفاء للقيم الإنسانية النبيلة، حيث أصبحت راية الوطن خفاقة عالية في سماء التضامن والتآزر مع شعوب الدول الشقيقة والبلدان الصديقة دون تمييز، لتزرع الإمارات بأياديها البيضاء شجرة طيبة في أرض الخير.
وفي الثالث عشر من مايو 2022، خيم الحزن على الإمارات وشعبها برحيل قائدها الشيخ خليفة بن زايد، حيث فقدت الدولة رمزاً وطنياً من طراز فريد، ارتبط اسمه بالاستقرار والنهضة والإنسانية، وأعلن الحداد الرسمي، وخفضت الأعلام، وانهمرت رسائل التعزية من زعماء العالم، إجلالاً لقائد جمع بين الحكمة والإنجاز، وأجمعت الكلمات الدولية على أنه، طيب الله ثراه، لم يكن فقط رئيس دولة، بل قائداً عالمياً يحمل رؤية سامية ومسؤولية إنسانية.
بعد ثلاث سنوات من الرحيل، لا يزال اسم الشيخ خليفة حاضراً في كل تفاصيل الحياة الإماراتية. من «جامعة خليفة»، إلى «مستشفى خليفة»، و«جسر الشيخ خليفة»، ومشروعات تنموية داخل الدولة وخارجها، كلها تحمل اسمه وتخلد إرثه.
كما أطلقت مبادرات ثقافية ووطنية لتوثيق سيرته ومسيرته، تأكيداً على أن الأثر الحقيقي للقادة لا يقاس بالكلمات، بل ما يتركونه من مؤسسات، ومبادئ، ونجاحات مستدامة.
ولعل استذكار الشيخ خليفة بن زايد في الذكرى الثالثة لرحيله، ليس مجرد وفاء لقائد رحل، بل هو استلهام لقيمه ورؤيته، وتجديد للعهد بالسير على نهجه، لقد جسد الشيخ خليفة مفهوم القائد المتوازن الذي يجمع بين الحداثة والأصالة، وبين الحزم والرحمة، وبين الطموح والرؤية الواقعية.
وسيظل التاريخ يذكره كأحد أبرز القادة في القرن الحادي والعشرين، ممن أسسوا لنماذج تنموية غير مسبوقة، وجعلوا من بلدانهم منارات في العمل الإنساني والاقتصادي والاجتماعي.