دوفدفان.. وحدة مستعربين في الجيش الإسرائيلي أسسها إيهود باراك
تاريخ النشر: 3rd, September 2024 GMT
وحدة عسكرية إسرائيلية نخبوية، تأسست عام 1986، على يد رئيس الحكومة الإسرائيلية الأسبق إيهود باراك. من أهم وحدات الجيش الإسرائيلي الخاصة، ونخبة النخبة فيه، يعوِّل عليها الاحتلال في تنفيذ مهام استخباراتية وأمنية وعسكرية سرية وعلنية، تتضمن مداهمات واعتقالات واغتيالات في صفوف المقاومة في العمق الفلسطيني.
ودوفدفان إحدى وحدات المستعربين، التي تعمل بشكل أساسي في الضفة الغربية، لا سيما المناطق المدنية المكتظة بالفلسطينيين، ويمتاز عناصرها بملامح شرقية ويتقنون اللهجة المحلية، بغرض الاندساس بين الفلسطينيين، وتنفيذ مهامهم دون الكشف عن هويتهم.
تأسست وحدة دوفدفان -أو الوحدة (217)- في يونيو/حزيران 1986، بتوجيه من باراك، الذي كان آنذاك قائد المنطقة العسكرية الوسطى في جيش الاحتلال، لتكون وحدة متخصصة في مكافحة ما تسميه قوات الاحتلال الإسرائيلي بـ"الإرهاب".
وكان الهدف من إنشائها منع نشاط المقاومة الفلسطينية، وإحباط العمليات المسلحة، وملاحقة عناصر المقاومة في منطقة الضفة الغربية، وعلى وجه الخصوص، المناطق المدنية السكنية المكتظة بالفلسطينيين.
وضمت عند تشكيلها عناصر من وحدات الكوماندوز البرية والبحرية، ووحدات الجيش الإسرائيلي الأخرى، وقد اختارهم الاحتلال بدقة، وأخضعهم لتدريبات استخباراتية خاصة من قبل جهاز الأمن الداخلي "الشاباك".
يعتمد عمل وحدة دوفدفان على التخفي والمفاجأة، وهو ما يتلاءم مع الواقع الأمني في الضفة الغربية، ويقوم على التنكر بمظهر عربي، والاندساس بين المواطنين الفلسطينيين، لإنجاز مهام معقدة مثل الاغتيال والخطف والهجوم المفاجئ، بأقل قدر من القوات الميدانية والمعدات، وفي سرية.
لذلك يتمتع أفرادها بمواصفات خاصة، منها: الملامح الشرقية، والقدرة على استخدام اللهجة المحلية وتقليد تصرفات السكان، والاندماج في المجتمع العربي، وارتداء ملابس مدنية معتادة محليا، واستخدام سيارات مدنية، والاستعانة بخبراء متخصصين في التنكر والمكياج.
وكان وجود الوحدة سريّا في أول نشأتها، ولم يكشف عنه حتى عام 1988، حين بدأت الصحافة بتسريب معلومات تتعلق بها، ووصفتها حينذاك بـ"وحدة الاغتيالات" التابعة للجيش الإسرائيلي.
وتحرص قوات الاحتلال بشكل صارم على التكتم على أسماء وهويات عناصر الوحدة والعاملين في صفوفها، لضمان سلامتهم ونجاح عملياتهم.
وقد أُطلق عليها اسم "دوفدفان"، وهي كلمة عبرية تعني "الكرز" كناية على "تفوقها"، وتشبيها لها بالكرز الذي يزين الكريمة ويستقر دائما في القمة.
التدريب والتسليحقبل الانضمام لوحدة دوفدفان يخضع المرشحون إلى فحوصات بدنية وعقلية، ومن يتأهل منهم يخضع لاختبارات قاسية، يتم من خلالها قياس قدرته على تحمل الأنشطة الشاقة والإجهاد البدني والنفسي، واختبار مهاراته في العمل الجماعي، ومن ثم يلتحق الأكفاء بدورة شاقة وطويلة تمتد نحو سنة ونصف السنة.
وتشمل الدورة تدريبات المشاة الأساسية والمتقدمة، واستخدام مختلف الأسلحة، والتدريب على المظلات والعمل الاستخباراتي وجمع المعلومات، ونظرا لطبيعة مهامهم الخاصة، التي تتطلب العمل في مجموعات صغيرة داخل المدن المزدحمة، فإن التدريب العادي للمشاة والدوريات بعيدة المدى يتم تقليصه إلى أسبوعين أو 3 كحد أقصى.
ويخضع المنضمون إثر ذلك، لتدريبات خاصة إضافية، تركز على الملاحة البرية المتقدمة دون استخدام أنظمة التحديد الإلكتروني العالمية، ثم يلتحق المرشحون لمدة 6 أسابيع بمدرسة مكافحة الإرهاب التابعة للجيش الإسرائيلي في قاعدة "ميتكان آدم"، حيث يتم تدريبهم على القتال الهجومي لتخليص الرهائن، والقيام بالعمليات السرية والمداهمات والتفتيش والخطف.
ويكتسي القتال اليدوي أهمية خاصة في التدريبات، وكذا التدرب على الركض بين الحشود، وتحمل الضرب الحقيقي مع الاستمرار في القتال، وإصابة الأهداف أثناء الركض عبر العوائق.
كما تقدم الوحدة شهرا تدريبيا متقدما في مجال مكافحة الإرهاب، يتم التركيز فيه على تعلم حرب العصابات، ومن ثم يلتحق المجندون بدورة المستعربين لمدة 4 أشهر، لتعزيز قدراتهم على الاندماج بالمجتمعات العربية.
يتلقى المستعربون دروسا في اللغة المحلية والعادات والتقاليد العربية والتعرف إلى طريقة تفكير العرب وتقليد سلوكهم، وتدريبهم على التنكر بارتداء الملابس الاعتيادية في البيئة المحلية، وصبغ الشعر واستخدام العدسات اللاصقة، والتنكر على شكل نساء أو مسنين أو باعة وأطباء وغيرهم.
وتتبع ذلك كله دورات إضافية متخصصة لمدة شهر واحد لكل منها، مثل: القنص والإسعاف والتفجير والقيادة. وكذلك يتم إدراج المجندين في برامج تُدرب على المرونة العقلية، يقوم عليها أطباء نفسيون وخبراء أجانب، تهدف لرفع مستوى القدرات النفسية للجنود قبل القتال، وتأهيلهم للتعامل مع المشكلات الميدانية وإيجاد حلول لها.
ويستخدم عناصر الوحدة غالبا أسلحة صغيرة يسهل إخفاؤها، وأحيانا بنادق قنص عند الحاجة لنيران أقوى، ويتم تدريبهم على استخدام جميع مسدسات "غلوك" ومسدسات "سيج 228" وبنادق "إم 16" وإصدارات المسدسات الرشاشة أوزي، وبنادق ريمنغتون عيار 12، إضافة إلى استخدام السكاكين، لا سيما القابلة للطي.
نشاط استخباراتي وعملياتيتقع وحدة دوفدفان تحت قيادة فرقة "يهودا والسامرة" (أي الضفة الغربية)، وينفذ أفرادها عمليات عسكرية وأمنية خاصة في المنطقة، يُقدر عددها بالمئات سنويا، وتتضمن جمع المعلومات الاستخباراتية، وتخليص الرهائن الإسرائيليين، وملاحقة المجموعات الفلسطينية المسلحة، والعمل على إحباط عملياتها العسكرية، والقضاء على المقاومة عن طريق تنفيذ حملات اعتقال واختطاف وتصفية المقاومين.
ويقوم عملها على مهام يومية محددة، وتنفيذ عمليات موجهة ضمن مجموعات صغيرة، مما يجعلها قادرة على العمل في أكثر من موقع في البلاد في آن واحد، كما يمكنها العمل بشكل مستقل، فهي قادرة على إنجاز العمليات الاستخباراتية بنفسها، وكذلك القيام بعمليات الدعم والإنقاذ والمهام الطبية والاستخراج والقنص والهدم، ونحوها.
وقد تنامى نشاطها العملياتي مع اندلاع الانتفاضة الأولى نهاية العام 1987، واعتمدها جيش الاحتلال باعتبارها القوة الرئيسية لاغتيال قادة الانتفاضة الميدانيين، حيث كانت تقتحم البيوت وتنفذ عمليات تصفية في الغالب، إضافة إلى الاعتقالات.
وقد تعاظمت أهمية تلك الوحدة في أعقاب اتفاقيات أوسلو عام 1993، وانسحاب الجيش الإسرائيلي من مناطق الضفة الغربية التي وُضعت تحت سيطرة السلطة الوطنية الفلسطينية.
فقد تلقت الوحدة دعما كبيرا لتوسيع نشاطاتها، وذلك لأهمية دورها، وقدرتها على دخول التجمعات السكانية الفلسطينية بشكل سري، والقيام بعمليات استخباراتية وعسكرية، لا سيما تصفية قادة المقاومة.
ومع اندلاع الانتفاضة الثانية في 28 سبتمبر/أيلول 2000، زاد نشاط دوفدفان العسكري، فقادت الحرب ضد العمليات الفدائية، ونفذت حملات اعتقال واسعة وتصفيات لعناصر المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية.
وشاركت كذلك في عملية "الدرع الواقي" التي اجتاح فيها جيش الاحتلال الضفة الغربية في آذار/مارس 2002، وكانت وحدة دوفدفان أول من اقتحم مقر السلطة الفلسطينية في رام الله أو ما يُطلق عليه "المقاطعة".
وفي ذلك العام مُنحت دوفدفان جائزة من قبل رئيس الوزراء تقديرا لدورها الأكثر تأثيرا في الحرب على ما يسميه الاحتلال بالإرهاب.
إعادة تشكيل الوحدةواجهت الوحدة خلال مسيرتها انتكاسات وتوترات داخلية وعمليات فاشلة، وكان أشدها تعرض عدد من جنودها للقتل بما سُمي بـ"نيران صديقة"، ففي يوليو/تموز 1992، في قرية برطعة، قتل الرقيب أول إيلي إيشا بـ7 رصاصات، أطلقها عليه رفاقه، ظنا منهم أنه عربي.
وفي عام 2000، تكررت الحادثة بوتيرة أشد، حين تبادل أفراد الوحدة نفسها إطلاق النار، إذ أطلقوا النار خطأ على 5 من زملائهم، ونجم عن ذلك مقتل 3 رقباء وإصابة آخر، وذلك أثناء محاولة فاشلة لاغتيال الشهيد محمود أبو هنود، أحد قادة كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس).
وكان أبو هنود آنذاك المطلوب الأول للاحتلال في الضفة الغربية، ولكنه تمكن من الانسحاب أثناء العملية بعد إصابة في كتفه.
وفي عام 2002، قُتل المقدم إيال فايس، قائد وحدة دوفدفان، حين انهار عليه سقف منزل هدمته الجرافات الإسرائيلية، أثناء عملية نفذتها الوحدة لإلقاء القبض على مطلوبين من عناصر المقاومة.
وبسبب تلك الأحداث ونحوها، والتحديات التي واجهت الوحدة أثناء عملها، تقرر عام 2002 إجراء تغييرات كبيرة فيها وفي تكتيكات عملها، فأعيد تنظيمها، وتم تشكيل وحدات خاصة داخلها لم يتم الإعلان عنها.
وبُنيت قاعدة سرية مستقلة للوحدة، كما تم نقل التدريب الأساسي الذي كان يُجرى في قاعدة "ميتكان آدم" إلى قاعدة المظليين، عقب وفاة جنديين أثناء التدريب.
ومنذ عام 2008، توسع نطاق عمليات وحدة دوفدفان، وبدأت بتنفيذ مهام داخل قطاع غزة، ففي نهاية ذلك العام ومطلع العام الذي تلاه، شاركت الوحدة في عملية "الرصاص المصبوب"، التي شنتها قوات الاحتلال على غزة، وقد كانت تلك المرة الأولى التي تشارك فيها الوحدة في عملية داخل القطاع.
وفي عام 2011، حاول بعض عناصرها الدخول إلى قطاع غزة بسيارة مدنية، متظاهرين بأنهم فلسطينيون، ولكن العناصر الأمنية لكتائب القسام استطاعت كشفهم واشتبكت معهم، مما أدى إلى مقتل عدد من الجنود الإسرائيليين، بمن فيهم قائد الكتيبة.
وقد شاركت الوحدة لاحقا في عمليتي "عامود السحاب" و"الجرف الصامد" اللتين شنتهما قوات الاحتلال على غزة في العامين 2012 و2014، على التوالي.
قرر رئيس أركان الجيش الإسرائيلي غادي آيزنكوت في 27 ديسمبر/كانون الأول 2015، تشكيل لواء عوز، المشهور باسم لواء الكوماندوز، تحت قيادة الفرقة 98 في القيادة المركزية، بهدف تشكيل قوة نخبوية ضاربة، تضم 4 وحدات خاصة من النخبة في الجيش الإسرائيلي، وهي: إيغوز وريمون وماجلان ودوفدفان، بغرض إتاحة فرص تعاون أكبر بينها، ودمجها ضمن جميع قطاعات القتال.
وعقب انضمامها للواء، بدأت الوحدة بالتماهي مع الأساليب الديناميكية للعمل الجماعي ضمنه، وتوسيع نطاق أنشطتها العملياتية، لا سيما أثناء التوترات الأمنية التي شهدتها الضفة الغربية في العامين 2015 و2016.
وشاركت الوحدة في مئات العمليات لاعتقال مطلوبين، والعمل على إحباط هجمات المقاومة المسلحة، ومحاولة تفكيك خلاياها.
وكان للوحدة دور كبير في اعتقال شخصيات فلسطينية مطلوبة لدى الاحتلال، وصرحت مصادر إسرائيلية بأن معظم الاعتقالات المهمة خلال تلك الفترة تنسب إلى الوحدة، منها اعتقال قتلة الزوجين هنكين، واعتقال قاتل دفنة مائير، واعتقال قتلة الحاخام ليتمان وابنه.
ومن أبرز عملياتها في تلك الفترة، اعتقال عزام شلالدة في نوفمبر/تشرين الثاني 2015، أثناء تلقيه العلاج في المستشفى الأهلي بالخليل، وقتل مرافقه عبد الله شلالدة، إذ دخل عناصرها فجرا متنكرين، أحدهم في شكل امرأة حامل، وآخر على كرسي متحرك، مع آخرين بلحى طويلة.
وبعد نحو شهر من ذلك التاريخ تسلل 5 أفراد من دوفدفان إلى فندق الوحدة بمدينة رام الله، واعتقلوا باسم النعسان، الذي كان مصابا جرّاء عملية مسلحة نفذها ضد جنود الاحتلال في مفترق تفوح بمدينة الخليل.
وفي أكتوبر/تشرين الأول 2016 منح رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، الفريق أول غادي آيزنكوت، الوحدة وساما تقديريا لنشاطاتها الأمنية، مشيدا بجهودها خلال الفترة المضطربة التي استمرت نحو عام.
وقد حظيت الوحدة بمئات الجوائز والأوسمة على مدى سنين عملها، وتم إنتاج مسلسل تلفزيوني طويل مستوحى من تاريخها، عنوانه "الفوضى"، عُرض على 4 مواسم في إسرائيل منذ عام 2015، يكشف عن طبيعة عمل عناصر الوحدة، وعرض بعض تفاصيل حياتهم اليومية.
وفي عام 2018، نفذت الوحدة عمليات اعتقال في مخيم الأمعري، بحجة اعتقال خلية إرهابية، وأثناء ذلك، قُتل أحد جنودها، واسمه رونين لوبارسكي، حين أُلقيت عليه بلاطة رخام من فوق سطح.
وفي العام نفسه، قُتل أحد جنودها، أثناء ممارسة عناصر الوحدة لعبة مميتة، مما أدى إلى فرض سلسلة من العقوبات عليها، من ضمنها فصل قائد سرية وقائد فصيل وإلغاء تعيين قائد وحدة.
ومنذ عام 2021، كثفت الوحدة نشاطها لمنع نشوء خلايا فلسطينية مسلحة في الضفة الغربية، وشاركت في عمليات الجيش الإسرائيلي في المنطقة خلال الأعوام اللاحقة، بما فيها عملية "كاسر الأمواج" التي أطلقتها قوات الاحتلال في مارس/آذار 2022، بعد سلسلة من العمليات المنفصلة نفذها فلسطينيون.
وقد حازت الوحدة على ثاني أعلى وسام من قبل رئيس القيادة المركزية للجيش الإسرائيلي، تكريما لها على مشاركتها الفعالة أثناء تلك العملية التي استمرت شهورا.
وذكرت تقارير إعلامية أن هذه الوحدة هي المسؤولة عن اغتيال مراسلة قناة الجزيرة شيرين أبو عاقلة في مايو/أيار 2022، حيث أطلق قناص إسرائيلي رصاصة مباشرة على رأسها، أودت بحياتها، بينما كانت تستعد مع مجموعة من الإعلاميين لتغطية مداهمة قوات الاحتلال لمدينة جنين.
العدوان على غزة عام 2023بعد عملية طوفان الأقصى التي شنتها المقاومة الفلسطينية على مستوطنات غلاف غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، انتقلت وحدة دوفدفان للعمل في غزة، وبدأ عملها بإخلاء منازل في البلدات الإسرائيلية المحيطة بالقطاع، وخوض اشتباكات مع عناصر المقاومة.
واستمر عملها في القطاع نحو 3 أشهر، وتركز في منطقة خان يونس، وكانت من بين القوات التي اخترقت خطوط دفاع لواء خان يونس. وبحسب المصادر الإسرائيلية عملت الوحدة على تدمير أنفاق للمقاومة وبناها التحتية في المدينة، بما في ذلك، منشأة مخصصة لإنتاج طائرات بدون طيار ومنصات إطلاق الصواريخ.
وقد تكبدت الوحدة خسائر غير مسبوقة في صفوفها، إذ فقدت 10 مقاتلين، منهم 4 ضباط بمراتب مرموقة، في حين -ووفقا لمصادر إسرائيلية- لم تفقد منذ تأسيسها حتى معركة "طوفان الأقصى" سوى 18 عنصرا.
وعلى الرغم من أهميتها باعتبارها سلاحا فعالا في المعارك في القطاع، سارع جيش الاحتلال الإسرائيلي في منتصف يناير/كانون الثاني 2024، إلى إعادة وحدة "دوفدفان" إلى مركز عملها في الضفة الغربية، على إثر تصاعد التوترات الأمنية فيها، وخشية تفاقم الأوضاع واندلاع انتفاضة مسلحة.
وعاودت الوحدة نشاطها في الضفة الغربية بشراسة، في محاولة منها للحد من العمل المسلح، وشاركت في عملية عسكرية موسعة للاحتلال في فبراير/شباط، في منطقتي طوباس والفرعة، لاعتقال مطلوبين.
وكان أبرز ضحايا الاجتياح أحمد دراغمة مؤسس "كتيبة طوباس" التابعة لسرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، كما استشهد شابان آخران، وأصيب 3 آخرون.
وقد نشر الجيش الإسرائيلي في أبريل/نيسان 2024 تسجيلات لجنود من الوحدة وهي تطلق النار وتدهم البيوت خلال اقتحامات في طولكرم. وفي يونيو/حزيران من السنة نفسها حاصر مقاتلو دوفدفان مبنى للمقاومة في قباطية بجنين، وأعلنت حركة الجهاد أن عضوين في المجلس العسكري، هما: محمد جابر شلبي ومحمد عصري، قتلا في العملية.
وفي أواخر أغسطس/آب 2024، شاركت الوحدة بضراوة في عملية عسكرية واسعة للاحتلال، أطلق عليها اسم "مخيمات صيفية"، وأعاد احتلال شمالي الضفة الغربية، وشمل الهجوم محافظات جنين وطولكرم وطوباس.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الجیش الإسرائیلی فی الضفة الغربیة عناصر المقاومة قوات الاحتلال الإسرائیلی فی جیش الاحتلال الوحدة فی فی عملیة لا سیما وفی عام
إقرأ أيضاً:
تصعيد إسرائيلي شامل في الضفة.. اعتداءات للمستوطنين واقتحامات واعتقالات (شاهد)
واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي ومجموعات المستوطنين، السبت، ارتكاب سلسلة من الانتهاكات المنظمة بحق الفلسطينيين، في مناطق متفرّقة من الضفة الغربية، وذلك في تصعيد لافت يتزامن مع المجازر المستمرة في قطاع غزة، والتي تدخل شهرها التاسع.
وشملت الانتهاكات اعتداءات عنيفة بالضرب، واقتحامات ليلية لمنازل المواطنين، واعتقالات واسعة، وعمليات تخريب للممتلكات الزراعية والمنشآت المدنية.
وفي السياق نفسه، أصيب ستة مواطنين فلسطينيين، بينهم سيدة، صباح السبت٬ في محافظة الخليل جنوب الضفة، إثر اعتداء وحشي نفذته مجموعة من المستوطنين في منطقة إشكارة القريبة من خربة سوسيا بمسافر يطا.
لليوم الثاني.. جيش الاحتلال يواصل اقتحام بلدة عارورة شمال غرب رام الله ويتخذ عدة منازل ثكنات عسكرية ويجري تحقيقا ميدانيا مع الشبان. pic.twitter.com/54zgg99wjK — شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) June 21, 2025
وذكرت منظمة "البيدر للدفاع عن حقوق البدو"، عبر بيان لها، أنّ: "المستوطنين قد هاجموا المواطنين "بالضرب المبرح"، ما أسفر عن إصابتهم بجروح ورضوض، نقلوا على إثرها إلى مستشفى يطا الحكومي لتلقي العلاج".
وأوضح المشرف العام للمنظمة، حسن مليحات، أنّ: "الاعتداء شمل أيضاً تدمير ممتلكات خاصة، حيث حُطمت ثلاث مركبات وثُقبت إطاراتها، كما أُتلفت كميات من الأعلاف، وتعرضت منشآت لتربية الدواجن (بركسات) للتخريب، إلى جانب تدمير عدد من خزانات المياه، وتكسير أشجار مزروعة في المنطقة".
أيضا، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي 16 مواطناً في محافظة الخليل، عقب حملة مداهمات واسعة طالت عدداً من القرى والبلدات، أبرزها بلدة دورا، حيث داهمت قوات الاحتلال حي الناموس الفوقا واعتقلت المواطن جهاد الصبار ونجليه فيصل وفادي، كما استولت على مواد زراعية من مشتله الخاص.
وفي خربة اسكاك التابعة لدير العسل التحتا، اعتُقل عدد من المواطنين من عائلة أولاد محمد، بينهم أشقاء، في حملة وصفت بـ"الانتقامية والعنيفة"، رافقتها اعتداءات بالضرب وتخريب لمحتويات المنازل.
مستوطنون يقتحمون منزلاً ويسرقون الأثاث منه في قرية سوسيا بمسافر يطا جنوب الخليل، بالضفة الغربية. pic.twitter.com/So4PXNDHiF — شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) June 20, 2025
وفي بلدة بيت عوا جنوب غرب الخليل، اعتُقل المواطنان عثمان وبلال مسالمة، فيما طالت الاقتحامات بلدة حلحول شمالاً، حيث اعتُقل كل من رضا محمد الواوي وراسم يونس محمد حسن هرماس.
وذكرت مصادر أمنية أن قوات الاحتلال اعتدت بالضرب المبرح على بعض المعتقلين أثناء مداهمة منازلهم، في مشهد يتكرر يومياً في الضفة الغربية. فيما امتدت اعتداءات قوات الاحتلال الإسرائيلي إلى محافظة طوباس، حيث اعتقلت قوات الاحتلال المواطنة سندس فالح سعد أبو ناصر (39 عاماً) من منزلها.
كما اقتحمت بلدة كفر الديك غرب محافظة سلفيت، وشرعت بتفتيش عدد من المنازل دون الإبلاغ عن اعتقالات. كذلك طالت الاقتحامات بلدات العبيدية وزعترة والشواورة ودار صلاح شرق بيت لحم. وفي محافظة طولكرم شمال الضفة، تواصلت لليوم الثاني على التوالي عمليات المداهمة في بلدات عتيل وبلعا ودير الغصون، وكذلك في بلدات عبوين ومزارع النوباني وعارورة بمحافظة رام الله والبيرة، وسط انتشار عسكري كثيف.
وعلى الصعيد ذاته، نصبت قوات الاحتلال عدداً من الحواجز العسكرية على مداخل الخليل وبلداتها، وأغلقت عدة طرق رئيسية وفرعية بواسطة البوابات الحديدية والسواتر الترابية والمكعبات الإسمنتية، ما أدى إلى إعاقة حركة المواطنين والتنقل بين القرى والمدن.
ووفق هيئة "مقاومة الجدار والاستيطان"، فقد بلغ عدد الاعتداءات الإسرائيلية بحق الفلسطينيين في الضفة الغربية خلال شهر أيار/ مايو الماضي فقط، نحو 1691 اعتداءً، من بينها 415 اعتداء ارتكبه مستوطنون.
وتوزعت هذه الانتهاكات بين عمليات إطلاق نار، وتخريب للمنازل والأراضي الزراعية، واقتلاع أشجار، واستيلاء على أراضٍ وممتلكات، إضافة إلى تنفيذ عمليات إغلاق واسعة وحواجز تعيق الحياة اليومية للفلسطينيين.
إلى ذلك، يأتي هذا التصعيد في الضفة الغربية بالتوازي مع حرب الإبادة الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة، والتي أسفرت منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، عن مقتل أكثر من 186 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم من النساء والأطفال، بالإضافة إلى أكثر من 11 ألف مفقود تحت الأنقاض، وتهجير جماعي لمئات آلاف المدنيين وسط مجاعة تهدد القطاع المحاصر منذ ما يقارب العقدين.
ووفق معطيات رسمية صادرة عن مؤسسات حقوقية فلسطينية، فقد استشهد في الضفة الغربية ما لا يقل عن 980 فلسطينياً، وأصيب أكثر من 7 آلاف آخرين، منذ اندلاع الحرب، فيما تجاوز عدد الأسرى في سجون الاحتلال 17 ألفاً و500 معتقل، غالبيتهم من النشطاء والشبان والطلبة، فضلاً عن النساء والأطفال.
ويُعد تصاعد وتيرة هجمات الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية امتداداً لسياسة الاحتلال في فرض الوقائع على الأرض، وفرض مزيد من القيود الأمنية والعقوبات الجماعية، في ظل صمت دولي مطبق، وتواطؤ أمريكي واضح، كما تؤكد مؤسسات حقوقية ومراقبون دوليون.