عربي21:
2025-06-18@20:19:54 GMT

في طور التكوين .. إسرائيل جديدة وفلسطين جديدة

تاريخ النشر: 23rd, June 2024 GMT

من بين حقائق التاريخ العنيدة في منطقتنا، بداية ظهور "إسرائيل الجديدة" بعد جولة حرب إبادية على غزة استمرت تسعة أشهر، من دون أن تستطيع "إسرائيل القديمة" تحقيق أي من أهدافها المعلنة أو السرية.

حتى لو افترضنا أنها ستحقق أهدافها في القضاء المبرم المطلق على حماس، وتحرير رهائنها أمواتا أو أحياء، فإن هذا بحد ذاته لن يعد نصرا.

 

ربما سيفرحون يوما أو يومين، شهرا أو شهرين، لكن ليس أكثر من ذلك. سيقولون: كلفنا ذلك ثمناً باهظاً من قتلى الجيش وجرحاه، واستغرق الأمر وقتا طويلا و ثقيلا، وحتى القضاء على حماس والقسام، عشرين ألف مقاتل أو حتى خمسين ألفا، ومثلهم من المدنيين أو حتى ضعفهم، فإن هذا لن يشكل نصرا بالنسبة لإسرائيل التي سحقت جيوش ثلاثة دول وازنة في ستة أيام، لأن حماس ستعيد تشكيل نفسها من جديد، وقد يكون بأشكال جديدة، ومركز ثقلها سينتقل إلى الضفة والقدس والداخل، وفي مخيمات لبنان والأردن واليمن والعراق وربما سوريا، وستحصل على المزيد من الدعم متعدد الأوجه، بما في ذلك التسليح والتدريب والتصنيع الإيراني، وإذا كان لدى حماس إمكانية تنفيذ طوفان أقصى واحد، فسيصبح لديها أكثر من إمكانية وأكثر من طوفان، لأنها ببساطة ليست منقطعة الجذور ولا الفروع، فهل بهذا تكون إسرائيل قد انتصرت ؟
الانتصار الحقيقي، هو الانتصار على الذات، وعلى وحشيتها وحيوانيتها وأسلحتها ونزعاتها في القتل و التدمير والانتقام، وذلك بتحقيق السلام مع الأعداء.
إن الانتصار بمعناه الحقيقي الشمولي هو السيطرة على الأرض، وهذا ما لا تقوله إسرائيل، باستثناء بعض أحزاب اليمين المتطرف الفاشي، والذي لا يحظى بأي دعم دولي، بل يراه الكثير من الإسرائيليين أنفسهم إنه خطر على سمعة إسرائيل، بل وعلى وجودها. 

السيطرة على الأرض لكي يتحقق النصر الحقيقي، لا تقتصر على أرض غزة، بل يجب أن تمتد إلى الضفة الغربية، وبعدها إلى جنوب لبنان ثم إلى العراق وسوريا واليمن، فهذا هو محور المقاومة الذي تنتمي إليه حماس، تعد جزءاً أساسيا من مكوناته، بل الجزء القيمي والمعنوي المبدئي والعقائدي الذي يمثل فلسطين ومقدساتها. وهنا لن تظل إيران ساكتة تنتظر إسرائيل لاحتلالها كي يكتمل نصرها.


الانتصار الحقيقي، هو الانتصار على الذات، وعلى وحشيتها وحيوانيتها وأسلحتها ونزعاتها في القتل و التدمير والانتقام، وذلك بتحقيق السلام مع الأعداء. لقد سجلت إسرائيل انتصارا نوعيا عندما عقدت اتفاقية سلام مع منظمة التحرير بقيادة فتح، عدوتها آنذاك، والتي استخدمت كل الوسائل وخاضت العديد من المعارك للقضاء عليها، لكن إسرائيل التي قررت اغتيال رابين وتصدير نتنياهو لم تستغل جنوح الفلسطينيين للسلام خلال ثلاثين سنة، بل استغلت "سلاميتهم" للقضاء على ما تبقى من أرضهم وتطلعاتهم وأحلامهم في الحرية من نير احتلالها وبطشها وإذلالها وإقامة دولتهم المستقلة، فجاءتهم حماس، ومن خلفها محور قوي، تتركز قوته في صدقه وأخلاقه ومبادئه.

على "إسرائيل الجديدة"، سواء المنتصرة على حماس، أو المهزومة، ومعها محورها الإجرامي المتوحش التوسعي والمتخلف والمتسلط، أن تدرك أنه بعد الآن ستكون من الصعوبة بمكان أن تكون هناك سلطة فلسطينية غير مقاومة.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه غزة حماس فلسطين فلسطين حماس غزة الحرب مقالات مقالات مقالات سياسة من هنا وهناك سياسة صحافة اقتصاد سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

غالانت يتحدث عن الانتصار وخامنئي و"المفاجأة"

قال وزير الدفاع الإسرائيلي السابق، يؤاف غالانت، إن إسرائيل اتخذت "قرارًا حاسمًا" في اللحظات الأخيرة من المرحلة الحرجة قبل وصول إيران إلى القدرة على تصنيع قنبلة نووية.

وأشار في مقابلة مع "سكاي نيوز عربية" إن طهران كانت قد رفعت نسبة تخصيب اليورانيوم إلى 60 بالمئة واقتربت من إنتاج الوقود النووي اللازم لصنع السلاح.

وقال:"كان الإيرانيون قاب قوسين أو أدنى من امتلاك السلاح النووي، وفي الكيلومتر الأخير قبل أن ينهوا الماراثون، اتخذنا القرار الحاسم لإيقافهم عند حدهم."

وتعليقا على تصريحات إسرائيلية بشأن إسقاط النظام الإيراني، قال غالانت: "نحن لا نقاوم تغييره، فهذا أمر يعود للشعب الإيراني"، لكنه لم يستبعد أن تشمل العمليات الإسرائيلية استهداف القادة العسكريين الإيرانيين والعلماء النوويين، واصفًا ذلك بأنه يمثل "فصلًا لقدرات النظام" و"انتصارًا كبيرًا".

ورفض غالانت تأكيد ما إذا كانت إسرائيل قد تراجعت عن استهداف المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي بطلب من الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، لكنه أكد أن "جميع الخيارات مطروحة"، معتبرًا أن "إسرائيل باتت تملك اليد العليا في هذا الصراع".

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد قال إنه لا يستبعد اغتيال خامنئي، مشيرا إلى أن ذلك قد ينهي الصراع.

وحول ما وصفه السفير الإسرائيلي لدى واشنطن بـ"المفاجأة" التي قد تحدث الخميس أو الجمعة، قال غالانت إنها "لا يمكن توقعها ولا يُفصح عنها"، في إشارة إلى عملية إسرائيلية مرتقبة ضد إيران، تبقى تفاصيلها سرية حتى اللحظة.

مقالات مشابهة

  • عمليات نوعية جديدة للقسّام في غزة
  • صن داونز يمنح القارة السمراء الانتصار الأول في كأس العالم للأندية 2025 «فيديو»
  • السبب الحقيقي لاندلاع الحرب بين إسرائيل وإيران
  • نحو إدراج 40 تخصصا في مجال التكوين المهني
  • غالانت يتحدث عن الانتصار وخامنئي و"المفاجأة"
  • الخارجية القطرية: اتصالاتنا مع الشركاء مستمرة لوقف عدوان إسرائيل على إيران
  • مصر وفلسطين تبحثان جهود استئناف وقف إطلاق النار بغزة
  • نتنياهو: إسرائيل على طريق النصر وعلى سكان طهران إخلاء المدينة
  • إيران الهدف.. وفلسطين الضحية والمنطقة كلها في مرمى الأطماع
  • جوّكم خاب وبحركم خاسر.. اليمن ثابت وفلسطين في القلب