سلطان بن أحمد القاسمي يشهد فعاليات اليوم الثاني من المنتدى الدولي للاتصال الحكومي 2024
تاريخ النشر: 5th, September 2024 GMT
شهد سمو الشيخ سلطان بن أحمد بن سلطان القاسمي، نائب حاكم الشارقة، رئيس مجلس الشارقة للإعلام، صباح اليوم فعاليات اليوم الثاني من المنتدى الدولي للاتصال الحكومي في دورته الـ 13، والتي ينظمها المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة في مركز إكسبو الشارقة، تحت شعار “حكومات مرنة … اتصال مبتكر”، وبمشاركة أكثر من 250 متحدثاً من مختلف أنحاء العالم.
وانطلقت فعاليات اليوم الثاني للمنتدى بكلمة افتتاحية قدمها طارق سعيد علاي، مدير عام المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة، إلى جانب عدد من الخطابات المُلهمة التي ألقاها مجموعة من المؤثرين والمسؤولين وأصحاب التجارب الفريدة، هم: الدكتور أحمد العوضي، نائب أول للشؤون المجتمعية والحكومية ومدير برنامج الجينوم الإماراتي، ومايا غزال، سفيرة النوايا الحسنة وأول لاجئة سورية تحصل على رخصة لقيادة الطائرات، بالإضافة إلى صانع المحتوى العالمي زاكري ديرينوسكي.
وفي كلمته الافتتاحية، أكد طارق سعيد علاي، أن إمارة الشارقة بقيادة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، تعمل وفق استراتيجية واضحة وهي أن الإنسان هو عماد نهضة البلدان وأساس تطويرها، وأن توفير المناخ والبيئة المناسبين، إلى جانب أدوات الاتصال والتواصل الفعّال هما المؤشر الحاسم نحو التطور وتوجيه بوصلة الإنسان نحو المستقبل.
وقال مدير عام المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة متناولاً أهمية شعار المنتدى لهذا العام // انطلاقاً من يقيننا بأن المشاريع الحضارية الناجحة تحتاج إلى مناخ عام وبيئة متكاملة لتجني ثمارها، وترتقي بواقع مجتمعاتها، وهذا لا يتحقق إلا بتبادل التجارب والخبرات، وفتح آفاق التعاون مع المشاريع الرائدة، فإننا نفتح فصلاً جديداً من مشروع متكامل يتطلع لرفع مساهمة الاتصال في خطط التنمية في المنطقة والعالم، وما اختيار شعار (حكومات مرنة … اتصال مبتكر) إلا استجابة لجملة من المتغيرات التي شهدها العالم خلال السنوات الماضية //.
وأشار علاي إلى أن ما كان يمثل نموذجاً مثالياً للاتصال قبل أعوام قليلة لم يعد سوى درس وتجربة لشكل جديد من الاتصال، يضع في الاعتبار الكم الهائل من المعلومات التي تتشاركها مجتمعات العالم، كما ويتوقف ملياً عند سلوك الفرد في حياته اليومية، والوقت الذي يمضيه في التواصل وفي متابعة مجريات العالم.
واختتم مدير عام المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة كلمته لافتاً إلى أهمية عمل خبراء الاتصال الحكومي ومسؤوليه ووسائله وأدواته قائلاً // إن مهمتنا المركزية اليوم كعاملين في الاتصال الحكومي ليست صناعة رسالة مرئية أو مسموعة أو مكتوبة، بقدر ما تتمثل في التخلي عن القوالب التي لم تعد مجدية في الاتصال، وابتكار قوالب جديدة تتناسب مع مجتمعات اليوم، ليس ذلك وحسب، وإنما مهمتنا أيضاً أن نكون قادرين على التنبؤ بأثر كل عملية اتصال، كما علينا أن نكون مساهمين في توجيه دفة التغيير في منظومة الاتصال؛ فما يحدث من ثورة في التكنولوجيا أو في علم الاجتماع أو في أسواق المال أو غيرها من القطاعات، له انعكاسات مباشرة على الاتصال واستراتيجياته //.
ووّجهت مايا غزال، سفيرة النوايا الحسنة، وأول لاجئة سورية تحصل على رخصة لقيادة الطائرات، خلال كلمتها الملهمة التي ألقتها وحملت عنوان: “آمال اللاجئين وإرث ديانا”، شكرها وتقديرها إلى سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة مؤسسة القلب الكبير، على جهودها اللامحدودة في دعم اللاجئين حول العالم والذي يعكس التزاماً حقيقياً من سموها بتحسين حياة اللاجئين وتوفير فرص التعليم لهم، الأمر الذي يُسهم في تمكينهم من تحقيق أحلامهم وتطوير إمكاناتهم، حيث أن الجهود الإنسانية تعزّز الأمل وتفتح آفاقاً جديدة أمام اللاجئين.
واستعرضت غزال تجربتها مع سنوات اللجوء وعدم الالتحاق بالتعليم موضحةً أن اللاجئ هو إنسان عادي يملك الطموح ويحتاج إلى من يأخذ بيده ويساعده على تحقيق أحلامه، حيث أنها خلال رحلاتها المتعددة إلى مخيمات اللاجئين التقت بالعديد من اللاجئات من ذوات الطموح العالي، مؤكدةً أن التعليم يحوّل الطلبة إلى قادة ومبتكرين لصالح كل المجتمعات في العالم.
واختتمت سفيرة النوايا الحسنة خطابها مشيرةً إلى أهم الدروس والنتائج من تجربتها الشخصية قائلةً // لن يكون المجتمع الدولي قادراً على تحقيق أهداف التنمية المستدامة ما لم يتم ردم الفجوة بين الحكومات والمؤسسات الخاصة والعامة وتسهيل الوصول إلى اللاجئين ومساعدتهم، وأنا من خلال قصتي ووجودي في المنتدى الدولي للاتصال الحكومي أريد أن أُبيّن أن قوة التعليم يمكن أن تغير حياة الناس //.
وتناول الدكتور أحمد العوضي، في خطاب مُلهم بعنوان “الجينوم الإماراتي… رحلة لاكتشاف مستقبل صحي أفضل”، أهمية مشروع برنامج الجينوم الإماراتي الرائد عالمياً، مشيراً إلى أنه مشروع بحثي وطني طموح يهدف إلى وضع خارطة جينية شاملة لمواطني دولة الإمارات العربية المتحدة بهدف تسريع وتيرة تطوير حلول الرعاية الصحية والوقائية والمخصصة، وذلك باستخدام أحدث تقنيات التسلسل الجيني والذكاء الاصطناعي.
وتحدث العوضي عن ماهية الجينوم وتعريفه، مُوضحاً أنه يمثل كامل المادة الوراثية الموجودة في خلايا الكائن الحي، والمعروفة بالحمض النووي “دي إن إيه”، وقال // عملت دولة الإمارات العربية المتحدة على نشر التوعية ببرنامج الجينوم من خلال التواصل مع أكثر من 700 جهة حكومية وخاصة، وعقد أكثر من 725 ورشة تعريفية بالبرنامج، بالإضافة إلى زيارة أكثر من 1000 مؤسسة ومكان عمل //.
وأكد مدير برنامج الجينوم الإماراتي على أهمية الاتصال في نجاح المشروع من حيث تفاعل المشاركين وتوعيتهم بأهمية البرنامج إلى جانب التحديات التي واجهت فريق عمله المنتشر في كافة أنحاء الدولة، حيث أن البرنامج يهدف إلى البحث عن مسببات الأمراض الوراثية، مما يتيح للباحثين والأطباء دراسة هذه المسببات بشكل متعمق لوضع خطط علاجية فعالة، بهدف بناء مجتمع إماراتي أكثر صحة.
واختتم صانع المحتوى العالمي زاكري ديرينوسكي الكلمات المُلهمة بخطاب بعنوان: “صورة الإنسانية تتجلى بالاتصال العاطفي”، مؤكداً أن التواصل بين الشخص والآخرين يمكن أن يكون له تأثير عميق على حياتنا ويعمل على تغيير الحياة إلى درجة كبيرة، مشيراً إلى ضرورة أن تعمل وسائل التواصل الاجتماعي لبناء مجتمعاتٍ تدعو للخير والتعاطف بين الناس.
وشارك ديرينوسكي تجربته الشخصية عندما بدأ دراسته في كلية الطب مركزا على فكرة التواصل العاطفي البسيط موضحا أن فكرة التواصل العاطفي والتعاطف مع الآخرين أصبحت مؤثرة بشكلٍ كبير .
وقال إن هذا الاتصال العاطفي مع الغرباء ألهمه لتغيير مسار حياته حيث قرر ترك دراسة الطب واتجه إلى صناعة المحتوى الذي يمكنه من التواصل مع الغرباء ومشاركة قصصهم وتجاربهم ومساعدتهم .
واختتم ديرينوسكي حديثه باستعراض عددٍ من القصص الحقيقية التي برزت فيها الإنسانية ودور وأهمية التواصل في تعزيز حياتنا الإنسانية والشعور بأننا جزء من مجتمع أكبر.
وشهد سمو الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي الجلسة الحوارية التي حملت عنوان “عندما تتحول المغامرة إلى قوة ناعمة” تحدث فيها كل من: الشيخ فاهم بن سلطان القاسمي، رئيس دائرة العلاقات الحكومية في الشارقة، وأحمد الهنداوي، مبعوث الأمم المتحدة السابق للشباب، والأمين العام للمنظمة العالمية للحركة الكشفية، وأنيلي بومبي، الُمغامِرة والرياضية السويدية.
وأشار الشيخ فاهم بن سلطان القاسمي إلى أنّ اقتصاد المغامرة يتمتع بالعديد من الفرص الواعدة في دولة الإمارات العربية المتحدة، وفي إمارة الشارقة على وجه التحديد، حيث أن هناك إمكانات كبيرة للُمغامرة بفضل ما تتميّز به الدولة من بيئة مستقرّة وأمن وظيفي وغيرها، وقال // المغامرة في ريادة الأعمال تتطلب توفّر عناصر مهمة على رأسها الفرص، وقد نجحت إمارة الشارقة في الاستثمار في التعليم والثقافة وريادة الأعمال، كما لدينا مشروع تحت مسمى “شراع” يعمل على تمكين الشباب لتأسيس أعمالهم الخاصة والناشئة //.
ولفت رئيس دائرة العلاقات الحكومية إلى دور المغامرة في رفع الوعي والتعلّم، قائلاً // المغامرة تمنح الأشخاص مجالاً لتطوير تجاربهم وخبراتهم، ورفع الوعي لدى الأفراد، وقد تابعنا ذلك من خلال سياحة المغامرة هنا في إمارة الشارقة، حيث أن الجيل الجديد يركّز بشكل أساسي على الحصول على تجارب جديدة تُسهم في صقل شخصياتهم بشكل أكبر //.
وتناول أحمد الهنداوي في مشاركته، أهمية التعليم القائم على المغامرة في دعم اقتصاد المستقبل وتوفير بيئة محفزة للإبداع، إلى جانب العلاقة التفاعلية بين اقتصاد المغامرة والقوة الناعمة، وكيف يمكن للدول أن تستخدم هذه المجالات لتعزيز جودة الحياة والرفاهية.
وقال المبعوث السابق للأمم المتحدة للشباب // لابد من توفير بيئة تفاعلية تُحفز على تبادل الأفكار والخبرات خارج إطار التعليم التقليدي، وهذا لا يتحقق إلا من خلال التواصل المستمر والدعم المؤسساتي لكافة مكونات المجتمع. والحركة الكشفية اليوم باتت تمثّل امتداداً وتاريخاً كبيراً وحضوراً واسعاً حول العالم، وهي تعتمد برامج تقوم بشكل أساسي على المغامرة عبر دمج الأنشطة البدنية مع العمل وروح الفريق والقدرة على معالجة التحديات. ومن هنا أدعو الشباب إلى عدم الاكتفاء بالتعليم التقليدي بل لا بدّ من الخروج عن هذا النمط لأنّ معظم الخبرات التي تكتسبها أجيال اليوم مصدرها يكمن في النشاطات الخارجية والكشفية //.
من جانبها قالت أنيلي بومبي أن القوة الناعمة عبر المغامرة تكمن في إيصال رسالة الإلهام إلى الآخرين، وتشجيع الآخرين على التواصل المستمر مع الطبيعة ومع الآخرين، وقالت // حُظيت بفرصة السفر لـ 7 قارات وتسلّق أعلى القمم الجبلية في كلّ قارة، وهذا الأمر مرتبط ارتباطاً وثيقاً باقتصاد المغامرة من خلال دعم السياحة والترويج بقوة لتلك البلدان، وبالتأكيد فإنّ المغامرة بحدّ ذاتها تشكّل اليوم مصدر دخل أيضاً من خلال منصات التواصل الاجتماعي، وباعتقادي لا بدّ أن يكون هناك شكل مستدام من أنشطة سياحة المغامرة والأنشطة الكشفية لنشر ثقافتنا وطبيعة بلداننا //.
وتمثل الدورة الـ 13 من المنتدى الدولي للاتصال الحكومي منصة معرفية تهدف إلى مناقشة وتحليل مستقبل الاتصال المبتكر وأثره على الحكومات في تحقيق الأهداف التنموية، ويتضمن مجموعة متنوعة من الجلسات والخطابات والحوارات وورش العمل، التي تناقش أهمية الاتصال المبتكر في ظل توجه حكومات العالم نحو تبني مفهوم الحكومات المرنة لتعزيز الابتكار وتطوير الفرص المستقبلية، للمساهمة في تعزيز الجهود العالمية لمواجهة التحديات المشتركة وتحقيق التنمية المستدامة الشاملة.وام
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: المکتب الإعلامی لحکومة الشارقة المنتدى الدولی للاتصال الحکومی الجینوم الإماراتی إمارة الشارقة إلى جانب سلطان بن من خلال أکثر من حیث أن
إقرأ أيضاً:
مؤسسة خالد بن سلطان القاسمي الإنسانية تطلق أولى مشاريعها لحماية 30 ألف طفل ومجتمعاتهم من العنف والاستغلال في زنجبار والمكسيك
الشارقة - الرؤية
بتوجيهات قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة مؤسسة خالد بن سلطان القاسمي الإنسانية، أعلنت المؤسسة عن إطلاق أولى مشاريعها الإنسانية الدولية. وتهدف هذه المشاريع إلى توفير الحماية والرعاية لأكثر من 30 ألف طفل معرضين لمختلف أنواع العنف والاستغلال، في كل من زنجبار والمكسيك. كما تسعى إلى تعزيز قدرات المجتمعات في البلدين على بناء بيئة آمنة وداعمة للأطفال، وذلك بالتعاون مع منظمات دولية رائدة، هي "منظمة أنقذوا الأطفال الدولية – تنزانيا" و"بلان إنترناشيونال – المكسيك".
ويجسّد هذا الإعلان رؤية المؤسسة في ترسيخ أنظمة حماية متكاملة للأطفال في البيئات المعرضة للخطر، كما يعكس وعيها العميق بأهمية التدخل الاستباقي لمواجهة التحديات المتصاعدة التي تهدد سلامة الأطفال الجسدية والنفسية، بما في ذلك العنف والإهمال والاستغلال بمختلف أشكاله.
وتُظهر التقديرات أن واحداً من كل خمسة أطفال تتراوح أعمارهم بين 5 و17 عاماً يعملون في ظروف قسرية وخطرة في البلدان الأقل نمواً، كما ارتفعت نسبة الأطفال ضحايا الاتجار الذين تم اكتشافهم عالمياً بنسبة 31٪ خلال السنوات القليلة الماضية، وفقاً لتقارير كل من منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) ومكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة (UNODC).
رؤية شاملة لبناء منظومات حماية مستدامة للأطفال حول العالموحول الأهداف والرؤى الاستراتيجية من إطلاق هذه المشاريع، أكدت سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي أن مؤسسة الشيخ خالد بن سلطان القاسمي تنطلق في مشاريعها العالمية من إيمانها العميق بأن توفير الحماية والرعاية للأطفال، وضمان نشأتهم السليمة في بيئة يسودها الإلهام والحب والرعاية والتعليم، هو حق إنساني طبيعي أولاً، واستثمار حقيقي في مستقبل العالم ثانياً. وأوضحت سموها أن المؤسسة تتعامل مع التهديدات التي يتعرض لها الأطفال حول العالم بوصفها مهمات ملحّة لا يمكن تأجيلها، مشيرةً إلى أن إنقاذ طفل واحد هو خطوة نحو إنقاذ مستقبل مجتمع بأكمله.
وأضافت سموها: "لقد أطلقنا مؤسسة الشيخ خالد بن سلطان القاسمي الإنسانية في عام 2024، لتكون منظومة عالمية لجهود حماية الأطفال أينما كانوا عُرضةً للخطر. وتعمل المؤسسة وفقاً لمبدأ التكامل والشمول، بهدف بناء منظومة حماية متكاملة ترتكز على الوقاية، واحتواء الضحايا، وبناء الشراكات، وتطوير التشريعات، بما يُترجم رؤية الشارقة ودولة الإمارات العربية المتحدة في مساندة الإنسان والدفاع عن الفئات الأضعف، وفي مقدمتهم الأطفال.
وتابعت سموها: “إن الأطفال هم القاسم الإنساني المشترك بين جميع الشعوب والثقافات والمعتقدات، ومهما تباعدت رؤانا، فإننا نلتقي جميعاً عند الطفولة وحقوق الأطفال في عَيش حياة طبيعية، بعيدة عن أي شكل من أشكال الخوف والقلق والألم الجسدي والنفسي، لذلك، نحشد الجهود وفق مبدأ التعاون والاستدامة والأثر المباشر، حتى لا تمسي مشاريعنا مجرد استجابة لحظية، بل تكون لبِنة صلبة في بنيان مجتمعات حاضنة للأطفال وحامية لهم".
تعزيز خدمات الدعم والحماية للناجين من العنف في بمبا وأنغوجا، زنجبارفي زنجبار، أطلقت مؤسسة خالد بن سلطان القاسمي الإنسانية، بالشراكة مع منظمة "أنقذوا الأطفال"، مشروع "توسيع خدمات الدعم للناجين من العنف في بيمبا وأونغوجا"، وذلك بعد الزيارة التي قامت بها سموّ الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي للمراكز المعنية في زنجبار، والتي كشفت عن الحاجة الماسّة لتوسيع نطاق الدعم. ويأتي هذا المشروع كجزء من سلسلة مشاريع إنسانية تنفذها إمارة الشارقة في زنجبار، حيث تهدد معدلات العنف القائم على النوع الاجتماعي، مثل العنف ضد الفتيات بسبب كونهن إناث، سلامة ومستقبل عدد كبير من الأطفال.
ويقام المشروع من خلال اثنين من "مراكز الدعم المتكامل" القائمة في مستشفى جيتيمائي في أونغوجا ومستشفى عبدالله مزى في بيمبا، ويهدف إلى تقديم خدمات طبية ونفسية وقانونية مباشرة لما لا يقل عن ألف ناجٍ وناجية من العنف القائم على النوع الاجتماعي، إلى جانب توفير الدعم لـ10 آلاف فرد من خلال برامج التوعية المجتمعية وخدمات الرعاية المجتمعية.
ويشكل المشروع مبادرة نوعية في هذا التوقيت، إذ تُظهر التقديرات الوطنية في زنجبار أن واحدًا من كل عشرة فتيان وواحدة من كل عشرين فتاة يتعرضون للعنف الجنسي قبل سن الرشد، بينما تواجه نحو 30% من الفتيات هذا النوع من العنف قبل بلوغ سن الثامنة عشرة.
وبحسب تقرير صادر عن مكتب الإحصاء الحكومي في زنجبار في ديسمبر 2023، تم تسجيل 162 حالة عنف مبني على النوع الاجتماعي، شكّل الأطفال نسبة 81.5% من ضحاياها.ويمتد التعاون بين مؤسسة خالد بن سلطان القاسمي الإنسانية ومنظمة "أنقذوا الأطفال"، لعام كامل، ويهدف إلى تعزيز قدرات نظام الحماية المحلي من العنف القائم على النوع الاجتماعي في زنجبار، وكسر حلقات الانتهاك، وتمكين الناجين والناجيات من استعادة حياتهم وبناء مستقبل أفضل.
حماية 7 آلاف طفل ويافع من المهاجرين ودعم أكثر من 15 ألف فرد في المكسيكأما في المكسيك، فأطلقت مؤسسة خالد بن سلطان القاسمي الإنسانية، بالتعاون مع منظمة "بلان إنترناشيونال – المكسيك"، مشروع "حماة الأطفال"، لتقديم دعم متكامل للأطفال واليافعين وأُسرهم في ثلاث مدن مكسيكية، هي: تاباتشولا، ومكسيكو سيتي، وسيوداد خواريز. ويشمل المشروع تقديم خدمات وقائية وحمائية، ومساحات آمنة، ودعم نفسي أولي، ورعاية صحية متنقلة، إلى جانب دعم نفسي ومالي للعائلات المتضررة.
وتتجسد أهمية المشروع بالنظر إلى التقارير والأرقام حول واقع الأطفال المعنفين، إذ تُسجّل المكسيك واحدة من أعلى معدلات الاتجار بالبشر عالميًا، فقد شهدت هذه الظاهرة تصاعدًا ملحوظًا منذ جائحة كوفيد-19، حيث يستهدف المتاجرون الفئات الأكثر ضعفًا، لا سيما الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و12 عامًا. كما ارتفع عدد الأطفال المهاجرين غير المصحوبين بذويهم بشكل كبير في السنوات الأخيرة، من نحو 69,500 طفل في عام 2019 إلى أكثر من 137 ألف طفل في عام 2023، نتيجة تصاعد معدلات العنف، والفقر، والنزوح المرتبط بتغير المناخ.
ويستفيد من مشروع "حماة الأطفال" بشكل مباشر نحو 7 آلاف طفل ويافع، فيما تصل فوائده غير المباشرة إلى أكثر من 15 ألف فرد، من خلال برامج توعية مجتمعية وتدريب أفراد المجتمع المحلي ليكونوا عناصر فعّالة في حماية الأطفال المهاجرين من الاستغلال والعنف.
وأظهرت دراسة حديثة أعدّتها منظمة "بلان إنترناشيونال"، استنادًا إلى 155 مقابلة مع أطفال مهاجرين ومقدمي رعاية في ثلاث مدن حدودية رئيسية في المكسيك، هي: سيوداد خواريز، رينوسا، وتيخوانا، أن نحو ثلثي الأطفال غادروا ديارهم برفقة أحد الوالدين أو أحد مقدمي الرعاية، لكن الثلث فقط وصل إلى المكسيك بصحبة مرافق، وقد جعلهم ذلك أكثر عرضة للعنف القائم على النوع الاجتماعي، والاستغلال، والاتجار، والتجنيد القسري من قبل الجماعات المسلحة، أثناء سفرهم بمفردهم بحثاً عن الأمان.
رؤية تمتد عالميًا لسد فجوات الحماية والعدالة للأطفالوتتطلع مؤسسة خالد بن سلطان القاسمي الإنسانية إلى ترسيخ نهجها القائم على التعاون طويل الأمد، وتمكين المجتمعات المحلية، وتحقيق تحول منهجي مستدام في أنظمة حماية الطفل، وقد جاء إطلاق مشروعي زنجبار والمكسيك على أسس الاستدامة، لضمان استمرار النتائج والآثار إلى ما بعد مرحلة التنفيذ الفوري.
وتعكس شراكات المؤسسة مع المنظمات الدولية رؤيتها ورسالتها الأشمل في إحداث تأثير حقيقي ودائم في البيئات التي تواجه احتياجات ملحّة في مجال حماية الطفل، لاسيما في مناطق مثل شرق إفريقيا وأمريكا اللاتينية، حيث تُسجَّل هذه المناطق فجوات واضحة في مجالات الرعاية، والسلامة، والعدالة.
وتسعى المؤسسة خلال المرحلة المقبلة إلى توسيع نطاق عملها ليشمل مناطق إضافية ذات أولوية، في مقدمتها المنطقة العربية وجنوب شرق آسيا، ويأتي هذا التوسّع في إطار التزام المؤسسة بتوفير بيئات أكثر أمانًا وإنصافًا للأطفال في مختلف بلدان العالم.
حول مؤسسة خالد بن سلطان القاسمي الإنسانية
تأسست مؤسسة الشيخ خالد بن سلطان القاسمي الإنسانية في يوليو عام 2024، بتوجيهات سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، بهدف حماية الأطفال المستضعفين حول العالم، لا سيما ضحايا الحروب، والفقر، والاتجار، والعمالة القسرية. وتتبنى المؤسسة منهجية شاملة ترتكز على الوقاية، والرعاية، وبناء الشراكات، بما يضمن إرساء منظومات حماية مستدامة تضمن حقوق الأطفال في الأمن والتعليم والكرامة.