متى ظهرت في العراق ولماذا تلاحق أمنياً.. تفاصيل جديدة حول جماعة القربان
تاريخ النشر: 21st, July 2024 GMT
السومرية نيوز – محلي
سُلطت الأضواء مجددا في العراق على مجموعة دينية غامضة ظهرت قبل عدة سنوات واختفت لفترة، تعرف باسم "جماعة القربان" بالتزامن مع إعلان القوات الأمنية شن حملة أمنية واسعة لملاحقة أفرادها الذين يقدمون على الانتحار طواعية "تقربا" للإمام علي بن أبي طالب رابع الخلفاء الراشدين. وأعلن جهاز الأمن الوطني العراقي مؤخرا، اعتقال 39 عضوا من المجموعة خلال حملة أمنية شملت 4 محافظات في وسط وجنوب البلاد.
وتؤكد مصادر محلية في مدينة الناصرية لموقع "الحرة" أن تنظيم هذه الجماعة "خيطي مثل الأحزاب السرية". وتضيف المصادر أن "الفرد المنتمي للمجموعة لا يعرف أحدا سوى الشخص الذي أتى به، وهذا بدوره يعرف الشخص الذي أتى به أيضا وهكذا". وتشير المصادر إلى أن هذا التكتيك "تسبب بمشكلة للأجهزة الأمنية، لأن اعتقال أي عضو في المجموعة لن يؤدي لنتائج فعالة على مستوى باقي أفراد المجموعة، بالتالي عادة ما تكون عمليات الاعتقال مقتصرة على شخص أو اثنين على أكبر تقدير". ولدى المجموعة قنوات خاصة مغلقة على تلغرام يجري فيها الإعلان عن موعد القرعة المتعلقة باختيار الأشخاص الذي سيضحون بأنفسهم، وفقا لمصدر استخباراتي في محافظة ذي قار. ويؤكد المصدر الاستخباراتي في تصريح لـ الحرة تابعته السومرية نيوز، أن "أفراد المجموعة عادة ما يجتمعون في مكان محدد بشكل سريع ويجرون القرعة وبعدها يمارسون طقوسا معينة تتمثل في قراءة بعض الأدعية الدينية وإشعال الشموع وكأنهم يقومون بزفاف الشخص الذي وقعت عليه القرعة للجنة". ويتابع: "بعد انتهاء القرعة يقوم الشخص بالانتحار عبر شنق نفسه بنفسه ومن دون مساعدة أحد في أغلب الأحيان". الغموض الذي يحيط بهذه الجماعة يعد واحدا من أبرز المشاكل التي تواجه الأجهزة الأمنية المكلفة بملاحقتهم، لأن الجماعة لا تمتلك قائدا معروفا أو مرجعا دينيا يتبعونه ولا حتى مصادر تمويل واضحة، وفقا للمصادر المحلية. وتؤكد التقارير أن "جميع أفراد الجماعة هم من الشباب الذين لا تتجاوز أعمارهم 20 عاما، وعادة ما ينتشرون في أطراف المدن الكبيرة وفي القرى والأرياف والمناطق النائية التي ينتشر فيها الفقر والجهل والبطالة". ليس من المعروف الحجم الحقيقي لأعداد هذه الجماعة لكنهم ينتشرون في معظم مناطق وسط وجنوب العراق. وأول ظهور معلن لهذه الجماعة كان قبل نحو 3 سنوت في منطقة سوق الشيوخ بمدينة الناصرية حيث كانوا يعقدون اجتماعات متفرقة داخل منازلهم ويمارسون طقوسهم ويقيمون قرعة الانتحار. بعد عدة أشهر من ظهورهم تمكنت قوات الأمن من اختراق أحد تجمعاتهم واعتقال نحو 30 منهم في عملية واحدة، لتختفي المجموعة بعدها مباشرة قبل أن تعاود الظهور مجددا خلال الأشهر الماضية، وفقا للمصادر المحلية. ويؤكد الأكاديمي والباحث في شؤون الجماعات الدينية عدي بجاي شبيب أن "أحد طقوس هذه الجماعة تتمثل بزيارة أضرحة بعض الأئمة مشيا على الأقدام". ويضيف شبيب أن "هذه الزيارات تشمل ضريح الإمام الرضا في إيران، حيث يمشون لمسافات طويلة ويعبرون الحدود الإيرانية في عملية تستمر أحيانا أكثر من أربعين يوما". ويقول شبيب أن "هذه الجماعة هي أشبه ما يعرف بالجماعات الطهرانية التي تعتقد بفكرة التطهر من الذنوب وتنمو في بيئات تحاول التماهي مع معاير التضحية وتنقية النفس وغيرها". ويلفت إلى أن وجود "عوامل عديدة أدت لانزلاق الشباب في هذا المسار ومن أبرزها البطالة والفقر وانتشار الجهل في المجتمع". ويشير شبيب إلى أن "مناطق جنوب العراق وخاصة القرى والأرياف والأماكن النائية تشهد بين فترة وأخرى ظهور حركات مشابهة وبأفكار غريبة عن المجتمع، منها على سبيل جند السماء وأصحاب القضية وأنصار الصرخي وغيرهم". وتواصل أجهزة الأمن العراقية ملاحقة عناصر هذه الجماعة وغيرها من المجموعات التي تحمل أفكارا متطرفة"، وفقا للمتحدث باسم وزارة الداخلية العراقية مقداد ميري. ويؤكد ميري للحرة أن "عمليات اعتقال جرت لعدد منهم في عدة محافظات"، مشيرا إلى أن "أجهزة الاستخبارات تتابع هذه الموضوع". بدوره يبين رئيس اللجنة الأمنية في محافظة البصرة عقيل الفريجي إن "الظواهر السلوكية المنحرفة انتشرت في الفترة الأخيرة، حيث جرى تسجيل ارتفاع في ترويج لهذه الأفكار". ويضيف الفريجي أن "عمليات الترويج هذه تقوم بها جهات من خلال أشخاص يؤثرون في الشباب عن طريق أفكار منحرفة تؤدي بالنهاية الى الانتحار".
المصدر: السومرية العراقية
كلمات دلالية: جماعة القربان هذه الجماعة الشخص الذی إلى أن
إقرأ أيضاً:
صور جديدة تكشف الجانب الخفي لجزيرة إبستين.. ما الذي آلت إليه بعد وفاته؟
أتاحت الصور التي صدرت حديثا لإحدى الجزر الخاصة برجل الأعمال الأمريكي المدان بجرائم جنسية جيفري إبستين، وتحديدا جزيرة "ليتل سانت جيمس"، فرصة نادرة لرؤية جانب من العالم المظلم الذي نسجه الرجل الذي وجهت إليه اتهامات بالاعتداء الجنسي من عشرات النساء، قبل أن يموت منتحرا داخل زنزانته في آب/أغسطس 2019 أثناء انتظار محاكمته بتهم التآمر الفيدرالي والاتجار بالجنس.
وجاء نشر هذه المواد المرئية بعد خمس سنوات من الجدل حول الوثائق المختومة المتعلقة بالتحقيق، إذ أقر الكونغرس الأمريكي في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي٬ مشروع قانون يطالب بالإفراج الكامل عن ملفات الحكومة المرتبطة بالقضية. وفق ما جاء في مجلة “بيبول”.
عالم إبستين من الداخل
امتلك إبستين عقارين في جزر العذراء الأمريكية: جزيرته الشهيرة "ليتل سانت جيمس" التي اشتراها عام 1998، و"غريت سانت جيمس" التي حصل عليها عام 2016. ورغم أن "ليتل سانت جيمس" عرفت منذ سنوات بأنها المسرح الرئيسي للجرائم التي ارتكبها إبستين، فإن الجمهور لم ير ما وراء جدرانها إلا في 3 كانون الأول/ديسمبر الماضي٬ عندما نشر الديمقراطيون في لجنة الرقابة بمجلس النواب مجموعة صور ومقاطع فيديو غير مسبوقة.
الصور أظهرت غرفة تحتوي على كرسي أسنان محاط بعشرة أقنعة صفراء تحمل وجوه رجال، إضافة إلى سبورة كتب عليها كلمات من بينها "القوة" و"الخداع". وعلق كبير الديمقراطيين في اللجنة، روبرت غارسيا، قائلا: "هذه الصور الجديدة تقدم نظرة مقلقة إلى عالم جيفري إبستين وجزيرته. ننشرها ضمانا للشفافية العامة ومساعدة في تجميع الصورة الكاملة لجرائمه المروعة. لن نتوقف عن القتال حتى تتحقق العدالة للناجين."
ماذا حدث في جزيرة إبستين؟
تصف السلطات الأمريكية جزيرة "ليتل سانت جيمس" بأنها الموقع الذي كان إبستين ينقل إليه الفتيات المراهقات لاستغلالهن جنسيا. وفي دعوى قضائية رفعتها عام 2020 المدعية العامة في جزر العذراء الأمريكية، دينيز جورج، وصف سلوك إبستين بأنه "مشروع إجرامي واسع النطاق" شمل الاتجار بالعشرات من الشابات والأطفال واغتصابهم والاعتداء عليهم واحتجازهم داخل الجزيرة.
وأكد بيان صادر عن وزارة العدل الأمريكية أن المشاركين في شبكة إبستين استدرجوا الضحايا "بالخداع والاحتيال والإكراه"، عبر وعود بالدراسة أو الرعاية الصحية أو مساعدات مالية، مستغلين هشاشة وضعهم الاجتماعي.
ورفعت هذه الدعوى بعد تسوية قيمتها 105 ملايين دولار دفعتها تركة إبستين، إضافة إلى حصول حكومة جزر العذراء على نصف عائدات بيع جزيرة ليتل سانت جيمس.
أين تقع جزيرة إبستين؟
تقع الجزيرتان في جزر العذراء الأمريكية، وكان إبستين يصف هذا الإقليم بأنه "مكانه المفضل". دفع عام 1998 مبلغ 7.95 ملايين دولار للحصول على "ليتل سانت جيمس"، ومساحتها نحو 70 فدانا، وكان يسميها بين المقربين "ليتل سانت جيف".
وفي 2016، اشترى "غريت سانت جيمس" مقابل 17.5 مليون دولار، وأنفق لاحقا ملايين إضافية لتطويرهما، بما في ذلك بناء فيلا ضخمة تضم مكتبة، وحماما يابانيا، وقاعة سينما.
من زار جزيرة إبستين؟
كشفت وثائق عدة على مدى السنوات الماضية عن زيارات شخصيات بارزة للجزيرة، مع نفي معظمهم لأي علاقة بالجرائم.
من بين أبرز الأسماء:
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي قال في تموز/يوليو الماضي٬ إنه تلقى دعوة لزيارة الجزيرة لكنه رفض٬ رغم وجود عشرات الصور والمقاطع المرئية التي تثبت وجوده مع إبستين٬ بصحبة فتيات قاصرات.
الأمير البريطاني السابق أندرو، الذي اتّهم في دعوى عام 2021 من قبل الضحية الراحلة فيرجينيا جيوفري بإجبارها على ممارسة الجنس معه في لندن ونيويورك والجزيرة الخاصة. الأمير نفى ذلك في مقابلة شهيرة مع “بي بي سي” عام 2019. وبحلول تشرين الأول/أكتوبر الماضي٬ أعلن تخليه عن ألقابه وأوسمته الملكية.
الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون، الذي ورد اسمه في دعوى جيوفري أيضا، لكن سجلات الخدمة السرية لم تقدم أي دليل على زيارته للجزيرة. وأكد المتحدث باسمه في بيان عام 2019 أنه "لم يزر قط أيا من ممتلكات إبستين، ولم يتحدث إليه منذ أكثر من عقد.".
الفيزيائي الراحل ستيفن هوكينغ، الذي زار الجزيرة في 2006 ضمن رحلة مؤتمر علمي، قبل توجيه الاتهام لإبستين لأول مرة. وثائق غير مختومة ذكرت محاولة من إبستين وشريكته غيسلين ماكسويل لإيجاد أدلة تكذب شهادات الضحايا، لكن لم تسجل أي اتهامات بحق هوكينغ.
جيس ستالي، الرئيس السابق لبنك باركليز، الذي اعترف في جلسة استماع عام 2025 بأنه اصطحب عائلته في "بضع زيارات" للجزيرة.
ماذا حدث للجزيرتين بعد وفاة إبستين؟
بعد أيام من وفاة إبستين، داهم مكتب التحقيقات الفيدرالي الجزيرة، وصادر أكثر من 300 غيغابايت من البيانات بالإضافة إلى أدلة مادية أخرى. وتولت تركة إبستين إدارة الممتلكات منذ ذلك الحين.
بحلول 2019، قدرت قيمة "ليتل سانت جيمس" بأكثر من 63 مليون دولار، و"غريت سانت جيمس" بأكثر من 22 مليون دولار.
وفي ايار/مايو 2023، بيعت الجزيرتان بمبلغ 60 مليون دولار لمالك جديد، هو ستيفن ديكوف، الذي أعلن خطته لبناء منتجع فاخر وتحويل الموقع إلى "وجهة عالمية". لكن صحيفة "التلغراف" كشفت في اب/أغسطس الماضي٬ أن مشروع التطوير تأجل بهدوء، وأن ديكوف لم يقدم أي طلبات تخطيط رسمية حتى ذلك التاريخ.