سند الصيادي
منذ بدأت معركة (طوفان الأقصى) يلهم السيد القائد عبدالملك الحوثي، كُتَّابَ الرأي والتحليل إلى أن يعيدوا قراءة الواقع بأبعاد مختلفة، يفتح أمامَهم آفاقاً من التأمل التي يوجب على الوعي أن يتطرق إليها، وعلى الحرف أن يتشكل في تفسيرها وإظهارها.
في كلمة الأسبوع أكّـد القائد أن العدوان الهمجي الوحشي الإسرائيلي على غزة منذ 10 أشهر كان امتحاناً واختباراً حقيقياً وخطيراً لضمير وقيم الإنسانية المشتركة لدى البشر جميعاً، لم يعد الأمر مُجَـرّد صراع وفق قواعد ونواميس الحروب، بل جريمة إبادة أهدرت فيها قيم الإنسانية، حق الوجود وحق الحياة وحق الكرامة.
يشير القائد بهذه الحقيقة إلى عملية فرز وغربلة عميقة أحدثها هذا التوحش والإجرام غير المسبوق، تجاوزت الفرز داخل أُمَّـة الإسلام إلى العالم الإنساني بجميع تكويناته الأثنية والعرقية، يقرأ السيد القائد بتأمل إيمَـاني عميق وحكيم وقائع المشهد العالمي الشعبي والإنساني الراهن على خلفية العدوان الصهيوأمريكي على الشعب الفلسطيني.
انتفض الضمير الإنساني لدى شعوب أمريكا وأُورُوبا والشعوب الأُخرى، وَصنعت المظلومية في فلسطين الوعي العالمي كما يجب أن يكون بلا تضليل ولا تعتيم وَلا حجاب، وهي التي لطالما ترسخت فيها لقرون عقيدة تمجيد الصهيونية، كيف حدثت ثورة وعي في معاقل هذا الفكر الشيطاني، وَارتسم شرخ عميق بين المنظومات الحاكمة وَشعوبها.
لم يكن الحراك الطلابي والمظاهرات المندّدة بما يجري في غزة إلَّا في سياق هذا المعنى وهذه العناوين التي تزداد عرضاً، وَعلى مفاعيلها يتجسد الفرز الطرفي للآدمية داخل المجتمعات والدول والمكونات، طرف تجرد من كُـلّ قيمة وفضيلة، وطرف عريض وواسع في حجمه وتنوعه، لا يزال يحمل الضمير الإنساني ويتمسك به.
ثمة نقطة عميقة في معانيها ودلالاتها، يقول السيد القائد في معناها إن من ارتدادات هذا الاستنفار والوعي الإنساني العالمي إقبال الكثير من الغرب إلى الدخول في الإسلام، وليس هنا يكمن العمق وحسب في حديث سماحته، بل يشير القائد إلى أن من أسلموا تحت تأثير هذه المظلومية قدموا صورة لما يجب أن يكون عليه المجتمع الإسلامي.
الإسلام والإنسانية صنوان لا يفترقان، وَإذَا كانت الإنسانية التي انبعثت لأجل فلسطين قد قادت شعوباً إلى الإسلام، فَــإنَّ البعض من المسلمين قد تخلوا عن إنسانيتهم وإسلامهم معاً، بدلًا عن أن تحييَ مظلومية فلسطين وجريمة الإبادة في غزة ضمائرهم وتحَرّك في وجدانهم الشعور بالمسؤولية.
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
الأونروا: لدينا خطة متكاملة لمواجهة الوضع الإنساني في غزة
أكد المستشار الإعلامي لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، عدنان أبو حسنة، أن إسرائيل لم تسمح للأونروا بإدخال المساعدات المطلوب في الخارج للقطاع، مشيرا إلى أن هناك مناقشات مع الأمم المتحدة لإدخال المساعدات.
وقال أبو حسنة، في تصريح خاص لقناة "سكاي نيوز عربية" اليوم السبت، إن الأونروا لديها خطة متكاملة لمواجهة الوضع الإنساني في غزة بعد الأضرار التي خلفتها العمليات العسكرية الأخيرة، وعلى أتم الاستعداد لبدء عملية توزيع المساعدات الإنسانية في قطاع غزة فور السماح بإدخالها.
وأضاف المستشار الاعلامي للأونروا، أن الوكالة الأممية لديها الكوادر والخبرة والخطة اللازمة لضمان وصول الدعم إلى المحتاجين بشكل فعال وسريع، ومستعدة للعمل فور السماح بالدخول، لضمان تقديم المساعدات الضرورية لسكان غزة.
وأوضح أبوحسنة، أن الاونروا لديها 6 الاف شاحنة تكفي مواد غذائية لقطاع غزة لمدة 3 شهور ولدينا مئات الاف من الخيام والاغطية تنتظر على ابواب القطاع ، لمواجهة المجاعة .