مؤتمر سويسرا يتبني إعلانا بوحدة أراضي أوكرانيا كأساس لأي عملية سلام مع روسيا
تاريخ النشر: 16th, June 2024 GMT
يونيو 16, 2024آخر تحديث: يونيو 16, 2024
المستقلة/-دعت 80 دولة مشاركة في قمة سويسرا للسلام، يوم الأحد، إلى أن تكون “سلامة أراضي” أوكرانيا أساسًا لأي اتفاق سلام ينهي الحرب الروسية المستمرة منذ عامين.
شارك في القمة حوالي 100 وفد، معظمهم من الدول الغربية، إضافة إلى بعض الوفود من الدول النامية الرئيسية.
ولم توقع كل من الهند، والمملكة العربية السعودية، وجنوب أفريقيا، والإمارات العربية المتحدة، الذين مثلوا بوزراء خارجيتهم أو بمبعوثين، على الوثيقة النهائية، التي ركزت على قضايا السلامة النووية والأمن الغذائي، وتبادل الأسرى.
ولم توقع البرازيل، مع العلم أنها دولة “مراقبة”، أما تركيا التي سعت إلى التوسط بين روسيا وأوكرانيا، لم تتردد في التوقيع.
وأشادت فيولا أمهيرد، الرئيسة السويسرية التي استضافت المؤتمر، بأهمية العلاقات الدبلوماسية في أعقاب الصراعات، معتبرة أن حقيقة موافقة “الأغلبية العظمى” من المشاركين على الوثيقة النهائية “تظهر ما يمكن أن تحققه الدبلوماسية”.
وأشاد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بـ”الخطوات الأولى نحو السلام” في الاجتماع، وقال إن البيان المشترك سيظل متاحاً “للانضمام إليه من قبل كل من يحترم ميثاق الأمم المتحدة”.
وقالت أورسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية التنفيذية للاتحاد الأوروبي، إن عنوان المؤتمر “الطريق إلى السلام” كان صائباً، لأن السلام لن يتحقق أبداً في خطوة واحدة.
وأضافت:”بوتين ليس جاداً بشأن إنهاء الحرب. فهو يصر على استسلام أوكرانيا. يصر على التنازل عن الأراضي الأوكرانية، حتى الأراضي التي لا يحتلها اليوم. إنه يصر على نزع سلاح أوكرانيا، مما يجعلها عرضة لعدوان في المستقبل. لن تقبل أي دولة على الإطلاق بهذه الشروط المجحفة”.
وتسعى الصين، الحليف الرئيسي لروسيا، التي لم تحضر القمة، والبرازيل بشكل مشترك إلى رسم طرق بديلة نحو السلام.
وتضمن البيان الختامي المواضيع الثلاثة وهي السلامة النووية والأمن الغذائي وتبادل الأسرى. وقالت رئيسة الوزراء الإيطالية جيورجيا ميلوني إن هذه الشروط تمثل “الحد الأدنى” للمفاوضات مع روسيا، في إشارة إلى عدد مجالات الخلاف الأخرى بين كييف وموسكو التي سيكون من الصعب التغلب عليها.
وأشار رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، إلى تمكن قطر من التوسط بين الوفدين الأوكراني والروسي للم شمل الأطفال الأوكرانيين مع أسرهم، والتي أسفرت حتى الآن عن لم شمل 34 طفلاً.
وقال مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض، جيك سوليفان، في حديثه للصحافيين في المنتجع يوم السبت، إن الأمر “سيتطلب عملاً” وتكثيف للجهود.
وتعتقد الحكومة الأوكرانية أنه تم ترحيل 19546 طفلاً أو تهجيرهم قسراً، وقد أكدت مفوضة حقوق الأطفال الروسية ماريا لفوفا بيلوفا في وقت سابق أن ما لا يقل عن 2000 طفل تم أخذهم من دور الأيتام الأوكرانية.
وقال رئيس وزراء الجبل الأسود ميلويكو سبايتش للتجمع يوم الأحد: “بصفتي أبًا لثلاثة أطفال، أشعر بقلق عميق إزاء نقل آلاف الأطفال الأوكرانيين قسراً إلى روسيا أو الأراضي التي تحتلها روسيا في أوكرانيا”.
وأضاف: “نحن جميعاً على هذه الطاولة بحاجة إلى بذل المزيد من الجهد حتى يتمكن أطفال أوكرانيا من العودة إلى أوكرانيا”.
مرتبطالمصدر: وكالة الصحافة المستقلة
إقرأ أيضاً:
روسيا تشن أكبر هجوم بالمسيرات على أوكرانيا منذ بدء الحرب
كييف، موسكو "وكالات": شنّت روسيا الليلة قبل الماضية هجوما بالمسيّرات هو الأكبر منذ بدء الحرب استهدف الكثير من المناطق الأوكرانية، من بينها منطقة العاصمة كييف، حيث قُتلت امرأة، وفقا للسلطات، بعد يومين على أول محادثات مباشرة بين الروس والأوكرانيين منذ ربيع العام 2022.
وأتت هذه الهجمات عشية اتصال هاتفي أعلن عنه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، لمحاولة إنهاء النزاع الذي أسفر عن مقتل عشرات الآلاف من المدنيين والعسكريين.
والجمعة، عقدت كييف وموسكو في اسطنبول محادثات أظهرت حجم الهوة التي ينبغي ردمها لإنهاء الصراع الذي اندلع مع الصراع في فبراير 2022.
واليوم، شدّد بوتين على أنّه يريد "القضاء" على "أسباب" النزاع و"ضمان أمن" روسيا. ولا يزال جيشه، الذي قال إنّه يملك "ما يكفي من القوات والموارد" لتحقيق هذا الهدف، يحتل حوالى 20 في المائة من الأراضي الأوكرانية التي استحوذ عليها منذ العام 2022.
وليل السبت الأحد، نفّذت روسيا هجمات بـ"273 طائرة بدون طيار متفجّرة من طراز شاهد، وأخرى تضليلة"، حسبما أفاد سلاح الجو الأوكراني في الصباح.
وأشار سلاح الجو إلى أنّه تمّ "تدمير" 88 من هذه المسيّرات بواسطة الدفاعات الجوية، بينما فُقد أثر 128 أخرى.
"قياسي"
ويعتبر عدد المسيّرات التي تمّ إطلاقها "قياسيا"، وفقا لنائبة رئيس الحكومة يوليا سفيريدينكو التي أكدت أنّ "هدف روسيا واضح وهو الاستمرار في قتل المدنيين".
من جانبه، أفاد مسؤول الإدارة العسكرية المحلية ميكولا كلاشينك عبر تطبيق تلجرام، بأنّ "امرأة قُتلت متأثرة بجروحها في أعقاب الهجوم في منطقة أوبوخيف"، وهي بلدة واقعة جنوب كييف.
وأشار إلى إصابة ثلاثة أشخاص بجروح، من بينهم طفل يبلغ من العمر أربع سنوات. وأوضحت أجهزة الطوارئ الأوكرانية في بيان، أن الهجوم طال خصوصا "مبنى سكنيا".
وقالت السلطات البلدية، إنّ شخصين "أُصيبا بجروح" في غارة بطائرة بدون طيار في خيرسون (جنوب).
"بوتين يريد الحرب"
وأثارت سلسلة الهجمات الليلية التي نفذتها روسيا موجة استنكار من جانب المسؤولين الأوكرانيين.
ورأى كبير موظفي الرئاسة أندري يرماك أنّ "بالنسبة إلى روسيا، فإنّ مفاوضات اسطنبول ليست إلا غطاء، بوتين يريد الحرب".
وقال رسلان ستيفانشوك رئيس البرلمان الأوكراني "هذا هو شكل الرغبة الحقيقية في السلام لدى بوتين".
من جانبه، أكد الجيش الروسي اعتراض 25 مسيّرة أوكرانية خلال الليل وفي الصباح.
والجمعة في اسطنبول، فشلت محادثات السلام الأولى بين الأوكرانيين والروس منذ العام 2022 في التوصل إلى هدنة، على الرغم من مطالبة كييف وحلفائها الغربيين بذلك.
وفي ظل عدم تحقيق أي تقدّم كبير، باستثناء الاتفاق على تبادل أسرى، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب السبت أنّه سيتحدث هاتفيا مع فلاديمير بوتين لمناقشة إنهاء الحرب، قبل التحدث مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وعدد من قادة الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي.
وفي منشور على منصته "تروث سوشيل"، قال ترامب الذي يمارس منذ عودته إلى البيت الأبيض ضغوطا على موسكو وكييف لوقف القتال، إن الهدف من الاتصال هو "إنهاء حمام الدماء".
من جانبه، أكد الكرملين لوكالة "تاس" مساء السبت، أنّه "يتمّ التحضير" لهذه المكالمة الهاتفية.
أعلن الفاتيكان أن البابا لاوون الرابع عشر الذي تحدث اليوم عن "أوكرانيا المعذبة"، سيستقبل في وقت لاحق الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
وقال البايا في ختام قداس بداية حبريته في ساحة القديس بطرس بحضور حشد من قادة الدول بينهم زيلينسكي "أوكرانيا تنتظر مفاوضات من أجل إحلال سلام عادل ودائم".
وبناء على ما أظهرته محادثات اسطنبول، فإنّ مواقف الطرفين تبقى متباعدة. ويتمسك الكرملين بمطالب صعبة منها أن تتخلى أوكرانيا عن فكرة الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي وأن تتنازل عن أربع مناطق تسيطر عليها روسيا جزئيا بالإضافة إلى شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو عام 2014، وأن تتوقف شحنات الأسلحة الغربية.
وترفض أوكرانيا هذه المطالب بشدة وتطالب بانسحاب الجيش الروسي الذي يحتل نحو 20% من أراضيها. وتطالب كييف بـ"ضمانات أمنية" قوية، لمنع أي غزو روسي آخر في المستقبل.