بين مصلحة كيان الاحتلال الإسرائيلي في استمرار الحرب في غزة .. وتحذير السيد القائد من نواياه الخبيثة
تاريخ النشر: 19th, October 2025 GMT
في الوقت الذي تواصل فيه المفاوضات بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة تعثّرها، تتزايد المؤشرات على أن حكومة الاحتلال الإسرائيلي وتحديدًا رئيسها المجرم بنيامين نتنياهو تملك مصلحة مباشرة في إفشال أي اتفاق حقيقي للتهدئة، بل وتسعى بكل الوسائل إلى إطالة أمد الحرب، رغم الكلفة الإنسانية الباهظة، والأصوات المتزايدة داخليًا وخارجيًا المطالبة بوقف العدوان.
يمانيون / تقرير / خاص
تشير مصادر سياسية وعسكرية للكيان الإسرائيلي إلى أن وقف الحرب في هذا التوقيت يعني فتح الباب على مصراعيه لمحاسبة القيادة السياسية والعسكرية على ما حدث يوم 7 أكتوبر 2023، وهو اليوم الذي شكّل زلزالًا سياسيًا وعسكريًا غير مسبوق في تاريخ الكيان الإسرائيلي. وتتجه الأنظار حتمًا إلى نتنياهو كأول من سيُحقق معه في أي لجنة تحقيق رسمية، ليس فقط بسبب الإخفاقات الأمنية، بل لاتهامات تتعلق بالإهمال وربما التواطؤ السياسي.
في حال تم التوصل إلى اتفاق تهدئة نهائي وتنفيذه، ستبرز الأصوات المطالبة بتشكيل لجنة تحقيق، وهو ما يخشاه نتنياهو بشدة، لا سيما في ظل الضغوط القضائية الدولية المتزايدة، بصفته مجرم حرب مطلوب للمثول أمام المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، نتيجة جرائم الحرب المرتكبة في غزة.
حسابات انتخابية داخل الليكود
إلى جانب الضغوط القضائية، يواجه المجرم نتنياهو تحديًا سياسيًا داخليًا وشيكًا، يتمثل في انتخابات داخلية في حزب الليكود المقررة في نهاية الشهر القادم، ويدرك نتنياهو أن أي تهدئة أو هدوء على الجبهة من شأنه أن يشجع خصومه داخل الحزب على الترشح ضده، مستغلين حالة الفشل العسكري والسياسي التي تحيط بحكومته.
لذا، يسعى نتنياهو إلى إبقاء البلاد في حالة طوارئ وتصعيد مستمر، من أجل تثبيت رواية أنه الرجل الوحيد القادر على قيادة إسرائيل في أوقات الحرب، وبالتالي منع أي منافس من خوض السباق الداخلي على زعامة الليكود، وهذه ليست المرة الأولى التي يستخدم فيها نتنياهو الحروب كأداة للهروب من الأزمات السياسية أو القضائية.
تفكك الضغط الشعبي لوقف الحرب
من اللافت أن جماعات الضغط المدني، التي طالما نادت بوقف الحرب وعودة الأسرى، قد تراجعت حدّتها في الأسابيع الأخيرة، ويعزو محللون هذا التراجع إلى سياسات الحكومة التي عملت على تأجيج المشاعر القومية، وربط مصير الأسرى بالتصعيد، لا بالحلول السياسية، هذا التراجع أتاح لحكومة العدو هامشًا أوسع للمناورة والتهرب من الالتزامات، وخاصة في ظل غياب ضغط شعبي منظّم يجبرها على اتخاذ قرارات غير مرغوبة.
حرب بلا نتائج .. وفشل استراتيجي معلن
في الأوساط السياسية والعسكرية داخل الكيان الإسرائيلي، بدأ نقاش علني حول فشل الحرب في تحقيق أهدافها المعلنة، والتي كان أبرزها، القضاء على المقاومة، وإنهاء حكم حماس، وتهجير سكان غزة، وعلى الرغم من الدمار الهائل والخسائر البشرية الجسيمة التي لحقت بالقطاع، لم يتمكن العدو الإسرائيلي من بلوغ أي من هذه الأهداف.
هذا الواقع بدأ يحرج المؤسسة الحاكمة، وعلى رأسها الثلاثي المتطرف، نتنياهو، وسموتريتش، وبن غفير، هؤلاء لا يرغبون في الإقرار بالهزيمة، ما يدفعهم إلى العودة للتصعيد كمحاولة لتحسين صورتهم أمام جمهورهم المتطرف، وخلق انطباع كاذب بأن الحرب ما زالت قابلة لتحقيق نتائج ملموسة.
فهل لدى واشنطن رغبة حقيقية في فرض وقف لإطلاق النار؟ أم أنها تواصل دعمها غير المشروط، مع غضّ الطرف عن الجرائم المرتكبة بحق المدنيين الفلسطينيين، تحت ذرائع الأمن والدفاع عن النفس؟
الإشارات القادمة من واشنطن حتى الآن ضبابية ومتناقضة، فبينما تدعو الإدارة الأمريكية إلى تهدئة وإنهاء الحرب، فإنها في الوقت نفسه تواصل تزويد كيان العدو الإسرائيلي بالسلاح والدعم السياسي في المحافل الدولية، ومن المتوقع أن يتضح الموقف الأمريكي أكثر خلال الأيام المقبلة، خاصة مع اقتراب موسم الانتخابات الأمريكية، وضغوط الجاليات العربية والإسلامية داخل الولايات المتأرجحة.
كل المعطيات السياسية، والعسكرية، والشعبية داخل كيان الاحتلال الإسرائيلي، تشير إلى رغبة حقيقية لدى حكومة الاحتلال في المراوغة وعرقلة الانتقال إلى المرحلة الثانية من الاتفاق، وحتى إفشال المرحلة الأولى إن أمكن، وهو ما قد يفسر تعنت نتنياهو في المفاوضات، وسعيه لإبقاء الأمور في حالة انفجار مستمر.
وفي المقابل، يبقى الشعب الفلسطيني، وخاصة في غزة، هو الطرف الأكثر تضررًا من استمرار الحرب، وسط صمت دولي مريب، ودعم أمريكي غير محدود، وصراع داخلي إسرائيلي تُستخدم فيه دماء المدنيين وقودًا لمعركة بقاء سياسي.
صوابية موقف السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي في التحذير الاستباقي من نوايا العدو الخبيثة
في خضم ما يشهده الملف الفلسطيني من تعقيدات ومراوغات صهيونية متواصلة، برز مجددًا الموقف الثابت والواضح للسيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي حفظه الله ، والذي أكد منذ اللحظات الأولى لأي حديث عن تهدئة أو اتفاق، أن العدو الإسرائيلي لا يُؤتمن جانبه، وأنه يحمل نوايا عدوانية خبيثة ومستمرة، ولن يتردد في نقض أي ميثاق أو اتفاق متى سنحت له الفرصة، لتحقيق مآربه الاستيطانية والإجرامية.
وقد جاءت التطورات الأخيرة لتؤكد صوابية هذا الموقف الاستراتيجي، إذ أن الاحتلال وبعد مماطلته الطويلة في تنفيذ المرحلة الأولى من الاتفاق يُظهر بوضوح نواياه في إفشال أي جهود لوقف إطلاق النار الشامل، مستندًا إلى دعم أمريكي وغربي مكشوف، ومستخدمًا أساليب المراوغة السياسية والأكاذيب الإعلامية كغطاء لعودته إلى العدوان والتصعيد في غزة.
إن تحذير السيد القائد لم يكن فقط قائمًا على القراءة السياسية الحذرة، بل على معرفة عميقة بطبيعة العدو الصهيوني وتاريخه الطويل في خيانة العهود، وهو ما يجعل من موقفه مرجعية استراتيجية لقوى محور المقاومة، ويؤكد أهمية البقاء في حالة جهوزية دائمة ويقظة عالية، وعدم الركون إلى وعود السلام الزائفة.
بل إن السيد القائد حفظه الله ربط بين الاستعداد العسكري والجاهزية القتالية وبين إفشال مشاريع الاحتلال، معتبرًا أن الردع الحقيقي لا يكون إلا بالقوة والموقف الثابت، وهي الرؤية التي أثبتت نجاعتها مرارًا، ليس فقط في فلسطين، بل في مجمل قضايا الأمة في مواجهة قوى الاستكبار والطغيان.
أخيراً
في ضوء هذه المستجدات، يتأكد أن العدو الصهيوني لا يبحث عن السلام، بل عن وقت مستقطع يعيد فيه ترتيب أوراقه للعودة إلى العدوان بأشكال أكثر وحشية، وهو ما حدث ويحدث في هذه اللحظات ، كما يتأكد أن المواقف الصلبة والواضحة، كموقف السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي، تُعدّ بوصلة حقيقية في زمن التواطؤ والخداع، وتُعيد تعريف الصراع بوصفه معركة وجود لا تقبل أنصاف الحلول.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: السید القائد وهو ما فی غزة
إقرأ أيضاً:
الإعلامي الحكومي بغزة: العدو الإسرائيلي يتنصل من التزاماته
الثورة نت /..
أكد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة يوم الجمعة، أن نحو 55 مليون طن من الركام تغطي مختلف مناطق قطاع غزة نتيجة العدوان الإسرائيلي، مشيرًا إلى أن العدو الإسرائيلي يتملص من التزاماته المنصوص عليها في اتفاق وقف إطلاق النار.
وأوضح المكتب أن الحكومة تحتاج من الضامنين للاتفاق ممارسة ضغط حقيقي على العدو لإدخال شاحنات المساعدات الإنسانية وفق ما تم الاتفاق عليه، لافتًا إلى أن الوصول إلى جثث أسرى الاحتلال ما زال يواجه صعوبات كبيرة بسبب نقص الإمكانات الميدانية وتعقيد الظروف الإنسانية.
وأضاف أن تطمينات وصلت من الوسطاء بشأن إعادة تشغيل معبر رفح خلال الساعات المقبلة، وأن الجهات المختصة في غزة تنتظر التزام الاحتلال بتلك التعهدات لتسريع وصول المساعدات الإغاثية والطبية إلى السكان.