شبكة اخبار العراق:
2025-06-12@04:45:09 GMT

الحرب ليست عادلة بالنسبة إلى ضحاياها

تاريخ النشر: 5th, September 2024 GMT

الحرب ليست عادلة بالنسبة إلى ضحاياها

آخر تحديث: 5 شتنبر 2024 - 9:34 صبقلم:فاروق يوسف لا تزال الحرب في السودان مستمرة؟ مثلها مثل الحرب في أوكرانيا طويت صفحتها من غير أن تنتهي. فهل غطت الحرب في غزة على الحربين؟ يبدو أن نشرات الأخبار صارت هي المقياس. مثلما يحل خبر محل آخر تحل حرب محل أخرى. ولكن كل حرب في حد ذاتها هي مأساة لا توصف. بالنسبة إلى الجالسين برخاء في بيوتهم وهم مطمئنون إلى سلامتهم فإن الحرب، أي حرب هي عبارة عن فيلم ممل يُعاد عرضه مرات ومرات.

تتبدل تقنيات القتل وتتغير وجوه القتلى غير أن الصورة ذاتها والفكرة ذاتها. قطعان ثيران هائجة يسعى البعض منها إلى القضاء على البعض الآخر. سيكون الحديث هنا عن حرب عادلة في مكان آخر. لم تنضج البشرية بعد ولم تصل إلى سن الحكمة لكي تكتشف أن الحرب ليست حلا. الحرب تهب الأقوياء فرصة الانتصار على العقل. كل العواطف لتي يؤجج نارها حملة السلاح هي ليست من النوع الإنساني الذي يضع وطنيته على ميزان الأمل بولادة عالم جديد تسوده المحبة. الوطنية في الحرب كذبة يُراد تمريرها من خلال شعارات رخيصة. ذلك ما فعله المهرج الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ليقابله ذعر رجل المخابرات الروسي فلاديمير بوتين. حرب بين دولتين كانتا يوما ما بلادا واحدة تنعم باشتراكية تمت شيطنتها فصار على الشعبين اللذين هما شعب واحد أن ينقسما على نفسيهما ويكون الوطن بمثابة القفص الذي يجب تفجير بابه. ولأنها حرب عبثية فإن أحدا لن يجرؤ على إيقافها من طرف واحد لئلا تُفتضح المهزلة الوطنية التي تقف وراءها. تنزلق الدول إلى الحروب بسبب أحلام سياسييها. ثقيلة هي تلك الأحلام وغالبا ما تنتهي إلى الفشل. غير أن أحدا لا يتعلم، لا لشيء إلا لأن البشرية لا تثق بالعقلاء. كل الذين أشعلوا الحروب كانوا مجانين. من هتلر إلى صدام حسين. لم يكن جورج بوش الابن أقل جنونا. مجنونان في السودان قررا أن يرفسا مائدة العيش الانتهازي المشترك فذهبا إلى معسكريهما ليبدأ فيلم جديد. أما حكايات دارفور وجنوب السودان الذي انفصل غير مأسوف عليه فقد طواها الزمن. اليوم يحمل السوداني بلاده على ظهره مثلما فعل العراقي والسوري واليمني من قبل ليس من أجل أن يجد له مكانا مريحا يقيم فيه، بل من أجل أن يدفنه. كم مرة دفن العراقيون عراقهم وأقسموا ألا يلتفتوا إليه وهو الذي أشبعهم حروبا؟ غير أن الشعوب نفسها بالرغم مما ذاقته من مآسي الحروب صارت تمر بها بطريقة مخاتلة. لا أحد يرغب في الفهم. فهم الأهداف الغامضة التي يتستر عليها مشعلو الحروب بالوطنية أمر صعب. هي أصعب من تصديق مفهوم الحرب العادلة. كانت الحرب العراقية – الإيرانية في ثمانينات القرن الماضي عادلة من وجهتي نظر الطرفين. كذلك يجد بنيامين نتنياهو حرب الإبادة التي يشنها على أهل غزة عادلة وهو يقصد ضمنا القضاء على حركة حماس التي يعرف أنه لن يتمكن من إنهائها. حرب بوش التي غزا فيها العراق ودمره وحطم دولته واحتلها وسلمها للمجهول كانت هي الأخرى عادلة. الحروب على الشيوعية وحروب الشيوعية الداخلية التي كلفت مئات الآلاف من الأرواح كانت كلها عادلة. ألا يخوض الحوثيون في اليمن حربا عادلة دفاعا عن المشروع الإيراني في المنطقة؟  لقد سبق للحوثيين أن خاضوا ستّ حروب ضد دولة اليمن التي يكرهونها. خسروا تلك الحروب. جاءتهم الفرصة حين تم خلع الرئيس السابق علي عبدالله صالح الذي تواطأ معهم بسبب غبائه السياسي ثم قتلوه. غير أن إيران حين سارعت لالتقاط الخيط لم تكن تفكر في المذهب بقدر ما كانت تفكر بموانئ اليمن على البحر الأحمر. لذلك كان من الصعب على الحوثيين ألا يشعلوا حربا. في تلك الحالة كانت الحرب وسيلة للتغطية على الاستعمار الإيراني. كل ما يُقال عن الدفاع عن المذهب هو كذبة. لا يجمع الحوثيين بالإيرانيين مذهب مشترك. بالنسبة إلى الحوثيين لا قضية عادلة لحربهم. إنهم يعترفون أن حربهم جزء من مشروع إيران للهيمنة على المنطقة. ولكن هل انتهت الحرب في سوريا؟ لا أعتقد أن الرئيس السوري بشار الأسد يملك تفسيرا لما حدث في بلاده إلا إذا ذهب إلى الحديث عن المؤامرة العالمية. ذلك تفسير جاهز. ولكن الحرب لم تكن لتقوم في بلاده لو أن أجهزته استبقتها ووضعت المعلومات بين يديه. تلك المعلومات التي لو شاء أن يتعامل معها رجل دولة مسؤول عن سلامة المجتمع لكان قد نجا بسوريا وشعبها من الحرب.ولكن الحرب هي الحل الذي يلجأ إليه الخاسرون إنسانيا.

المصدر: شبكة اخبار العراق

كلمات دلالية: الحرب فی حرب فی غیر أن

إقرأ أيضاً:

صنداي تايمز: المسيرات القاتلة تغير الحروب

أحدث هجوم عملية العنكبوت الأوكرانية على القواعد الجوية الروسية صدمة بين الاستراتيجيين والمخططين العسكريين في جميع أنحاء العالم، وعكس ما تشهده هذه التكنولوجيا من تغير أسرع مما يتصوره الناس، فهي تعيد كتابة تاريخ الحرب.

هذا ما يلخص بعض ما جاء في مقال للكاتب بصحيفة صنداي تايمز البريطانية مارك أوربان الذي أورد متا وصفت به وسائل الإعلام هذه "الضربة الجريئة" بأنها بمثابة بيرل هاربر روسيا: ضربة مفاجئة غير متوقعة كشفت عن نقاط ضعف عميقة، وفقا للكاتب.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2مجازر أطفال غزة تدفع أمهات فرنسا إلى الاحتجاج أمام الإليزيهlist 2 of 2واشنطن تايمز: الجواسيس الصينيون بينناend of list

وأوضح أن هذه التكنولوجيا الجديدة، المستخدمة بشكل مبتكر وجريء، تحرم روسيا من مزاياها الاستراتيجية ــ من الحجم الكبير لمساحة البلاد، حيث كان من المفترض أن تكون القواعد في عمق سيبيريا آمنة، إلى عدد سكانها الذي يزيد على ثلاثة أضعاف سكان أوكرانيا.

وذكر أن هذا التحول دفع المخططين العسكريين عالميًا، بما في ذلك في بكين وواشنطن ولندن، إلى إعادة تقييم دفاعاتهم الاستراتيجية، لافتا إلى أن تقرير مراجعة الدفاع الاستراتيجي البريطاني (SDR) أقر بالتأثير العميق للذكاء الاصطناعي وأجهزة الاستشعار الجديدة، حيث ذُكرت فيه المسيرات 28 مرة، مؤكدا أن "التكنولوجيا تُغيّر طريقة خوض الحروب".

أفراد من وحدة إزالة الألغام الأوكرانية يزيلون رأسًا حربيًا من مسيرة روسية انتحارية (رويترز)

مع ذلك، يُقدّم المقال أيضًا وجهة نظر مُعمّقة، حيث يُحذّر خبراء مثل الجنرال السير ريتشارد بارونز من اعتبار المسيرات "حلاً سحريًا"، مُجادلين بأن التكنولوجيا العسكرية تميل إلى "بلوغ مستوى مُعين في سياق الحرب" بمرور الوقت.

إعلان

وعلى الرغم من ذلك، قدّمت بريطانيا دعمًا كبيرًا لمشاريع الأسلحة غير المأهولة في أوكرانيا، مُستخلِصةً دروسًا قيّمة من تطور هذه الأسلحة ونجاعتها وتنامي الطلب عليها.

ويوضح المقال أن "المسيرات" تشمل اليوم مجموعة واسعة من الأسلحة، بدءًا من قنابل ساحة المعركة الصغيرة قصيرة المدى، وصولًا إلى الأنظمة ذاتية التشغيل بعيدة المدى مثل Helsing HX-2، وتلك القادرة على ضرب أهداف على بُعد يزيد عن 1400 كيلومتر.

كما ظهرت في هذه الحرب اكتشافات روسية عكسها نشر موسكو صواريخ لانسيت المتسكعة وأنظمة حرب إلكترونية فعّالة للتشويش على المسيرات  الأوكرانية، مما دفع كييف إلى إعطاء الأولوية للطائرات ذاتية التشغيل التي تعمل دون الحاجة إلى مشغلين، مثل نظام أفندجرز/"Avengers" الذي يستخدم قواعد بيانات بصرية للبحث عن الأهداف بشكل مستقل.

وهذا يعني أن كييف وموسكو كليهما تطوران بشكل متزايد تقنيات المسيرات، وبينما انصب تركيز أوكرانيا على مسيرات ذاتية التشغيل تستخدم الذكاء الاصطناعي وقواعد البيانات البصرية للبحث عن الأهداف وضربها دون تدخل المشغل، خاصةً عند تشويش الإشارات، نشرت روسيا مسيرات موجهة بالألياف الضوئية لتجنب التشويش.

المسيرات تعيد تشكيل أولويات الاستثمار العسكري

وقد عفا الزمن على الأنظمة القديمة باهظة الثمن، مثل مسيرة "واتش كيبر" البريطانية التي بلغت تكلفتها مليار جنيه إسترليني، أو مسيرات "ريبرز" الأميركية التي تبلغ تكلفة الواحدة منها 30 مليون دولار.

ويقول المقال إن هذا الوضع دفع المحللين للتشكيك في مشروع طائرة "تيمبست" المقاتلة البريطانية التي تبلغ تكلفتها 14 مليار جنيه إسترليني، مُجادلين بأن الذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا المسيرات قد تتفوق عليه قبل دخوله الخدمة.

                                                                مسيرة أوكرانية مقاتلة (رويترز) المستقبل:

يكمن التحول المُطلق لهذه التكنولوجيا في دمج الذكاء الاصطناعي والاستقلالية وأجهزة الاستشعار في القتال، مما قد يُبعد البشر عن اتخاذ القرارات السريعة.

إعلان

ولكن، بينما تُعزز المسيرات القدرة على تجاوز العوامل المعيقة على الأرض، فإنها قد تُسهم أيضًا في الوصول إلى طريق مسدود في أوكرانيا، مما سيُحد من القدرة على الحركة وتحقيق انتصارات حاسمة.

ويمكن تلخيص ما جاء في هذا المقال بالقول إن المسيرات تمثل، بالفعل، فصلاً جديداً لا يزال يتكشف في عالم الحروب، حيث تؤثر بشكل عميق على الإستراتيجيات، وتكشف عن نقاط ضعف الخصم، وتجبر الجيوش على إعادة تقييم الإنفاق الدفاعي التقليدي والمقاربات العملياتية.

مقالات مشابهة

  • مؤرخ في جحيم غزة.. خبير فرنسي يكتب عن القطاع الذي اختفى
  • منذ 1946.. العالم يشهد أكبر عدد من الحروب خلال عام
  • جارف الثلوج الذي دَوَّخ فرنسا وأميركا.. من يكون هو شي منه؟
  • نور الدين البابا: من أبسط أسس العدالة الانتقالية تأمين محاكمة عادلة للمتورطين بجرائم حرب من ضباط وغيرهم
  • صوفان: وجود شخصيات على غرار فادي صقر ضمن هذا المسار له دور في تفكيك العقد وحل المشكلات ومواجهة المخاطر التي تتعرض لها البلاد.. نحن نتفهم الألم والغضب الذي تشعر به عائلات الشهداء، لكننا في مرحلة السلم الأهلي مضطرون لاتخاذ قرارات لتأمين استقرار نسبي للمرحلة
  • صوفان: هذه الإجراءات ليست بديلاً عن العدالة الانتقالية والتي بدأت بالفعل، وهذه مهمة اللجنة الوطنية للعدالة الانتقالية التي شكلت بمرسوم رئاسي
  • هل ما زالت الدولة السودانية تقاتل بعقلية (كرري) تحدث عن رجال كالأسود الشامخة؟
  • ألوان على رماد الحروب: سيرة الفن التشكيلي الكوردي
  • الغاء المباراة الودية بين منتخبي تونس وجمهورية إفريقيا الوسطى التي كانت ستلعب بالدار البيضاء
  • صنداي تايمز: المسيرات القاتلة تغير الحروب