أظهرت دراسة طبية حديثة أن نسخة نادرة من جين “صميم البروتين الشحمي (APOE)” تساعد في مقاومة مرض الزهايمر وتأخير التدهور المعرفي بنحو خمس سنوات، وفقًا لصحيفة “واشنطن بوست” الأميركية.

اكتشف الباحثون في عام 2019 حالة فريدة لسيدة كولومبية تدعى أليريا روزا بيدراهيتا دي فيليغاس، تحمل في جيناتها ما يُعرف بـ”قنبلة موقوتة” كانت من المفترض أن تسبب لها نوعًا عدوانيًا ومبكرًا من مرض الزهايمر في الأربعينيات من عمرها.

ومع ذلك، تأخر ظهور المرض لمدة ثلاثة عقود.

بحسب “واشنطن بوست”، تبين لاحقًا من خلال دراسة الحمض النووي وإجراء مسح على دماغها، أن السيدة تحمل نسخة نادرة من جين “صميم البروتين الشحمي E” (APOE)، الذي يُعرف بمُتغير “كرايستشيرش” نسبةً إلى المدينة النيوزيلندية التي اكتشف فيها لأول مرة.

وقد ألهم اكتشاف النسخة النادرة من هذا الجين العلماء للعمل على إيجاد علاج لمرض الزهايمر الذي يصيب الملايين من الناس.

وفي الدراسة التي نشرت، الأربعاء، بمجلة “نيو إنغلاند الطبية”، أفاد الباحثون بأن 27 فردا من نفس عائلة المرأة الكولومبية يحملون الخطر الوراثي لمرض الزهايمر، إلى جانب وجود نسخة واحدة من متغير “كرايستشيرش” في جيناتهم والتي تؤخر التدهور المعرفي بنحو 5 سنوات، مما يشير إلى أن الدواء الذي يحاكي هذا الجين يمكن أن يكون له تأثيرات مماثلة.

ونقلت الصحيفة عن الطبيب بمستشفى ماساتشوستس للأذن والحنجرة في بوسطن المؤلف المشارك في الدراسة، جوزيف أربوليدا فيلاسكيز، قوله: “لقد تعلمنا في الطب أن نكون حذرين من عدم استخلاص الكثير من الاستنتاجات من مريض واحد. لكن فكرة العثور على 27 شخصا – بعضهم يعيش في المدينة والبعض الآخر يعيش بالمناطق الريفية – تزيد من ثقتنا في الاكتشاف، وتظهر أن النتائج قابلة للتكرار”.

ومنذ 4 عقود، بدأ طبيب الأعصاب بجامعة أنتيوكيا في ميديلين بكولومبيا، فرانسيسكو لوبيرا، في رعاية المرضى الذين يعانون من شكل وراثي عدواني من مرض الزهايمر، حيث يبدأ الضعف الإدراكي عندما يكون الأشخاص في منتصف الأربعينيات من عمرهم، ويتطور الخرف الكامل قبل سن الخمسين، ويموت المرضى في الستينيات من عمرهم.

ويحمل أفراد العائلة الكولومبية نسختين من جين “APOE”، إذ قالت عالمة النفس العصبي السريري في مستشفى ماساتشوستس العام، ياكيل تي كيروز، إن وجود نسختين من متغير “كرايستشيرش أمر نادر، نادر للغاية”، لذلك بدأوا في البحث عن الأشخاص الذين لديهم نسخة واحدة فقط من الجين.

وطبقا لصحيفة “واشنطن بوست”، اكتشف العلماء أيضا أن وجود نسخة واحدة من “كرايستشيرش”، توفر بعض الحماية من الزهايمر، وهو دليل مفعم بالأمل للعلماء الذين يحاولون تطوير علاجات.

ونقلت عن يادونغ هوانغوهو، مدير “مركز التقدم الترجمي” التابع لمعاهد غلادستون، وهي منظمة مستقلة متخصصة في الأبحاث الطبية الحيوية مقرها سان فرانسيسكو، قوله: “أعتقد أن هذه دراسة مهمة حقا، والنتيجة مفيدة للغاية”.

من جانبه، قال عالم الوراثة العصبية بمعهد أبحاث الخرف بجامعة “لندن كوليدج”، جون هاردي، إن شركات الأدوية التي كانت أقل حماسا تجاه “APOE”، لكن هذه النظرة تغيرت الآن.

وكتب هاردي في رسالة بالبريد الإلكتروني للصحيفة: “لقد تزايد الاهتمام ونتائج الدراسة هي جزء من السبب”.

وبحسب “واشنطن بوست”، طور الباحثون عقارا تجريبيا للأجسام المضادة يحاكي متغير “كرايستشيرش”، حيث أجروا تجارب على فئران تم تعديلها وراثيا لتطوير سمات مرض الزهايمر لديها، ووجدوا أن الدواء يقلل من تراكم تشابكات بروتين “تاو” المرتبط بالزهايمر، وهو ما يشير إلى أنهم يسيرون في الطريق الصحيح.

الحرة

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: مرض الزهایمر واشنطن بوست

إقرأ أيضاً:

سماتك الشخصية قد تحدد طول حياتك... دراسة جديدة تشرح العلاقة بين الطباع والعمر

كشفت دراسة جديدة عن السمات الشخصية الدقيقة التي يمكن أن تتنبأ بطول أعمارنا. ويعتقد الباحثون أنها قد تمهد الطريق لمزيد من الرعاية الصحية الفردية. اعلان

أظهرت دراسة جديدة أن بعض السمات الشخصية قد تكون مؤشراً مهماً على طول عمر الإنسان، مشيرة إلى أن فهمها قد يفتح الباب أمام رعاية صحية أكثر تخصيصاً لكل فرد.

سمات الشخصية وعلاقتها بطول العمر

تشير الدراسة إلى أن السمات الشخصية تلعب دوراً مؤثراً في تحديد مدى طول عمر الإنسان. فطريقة إدراك الفرد لذاته تنعكس على سلوكه وصحته اليومية، إذ يميل الأشخاص المنظمون إلى الالتزام بتناول أدويتهم في الوقت المحدد واتباع روتين صحي متوازن، ما يعزز فرصهم في العيش لفترة أطول.

وفي المقابل، قد تؤدي السمات المرتبطة بالاندفاع أو التوتر أو تقلب المزاج إلى سلوكيات أقل استقراراً، ما ينعكس سلباً على الصحة العامة مع مرور الوقت.

في السابق، اعتمد علماء النفس نموذجاً عاماً يعرف بـ"العوامل الخمسة الكبرى" (OCEAN) لتقييم الشخصية: الانفتاح، الضمير، الانبساط، التوافق، والعُصاب.

لكن الدراسة الجديدة، المنشورة في Journal of Psychosomatic Research، سعت إلى تجاوز هذه التصنيفات الواسعة عبر تحليلها إلى سمات أكثر تفصيلاً ودقة.

اعتمد الباحثون على بيانات أكثر من 22 ألف شخص، استندت إلى إجاباتهم السابقة على استبيانات الشخصية، حيث جرى التعامل مع كل إجابة على أنها سمة مستقلة، وتم تتبع الوفيات خلال فترة تراوحت بين 6 و28 عاماً.

Related هل يجعلك الطقس الحار في مزاج سيئ؟ الدراسات العلمية تكشف أن الأثر يتجاوز ما نتخيّلهدراسة تكشف أن الجمع بين المدرب البشري والذكاء الاصطناعي يعزز فعالية برامج إنقاص الوزنمعظم المصابين من النساء..دراسة تكشف ارتباطًا بين كوفيد طويل الأمد واضطراب نادر في نبض القلب نتائج لافتة: النشاط والتنظيم أطالا العمر

قال البروفيسور رينيه موتوس، المتخصص في علم الشخصية بجامعة إدنبره وأحد مؤلفي الدراسة، لموقع Euronews Health: "وجدنا أن دقة التنبؤ بالوفاة تتضاعف تقريباً عندما نبتعد عن التصنيفات الكبرى ونتجه إلى السمات الصغيرة. هذا يعني أن هناك العديد من الآليات التي يمكن من خلالها أن تؤثر الشخصية على طول العمر. لدى البعض قد يتعلق الأمر بتنظيم العواطف، ولدى آخرين بالسلوكيات اليومية".

وأضاف موتوس أن الأشخاص الذين وصفوا أنفسهم بأنهم "نشطون" كانوا الأقل عرضة للوفاة خلال فترة الدراسة، إذ انخفض لديهم الخطر بنسبة 21 بالمئة، حتى بعد احتساب عوامل مثل العمر والجنس والحالة الصحية.

كما أن السمات المرتبطة بالانضباط والودّية مثل التنظيم، والاجتهاد، والمساعدة، والدقة كانت مرتبطة بعمر أطول، في حين أن القلق وتقلب المزاج ارتبطا بنتائج معاكسة.

الرعاية الصحية الشخصية ودورها المستقبلي

من جانبه، أوضح الدكتور جون فرانسيس ليدر، عالم النفس والباحث في العلوم الإدراكية، أن "أنماط التفكير والمشاعر والسلوك يمكن أن تؤثر مباشرة على الرفاهية، وعلى قدرة الأفراد على الوصول إلى الرعاية الصحية والالتزام بها، مما ينعكس بدوره على طول العمر".

وأشار إلى أن "مقدمي الرعاية الصحية يمكنهم تكييف أساليب الدعم لتناسب أنماط الشخصية المختلفة، ما يسهم في تحسين فرص الوقاية والعلاج".

هل يمكن تغيير شخصيتنا؟

يطمئن فرانسيس ليدر أولئك الذين لا يرون أنفسهم ضمن السمات "المُعمّرة"، قائلاً إن الشخصية ليست ثابتة بالكامل: "السمات الشخصية مستقرة نسبياً، لكنها ليست جامدة، ويمكن أن تتغير بمرور الوقت، خاصة عند بذل جهد واعٍ أو نتيجة لتغييرات حياتية كبيرة".

وشدد على أهمية العوامل الاجتماعية في هذا السياق: "قد يواجه الشخص صعوبة في التحفيز بمفرده، لكنه يصبح أكثر التزاماً عندما يكون ضمن مجتمع داعم. كما أن بعض الأفراد يحتاجون فقط إلى بيئة أو دعم معين ليتفاعلوا بشكل إيجابي".

مستقبل الأبحاث: الذكاء الاصطناعي والشخصية

يرى موتوس أن هذا النوع من الأبحاث سيزداد أهمية مع تطور أدوات الذكاء الاصطناعي المتخصصة، خاصة في مجال الصحة النفسية.

وأشار إلى أنه "في المستقبل، يمكننا التنبؤ بدقة عالية بالمشكلات النفسية أو مظاهر الرفاهية انطلاقاً من تقييمات الشخصية، خصوصاً إذا كانت هذه التقييمات دقيقة ومفصلة"، مضيفا :"يمكن أن تُستخدم هذه الاختبارات في مجالات أخرى مثل التعليم والعمل، لتطوير بيئات تتناسب مع اختلافات الشخصية. لكنه شدد على أن الدراسة لا تزال في مرحلة إثبات الفكرة، وتحتاج إلى مزيد من البحث قبل تطبيقها عملياً".

وختم قائلاً:"ربما نحتاج إلى نحو خمس سنوات أخرى، عندما نحصل على بيانات كافية تربط بين تقييمات الشخصية والوفيات. لكني واثق أننا سنصل إلى روابط أوضح وأكثر قابلية للتطبيق بين سمات الشخصية وطول العمر".

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة

مقالات مشابهة

  • واشنطن تضخ مساعدات عسكرية إلى إسرائيل بأكثر من 21 مليار دولار
  • دراسة: تغير المناخ الناتج عن الوقود الأحفوري يهدد ملايين المباني بالغرق
  • دراسة بحثية تناقش تأثير الإدارة الرشيقة على الأداء الوظيفي
  • دراسة: تعويضات الكربون فشلت في خفض الاحتباس الحراري العالمي
  • دراسة.. التدريبات الرياضية تقلل الإحساس بالجوع
  • دراسة: تجربة حماس في إدارة التفاوض أظهرت قدرتها الموازنة بين مصالح الشعب والضغوط الدولية
  • مركز دراسات يصدر دراسة تحليلية حول تحولات صورة حركة "حماس" الدولية
  • سماتك الشخصية قد تحدد طول حياتك... دراسة جديدة تشرح العلاقة بين الطباع والعمر
  • الأرض ليست استثناءً.. دراسة تقلب موازين فهم الكواكب
  • هل تساعد المانغو في الوقاية من السكري؟