عربي21:
2025-06-17@04:48:52 GMT

هل تتغير قواعد الاشتباك بين حزب الله وإسرائيل؟

تاريخ النشر: 15th, June 2024 GMT

منذ نحو أسبوعين، رفع "حزب الله" مستوى هجماته العسكرية على شمالي إسرائيل، ثم زاد تصاعد هذه الهجمات من حيث العدد والمواقع المستهدفة بعيد خطاب الرئيس الأميركي جو بايدن، الذي تحدث فيه بالتفصيل عن مراحل وقف إطلاق النار.

يجب التوقف هنا عند مسألة التوقيت، جاء حديث بايدن عن تفاصيل وقف إطلاق النار، مع دخول مفاوضات الهدنة بين إسرائيل وحركة "حماس" والوسيطين المصري والقطري مراحلها الأخيرة، وإن كان مصير جميع الجولات قد كتب عليها الفشل بسبب تعنت إسرائيل وتملصاتها.



لكن هذا التملص لا يلغي أن المفاوضات قطعت أشواطا كبيرة على المستوى النظري، وبدأ الحديث في جولاتها الأخيرة عن تراتب الخطوات العملية لهذه الهدنة.

في هذا السياق، وفي سياق تكثيف إسرائيل هجماتها وقصفها العسكري في القطاع، جاء خطاب بايدن.

يتعرض نتنياهو لضغط شعبي هائل من سكان الشمال الذين نزحوا عن مناطقهم، ويطالبون الحكومة بإنهاء الحرب للعودة إلى منازلهم، وفي حال فتحت جبهة الشمال، فإن عمليات النزوح من منطقة الجليل الكبرى ستكون كبيرة جدا.والملفت للانتباه أن إسرائيل زادت من وتيرة عنفها بعد هذه الخطاب، كما فعل "حزب الله" تماما، ما يطرح سؤالا رئيسيا، هل هذا التصعيد من الجانبين رسالة إلى الولايات المتحدة بأنهما غير معنيين بوقف إطلاق النار؟ يصدق هذا الأمر على إسرائيل، لكن لا يصدق على "حزب الله"، لأن السبب الوحيد لدخوله الحرب هو التخفيف العبء على غزة أولا، ودفع إسرائيل إلى وقف حربها على القطاع ثانيا.

وفي ضوء ذلك، يُستكمل السؤال السابق بشقه الثاني، هل هذا التصعيد هو وسيلة ضغط من "حزب لله" على إسرائيل للقبول باتفاق وقف إطلاق النار؟ ووسيلة ضغط إسرائيلية على حركة "حماس" لدفعها للقبول بمقترح بايدن حول وقف إطلاق النار.

الشق الثاني هو الأقرب للواقع، فكلا الجانبين: إسرائيل و "حزب الله" لا يرغبان بحرب برية كل لأسبابه:

إسرائيليا، إن فتح جبهة شمالية برية وجوية، والدخول إلى الجنوب اللبناني، هي مخاطرة عسكرية كبيرة:

أولا، كي تحقق هذه الحرب أهدافها المتمثلة بضرب القدرة الصاروخية لـ "حزب الله" بما يجعله غير قادر على إطلاق صواريخ تجاه شمالي فلسطين المحتلة، يجب القيام بعملية عسكرية برية واسعة إلى ما بعد شمال الليطاني، وهذه عملية صعبة جدا، في ظل القدرات العسكرية التي يمتلكها الحزب: صواريخ متطورة مقارنة بما كان يملكه عام 2006، تطور القدرات القتالية لمقاتليه، خصوصا بعد سنوات من حرب العصابات خاضها الحزب في سورية.

ويبدو وعيد نتنياهو لـ "حزب الله" شن عملية مكثفة للغاية على الحدود مع لبنان، هو وعيد وتهديد فضفاض، ويعكس حالة التخبط في الحكومة الإسرائيلية.

ثانيا، يتعرض نتنياهو لضغط شعبي هائل من سكان الشمال الذين نزحوا عن مناطقهم، ويطالبون الحكومة بإنهاء الحرب للعودة إلى منازلهم، وفي حال فتحت جبهة الشمال، فإن عمليات النزوح من منطقة الجليل الكبرى ستكون كبيرة جدا.

ثالثا، ضغوط أميركية وغربية وعربية بعدم فتح جبهة مع "حزب الله" بما قد يؤدي إلى توسعها بشكل غير منضبط، لا سيما أن إدارة بايدن تعول في إستراتيجيتها الشرق أوسطية على الهدوء وإزالة التوتر، بما يجعل المنطقة مستقرة على الصعيد الاقتصادي أولا، ويعيد تعبيد الطريق العربي أمام التطبيع مع إسرائيل.

رابعا، لا تستطيع إسرائيل على المستوى البشرى فتح جبهة ثانية أكبر من الجبهة الأولى، وأكثر صعوبة، وقد بينت حرب غزة ـ على الرغم من سياسة الأرض المحروقة التي تتبعها إسرائيل ـ أنها ما تزال عاجزة عن فرض شروطها على حركة "حماس"، ما يعني أن الحرب قد تأخذ وقتا أطول مما هو متوقع.

لا تختلف أسباب "حزب الله" عن الأسباب المانعة لإسرائيل:

أولا، لا يرغب الحزب بتكرار تجربة حرب "تموز" عام 2006، والتي انتهت بصدور قرار أممي "1701" كبل أياديه تجاه إسرائيل.

ثانيا، حالة الاستياء اللبناني من دخول الحزب الحرب منذ أكتوبر الماضي، فكيف الحال لو اندلعت حرب برية، إذ ستقوم إسرائيل بقصف بنى تحتية في عموم لبنان، كما فعلت عام 2006، وهذا قد يؤدي إلى انفجار اجتماعي ـ سياسي في لبنان الذي يعيش ظروفا اقتصادية سيئة للغاية.

ثالثا، لا يوجد قرار إيراني بتوسيع الحرب، بما يؤدي إلى إعادة التوتر بين طهران وواشنطن، وطهران وبعض العواصم العربية.

نتنياهو، المثقل بأعباء فشل الجيش الإسرائيلي في تحقيق أهدافه بعد ثمانية أشهر من الحرب في غزة، قد يهرب إلى الأمام عبر توسيع نطاق حرب لا يرغب بها، في ظل ضغوط إقليمية ودولية لضبط إيقاع الحرب القائمة من جهة، وضغوط شعبية لوقف الحرب من جهة أخرى.رابعا، لا يريد الحزب خسارة مقاتليه في حرب قد تطول، بعدما خسر الكثير من عناصره في سورية خلال السنوات بين عامي 2012 ـ 2018.

بيد أن نتنياهو، المثقل بأعباء فشل الجيش الإسرائيلي في تحقيق أهدافه بعد ثمانية أشهر من الحرب في غزة، قد يهرب إلى الأمام عبر توسيع نطاق حرب لا يرغب بها، في ظل ضغوط إقليمية ودولية لضبط إيقاع الحرب القائمة من جهة، وضغوط شعبية لوقف الحرب من جهة أخرى.

وربما قد تنفلت الأمور دون إرادة مباشرة من الطرفين، ولعل ما حصل خلال الأيام الماضية وما يزال، يشير إلى هذا الاتجاه، فالتصعيد عال المستوى أصبح يتجاوز مسألة الضغوط للدفع نحو التفاوض.

هنا، يبدو الطرفان في مأزق: إذا حاول أي طرف تخفيف تصعيده العسكري، سيعين أمام الطرف الآخر أنه لم يعد قادرا على العمل العسكري بنفس الوتيرة السابقة، وهذا سيؤدي بالضرورة إلى قراءات سياسية مغالطة لما يريد الطرف الأول.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه حزب الله إسرائيل التصعيد اللبناني لبنان إسرائيل حزب الله تصعيد مقالات مقالات مقالات صحافة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة وقف إطلاق النار حزب الله من جهة

إقرأ أيضاً:

استهداف بلا خطوط حمراء.. قواعد اشتباك جديدة بين إسرائيل وإيران  

فرضت إسرائيل قواعد اشتباك جديدة في الصراع بينها وبين إيران بعدما نسفت الضربات الإسرائيلية ضد المواقع الإيرانية اية احتمالات لتهدئة أو مفاوضات دبلوماسية مرتقبة.

تجاوزت الضربات الإسرائيلية ضد إيران المواقع العسكرية إلى تنفيذ عمليات استهدفت قادة عسكريين إيرانيين في أحياء سكنهم، بعد سلسلة ضربات متزامنة طالت منشآت نووية إيرانية فضلا عن استهداف مقر «الشهيد شيكار» أحد المقرات القوات الجوية الإيرانية والعديد من المواقع العسكرية، ونالت الضربات من عشر مدن إيرانية وأصيب على إثرها 95 شخصا.

وذكرت تقارير لاحقة أن العمليات العسكرية الإسرائيلية، بدأت بمشاركة أكثر من 200 مقاتلة إسرائيلية، نفذَّت خلالها 300 غارة ضد إيران، فيما كانت العملية الأخطر تلك التي نفذتها إسرائيل ضد منشأة نطنز النووية، والتي تعد منشأة أساسية لتخصيب اليورانيوم في إيران، وبنيت تحت الأرض في محافظة أصفها، ما يعني أن إسرائيل زودت عملياتها بإجراءات إسناد استخباراتي مسبقة قبل فترة من تنفيذها.

كذلك أظهرت الضربات التي ردَّت بها إيران على إسرائيل ارتباكا شاملا في تل أبيب، حيث طالت عشرات المباني وأصبح 100 شخص – على الأقل – بلا مأوى، وأدخلت مئات الصواريخ الباليستية الإيرانية المئات إلى الملاجئ وسط حالة رعب خيمت على العديد من الأحياء الإسرائيلية، عقب تقديرات أظهرت أن 500 صاروخ طالت العمق الإسرائيلي، ودوت صفارات الإنذار في تل أبيب والقدس وبئر السبع والنقب والجليل، فيما تم اعتراض صواريخ إيرانية في الجليل وتل أبيب وبئر السبع.

وتحولت إنذارات الجيش الإسرائيلي ذاتها إلى مصدر قلق للإسرائيليين، فقد حذر الجيش السكان مجددا، من موجة جديدة من الصواريخ الإيرانية، وتم تفعيل صفارات الإنذار في الجليل الأسفل وجنوب الجولان، ثم عاد الجيش ينصح السكان بالخروج من الملاجئ والبقاء – في نفس الوقت (بالقرب منها) بينما تتضمن التعليمات ضرورة الإسراع بالهرب إلى الملاجئ في غضون 10 دقائق.

وقد تدفع قواعد الاشتباك الجديدة في الصراع الإسرائيلي الإيراني، طهران إلى إعادة النظر في قدراتها الجوية التي تأثرت بسنوات الحصار وأدت إلى موقف صعب بشأن تطوير القدرات الجوية الإيرانية ومستويات الإنذار، فضلا عن الحاجة إلى تقييم عاجل للموقف الاستخباراتي الحالي عقب أحاديث عن اختراق تعرضت له إيران قبل تنفيذ عمليات الاستهداف الإسرائيلية ضد القادة العسكريين الإيرانيين.  

وتشير التقديرات الحالية إلى أن عمليات الانتقام المتبادلة بين إسرائيل وإيران، تلغي الطرق التقليدية في المواجهات السابقة لتنقل الصراع من المواجهة بالوكالة إلى المواجهة المباشرة بين  طهران وتل أبيب، فيما تطالب القوى الإقليمية الفاعلة بضرورة احتواء التصعيد بين الجانبين والوصول إلى حلول عملية تضمن عدم خروج الصراع عن السيطرة أو اتساع نطاقه.   

إيرانإسرائيلأخبار السعوديةأهم الآخبارآخر أخبار السعوديةقد يعجبك أيضاًNo stories found.

مقالات مشابهة

  • أردوغان لنظيره الإيراني: تركيا مستعدة للوساطة لوقف الاشتباك
  • تصاعد الحرب بين إيران وإسرائيل: هل يبقى حزب الله خارج المعركة؟
  • كتائب حزب الله العراقية: سنستهدف القواعد الأمريكية بالمنطقة إذا تدخلت بالحرب بين إيران وإسرائيل
  • عن الحرب بين إيران وإسرائيل... هذا ما أعلنه نائب حزب الله!
  • إطلاق صاروخ من اليمن وإسرائيل تتحدث عن هجمات منسقة
  • الوعد الصادق 3.. أكثر من رد عسكري انه تحول في قواعد الاشتباك
  • لماذا لم تٌقحم إيران حزب الله في الحرب مع إسرائيل؟
  • لماذا قررت إسرائيل تغيير قواعد الحرب مع إيران؟ هل السر إيال زامير؟
  • إيران تهدد بقصف قواعد داعمي إسرائيل إقليميًا
  • استهداف بلا خطوط حمراء.. قواعد اشتباك جديدة بين إسرائيل وإيران