بقلم : حسين عصام ..

تعد صناعة المحتوى مفهومًا واسعًا، يشمل إنشاء الرسائل والمضامين المقروءة والمسموعة والمرئية. فهي عملية استراتيجية تتضمن توليد الأفكار والموضوعات التي تستهدف جمهورًا محددًا، وبلورتها، والتخطيط لإنشائها، ثم صناعتها ونشرها في أشكال مختلفة لمشاركتها مع جمهورك.
يظن البعض أن كتابة المحتوى وصناعة المحتوى مصطلحان مترادفان، لكن الحقيقة غير ذلك.

لأن كتابة المحتوى تُركز فقط على إنشاء النصوص والمقالات وغيرها من المضامين النصية. أما صناعة المحتوى، فإنها أعم وأشمل من ذلك، فهي تشير إلى إنتاج المضامين المرئية والمسموعة؛ بما في ذلك المحتوى المتعدد الوسائط.

إذًا، صناعة المحتوى لا يمكن اختزالها في كتابة المقالات والتدوينات فقط، إنما تتضمن أنماطًا أخرى مثل: إنشاء الفيديوهات، والرسومات البيانية والتوضيحية، والبودكاست، والأفلام التسجيلية، والإعلانات الترويجية، والكتب الإلكترونية، والتصميمات ثلاثية الأبعاد 3D، وما إلى ذلك. ويتفاعل معها الجمهور عبر وسائل تقليدية، مثل: الصحف والمجلات الورقية، أو وسائط حديثة، مثل: المدونات والمواقع الإلكترونية والشبكات الاجتماعية.

في وقت أصبحت فيه وظيفة صناعة المحتوى غاية ومهنة يطمح لتمرّسها الفئة الشبابية لما فيها من استخراج للطاقات الإبداعية وتجسيد للخيال واختزاله في محتوى جذاب يستهدف جمهوره بالشكل السليم، مازال الصانع يحاول أن يستكشف الشر في صنع محتوى ممتاز، متكامل، قريب للناس ويحقق أهدافه من أرباح أو شهرة أو توعية على نطاق واسع، الأمر الذي يجعلنا نتساءل دائمًا عما يجعل قطعة محتوى تنجح وأخرى لا تحقق أهدافها

أسد مهند هو صانع محتوى عراقي يتحدى نفسه بتحديات تواجه المجتمع العراقي على منصات التواصل الاجتماعي بهدف تحسين جودة حياتهم وإلهام الآخرين لتحويل حياتهم إلى الأفضل من خلال تجاربه الشخصية.

ولد أسد مهند في حي الجهاد بمدينة بغداد من اسرة متوسطة الحال، منذ صغره كان يتعود على العمل، حيث بدأ العمل في ممطعن لبيع الوجبات الشرقيه ، وعمل في العديد من الوظائف المختلفة.

بعد تخرجه من الجامعة التقنية الوسطى / كلية فنون التطبيقية، قرر اسد تغيير حياته بسبب شعوره بالضياع وعدم معرفة الهدف المستقبلي لحياته. اتخذ قرارات
حاسمة لتحويل حياته.
في ذلك الوقت، كان يعمل كعامل في معمل لبيع الايسكريم
ولكن قرر ان يتجه نحو صناعه المحتوى،

اتجه أسد مهند نحو صناعة المحتوى والدخول إلى عالم وسائل التواصل الاجتماعي، عبر منصة تيك توك.
في بدايته لم يتلقى اي دعم مساند من الجمهور، ولكن انتشرت مقاطع الفيديو الخاصة به بسرعة.

في الوقت الحالي، نجح أسد مهند في جذب أكثر من ٧٠٠ ألف متابع على تيك توك، ٤٧ألف متابع على فيسبوك، ٤٣٢ألف متابع على إنستجرام، وعلى يوتيوب بدون٤٠٠ الف ويتمكن من تقديم محتواه بشكل منتظم ويومي.

حسين عصام

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات صناعة المحتوى

إقرأ أيضاً:

هل عبرنا الوادي الغريب ؟ الذكاء الاصطناعي يحاكينا صوتا وصورة

قبل سنوات قليلة كنت أطالع أخبار هزيمة أدوات جوجل الذكية لبطل لعبة جو (go) الذي توّج بثماني عشرة ميدالية عالمية من قبل، كان ذلك بالتحديد في 15 مارس من عام 2016، هذه اللعبة التي تتطلب الكثير من التحليل والتخطيط والسرعة أتقنتها حواسيب «ألفا جو»(AlphaGo) المطورة مما يسمى «العقل العميق لجوجل» (Google DeepMind)، ويومئذ أُعتبر ذلك بمثابة إعلان مرحلة جديدة لأدوات الذكاء الاصطناعي الخاصة بجوجل وفتحت الباب أمام تصورات لم تكن تخطر على بال كثيرين عن قدرات الآلة المستقبلية في مجالات ظلت حكرا على العقل البشري وربما ظننا أنها ستبقى كذلك.

صحيح أن تفوق الكمبيوتر على غاري كاسباروف في عام 1997 يُعد نقطة فارقة في تاريخ الذكاء الاصطناعي، إلا أن تفوقه في لعبة جو عُد استثنائيا؛ لأنه لم يكشف عن قدرة الكمبيوتر على إجراء الحسابات المعقدة فحسب (وهو ما نعرف أنه قادر على فعله بمهارة حتى مع لعبة أعقد يصل عدد الحركات الأولى الممكنة فيها إلى 360 مقابل 20 للشطرنج) بل وأن يأتي بحركات تعد «غير تقليدية». أي أنها ابتكرت استراتيجيات جديدة تمامًا، لم تكتسبها من خلال تقليد أو ملاحظة أداء البشر في اللعبة.

شكّلت هزيمة كاسباروف نقطة تحوّل دفعت كبرى شركات الذكاء الاصطناعي إلى دخول سباق لإثبات تفوقها عبر تفوق آلاتها على الإنسان، ليس في الشطرنج وحدها، بل في ألعاب أكثر تعقيدا. وهذه المرة بأسلوب مغاير لتقنيات IBM التي طورت ديب بلو (Deep Blue). ففي حين أن ديب بلو استند إلى الذكاء الاصطناعي الرمزي، اعتمدت ديب مايند DeepMind على تقنيات التعلم الآلي والشبكات العصبية الاصطناعية. ويمكننا فهم الفرق بين الخوارزميتين بالنظر إلى الذكاء الاصطناعي الرمزي على أنه يشبه البرمجة التقليدية التي تعتمد على سلسلة من الشروط (مثلا: إذا حدث كذا، فافعل كذا)، معززة بقدرات حسابية ضخمة وخوارزميات بحث متقدمة. أما أنظمة التعلم الآلي، فهي تُبرمَج عبر التعلم، فتتعلم من البيانات (مثل دراستها لمباريات جو سابقة كي تُتقن اللعبة)، دون أن تُمد بالتعليمات على نحو صريح.

نفس هذه التقنيات والأدوات من جوجل «وعقلها العميق» تسارعت خطى تطورها، مع اهتمام العالم بشكل مركز على هذه التقنيات، إلى أن أعلنت جوجل مؤخرا عن أحدث أداوتها، ومنها أداة «في أو 3» المتخصصة في إنتاج مقاطع ڤيديو، سيناريو وصوت وصورة وتمثيل وإخراج، وموسيقا وضوضاء، مع تحريك للشفاه وتعابير في الوجوه بشكل واقعي إلى حد بعيد جدا، وقد تصدرت المشهد التقني لهذا السبب. هذه الأداة مختلفة عن نظيراتها لأنها قفزت قفزات نحو الواقعية، وكما يقول الخبراء أنها أخيرا غادرت «الوادي الغريب (Uncanny valley)»، في إشارة إلى أنها بعد هذه المرحلة لم تعد غريبة وغير مألوفة بالنسبة لمعظم البشر، والوصول لهذه المرحلة يعني تقدما حاسما وغير مسبوق، الواقعية هذه لم تعد تقتصر على الشكل الظاهري فحسب، بل امتدت إلى محاكاة ديناميكيات الحركة وتفاعلات الضوء والظل وانسجام العناصر المرئية والصوتية في تناغم مدهش، يجعل الفارق بين ما هو مصنوع بالذكاء الاصطناعي وما هو حقيقي يتضاءل يوما بعد يوم. الوادي الغريب هي فرضية في علم النفس والجمال تدرس العلاقة بين مدى مشابهة كائن صناعي (روبوت، دمية، أو شخصية كرتونية ما) للإنسان وردود فعلنا العاطفية تجاهها. تفيد الفرضية أن مدى تشابه الكائن الصناعي مع الإنسان يتناسب تصاعديا مع إعجابنا به وقدرتنا على التعاطف معه. إلا أن هذا يصح لدرجة معينة فحسب. الدرجة التي يبلغ فيها الشبه اقترابا من التطابق، وعندها يثير فينا نفورا غير مبرر. أو لعله مبرر، فعدم الارتياح قادم من تلقينا للكائن كبشري، ومن ثم توترنا إزاء التفاصيل الصغيرة كحركة العين وجمود الوجه. هذا الصعود في الإعجاب والتعاطف تماشيا مع الدقة في التصوير، ثم الهبوط بانحدار إذا استمر التطور هو ما يكسب الظاهرة اسم «الوادي الغريب». وهذا تماما ما يدفع بعض صناع الأفلام المعتمدة على تقنيات CGI ليختاروا أن ينتجوا أعمال إنيمي أقل من قدرتهم الفعلية في الحقيقة: خوفا من تنفير الجمهور.

في السابق - قبل أشهر أو أسابيع فقط - كنا نرى مقاطع الفيديو المنشأة بمثل هذه الأدوات ويسهل علينا تمييزها، ففي النسخة الأولى من

هذه الأدوات كانت تنتج صوتا فقط أو صورة فقط، ثم يتعين على من يريد دمجها أن يعمل على أدوات أخرى، ويستعين بأدوات أخريات لصناعة السيناريو وضبط الشخصيات كذلك، وجاءت هذه الأداة لتقول لنا أن المستقبل الذي ربما ظنناه بعيدا، قد حان، وأنه قد تنخدع بفيديو عالي الجودة، بسيناريو وصوت وصورة -متسقة معا- وموسيقى وشخصيات كلها تم توليدها بأداة تقنية، سهلة وفي المتناول، بل أن أدوات في أو 3 تنتج أصواتا وصورا أصيلة للشخصيات، غير مستنسخة بشكل كامل من البشر، بل أن هذه التقنيات تحاكي بدقة كبيرة فيزياء العالم الحقيقي، من حركة القماش مع الريح إلى انعكاسات الضوء على الأسطح المختلفة، وتفاصيل دقيقة كالرموش وتقلصات الجلد عند الابتسام، مما يجعل الخداع البصري والسمعي أمرا في متناول الجميع تقريبا.

بالتأكيد أن إدارة مثل هذه الأداة لتنتج أفضل المشاهد يتطلب دراية وخبرة في كيفية «هندسة التعليمات» لتكون دقيقة بما فيه الكفاية دون الحاجة لكثير من التعديلات وتكرار المشاهد، فعلى من يديرها أن يهندس أوامره ويفصلها، فإذا ما طلب أحدهم منها -على سبيل المثال- مقطعا ترويجيا لشركة بيع خضار في سوق تقليدي في سلطنة عمان، واكتفى، قد تنتج له مشهدا لثلاثة باعة هندي وباكستاني وسوري يتجولون في سوق نزوى على سكوتر ويروجون بلغتهم لشركة بيع الخضار تلك، بينما يأتي «مهندس تعليمات» أدق وأخبر، ليفصل الأوامر، ويدقق في السيناريو كيف يبدأ وكيف ينتهي، ويفصل الشخصيات وسماتها ولغتها ولبسها وملامحها وطبيعتها، ثم يتعمق في طبيعة المكان والألوان من خلف المشهد والضوضاء والموسيقا الخلفية، ومن ثم عن حركة وزاوية الكاميرات لحظة بلحظة، وحركات الصوت والجسم والتعابير حتى ينتهي المقطع، بالتأكيد أن نتيجة هذه التعليمات والأوامر ستكون أفضل بكثير ومقنعة أكثر وأقرب للواقع. ربما تصل إلى حد يصعب معه على المشاهد غير المدقق أن يحكم على أصالة المشهد من زيفه، وبالمناسبة أصبحت هناك دورات تخصصية مفصلة تقوم بتدريس كيفية صياغة هذه التعليمات وهندسة الأوامر لأدوات الذكاء الاصطناعي لتوجيهه بسهولة ودقة، وربما ستكون هذه المهاراة إحدى متطلبات الكثير من الوظائف في المستقبل القريب.

في أيامنا هذه التي يستهلك فيه العالم المحتوى بشكل كثيف، ومحتوى الفيديو بشكل خاص، توفر هذه الأداة، ومثيلاتها -السابقات والقادمات- ، الكثير من الوقت والجهد والتكلفة، وفي ذات الوقت تثير الكثير من المخاوف، أبرزها سهولة صنع المحتوى المزيف، أو الإدعاء بأن المحتوى مزيف وهو حقيقي، وهذا قد يمهد لانهيار الثقة في ما نراه ونسمعه، ويصبح من السهولة بمكان أن تزيف ما تريد وتنفي ما تريد بادعاء أنه مزيف، وتضلل الرأي العام كذلك، هذه الأزمة المتوقعة في الثقة قد تمتد لتشمل كل شيء، من الأخبار إلى الأدلة في المحاكم إلى الذكريات الشخصية المسجلة، مما يخلق واقعا هشا يصعب الاعتماد على مثل هذه المقاطع.

تنبهت جوجل لهذا الأمر مثلا، وأصدرت أداة تتيح التحقق من المحتوى ما إذا كان قد صنع بأدواتها. وهناك أدوات أخرى مشابهة، غير أنها تواجه تحديا كبيرا في التفريق بين محتوى صنعه البشر، ومحتوى أنشأه الذكاء الاصطناعي بتعلمه من محتوى البشر، فلا غرابة أن تصنف أحد هذه الأدوات أن خطاب الاستقلال للولايات المتحدة الأمريكية قد تم صنعه بأدوات الذكاء الاصطناعي بنسبة ٩٩٪ فربما أن هذه الأدوات تعلمت أصلا من مثل هذه النصوص وأساليبها وتراكيب الجمل التي تستخدمها هذه الأدوات كلها من كلام البشر أصلا. صحيح أن أدوات جوجل -على وجه التحديد- تخفي علامة في تركيبتها لتدل على أنها مصنعة بالذكاء الاصطناعي، غير أن المتخصصين ومن يدققون وراء الأخبار والمقاطع المرئية، هم فقط -ربما- من سيبذلون جهدهم للتحقق، كذلك فإن هذا حاليا ينطبق على أدوات شركة واحدة فقط أما الأدوات الأخرى المنتشرة من شركات عملاقة وناشئة أو مجموعات بحثية أو دول أو مطورين مستقلين أو جهات غير معلنة، فلا ضمانة لوجود أي علامة مائية أو آلية كشف لمثل هذه المقاطع، مما يجعل المحتوى المنتشر بحرا شاسعا عرضة للتزييف والإنكار دون حل تقني فعّال.

إن تطور هذه التقنيات بهذه السرعة يدفع العالم لضرورة مناقشتها وآثارها أخلاقيا وسياسيا وقانونيا. ويضع جموع الفنانين ومنتجي الأفلام والحملات الدعائية وصناع المحتوى في تساؤل ما إذا كانت هذه الأدوات قد بدأت فعليا بتغيير المعادلات في مجال صناعتهم، وهل فعلا المؤسسات والأفراد ستتبنى استخدام هذه الأداوت؟ وإلى أي حد قد تبدو هذه الأدوات مخيفة؟ الأسئلة المطروحة ليست تقنية فحسب، بل وجودية حول طبيعة الإبداع والملكية الفكرية ومصداقية الواقع الذي نعيش فيه.

شخصيا، ومن متابعة لصناعة وإنتاج الصور ونشرها والإعلان لها في وسائل التواصل في السلطنة، فأنني أرى بوضوح كيف أن المؤسسات -كبيرها وصغيرها- بدأت تستعين بأدوات الذكاء الاصطناعي بشكل كبير في صنع إعلاناتها ومنشوراتها، وهذا مبرَر بما أنها يوفر الكثير من الجهد والتكلفة والوقت وبجودة اعتيادية مقبولة.

أما عن كونها مخيفة، فأرى شخصيا أنها مخيفة، فحتى قبل أن تحدث هذه الطفرة الأخيرة انخدع الكثيرون -مثلي- بمقاطع تبدو حقيقية وهي ليست كذلك، أسمع أغنية بصوت طلال مداح -مثلا- فتعجبني وأقول ها قد فاجأني الـ«تيك توك» بأغنية لم أسمعها من قبل لطلال، ليتضح لي بعدها أنها ليست أغنيته وأنه لم يسبق له أن غناها أصلا. فكم من المحتوى خدعني وانتهى وآخر سيخدعني؟ وإلى متى سينتظر العالم ليضع ما يقنن وينظم هذه التقنيات وأخلاقياتها، التي باتت تخيف حتى صناعها! والتساؤل الذي يليه، هل يمكن للقوانين والأطر الأخلاقية أن تلحق بسرعة التطور الجنوني لهذه الأدوات، أم أننا ندخل عصرا من الفوضى الرقمية حيث الحقيقة هي أول ضحايا التقدم؟

المعتصم الريامي مطور ومهتم بالتقنية

مقالات مشابهة

  • كل ما كتبته قد يستخدم ضدك.. أدوات جديدة من Reddit تثير الجدل
  • سارة الودعاني تستعرض كمية حقائبها بعد العودة من السفر.. فيديو
  • الروائي سعيد البرغوثي يوقع كتاب “الطروادي الأخير” في دمشق
  • هل عبرنا الوادي الغريب ؟ الذكاء الاصطناعي يحاكينا صوتا وصورة
  • مقر المؤثرين يستضيف معسكراً إقليمياً لصناع المحتوى
  • أندية عدن طموح وصراع
  • انقطاع وتباطؤ الإنترنت يعزل الإيرانيين عن العالم
  • هندسة اقتصاديات الإعلام: المشروع السعودي
  • هجرة مؤثرون مغاربة إلي تايلاند لتقديم محتوى جنسي
  • نارين بيوتي ترد على جدل إطلالة شقيقتها في حفل زفافها.. فيديو