شبكة انباء العراق:
2025-12-07@00:24:21 GMT

لا تسافر – خليك في بلدك

تاريخ النشر: 5th, August 2024 GMT

بقلم: كمال فتاح حيدر ..

كان الإمام الشافعي رحمه الله يوصي الناس بالسفر، فيقول: (سافر ففي الأسفارِ خمسُ فوائد: تفريجُ همّ، واكتساب معيشةٍ، وعلمٍ، وآدابٌ، وصحبةُ ماجدِ). كان ذلك في الزمن الذي لم تكن فيه حدود تفصل بين ديار العرب من دكار إلى سمرقند، ومن ألبانيا إلى جزر المالديف، اما الآن وبعدما اصيبت الحكومات العربية في مصر والأردن بالرمد الإقليمي، وبعدما صارت تتفنن بإخضاع الوافدين العرب للاختبار الطائفي والمسائلة العرقية والمضايقات العنصرية، من مثل: هل انت مسلم ام مسيحي ؟.

سني أم شيعي ؟. عربي أم كردي أم أمازيغي ؟. سوداني أم ليبي أم عراقي أم جزائري أم سوري ؟. متزوج أم اعزب ؟. مستثمر أم موظف أم متقاعد ؟. .
أما إذا كنت تحمل هاتفا ذكيا، أو جهاز آيباد، أو كومبيوتر محمول ؟. فيا ويلك، ويا سواد ليلك. لأنهم سوف يطلبون منك فتح ملفات الصور والمقاطع والفيديوهات ؟. وسوف تجد نفسك قابعا خلف القضبان، وربما ينتهي بك الأمر محتجزا خلف كوكب أورانوس في مكان لا تصل اليه مركبة الفضاء (فويجر)، ولا يراه تلسكوب (هابل). .
اما إذا انتهت مرحلة الفحص والتفتيش على خير، وتأكد لرجال المباحث انك خارج الشبهات، وخصوصا بعدما تدفع المقسوم، وتعطيهم المبلغ المعلوم، فإياك ان تلتقط الصور في الساحات والشوارع، أو تقوم بتسجيل الرسائل الصوتية عند اقترابك من المباني الحكومية، لأن مصيرك سوف يكون السجن لسنوات قابلة للتمديد والتجديد ولن يشفع لك شفيع. .
اما إذا وقعت حادثة في البلد (سرقة – اعتداء مسلح – مساس بالذات الملكية أو الذات الرئاسية – مظاهرة سلمية) فسوف تكون انت الضحية. وربما يرغمونك على الاعتراف بالانتماء إلى تنظيم الإخوان، أو تنظيم بوكو حرام إذا كنت سودانيا أو صوماليا، او الانتماء إلى الحوثيين إذا كنت يمنيا او عمانيا. اغلب الظن انكم سمعتم بالسودانيين الذين وقعت عليهم تهمة التلاعب بشاشات العرض الإلكتروني في شارع فيصل وسط القاهرة. .
نحن في هذه البلدان (مصر والأردن) عبارة عن كائنات مشكوك فيها، ومرشحة للاعتقال في اي وقت، فما الذي يرغمنا على السفر ؟. ولماذا نُلقي بأنفسنا إلى التهلكة ؟. .
ختاماً: لا يسعنا إلا أن نقول: شكرا للسلطات التي أفسدت مكانتها بنفسها وأراحتنا من عناء السفر اليها. ولن نعاتب دولة لأنها لا ترغب بوجودنا فوق أرضها. ففي الأَرضِ مَنأى لِلكَريمِ عَنِ الأَذى. وَفيها لِمَن خافَ القِلى مُتَعَزَّلُ. .

د. كمال فتاح حيدر

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات

إقرأ أيضاً:

«الحضارة السواحيلية والأثر العربي فيها».. أحدث إصدارات هيئة الكتاب

أصدرت الهيئة المصرية العامة للكتاب أحدث إصداراتها بعنوان «الحضارة السواحيلية في شرق أفريقيا والأثر العربي فيها»، تأليف الدكتور وائل نبيل إبراهيم، والدكتور صالح محروس محمد، في دراسة موسعة تتناول عمق الوجود العربي في شرق أفريقيا وتأثيره المباشر في تشكيل ملامح الحضارة السواحيلية عبر قرون طويلة.

يسلط الكتاب الضوء على بدايات الاتصال العربي بساحل شرق أفريقيا، والذي يرجع – كما يؤكد المؤلفان – إلى عدة قرون قبل الميلاد، حين وصلت مجموعات من التجار العرب إلى تلك السواحل بقصد التجارة لا الاستيطان، وقد أدى هذا التفاعل التجاري إلى اختلاط العرب بالأفارقة، وظهور علاقات مصاهرة شكلت أساسًا لامتزاج حضاري لاحق، ظل أثره ممتدًا حتى يومنا هذا.


ويشير الكتاب إلى أن العرب كانوا من أوائل الشعوب التي ارتبطت بسكان شرق أفريقيا تجاريًا، عبر تصدير المنتجات المحلية إلى أسواق العالم في الشرق الأقصى والبحر المتوسط، وهو ما جعل النشاط التجاري المحرك الأول للعلاقات بين الطرفين.

ويفرد المؤلفان مساحة واسعة للحديث عن الجذور العميقة للعلاقات بين العُمانيين والسواحيليين، موضحَين أن الإغريق والرومان أطلقوا على ساحل شرق أفريقيا اسم «عزانيا» نسبة إلى مملكة عربية قديمة تدعى «عَزان»، والتي يُعتقد أن سكانها انتقلوا إلى شرق أفريقيا قبل الإسلام بقرون، ومع انتشار العُمانيين على السواحل الشرقية للقارة، تقوّت الروابط مع المجتمعات السواحيلية، وامتزجت الحضارة العربية والإسلامية بالحضارة المحلية، لتظهر ملامح حضارية جديدة ذات طابع عربي واضح.

ويقدم الكتاب تعريفًا لغويًا وثقافيًا لمفهوم «الحضارة»، موضحًا أنها في السواحيلية تُعبَّر عنها بكلمة Ustaarabu، المقتبسة من العربية، مما يعكس إدراك أهل الساحل لدور العرب في تشكيل حياتهم الثقافية والاجتماعية. كما يستعرض جذور هذه المصطلحات وارتباطها بالفعل العربي «استعرب»، وما تحمله الكلمة من دلالات على التمدن والتحضر.

وجاء الكتاب في أربعة فصول رئيسية وخاتمة وعدد من الملاحق، حيث خصص الفصل الأول لتتبع الوجود العُماني في شرق أفريقيا ودوره في نهضة الحضارة السواحيلية، خاصة بعد أن أصبحت زنجبار عاصمة للسلطنة العُمانية ومركزًا إشعاعيًا نابضًا للحياة السياسية والثقافية.

أما الفصل الثاني، فيقدم عرضًا وافيًا لمظاهر الحضارة السواحيلية، ومنها الهوية والدين الإسلامي والعادات والتقاليد، بما في ذلك طقوس الولادة والزواج والوفاة، بالإضافة إلى الملابس ونمط الغذاء والاحتفال بالمناسبات الدينية، كما يتناول اللغة السواحيلية وآدابها، وفنون العمارة والبناء، وصناعة السفن، وآلات الموسيقى، مبرزًا أثر الحضارة العربية فيها جميعًا.

وفي الفصل الثالث، يسلط المؤلفان الضوء على شخصيات سواحيلية ذات أصول عُمانية لعبت دورًا مهمًا في نشر الفكر والثقافة، مثل الشيخ علي محسن البرواني، والشيخ عبد الله صالح الفارسي، والبروفيسور علي المزروعي وغيرهم ممن تركوا بصمات واضحة في مسار الحضارة السواحيلية وتطورها.

أما الفصل الرابع والأخير، فيتناول جهود العلماء العُمانيين في خدمة اللغة السواحيلية، خصوصًا عبر حركة الترجمة، مثل ترجمة معاني القرآن الكريم للشيخ عبد الله صالح الفارسي، وترجمة «المنتخب» و«صحيح البخاري»، إضافة إلى القاموس العربي–السواحيلي للدكتور عبد الهادي حامد مرزوق.

ويختتم المؤلفان كتابهما بتوجيه الشكر لكل من ساهم في إخراج هذا العمل البحثي، على أمل أن يقدم إضافة جديدة للدارسين والمهتمين بتاريخ العلاقات العربية–الأفريقية، وأن يظل شاهدًا على عمق التأثير الحضاري المتبادل بين العرب والسواحيليين عبر العصور.

طباعة شارك الهيئة المصرية العامة للكتاب الحضارة السواحيلية الدكتور وائل نبيل إبراهيم الدكتور صالح محروس محمد الوجود العربي

مقالات مشابهة

  • صحيفة الثورة الأحد 17 جمادى الآخرة 1447 – الموافق 7 ديسمبر 2025
  • مباراة النشامى 1 – 0 الكويت / بث مباشر
  • حصريًا.. عرض فيلم "فيها إيه يعني" على يانجو بلاي الخميس المقبل
  • آخر إيرادات فيلم "فيها إيه يعني" في شباك التذاكر
  • المحميات الطبيعية – الحيوانات والنباتات النادرة في الأردن.
  • تجبر ما وقعت فيه من ذنوب.. خطيب المسجد الحرام: هذه أعظم الأعمال وأسهلها
  • الأزهر: البشعة جريمة فيها إذلال وتخويف وتعذيب
  • فصل جديد لحقوق الإنسان في سوريا – أمل حذر وتحديات
  • اعرف قبل ما تسافر.. هذه الأدوية ممنوعة في بعض الدول
  • «الحضارة السواحيلية والأثر العربي فيها».. أحدث إصدارات هيئة الكتاب