أكد مختصون على أهمية استغلال المناطق الجبلية زراعيًا، وإن تم استغلالها بالشكل المثالي فسيكون لها مردود وأثر اقتصادي وسياحي كبير وخصوصًا على قاطني هذه المناطق، مشيرين إلى أن البيئة الجبلية يمكن استغلالها في الجانب الزراعي والسياحي بشكل متميز وذلك لبيئتها الجبلية الباردة وتنوع محاصيلها وامتداد موسم الإنتاج فيها، ودعوا إلى تهيئة المساحات الزراعية في المواقع الجبلية، وتشجيع الاستثمار فيها، وإيجاد مصادر مياه كافية للري.

يقول المهندس يوسف بن خلفان الناعبي مدير دائرة الثروة الزراعية وموارد المياه بولاية دماء والطائيين: «يتميز الجبل الأبيض في ولاية دماء والطائيين بطقسه المعتدل في الصيف والقارس ببرودته في الشتاء مع هطول الأمطار على فترات متقاربة وارتفاع الجبل الشاهق والمطل على المسطحات المائية، فهو يتمتع برطوبة معتدلة على مختلف فترات السنة. ونظرا للرياح القادمة من هذه المسطحات التي عادة ما تكون محملة ببخار الماء؛ فإن هذا التنوع الذي يشبه مناخ إقليم البحر الأبيض المتوسط يساعد الأشجار على استهلاك الماء والحاجة إليه بصورة أقل، ويكون امتداد موسم الإنتاج الزراعي أطول من بقية الأشجار الموجودة في المناطق السهلية، لذلك نرى الأشجار متساقطة الأوراق مثل: الرمان والعنب تأخذ وقتها في النمو والتغيير الفسيولوجي في الثمار يكون أكبر».

كما أشار الناعبي إلى أنه «من الجانب البيئي فإن الزراعة في الجبل تساعد على تعزيز وتقليل عملية التصحر، أما من الجانب الاقتصادي فإنه كلما تم استغلال وزراعة محاصيل زراعية فيها تشكل رافد إنتاج عالٍ ينشط السوق المحلي، ويوجد دخلا على المستوى الأسرة والمجتمع، كما أن وجود المسطحات الخضراء والمشاريع الزراعية عامل جذب للسائح.

ويؤكد الناعبي على تنوع المنتجات الزراعية بالجبل الأبيض، ويتميز بوجود العديد من النباتات والشجيرات العشبية والأشجار الكبيرة مثل: السدر والسمر والسرح والغاف وغيرها وهناك شجرة الزعتر التي تنمو بكثرة على امتداد وطول الجبل، وتستخدم في العلاجات واستخدامات أخرى متعددة، وما يهمنا هنا هو انتشار زراعة أشجار النخيل والرمان والليمون والمانجو والتين على كثير من المدرجات الزراعية.

وفي الآونة الأخيرة تم إدخال وزراعة أصناف متنوعة في المناطق المرتفعة على ارتفاع 1400 متر مثل: الرمان (الطائفي- اليمني)، وفي الجبل الأخضر: التين الشوكي، والزيتون، والتين.

وأوضح أن هناك مشكلة واحدة تواجه الزراعة في الجبل الأبيض وهي قلة وجود الماء وإن وجد فلا تسأل ماذا تزرع؟ فالعوامل الطبيعة بكل أنواعها تقول لنا ازرع فقط، فيمكن حل هذه المشكلة بإنشاء سدود تغذية والإكثار منها في الجبل الأبيض، وضخ الماء من أسفل ووسط وادي ضيقة، ومن سد وادي ضيقة.

ويقول المهندس سالم الهميمي مدير الثروة الزراعية وموارد المياه بالحمراء: «تتميز محافظات سلطنة عمان بتعدد واختلاف بيئاتها فهناك بيئة السهل، وبيئة الجبل، وبيئة الساحل، والبيئة الصحراوية ولكل بيئة من البيئات مميزاتها النسبية بما تمتاز به من زراعات تجود فيها ولا تجود في غيرها.

فلو أخذنا المناطق الجبلية مثالا، فهي تمتاز بدرجة الحرارة المعتدلة صيفًا والباردة شتاء؛ نظرًا لارتفاعها عن مستوى سطح البحر، حيث تكون درجة الحرارة في الشتاء متدنية، وقد تصل إلى ما دون درجة الصفر في بعض الأحياء خاصة في القمم الجبلية. هذا المناخ أوجد بيئة مناسبة لنمو العديد من الأشجار والشجيرات البرية كأشجار العلعلان وأشجار الزيتون البري (العتم) والشجيرات العطرية والدوائية والزيتية، كما تسهم بيئة الجبل في نمو الحشائش في المراعي، مما أوجد بيئة مناسبة لرعي الحيوانات والماشية، هذا التنوع البيئي في بيئة الجبل أوجد مصدر دخل اقتصاديًا أسهم في جذب الاستيطان البشري من قديم الزمان، حيث يمتهن سكان البيئة الجبلية الزراعة وتربية الماشية المعتمدة على الرعي، كما أصبحت المناطق الجبلية بيئة جاذبة للسياحة بمختلف أنواعها، مما أوجد مداخيل اقتصادية إضافية لسكان الجبل أسهمت في رفع المستوى المعيشي للسكان.

ويشير الهميمي إلى أن المناطق الجبلية تمتاز بزراعة أشجار الفاكهة متساقطة الأوراق مثل: أشجار الرمان والخوخ والمشمش وغيرها، كما تم مؤخرًا إدخال زراعة أشجار الزيتون، وقد أظهرت زراعته نجاحًا متميزًا ومستقبلًا واعدًا كإضافة اقتصادية لسكان ومزارعي المناطق الجبلية خاصة الجبل الأخضر وجبل شمس، كما تجود زراعة محاصيل الثوم والبصل العماني وكذلك زراعة أشجار الورد العماني الذي يستخرج منه ماء الورد الذي يدخل في كثير من الصناعات العطرية والغذائية كصناعة الحلوى العمانية.

ويوضح أن أهم المشكلات التي تواجه الزراعة في المناطق الجبلية يمكن تلخيصها في: «صغر المساحات الزراعية، مما يحد من التوسع الأفقي في الزراعة، وشح المياه وقلة المخزون الجوفي للمياه، واستخدام الطرق التقليدية في الزراعة، وهجرة اليد العاملة الشابة للعمل والسكن خارج بيئة الجبل»، ومن أجل إيجاد حلول لتلك المشكلات يمكن للجهات الحكومية المختصة «تهيئة مساحات زراعية مناسبة لتشجيع الاستثمار فيها، وإيجاد مصادر مياه كافية للري والتوسع في المساحات المزروعة، وتشجيع السياحة الزراعية وتثقيف أهالي ومزارعي الجبل بها للاستفادة من الأفواج السياحية المتدفقة للسياحة في المناطق الجبلية». المهندس الزراعي سعود المياحي من الجبل الأخضر يقول: تتميز المناطق الجبلية كجبل السراة والجبل الأخضر بمناخهما البارد شتاءً والمعتدل صيفًا، حيث يعدُّ من أهم العوامل التي تسهم في زراعة أشجار الفاكهة المتنوعة. وذلك يعدُّ جاذبًا للسياحة في وقت الحصاد ورافدًا اقتصاديًا للمنتجين، من خلال بيع الثمار كالرمان والجوز والخوخ والمشمش، وكذلك استخلاص الزيوت العطرية وماء الورد من الورد الجبلي، وكذلك من أشجار الزيتون يستخلص زيت الزيتون وصنع المخللات.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: المناطق الجبلیة الجبل الأخضر الجبل الأبیض زراعة أشجار فی المناطق فی الجبل

إقرأ أيضاً:

بـ1.5 مليار ريال عُماني.. "طلعت مصطفى" المصرية توقع اتفاقية لتطوير مشروعين عقاري وسياحي

 

الرؤية- سارة العبرية

تحت رعاية صاحب السمو السيد بلعرب بن هيثم آل سعيد، وقَّعت مجموعة طلعت مصطفى المصرية، الرائدة في التطوير العقاري على مستوى الشرق الأوسط، أمس الاثنين، اتفاقية مع وزارة الإسكان والتخطيط العمراني؛ لتطوير مشروعين، أحدهما عقاري والآخر سياحي، في مسقط، ووقع الاتفاقية معالي الدكتور خلفان بن سعيد الشعيلي وزير الإسكان والتخطيط العمراني، ورجل الأعمال المصري هشام طلعت مصطفى رئيس مجلس إدارة شركة مجموعة طلعت مصطفى مسقط للتطوير العقاري.

وكشف رجل الأعمال هشام طلعت أن إجمالي القيمة الإستثمارية للمشروعين تصل إلى نحو 1.5 مليار ريال عُماني، ويوفران نحو 13 ألف وحدة سكنية وفندقية على مساحة تربو على 4.9 مليون متر مربع، مشيرًا إلى أنه سيتم تطوير المشروعين بشكل مُتزامن على قطعتي أرض غرب العاصمة مسقط، وسيجرى ربطهما من خلال قطار كهربائي.

مشروع سكني متكامل بمدينة السلطان هيثم

وتمتد قطعة الأرض الأولى على مساحة 2.7 مليون متر مربع بمدينة السلطان هيثم، وسيتم تطويرها لتكون مدينة سكنية ذكية متكاملة الخدمات، على غرار مشروعات مجموعة طلعت مصطفى في مصر مثل "مدينتي". ويضم المشروع السكني نماذج متنوعة من الفيلات والشقق، إضافة إلى نادٍ اجتماعي رياضي على مساحة 190 ألف متر مربع، ومناطق تجارية وخدمية على مساحة 140 ألف متر مربع. ويقع المشروع في موقع متميز على بُعد دقائق من مطار مسقط الدولي.

مشروع سياحي عالمي بإطلالة فريدة على بحر عُمان

فيما تقع قطعة الأرض الثانية، في منطقة الشخاخيط الساحلية، وسيتم تطويرها لتكون مشروعًا سياحيًا عالميًا يقع علي ساحل بحر عُمان؛ بمساحة تُقدَّر بحوالي 2.2 مليون متر مربع. ويتمتع المشروع بواجهة شاطئية تصل إلي حوالي 1760 مترًا. ويضم المشروع مارينا لليخوت وفندقًا سياحيًا ومناطق فيلات متنوعة بإطلالات فريدة على البحر، ومتصلة ببحيرات صناعية، ومجموعة من الكبائن والبنايات السكنية "شقق".

ويتمتع المشروع السياحي بموقع استراتيجي على بُعد حوالي 4 كيلومترات من مدينة السلطان هيثم، وعلى بُعد دقائق من مطار مسقط الدولي. ويتخلل المشروع حديقة النسيم التراثية الترفيهية بمسطح 215 ألف متر مربع، توفر مساحات خضراء شاسعة وإطلالة مميزة لمختلف وحدات المشروع.

مساحات خضراء شاسعة وخدمات متكاملة

ويشتمل كلا المشروعين العقاري والسياحي على كافة الخدمات، من أجل توفير جودة حياة وتلبية كافة احتياجات الساكنين؛ إذ يتميز المشروعان بالمساحات الخضراء الشاسعة والمناطق المفتوحة التي تمثل أكثر من 50% من إجمالي مساحة المشروعين، كما تتوفر خدمات دينية وصحية وترفيهية ورياضية، إضافة إلى الأنشطة التجارية اليومية والموسمية، كما تتم إدارة وتشغيل المشروعين بأحدث التقنيات الذكية.

وتعد سلطنة عُمان المحطة الثانية لمجموعة طلعت مصطفى خارج جمهورية مصر العربية، بعد أن بدأت في تنفيذ أولى مشروعاتها في المملكة العربية السعودية، من خلال مدينة "بنان"، والتي تقع شمال شرق العاصمة الرياض على مساحة 10 ملايين متر مربع.

وتُعد مجموعة طلعت مصطفى، أكبر مطور عقاري وسياحي في مصر، وواحدة من كبرى المؤسسات المتكاملة في مصر والشرق الأوسط، ونجحت على مدى نحو 55 عامًا في تأسيس مدن ومجتمعات عُمرانية متكاملة الخدمات ومستدامة قائمة بذاتها بمختلف ربوع مصر، على غرار "مدينتي" و"الرحاب" و"نور" في شرق القاهرة، وقريبًا "ساوث ميد" في الساحل الشمالي الغربي لمصر، ومدينة بنان الرياض بالمملكة العربية السعودية.

وتمكنت مجموعة طلعت مصطفى من تحقيق مبيعات تراكمية لمحفظتها العقارية تجاوزت حاجز التريليون جنيه مصري، وهو إنجاز قياسي جديد يعكس مكانتها كأقوى كيان عقاري في مصر، وتؤكد على الثقة الكبيرة التي تحظى بها المجموعة من قبل قاعدة عملاء متميزة تضم أكثر من 200 ألف عميل. وتمتلك المجموعة أكبر محفظة أراضٍ في مصر، تجاوزت مساحتها حاليًا 107 ملايين متر مربع، ووصل عدد قاطني مشروعاتها إلى أكثر من 1.5 مليون نسمة.

ونجحت "طلعت مصطفى" في المساهمة في الارتقاء بالتنمية السياحية، من خلال تطوير مشروعات سياحية غير مسبوقة وبمعايير عالمية،  تحت علامة "الفورسيزونز" في شرم الشيخ والقاهرة والإسكندرية، إضافة إلى فندق كمبينسكى النيل بالقاهرة، وتقوم حاليًا بتطوير 3 فنادق في الأقصر ومدينتي ومرسى علم بمصر.

وتعمل المجموعة على تجديد وتطوير 7 فنادق تاريخية؛ وهي: سوفيتيل ليجند أولد كتراكت أسوان، ومنتجع موفنبيك أسوان، وسوفيتيل وينتر بالاس الأقصر، وفندق شتيجنبرجر التحرير بوسط القاهرة، وفندق شتيجنبرجر سيسيل الإسكندرية، وماريوت مينا هاوس القاهرة، وماريوت عمر الخيام الزمالك. فيما بدأت مجموعة طلعت مصطفى تنفيذ أول فندق يحمل علامة "فورسيزونز" العالمية في الساحل الشمالي المصري بمشروعها الجديد "ساوث ميد".

مقالات مشابهة

  • «أبوظبي للزراعة».. دعم مستدام لتطوير سلالة النحل الإماراتية
  • “أبوظبي للزراعة”.. دعم مستدام لتطوير سلالة النحل الإماراتية
  • هطول أمطار في المرتفعات الجبلية والمناطق الساحلية خلال الساعات القادمة
  • مدير زراعة القليوبية: 338 فدان مشمش بالعمار ولدينا أشجار عمرها 80 عامًا
  • بـ1.5 مليار ريال عُماني.. "طلعت مصطفى" المصرية توقع اتفاقية لتطوير مشروعين عقاري وسياحي
  • اجتماع تنظيمي بمركز البحوث الزراعية لتوقيع عقد تنفيذ مؤتمر الابتكار وريادة الأعمال
  • الصناعات الغذائية .. رافد رئيسي لتحقيق الأمن الغذائي والتنوع الاقتصادي في سلطنة عمان
  • زراعة الشيوخ تطالب بزيادة حجم الاستثمارات الزراعية في العام المالي الجديد
  • نائب بالشيوخ يطالب بزيادة حجم الاستثمارات الزراعية في خطة التنمية الاقتصادية 2025-2026
  • برلماني يطالب بزيادة حجم الاستثمارات الزراعية فى خطة التنمية الاقتصادية