شبكة انباء العراق:
2025-05-20@02:25:35 GMT

كيف نثق بالمؤرخين ؟

تاريخ النشر: 21st, June 2024 GMT

بقلم: كمال فتاح حيدر ..

اغلب الظن ان السلاطين والطغاة والغزاة هم الذين ادخلوا مادة التاريخ في المناهج التعليمية للمدارس والمعاهد من اجل استغفال الشعوب، وتضليلهم والتغطية على التاريخ الحقيقي وتزويره. فالثورة العربية الكبرى صنعتها بريطانيا للإطاحة بالخلافة العثمانية. والنهضة العربية كانت خطوة خبيثة ومفضوحة لتسليم زمام الأمور بيد المستعمر.

والثورات والانقلابات العسكرية كانت البوابات التي تسلل منها الاستعمار الحقيقي. كل ما نقرأه في الكتب والمجلدات لا يمت للحقيقة بصلة. فكيف نثق بالتاريخ إذا كان الحاضر يتم تزويره امام أعيننا ؟. .
اصدق ما كتبه المؤرخ مارك توين. قوله: (لو كان الموتى يتكلمون لما أصبح التاريخ مجموعة من الأكاذيب السخيفة). . وبالتالي كيف يتسنى لنا ان نقنع الجيل الجديد بما كانت تنشره صحفنا عن انتصارات العرب الوهمية السابقة ضد إسرائيل ؟، وعن شعارات أحزابهم وسعيهم المصطنع نحو إقامة ركائز العدل والمساواة والحرية والديمقراطية ؟.
انظروا الآن إلى الشعوب المنافقة التي تُصدّق ما نشرته كتب التاريخ عن محرقة بشرية لم يشاهدونها، لكنهم لا يصدقون وقائع المحرقة التي التهمت الأطفال في مخيمات رفح، والتي كانت تعرضها لهم الفضائيات بالبث المباشر. .
قالت الأم الإنجليزية لطفلها: لا تكذب يا ولدي حتى لا يغضب عليك الرب ويجعلك مثل محطة الـ BBC. فالرواية التي تنقلها المحطات الأمريكية والأوروبية عن حملات الابادة في غزة تجعلنا نشكك برواياتهم القديمة عن الحربين العالميتين الأولى والثانية. وتجعلنا نتساءل: هل كان هتلر مجرماً ؟. وهل كان سكان استراليا متخلفين عقليا ؟. .
فإذا كانوا يقلبون الحقائق التي نراها امام أعيننا كل يوم، فما بالك بالماضي البعيد، والحوادث التي سبقت ولادتنا ؟. قبل بضعة أيام شاهدت فيلما هوليوديا يظهر فيه يهودا الاسخريوطي كرمز من رموز الصدق والإيمان والوفاء لسيدنا المسيح عليه السلام، بينما رفض زعماء الامة العربية عرض فيلم الرسالة بدعوى انه يثير الفتنة. .
انظروا الآن إلى الحملة الإعلامية التي أضفت لمسات جديدة لتجميل صورة القادة العرب في الماضي القريب والحاضر المُعاش، وانظروا كيف اصبح السيسي فاتح بوابات معبر رفح، حتى زعموا انه يشرف بنفسه على تدفق المساعدات نحو مخيمات النازحين في غزة، وانظروا كيف صورت لنا الصحف الأردنية الملك المجاهد المغوار في دفاعه المستميت عن نساء المسلمين في مخيم النصيرات، وكيف انقذ الأطفال من المحرقة. .
كلمة اخيرة: البعض يرفضون مهنة تلميع الأحذية، ويستنكفون منها، لكنهم يتسابقون لتلميع صور الذين خذلونا وتآمروا علينا وغدروا بنا. .

د. كمال فتاح حيدر

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات

إقرأ أيضاً:

لأول مرة في التاريخ.. أمريكا خارج "الجدارة المثالية"

 

واشنطن- الوكالات

فقدت الولايات المتحدة رسميًا آخر تصنيف ائتماني مثالي، كانت تحتفظ به منذ أكثر من قرن، بعد أن خفضت وكالة "موديز" تصنيفها السيادي من "إيه إيه إيه" إلى "إيه إيه 1"، مشيرةً إلى ما وصفته بـ"تدهور مستمر وغير قابل للعكس حاليًا" في مؤشرات الدين والعجز، وسط شلل سياسي مزمن وتضخم في الالتزامات المالية غير القابلة للتقليص.

ويعني هذا القرار، بحسب صحيفة "فايننشال تايمز"، أنَّ الولايات المتحدة أصبحت للمرة الأولى في تاريخها خارج نادي "الجدارة المثالية" لدى جميع وكالات التصنيف الثلاث الكبرى، بعد أن كانت وكالة "ستاندرد آند بورز" قد خفضت التصنيف في عام 2011، وتبعتها "فيتش" في 2023.

وأكدت "موديز" في بيانها، أن قرار التخفيض لا يعكس ضعفًا في مؤسسات الدولة الأمريكية، ولا يشكك في استقرار نظامها المالي؛ بل ينبع من عجز القيادات السياسية المتعاقبة عن الاتفاق على مسار مالي مستدام يضمن خفض العجز والسيطرة على الدين العام.  وأضافت الوكالة، أن الولايات المتحدة لا تزال تحتفظ بما سمته "قوة ائتمانية استثنائية"، تتمثل في حجم اقتصادها، ومرونته، ودور الدولار الأمريكي كعملة احتياط دولية محورية، لكنها شددت على أن هذه العوامل لم تعد كافية لتعويض التدهور الهيكلي في مؤشرات الدين.

ومن المتوقع أن يبلغ العجز الفيدرالي الأمريكي 9% من الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2035، صعودًا من 6.4% في 2024. أما الدين العام، فسيصل إلى 134% من الناتج المحلي، مقارنة بـ98% في الوقت الحالي.

ورجحت الوكالة أن تصل مدفوعات الفائدة وحدها إلى 30% من الإيرادات الحكومية بحلول 2035؛ أي ثلاثة أضعاف المستوى المسجل عام 2021.

ووصفت الوكالة هذه المسارات بأنها "غير مُستدامة"، مؤكدة أن عدم اتخاذ خطوات إصلاحية فورية سيؤدي إلى تآكل تدريجي في الجدارة الائتمانية والثقة السوقية.

مقالات مشابهة

  • وكيل قطاع الحج والعمرة يطلع على مخيمات الايواء في منى وعرفة
  • لأول مرة في التاريخ.. أمريكا خارج "الجدارة المثالية"
  • سمير فرج: إحباط شديد بسبب أحداث غزة.. والقمة العربية اليوم كانت مأساة
  • باوليني تكتب التاريخ في روما
  • الذكاء الاصطناعي.. وصياغة التاريخ الموازي
  • كريستال بالاس يصنع التاريخ ويحقق كأس الاتحاد الانكليزي على حساب السيتي
  • الموت يحاصر الفلسطينيين في غزة.. الغارات تستهدف مخيمات ومبانٍ في القطاع
  • عودة 100 عائلة من مخيمات النزوح إلى بلدة التريمسة بريف حماة
  • منصور بن زايد يشارك في القمة العربية التي بدأت أعمالها في بغداد
  • نائب إطاري يدعو السوداني إلى التعامل بالمثل مع الدول العربية التي حضرت للقمة بمستويات أدنى