رغم الدمار والحصار التى تواجهه الدولة الفلسطينية على مدار السنوات العديدة، وسط صمت العالم، إلا أن نزيف الدم لم يوقف الإبداع الفلسطينى، حيث يشارك المسرح الفلسطينى بعرض «معتقلة» من إنتاج مسرح رسائل ضمن منحة «مساحات» المقدمة من مؤسسة عبدالمحسن القطان، فى الدورة الواحدة والثلاثين لمهرجان القاهرة الدولى للمسرح التجريبى برئاسة الدكتور سامح مهران، الذى يقام بين 1 و11 سبتمبر المقبل.

ويستعرض العرض الفلسطينى، معاناة الأسيرات فى سجون الاحتلال، هو عمل أدائى تجريبى يدمج بين النصوص المسرحية والمسرح الراقص، ويتناول العمل قصة المعاناة الحقيقية للأسيرة الفلسطينية داخل زنازين الاعتقال ونقصد هنا المعاناة المُجرّدة من البطولة المفعمة بالرواية التقليدية المُعتاد تداولها، يأخذنا العرض فى رحلة شديدة من الألم والقهر.

 ويتكون فريق عمل العرض الفلسطينى «معتقلة» من معتصم أبوحسن (مخرج ومؤدٍ) شذى ياسين (سيناريو ومؤدية) مؤمن السعدى (مصمم ومنفذ الإضاءة) محمود أبو عيطة (صانع ومنفذ الموسيقى) خليل البطران (ديكور وسينوغرافيا) نبيل الراعى (دراماتورج) عدنان البوبلى (المنتج).ش

وتم إنجاز العرض المسرحى «معتقلة» فى مدينة نابلس الفلسطينية، واختارتها لجنة المشاهدة فى مهرجان القاهرة الدولى للمسرح التجريبى فى دورته الـ31، لكى تتبارى فى المسابقة الرسمية مع 9 مسرحيات عربية، اختيرت من بين 300 تقدمت للمشاركة فى المهرجان.

المسرحية سبق وافتتحت مهرجان المسرح الفلسطينى الذى أقيم على مسرح القصبة فى رام الله، ولاقت استقبالاً حاراً ومؤثراً مع معتصم أبو الحسن وشذى ياسين، وموضوع المعتقلات الفلسطينيات فى سجون الاحتلال والمعاناة التى يتحملونها من صلف المعاملة السيئة من جنود الاحتلال ومرات السجون.

«معتقلة» تتنافس مع المسرحيات العربية: بوتكس – الأردن، شجرة اللبان موشكا - سلطنة عمان، تاء التأنيث ليست ساكنة – العراق، الألباتروس – تونس، فطائر التفاح – المغرب، صمت – الكويت، قرط – تونس، الظل الأخير – السعودية، زغرودة – الإمارات.

ومن المقرر أن يقيم المهرجان التجريبى حفلة الافتتاحى بشكل تضامنى مع القضية الفلسطينية بعرض «صدى جدار الصمت» ممثلا لمصر، من إخراج وليد عونى، ويتناول العرض القضية الفلسطينية بعيدا عن مشاهد القتل والدمار التى صارت معتادة للأسف، ولكنه يتناوله تناولا رمزا إنسانيا بديعا اعتمادا على مزيج درامى راقص مغنٍّ، وعن تلك الرؤية يقول المخرج وليد عونى، ليس هناك أصعب من أن نتكلم عن قضية لا نزال نعيشها كلقمة عيش، لا يوجد وصف لهذا المشهد إلا أن نسمع صدى وصمتا، حيث لا يزال هناك جدار، ولا يزال هناك راجعون، وطالما أن هناك أرضا فهذا يعنى أن هناك جذورا.

يشارك فى دورته الـ31 (26) عرضا مسرحيا يمثلون 19 دولة عربية وأجنبية، وتقدم إلى لجان مشاهدة العروض المصرية والعربية والأجنبية ما يقرب من 460 عرضا مسرحيا، تم اختيار 26 عرضا للمشاركة فى المسابقة الرسمية، حيث يشارك من مصر 3 عروض مسرحية، هى: «ماكبث المصنع»، إنتاج كلية طب أسنان جامعة القاهرة، وإخراج محمود الحسينى، وعرض «حيث لا يرانى أحد»، إنتاج المعهد العالى للفنون المسرحية، وإخراج محمود صلاح محمد عطية، وعرض «صدى جدار الصمت» إخراج وليد عونى.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: المهرجان التجريبى رغم الحروب معتقلة م الدمار والحصار مساحات القاهرة الدولي

إقرأ أيضاً:

هل هناك موت ثقافي في القدس؟

القدس ليست مدينة عادية، فهي مدينة مركزية للديانات، وتمتد حضارتها لآلاف السنين، تعاقبت عليها حضارات وثقافات متعددة، تمتلك تراثا معماريا متنوعا وهائلا، كما أن كونها محتلة من قبل الصهاينة، هذا يمنحها قداسة وأهمية مضاعفة في عيون العرب والفلسطينيين وأحرار العالم، هذه الأيام بالذات تشتد الهجمات على القدس من قبل محتليها، وتتنوع الهجمات ما بين مداهمات للمكتبات ومصادرة كتب كما حصل مع مكتبة عماد منى، في شارع صلاح الدين، قبل أشهر، وما بين مداهمة حفلات إحياء التراث الفلسطيني كما حدث قبل أسبوعين مع مسرح الحكواتي، حيث منع المحتلون هذا الحفل وطردوا الأطفال والعائلات، وأغلقوا المسرح.

نحن نعرف أن هناك شبه موت اقتصادي في القدس بفعل إجراءات الاحتلال وإغلاق المدينة أمام المدن الفلسطينية الأخرى، لكن هل هناك موت ثقافي؟ ثمة نقاش دائم حول ذلك، هناك من ينفي هذا الموت كالفنان المسرحي حسام أبو عيشة الذي قال لنا: أعتقد حازما أن في ذلك تجن على الحالة الثقافية في القدس، هناك الكثير من الحالات الثقافية المستمرة والمتقدمة رغم ظرف القدس المعروف، قد يكون أنه بعد السابع من أكتوبر حصل سبات ما وليس موتا، إذ لا عودة بعد الموت، على سبيل المثال لا الحصر هناك خمس (إنتاجات مسرحية جديدة في المسرح الوطني الفلسطيني، هناك عملان موسيقيان للمعهد الوطني للموسيقا وفرقة بنات القدس، هناك عروض (سينما فلسطين) كل أول شهر لشباب مخرجين ومصورين من القدس، هناك مؤسسات ثقافية مهمة نفخر فيها جميعا أبرزها: مؤسسة يبوس ومسرح الحكواتي، وغيرها.

رغم تحديات الاحتلال وإجراءاته القمعية وحصاره للثقافة والحياة فإن مسرح الحكواتي استطاع تقديم خدمة ثقافية مهمة للمسرحيين الفلسطينيين ولمتذوقي المسرح وأيضا للكتاب والشعراء الذين يديرون منذ سنوات طويلة ندوة شهرية اسمها (ندوة اليوم السابع)، أما مؤسسة يبوس فتعمل على إحياء البنية التحتية الثقافية في القدس من خلال ترميم وإعادة بناء سينما القدس التاريخية وتحويلها إلى بؤرة ثقافية متكاملة تحوي قاعات للحفلات والعروض والورش.

وقد أطلقت المؤسسة مهرجانات مهمة: مهرجان القدس ومهرجان الحكايات ومهرجان الفنون الشعبية وليالي رمضان، وهي نشاطات تسحر الجمهور وتنهض بالفن الفلسطيني.

كما تنظّم يبوس أمسيات أدبية وحفلات توقيع كتب، وندوات ثقافية اجتماعية وسياسية، ومعارض فنية، مما يساهم في خلق مناخ ثقافي مضيء. وتقدّم ورشات مسرحية وقصصية وفعاليات ترفيهية تخدم الأجيال الصاعدة وتطور الإبداع لديها).

لكن القاص المعروف محمود شقير له رأي آخر: نعم، مقارنة بما كانت عليه أحوال الثقافة في سبعينيات وثمانينيات القرن (العشرين، فإن تجلّيات الثقافة في القدس هذه الأيام ليست على النحو المطلوب، وذلك بسبب عزل المدينة عن محيطها الفلسطيني في محاولات دائبة لتهويدها، وبسبب الحالة الأمنية المتردّية في المدينة، حيث تتضاءل حركة المواطنين عند الغروب أو قبله بقليل.

وثمة ضرائب باهظة تفرضها سلطات الاحتلال الإسرائيلي على المواطنين، فتجعل أحوالهم الاقتصادية صعبة، ما ينعكس سلبًا على الحالة الثقافية. ثم إنّ وباء كورونا ترك أثرًا سلبيًّا على الأنشطة الثقافية واضطر بعض الهيئات الثقافية مثل ندوة اليوم السابع إلى ممارسة نشاطها الأسبوعي إلى يومنا هذا عبر منصّة زووم، فيما يمارس المسرح الوطني الفلسطيني ومركز يبوس ومعهد إدوارد سعيد للموسيقى أنشطة ثقافية لها حضورها النسبي إلى حدٍّ ما).

فجّر الفنان الفلسطيني المقدسي خالد الغول، فكرة الجفاف الثقافي في القدس، عبر اقتراحه الذي كرره أكثر من مرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بإنشاء مكتبة عامة، تخدم الناس والطلاب والباحثين والمثقفين، الفنان المقدسي العاطل عن العمل الآن (ليس عن الحلم والأمل)، بعد سنوات من خدمة الثقافة الفلسطينية عبر مؤسسة يبوس المقدسية الشهيرة، يجيب عن سؤال بداية لمعان الفكرة في قلبه: (لمعت شرارة المبادرة بالصدفة، وفي ظروف اجتماعية محضة.

ففي زيارة اجتماعية لجمعية أهلية تعنى بشؤون الناس الاجتماعية والثقافية في القدس. قال لي أحد العاملين فيها، إن مقر الجمعية المقامة سيتم هدمه ويتحول إلى بناية تجارية. وعرض عليّ أن آخذ الكتب والمخطوطات من المقر قبل هدمه. وبالفعل نقلت الكتب. وفي الأسبوع ذاته، طلب مني صديق بعض الروايات والدواوين الشعرية لابنه اليافع، الذي ما زال معنيًّا بقراءة الكتب المطبوعة ولم تسيطر عليه بعد عقلية التذوق للأعمال الأدبية من خلال التكنولوجيا الحديثة والرقمية.

وبعد أن زودت الفتى بالكتب التي طلبها، نشرت على صفحتي في "فيسبوك" طالبًا التبرّع بكتب تحت عنوان "نحو مكتبة أهلية عامة في القدس"، فلبّى الكثيرون من الأصدقاء الطلب، وانهالت عروض التبرع بالكتب والمساعدة، وما زلت منهمكًا في جمع الكتب والبحث عن مكان مناسب يلبّي الغرض).

القدس المقدسة تحتاج منا جميعا مثقفين ورجال أعمال وأكاديميين، ومؤسسات أهلية ومن السلطة الوطنية الفلسطينية ومن المؤسسات الثقافية العربية واتحادات الكتّاب العرب مزيدًا من الدعم والاهتمام لتعزيز هويتها، ووقف تهويدها.

مقالات مشابهة

  • وليد مصطفى العضو المنتدب لـ«مدى للتأمين»:استراتيجيات جديدة لمواجهة تحديات السوق
  • غزة حاضرة في اجتماع الرئيس عباس مع رئيسة وزراء إيطاليا
  • عودة عرض العيال فهمت على مسرح ميامي احتفالا برأس السنة وعيد الميلاد
  • مستشار حكومي: انهيار البنية التعليمية بسبب الحروب يعيق التحول الرقمي
  • مسرح الجنوب يطلق اسم المخرج الكبير عصام السيد على دورته العاشرة
  • أشقاء رفعت: وليد دعبس لم يتأخر علينا في شيء ونعتبره أباً لنا
  • تناسل الحروب
  • اليمن.. وطن أكلته الحروب وأنهكته الصراعات
  • هل هناك موت ثقافي في القدس؟
  • محافظ المنوفية يطلق شارة بدء التشغيل التجريبى لمشروع صرف صحي كفر قورص