من بين الأنقاض.. كيف أثبت حي الشجاعية للاحتلال فشل خططه للقضاء على المقاومة؟
تاريخ النشر: 17th, July 2024 GMT
مثل حي الشجاعية واحدا من النماذج القوية للمواجهات الدائرة بين المقاومة والاحتلال، وقدرة مقاتليها على صد العديد من الاجتياحات التي استهدفته، مع العلم أنه يقع على مسافة قريبة سيرًا على الأقدام من "كيبوتس" ناحال عوز شرقا، وقد ثبت أن هذا القرب الجغرافي كان قاتلا في هجوم السابع 7 أكتوبر، ما يدفع جيش الاحتلال للعمل بكل قوته في محاولة فاشلة لمنع المقاومة من إعادة تجميع قوتها في الحي، لكن النتيجة الميدانية كانت معاكسة وهي بقاء المقاومة في المنطقة.
وأعد ديفيد هورويتس مراسل موقع "زمن إسرائيل" تقريرا ميدانيا من داخل حي الشجاعية الذي وصفه بـ"قلب أوكار حماس"، بعد وصوله في مركبة عسكرية لجيش من طراز هامر عبر إحدى الثغرات العديدة الموجودة في السياج الحدودي.
ويقول في تقرير ترجمته "عربي21"، "وجدنا أنفسنا في منطقة مهجورة، تتناثر فيها بقايا معدنية ملتوية لمباني وآلات ومركبات لا يمكن التعرف عليها، وقد كانت قبل الحرب أرضًا زراعية ومنطقة صناعية، وكذلك مركز تدريب لحماس، ثم دخلنا منطقة سكنية، فيها بقايا من ألواح خرسانية مكسورة، وأكوام من الركام، حيث كانت المباني الشاهقة قائمة قبل تسعة أشهر".
وأضاف، أن "كيبوتس ناحال عوز المحاذي لحي الشجاعية شهد معركة في يوم السابع من أكتوبر قتلت فيها حماس 60 جنديا، واحتلت الكيبوتس لمدة 12 ساعة متواصلة، واحتجزت رهائن منه، ورغم الخراب الذي يعمّ حي الشجاعية في الأشهر الماضية لكن عناصر حماس وآخرين مسلحين يظهرون على سطح الأرض في مناطق ليست بعيدة عنه، وربما يقيمون في شبكة الأنفاق الواسعة تحت الأرض، ولا زال بإمكاننا رؤية بعض منازل ناحال عوز من مسافة كيلومترين من الشجاعية".
ونقل عن الضابط رون سياع قائد الكتيبة 75 قوله، إن "عمليات الجيش الأخيرة في حي الشجاعية تتركز في تفجير ما تبقى من أجزاء نفق يبلغ طوله 1.5 كيلومتر تمهيدا لإغلاق الدائرة، كون في مثل هذا الشهر قبل عشر سنوات، في الجولات الأولى من عملية الجرف الصامد، خرج مقاتلو حماس من هذا النفق إلى داخل الأراضي المحتلة، وقتلوا خمسة جنود في موقع عسكري جنوب ناحال عوز، وهو اليوم لا يخفي إحباطه من العودة المتكررة إلى الشجاعية بين حين وآخر، باعتبار ذلك دليل على عدم قدرة الجيش على السيطرة العملياتية عليه، رغم مزاعمه في ديسمبر عن تفكيك كتيبة حماس المحلية".
وتابع أنه "في الأشهر الأولى من العملية البرية، قاتل جيش الاحتلال جيش حماس المنظم، لكننا اليوم نركز أكثر على البنية التحتية، خاصة تدمير الأنفاق تمهيدا لتغيير الواقع، لعقود من الزمن، كما نأمل"، كما زعم الضابط العور على كميات "لا تصدق" من الأسلحة في عدة منازل بالمنطقة.
واعترف أن "هجوم السابع من أكتوبر شكل "نقطة تحول في الهوية الإسرائيلية" حيث قال، "عندما رأيت عربات حماس البيضاء في شوارع سديروت.. عرفت أنهذه حرب استقلال، ولذلك نضطر لتنفيذ عمليات لإنقاذ مختطفين من بين أيدي حماس"، مبينا أن عمليات استعادة الأسرى تتطلب قرارات عالية المخاطر، وكان يمكن أن تكون النتيجة في بعضها مختلفة عما تحقق فعلا.
من جانبه اعترف، غدعون إلياستم، نائب قائد لواء المظليين، أن "الجيش ضرب هذا النفق عدة مرات في الماضي، لكن هذا الممر لم يتم اكتشافه إلا الآن، صحيح أن النفق لم يعبر الحدود باتجاه مستوطنات غلاف غزة، لكن سبعة جنود إسرائيليين قتلوا في هجوم لحماس على بعد 150 مترا من حي الشجاعية في حرب 2014، حيث تم اختطاف الجندي أورون شاؤول من هنا، كما استخدمت هذا النفق لتحريك قواتها، ولذلك فإن المنطقة لا تخلو من التهديدات رغم كل العمليات التي نفذها الجيش، فنحن لم نقتل جميع المسلحين، لأنهم سيعودون".
وتابع، أن "حماس تتحرك من مكان إلى آخر، تحاول أن تفاجئنا، ونحن لا نقلل من شأنها، لقد استعدت منذ سنوات، ونحن نتعلم طوال الوقت، ولذلك فإني لا أستطيع إعطاء جدول زمني لنهاية المعركة الحالية، لأنها ستستغرق بعض الوقت"، معربا عن خشيته أن "تنتهي الحرب قبل الأوان المحدد لها، مما يسمح بوجود مشاعر من الخوف من عودة محتملة لحماس الى حي الشجاعية، وتجنيد نشطاء، وتسليح نفسها في كل فرصة تتاح لها، بعد التقاط أنفاسها.
وختم بالقول أن "الهدف المعلن لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من هذه الحرب وهو النصر الكامل، يواجه عدوا يتربص بنا في كل زاوية، في كل مدخل، وتحت كل خطوة، وما زال تحقيق مثل هذا الهدف غير متاح بشكل كامل، رغم الخراب الذي ترونه في حي الشجاعية بصورة خاصة بعد تسعة أشهر من القتال".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية الشجاعية المقاومة الاحتلال غزة غزة الاحتلال الشجاعية المقاومة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة حی الشجاعیة ناحال عوز
إقرأ أيضاً:
الكشف عن تفاصيل كمين الجمعة: هكذا ضللت المقاومة قوة من جيش الاحتلال في خانيونس
#سواليف
أفادت صحيفة يديعوت أحرونوت أن نتائج التحقيقات الأولية تشير إلى أن القوة العسكرية الإسرائيلية التي قُتلت صباح الجمعة في #خان_يونس دخلت مبنًى مفخخًا، رغم كونه مُدرجًا في خرائط الجيش كموقع مشبوه. وبحسب الصحيفة، فقد اتخذ الجنود إجراءات الحذر وتعرّفوا على جسم يُشبه البرميل، ظنًّا منهم أنه #العبوة_الناسفة، إلا أن #التفجير وقع من طابق أعلى، في ما يبدو كخدعة هندسية نفذتها #المقاومة لتضليل القوة المهاجمة.
وتضيف يديعوت أحرونوت أن القتلى الأربعة، وهم: الرقيب أول حِن غروس، العريف يوآف روفر، الرقيب توم روشتاين، والعريف أوري يهوناتان كوهين، سقطوا نتيجة هذا #الانفجار المدمر، ما يعكس حجم الفخاخ الهندسية التي تزرعها المقاومة الفلسطينية داخل البنية المدنية في القطاع. وتشير الصحيفة إلى أن حماس استغلت فترات التهدئة السابقة لتطوير #تكتيكات #التفخيخ، معتمدة على بقايا ذخيرة الاحتلال المنتشرة في أرجاء القطاع.
وفي سياق متصل، تكشف الصحيفة أن الحادثة أعادت إلى الأذهان انفجارًا سابقًا أدى لمقتل ثلاثة جنود من وحدة “جفعاتي” في منطقة ذات طابع لوجستي قرب خط الإمداد. التحقيق الذي أُجري حينها لم يؤكد إن كانت العبوة قد زُرعت مسبقًا أم لاحقًا، لكن ضباطًا رجّحوا أنها عبوة جديدة فجّرها عنصر من المقاومة خرج من نفق وعاد إليه فور التنفيذ.
مقالات ذات صلة والد ماسك يكشف ما حدث لابنه بسبب ترامب 2025/06/08كما تنقل يديعوت أحرونوت مشاعر الإحباط والإرهاق المتزايدة في صفوف جنود الاحتياط، الذين يخوضون هذه الحرب منذ أكثر من 600 يوم بتناوب مرهق بين الجبهات والمنازل. وبحسب شهادة أحد الضباط، فإن الجيش بات أشبه بمؤسسة متآكلة، حيث تسود أجواء من الرتابة والخوف الدائم من العبوات، ما يزيد من احتمالية ارتكاب الأخطاء القاتلة تحت الضغط والتعب المزمن.
وتنقل الصحيفة عن ضابط آخر قوله إن الجنود باتوا يؤدون مهامهم “كموظفين بنظام الطوارئ”، لكنهم يدفعون الثمن بأرواحهم. وأضاف أن نقص القوى البشرية يدفع بعض الجنود للبقاء رغم ظروف صحية صعبة، لأن لا أحد يحلّ مكانهم. ويؤكد أن ما يُفترض أن يكون “تعبئة وطنية” تحول إلى حالة من الاستنزاف المزمن، مع فشل الحكومة في توسيع قاعدة المجندين.
وفي السياق نفسه، تشير الصحيفة إلى أن الجيش بدأ يغيّر من تكتيكاته في قطاع غزة. ليس بسبب تغيّر الأهداف، بل نتيجة واقع الاستنزاف والخسائر. رئيس أركان جيش الاحتلال أصدر تعليماته بأن يكون التقدم بطيئًا ومحسوبًا لتقليل الإصابات، ولتجنّب تعريض الأسرى المحتملين للخطر، كما أن هذا الإيقاع البطيء يتيح هامشًا للتفاوض، ويحول دون اندفاع الوزراء نحو تصعيد غير محسوب.
ومن جانب آخر، تكشف يديعوت أحرونوت أن التقديرات العسكرية تشير إلى أن الوصول للأهداف المحددة يتطلب شهورًا، وأن الدخول إلى مناطق مكتظة مثل مدينة غزة سيحتاج قرارًا سياسيًا جديدًا. الصحيفة نقلت عن مصدر أمني تحذيره من أن اجتياح مناطق الأسرى قد يؤدي إلى مقتلهم، وهو ما يُناقض بشكل صارخ التصريحات الرسمية التي روّجت لهجوم حاسم وقريب.
وفيما يتعلق بوضع حركة حماس، أوضحت يديعوت أحرونوت أن مصادر عسكرية تؤكد أن الحركة ما زالت تعمل بنظام وتماسك، رغم اغتيال عدد من قادتها وتراجع قدرتها على دفع الرواتب. وبحسب الصحيفة، فإن الحركة تستفيد معنويًا من ردود الفعل الدولية، وتستمر في تنفيذ هجمات تؤكد قدرتها على المبادرة، ما ينفي مزاعم انهيارها أو تفككها إلى فصائل.
وفي نهاية التقرير، تنقل يديعوت أحرونوت عن مسؤول أمني بارز قوله إن حماس ليست في حالة جيدة، لكنها بعيدة عن الانهيار. ورغم الضغوط الاقتصادية والنفسية، لا توجد مؤشرات على انهيار تنظيمي داخلي، بل إن وتيرة العمليات المنفذة ضد قوات الاحتلال تدل على استمرار الفعالية والانضباط. كما أكد المصدر أن التحولات الميدانية قد تحدث بسرعة، لكنها حتى الآن تتطلب مزيدًا من الوقت والصبر.