السودان وأميركا يتبادلان الاتهامات بشأن المبعوث الأممي وتحذيرات من “تفتت” البلاد
تاريخ النشر: 10th, August 2023 GMT
نفى مسؤول سوداني رفيع أن تكون بلاده قد هددت بإنهاء عمل البعثة الأممية في السودان، واتهم قوى إقليمية بدعم العدوان على حكومة السودان، في حين حذرت الأمم المتحدة من أن استمرار القتال سيزيد من خطر التدخل الأجنبي، وقد يؤدي إلى تفتت البلاد.
وردا على تصريحات المندوبة الأميركية الدائمة لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد الرافضة لأي منع أو تهديد قد يستهدف مسؤولي الأمم المتحدة، قال المندوب السوداني الحارث إدريس الحارث إن بلاده لم تهدد رسميا أو خطيا بإنهاء عمل البعثة الأممية، لكنه شدد على أنها ترفض التعامل مع المبعوث الأممي فولكر بيرتس.
وخلال جلسة مخصصة للسودان وجنوب السودان عقدت أمس الأربعاء، نددت السفيرة الأميركية -التي تتولى بلادها طوال أغسطس/آب الرئاسة الدورية لمجلس الأمن الدولي- بغياب فولكر بيرتس، رئيس بعثة الأمم بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لدعم المرحلة الانتقالية في السودان.
وقالت المندوبة الأميركية متوجهة إلى نظيرها السوداني “ما نفهمه الآن هو أن الحكومة السودانية حذرت من أنه إذا شارك الممثل الخاص للأمين العام في هذا الاجتماع فإن هذا الأمر سيضع حدا لبعثة الأمم المتحدة في السودان”.
تصريحات سابقة
وفي وقت سبق جلسة مجلس الأمن أمس الأربعاء، قال مسؤول رفيع بوزارة الخارجية السودانية للجزيرة إن بلاده تتعامل مع بعثة الأمم المتحدة، لكن موقفها مبدئي في عدم التعامل مع فولكر بيرتس بعد أن تم تصنيفه شخصا غير مرغوب فيه.
وشدد المسؤول السوداني على أن جلسة مجلس الأمن لم تقدم أي مخرج محدد تجاه السودان، سواء أكان ذلك بشكل بيان رئاسي أو صحفي، معتبرا ذلك نجاحا للدبلوماسية السودانية.
ويونيو/حزيران الماضي، ندد بيرتس بأعمال عنف في دارفور قد ترقى إلى “جرائم ضد الإنسانية”، لكن الخرطوم قررت اعتباره شخصا “غير مرغوب فيه”، متهمة إياه بالتحيز.
وأمس الأربعاء، دافع المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة فرحان حق عن بيرتس قائلا إنه “لا يزال الممثل الخاص للأمين العام” أنطونيو غوتيريش، من دون أن يؤكد اتهامات الولايات المتحدة.
“تدخل إقليمي”
وبشأن التدخل الإقليمي في الصراع الجاري، اتهم المندوب السوداني الحارث إدريس الحارث قوى إقليمية بدعم ما سماه العدوان على حكومة بلاده.
وقال الحارث إن الصراع في بلاده “ليس اشتباكا عسكريا بين طرفين، بل هو ترهيب تدعمه قوى إقليمية. وقد ذكرتُ على وجه الخصوص أن هناك دولة أرسلت حوالي 6 آلاف مقاتل للقتال ضد الجيش السوداني”.
وأضاف الحارث “لقد أعلنا أيضا من قبل أن هذا الصراع ليس ثنائيًا أو بين طرفين. فهو ينطوي بالفعل على عملية استبدال ديموغرافي في السودان. يُبعدُ السودانيون قسرا من منازلهم لتحلتها قوات الدعم السريع والمليشيات التي تستخدم السودانيين دروعا بشرية”.
ونظرا لغياب بيرتس، تلت مساعدة الأمين العام المكلفة بشؤون أفريقيا مارثا أما بوبي تقريرا عن “النزاع في السودان (الذي) لا تزال تداعياته هائلة على البلد وشعبه الذي يعيش معاناة لا يمكن تصورها”. وشجبت “أعمال عنف جنسية واسعة النطاق ومقتل أطفال إما ضحايا وإما بالزج بهم في القتال”.
وقالت بوبي إن استمرار الحرب سيزيد خطر التشرذم والتدخل الأجنبي وفقدان مستقبل السودان، داعية طرفي الصراع للتفاوض من أجل إنهاء الحرب في أسرع وقت ممكن. كما حذرت من أن أعمال العنف الوحشية في الجنينة وسربا أمر مقلق للغاية وقابل للاتساع.
الجزيرة
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: الأمم المتحدة فی السودان
إقرأ أيضاً:
استقالة رئيس منظمة إغاثة غزة المدعومة أمريكيا بسبب مخاوفه بشأن استقلاليتها وحيادها
(CNN)-- قدم رئيس البرنامج الجديد لمساعدة غزة، والذي تدعمه الولايات المتحدة وإسرائيل، استقالته بعد أسابيع من الجدل، متحدثا عن مخاوفه بشأن حيادها، وحث إسرائيل على السماح بدخول المزيد من المساعدات إلى القطاع المحاصر.
وكان من المفترض أن تدير مؤسسة غزة الإنسانية (GHF) آلية جديدة محكمة الرقابة لإيصال المساعدات إلى غزة، إلا أنها تعرضت لانتقادات من الأمم المتحدة وجهات أخرى، والذين حذروا من أنها تخاطر بمزيد من نزوح الفلسطينيين وتعريض المدنيين للخطر.
واستقال جيك وود، وهو عسكري أمريكي مخضرم، بعد أسابيع قليلة من توليه منصب المدير التنفيذي لمؤسسة غزة الإنسانية، التي أطلقتها الولايات المتحدة بشكل علني في أوائل مايو/أيار الجاري.
وقال وود في بيان: "أنا فخور بالعمل الذي أشرفت عليه، بما في ذلك وضع خطة عملية لإطعام الجائعين، تعالج المخاوف الأمنية المتعلقة بتحويل مسار المساعدات، وتكمل عمل المنظمات غير الحكومية الموجودة منذ فترة طويلة في غزة".
وأضاف: "ومع ذلك، من الواضح أنه لا يمكن تنفيذ هذه الخطة مع الالتزام الصارم بالمبادئ الإنسانية المتمثلة في الإنسانية والحياد والنزاهة والاستقلالية، والتي لن أتخلى عنها".
ووافقت إسرائيل والولايات المتحدة على خطة مؤسسة غزة الإنسانية لتوصيل المساعدات، والتي تقول كلتا الدولتين إنهما تصران على منع حماس من "سرقة" المساعدات.
ومن المفترض أن تبدأ مؤسسة غزة الإنسانية تشغيل 3 مواقع توزيع قبل نهاية مايو، وهي جميعا موجودة في جنوب ووسط غزة، لكنها تعرضت لانتقادات شديدة من كبار المسؤولين الإنسانيين، حيث رفضت الأمم المتحدة ومنظمات أخرى العمل مع المنظمة الجديدة.
وحذرت الأمم المتحدة من أن وجود تلك المواقع الأولية في جنوب ووسط غزة فقط قد يعتبر على أنه يشجع هدف إسرائيل المعلن المتمثل في إجبار "جميع سكان غزة" على مغادرة شمال غزة، حسبما قال وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس في وقت سابق من هذا الشهر.
وحرصت كل من الولايات المتحدة ومؤسسة غزة الإنسانية على التأكيد أنها ليست مبادرة إسرائيلية- رغم دعم إسرائيل لها، ودورها في تحديد مواقع التوزيع وتأمينها.
وفي تصريحاته لشبكة CNN في وقت سابق من مايو الجاري، حث وود الأمم المتحدة والمنظمات الأخرى على إعادة النظر في معارضتهم، وأقر بأن الخطة "ليست مثالية"، لكنها ستسمح بوصول المساعدات الأساسية والإمدادات الغذائية إلى سكان غزة الذين هم في أشد الحاجة إليها.
وأضاف في ذلك الوقت أنه "بشكل قاطع... لن يكون جزءاً من أي شيء يؤدي إلى تهجير أو تشريد السكان الفلسطينيين قسرا".
وفي بيان استقالته، الأحد، قال إنه سعى إلى إقامة المؤسسة "ككيان إنساني مستقل بالفعل" خلال فترة عمله كمدير تنفيذي لها.
وأضاف وود أنه "يشعر بالفزع والحزن إزاء أزمة الجوع في غزة"، وإنه "مضطر لبذل كل ما في وسعه للمساعدة في تخفيف المعاناة".
وقال وود: "أحث إسرائيل على توسيع تقديم المساعدات إلى غزة بشكل كبير من خلال جميع الآليات، وأحث جميع الجهات المعنية على مواصلة استكشاف أساليب جديدة ومبتكرة لإيصال المساعدات، دون تأخير أو تمييز".