في ذكرى رحيله.. محطات مهمة في حياة الفنان مصطفى متولي
تاريخ النشر: 5th, August 2024 GMT
لم يكُن ابن مدينة بيلا بمحافظة كفر الشيخ يتصور أنّه سيتحول إلى أحد الوجوه المحبوبة لدى المصريين حينما وقف للمرة الأولى على خشبة مسرح المدرسة، لكن مثابرته وسعيه وراء حلمه دفع بالفنان الراحل مصطفى متولي، المولد في 29 أغسطس عام 1949، ليُغادر مسقط رأسه إلى العاصمة أملاً في أنّ يجد له مكاناً بين نجوم جيله، بعد التحاقه بالمعهد العالي للفنون المسرحية.
تجربة الفنان مصطفى متولي في السينما والدراما المصرية لا تقتصر على عمله مع عادل إمام الذي شاركه كثيراً من أعماله السينمائية لكنها تجربة نبعت من تعلقه بالمسرح منذ نعومة أظافره، فقد عمل في مسرح الحكيم وقدم عدة مسرحيات أبرزها «يا سلام سلم الحيطة بتتكلم» قبل أنّ تفتح له السينما ذراعيها ليجد له مكاناً مرموقاً بين نجومها.
قدم «متولي» العديد من الشخصيات مع عادل إمام في أفلام عديدة أبرزها «حتى لا يطير الدخان، وشمس الزناتي، واللعب مع الكبار»، و«خلي بالك من زوزو»، إضافة إلى التفات مخرجي الواقعية الجديدة لموهبته المتفجرة لينضم إلى كتيبة المخرج علي بدرخان في فيلم «الكرنك»، ويؤكد موهبته في فيلم «ضربة شمس» مع المخرج محمد خان.
تألق «متولي» في الدراما التلفزيونية من خلال العديد من الأعمال أبرزها «رأفت الهجان»، إلى جانب تجربته المميزة في مسلسل «لن أعيش في جلباب أبي، وأوبرا عايدة»، كما استعان بقدرته الفنية في الأعمال التاريخية التي قدمها، وأكدت قدرته الكبيرة، فقدم أعمالاً مثل «عمر بن عبد العزيز، وهارون الرشيد، ورياح الشرق»، وبلغ رصيد أعماله الفنية في السينما والمسرح والتلفزيون حوالى 151 عملاً فنياً.
أراد مصطفى متولي أنّ يودع جمهوره عبر خشبة المسرح، ليرحل بعد انتهاء واحدة من ليالي عرض مسرحية «بودي جارد»، في مثل هذا اليوم الموافق 5 أغسطس عام 2000، إثر نوبة قلبية مفاجئة، ليتسبب في صدمة لجمهوره وللساحة الفنية التي فقدت أحد نجومها اللامعين، ودُفن بالقاهرة، وأُقيم له عزاء كبير في مسقط رأسه بمدينة بيلا بمحافظة كفر الشيخ بعد وفاته.
وقال أحمد محمد متولي، شقيق الفنان الراحل مصطفى متولي، الذي تحل ذكراه الـ24، اليوم الاثنين، إنّ مصطفى متولي، كان موهوباً بالفطرة، وبدأ التمثيل على مسرح مدرسة الاتحاد الابتدائية في مدينة بيلا، واستطاع بذلك أنّ يُنمي موهبته بالالتحاق بالمعهد العالي للفنون المسرحية.
وأكد «متولي»، لـ«الوطن»، إنّ مصطفى متولي كان على تواصل دائم مع أُسرته في مدينة بيلا بكفر الشيخ، وكان ودوداً جداً، واصلاً لرحمه، كما أنّه كان دائم المُشاركة في جميع المُناسبات العائلية وغيرها، وحريصاً أيضاً على زيارة مدينة بيلا بشكل دائم، للقاء أسرته وأصدقائه وزملاء الدراسة، مضيفاً: «كان موجود بينا وعُمره ما اتكبر على حد كانت نفسه حلوة ومتواضع وبيحب كل الناس وكل الناس بتحبه، وربنا يرحمه ويغفر له ويسكنه فسيح جناته».
وأوضح المهندس محمد الشربيني عيطة، أحد أقارب الفنان الراحل مصطفى متولي بمدينة بيلا، أنّ مصطفى متولي لم ينسى أصدقائه وزملاء الدراسة في مسقط رأسه بمدينة بيلا، وكان حريصاً على زيارتهم والتواصل معهم بشكل دائم، متابعاً: «آخر مرة شوفته فيها كان قبل ما يموت بكام شهر وكان في عزاء أخته في بيلا، وكان موجود بينا دايماً، وحقيقي كان نعم الأخ والصاحب، وكان طيب القلب غير ما بنشوفه على التلفزيون خالص».
وذكر محمود فودة، أحد أقارب الفنان مصطفى متولي، أنّ الراحل كان سبباً في زيارة عادل إمام إلى مدينة بيلا في ثمانينيات القرن الماضي، مستطرداً: «لما مصطفى متولي حب يخطب أخت عادل إمام نزل عادل بيلا عشان يتعرف على أسرة مصطفى، وفرح بيهم أوي، ومصطفى كان خدوم، وابن بلد حقيقي».
وفى سياق متصل، طالبت أُسرة الفنان الراحل مصطفى متولي، اللواء دكتور علاء عبد المعطي، محافظ كفر الشيخ، بإطلاق اسم الفنان الراحل مصطفى متولي على شارع في مسقط رأسه بمدينة بيلا، تكريماً له وتخليداً لذكراه، كونه أحد أعلام محافظة كفر الشيخ، وتتويجاً لدوره في إثراء الحركة الفنية فى مصر بأعماله الخالدة فى السينما والمسرح والتليفزيون، وذلك بالتزامن مع حلول الذكرى السنوية الـ24 لرحيله.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: مصطفى متولي الفنان مصطفى متولي كفر الشيخ بيلا محافظة كفر الشيخ عادل إمام السينما المسرح التلفزيون الفنان مصطفى متولی مدینة بیلا عادل إمام کفر الشیخ
إقرأ أيضاً:
"الكورة فين؟" و"حنفي عالم ذرات".. إفيهات خالدة لسمير غانم تضحكنا في ذكرى رحيله
في مثل هذا اليوم من عام 2021، غاب عن عالمنا أحد أعمدة الكوميديا المصرية والعربية، الفنان الكبير سمير غانم، والذي ترك وراءه إرثًا فنيًا مليئًا بالبهجة والضحك وبرغم مرور السنوات، إلا أن ضحكته وإفيهاته لا تزال حاضرة في أذهان الجمهور، تُتداول في المناسبات وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، لتخلّد اسمه كرمز للبهجة وخفة الظل.
في ذكرى وفاته، نستعرض مجموعة من أشهر إفيهاته التي صنعت له مكانة لا تضاهى في قلوب الملايين.
"الكورة فين؟".. بداية رحلة الإفيهات الخالدةمن فيلم الزواج على الطريقة الحديثة أطلق سمير غانم واحدة من أشهر جمله، "الكورة فين؟"، في مشهد طريف جمعه بالفنانة سعاد حسني والفنان حسن يوسف، تلك العبارة، رغم بساطتها، رسخت في الذاكرة الجمعية للشعب المصري، وأصبحت تُستخدم حتى اليوم في مواقف الحياة اليومية للدلالة على الحيرة أو عدم الفهم.
"عبد السميع اللميع".. شخصية علقت في الأذهانمن خلال مسرحية الأستاذ مزيكا، قدّم سمير غانم شخصية "عبد السميع اللميع"، التي تميزت بكاريزما استثنائية وروح مرحة، لتصبح واحدًا من أبرز الإفيهات التي التصقت باسم غانم، واستُخدمت لاحقًا كمصطلح ساخر لوصف الشخص الذي يحاول الظهور دائمًا في كل موقف.
"امسحي دموعك يا آمال".. دراما مشبعة بالكوميديافي مسرحية أخويا هايص وأنا لايص، أطلق سمير غانم هذه الجملة ضمن مشهد مليء بالسخرية اللاذعة من الدراما التقليدية، فحوّل موقفًا مأساويًا إلى لحظة ضحك صافية. تميز أسلوبه في السخرية من الكليشيهات الدرامية بجعلها خفيفة الظل دون إهانة، وهو ما أكسبه احترام الجمهور والنقاد على السواء.
"حنفي عالم ذرات".. من قلب "المتزوجون"مسرحية المتزوجون تُعد واحدة من أبرز علامات سمير غانم المسرحية، ومن خلالها برزت شخصية "حنفي"، التي كانت منبعًا لا ينضب للإفيهات، ومن أشهرها: "حنفي عالم ذرات"، والتي جاءت ضمن مشهد فكاهي جمعه بجورج سيدهم، لتتحول العبارة إلى أيقونة ساخرة في الثقافة الشعبية.
"فشر يا روحي إحنا غلابة".. حينما تصبح السخرية من الواقع علاجًاعندما سألته شيرين في مسرحية المتزوجون: "إحنا فقراء يا مسعود؟"، ردّ عليها قائلًا: "فشر يا روحي إحنا غلابة". هذا الإفيه تجاوز الكوميديا ليعكس ببساطة شديدة واقع كثير من المصريين، ويُقدم سخرية لاذعة من التفاوت الطبقي، ولكن بروح مرحة خفيفة.
"العريس متين والعروسة متينة".. كوميديا غنائية ساخرةلم تكن الكوميديا فقط في الجمل، بل في الأداء الغنائي أيضًا، حيث قدّم غانم في المتزوجون أغنية فكاهية بعنوان "العريس متين والعروسة متينة"، وأدهش الجمهور والمخرج بإحضاره فرقة موسيقية على نفقته الخاصة، ليثبت أنه فنان شامل، لا يكتفي بالإفيه بل يصنع مشهدًا متكاملًا.
"أنا بسمع مقطوعة موسيقية لنابليون بونابرت".. عبقرية ميزوفي مسلسل حكاية ميزو، تألق سمير غانم بدور الشاب المستهتر، ومن بين الإفيهات التي أطلقها تلك الجملة الساخرة، التي أصبحت مثالًا على الادعاء الزائف للثقافة. استطاع غانم عبر شخصية "ميزو" أن ينتقد فئات المجتمع بأسلوب ساخر وخفيف.
"إنت تعيش يا حاج".. مشاعر وكوميديا في آن واحدفي فيلم يا رب ولد، أطلق غانم هذه الجملة الشهيرة في أحد المشاهد المؤثرة، التي جمعت بين الكوميديا والمشاعر. يذكر أن هذا الفيلم شهد بداية قصة الحب بينه وبين الفنانة دلال عبد العزيز، والتي استمرت حتى آخر لحظة في حياته.
"أخدتي من اللي تحت الحوض؟".. كوميديا التفاصيل اليوميةمن جديد في المتزوجون، استخدم سمير غانم تفاصيل المنزل العادية لصناعة كوميديا مميزة، وقال هذه الجملة في مشهد ساخر جمعه بالفنانة شيرين، لتصبح الإفيه متداولًا على نطاق واسع.
"يا بروف يا بروف".. إفيه من زمن الأبيض والأسودفي فيلم صغيرة على الحب، برز غانم في مشهد خفيف الظل حين قال: "يا بروف يا بروف"، ليبرهن أنه حتى في أدواره الصغيرة، كان قادرًا على سرقة الأضواء من حوله بإفيهاته العفوية.