لبنان ٢٤:
2025-05-17@19:00:44 GMT

هجوم على مفتي الجمهورية في خضمّ حرب غزّة

تاريخ النشر: 9th, September 2024 GMT

هجوم على مفتي الجمهورية في خضمّ حرب غزّة

كتب مجد بو مجاهد في" النهار": لم يكن مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان بعيداً عن التعرّض لهجوم من بعض الذين شجبوا كيفية تعامله مع الحرب الناشبة في قطاع غزّة حيث ثمة من قال في أروقة اجتماعية وإعلامية إنّ ليس لديه من توجّه تضامنيّ جذريّ مع الحرب الناشبة في قطاع غزّة ما دفع بالهيئة الإدارية لاتحاد جمعيات العائلات البيروتية للتضامن معه عند زيارتها إلى دار الفتوى.


الأجواء الرسميّة التي واكبتها "النهار" من المكتب الإعلامي في دار الفتوى، تحفيز على مراجعة خطابات مفتي الجمهورية منذ أن بدأ القصف الحربيّ على قطاع غزة، حينما كان المفتي عبد اللطيف دريان يتحدّث أسبوعياً تقريباً في مناسبات عدّة مع اتّخاذه موقفاً شاجباً للحرب على القطاع مع العمل على تقديم مساعدات للفلسطينيين الموجودين تحت لهيب الحرب. وكانت هناك اجتماعات دائمة للمجلس الشرعي الإسلامي الأعلى الذي يرأسه المفتي دريان، حيث لطالما
كان موضوع الحرب في غزّة على جدول أعمال تلك الاجتماعات شمولاً في بحث ترتيبات هادفة للمساعدة والتضامن وإدانة العمليات الحربية التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي في اعتبارها أشبه بإبادة.
إنّ موَاقف المفتي دريان التضامنية المتخذة مع القضية الفلسطينية جديرة من دون إغفال المساعدات التي تقدّم أيضاً من دار الفتوى، ذلك أنّها قدّمت ما استطاعته للفلسطينيين في قطاع غزّة من خلال صندوق الزكاة.
تأكيد المكتب الإعلامي في دار الفتوى، أنّ كلام مفتي الجمهورية اللبنانية واضحٌ وسياسة دار الفتوى تبقي على القضية الفلسطينية أساسية ولا يمكن لأحد أن يزايد فيها. ولن تدخل دار الفتوى في سجالات وهي مرتاحة لما تتخذه من تدابير.
 

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: مفتی الجمهوریة دار الفتوى قطاع غز

إقرأ أيضاً:

عُمان التي أسكتت طبول الحرب

في ركنٍ من هذا العالم العربي الملتهب، حيث تتشابك مصالح الإمبراطوريات وتتصادم استراتيجيات الدول الكبرى على حساب الجغرافيا والتاريخ، هناك دولة اختارت طريقًا مختلفًا.

سلطنة عُمان هذه الواحة الهادئة وسط صحراء النزاعات لم تسمح لنفسها أن تكون بيدقًا في رقعة الشطرنج الدولية، ولم تُبدّد مكانتها في لعبة المحاور والاصطفافات، بل وقفت كـ«السيدة الحكيمة»، كما يسميها المراقبون، تمسح عن الوجوه غبار الحروب، وتفتح للخصوم أبوابًا لم يكونوا يتوقعونها.

في منطقة تتوزعها الرياح بين الطموح النووي الإيراني، والوجود الأمريكي الصارم، والاشتباك العربي المزمن، رفعت سلطنة عمان راية أخرى: راية «الاحترام المشترك»، و«الحوار قبل الضربة»، و«اليد الممدودة بدل الإصبع على الزناد».

وهنا، يكمن الاستثناء العُماني: دولة لم تُقامر يومًا بدماء جيرانها، ولم تبنِ مجدها على ركام الدول الأخرى. بل آمنت أن دورها الحضاري ليس بالتحالف مع الأقوى، بل بالوقوف على مسافة واحدة من الجميع.

في السادس من مايو، بينما كانت شاشات الأخبار تغرق في صور الانفجارات، وبينما كانت المؤشرات تنذر بتوسّع خطير في الصراع الدائر بين جماعة أنصار الله والتهديدات أمريكية المتصاعدة تجاه استهداف الملاحة الدولية في البحر الأحمر، خرجت مسقط باتفاق ناعم لكنه جلل: وقف إطلاق نار مؤقت بين واشنطن وصنعاء، يضمن سلامة الملاحة، ويمنح للسلام فرصة ليلتقط أنفاسه.

ولم تكن هذه المبادرة وليدة لحظة، بل هي نتيجة شهور من الحوار الصامت الذي أجرته سلطنة عُمان، بهدوء، بعيدًا عن الأضواء، في قنوات خلفية لا تعتمد على التصعيد، بل على بناء الثقة، حجرةً بعد حجرة.

لكن الأمر لم يتوقف عند اليمن.

إذ حملت الأيام التالية مفاجأة أكبر: إيران تُعلن موافقتها على مبادرة عُمانية لاستضافة جولة رابعة من المفاوضات مع الولايات المتحدة.

في وقتٍ كانت فيه التوترات تنذر بالانفجار، وبين تحركات بحرية ومواقف سياسية حادة، قررت طهران أن تستمع لصوت مسقط.

لماذا؟ لأن هذه الدولة التي لا تلوّح بالقوة، تملك ما هو أثمن من ذلك: تملك المصداقية.

لقد فهمت سلطنة عمان منذ بداية الجمهورية الإسلامية في إيران، ومنذ لحظة دخول الأساطيل الأمريكية للخليج، أن دورها ليس الوقوف في الضد، بل الوقوف في المنتصف، لا كحياد باهت، بل كوسيط نشط، بكرامة وهدوء.

فما الذي يجعل هذا البلد العملاق برسالته، ينجح فيما فشلت فيه دول كبرى، ذات أبواق وسفارات وميزانيات مهولة؟ الجواب، ببساطة، إنه لا يُمارس السياسة من أجل العنوان، بل من أجل الغاية.

ففي السياسة كما في الطب، لا يحتاج الطبيب الجيد إلى صخب، بل إلى يد ثابتة ونية خيّرة.

وهذا ما فعلته سلطنة عُمان.

اقتربت من الجراح وهي تهمس لا تصرخ، ووضعت الضمادة لا الحطب.

لقد وُلدت هذه الفلسفة من تاريخ طويل في العلاقات الإنسانية والسياسية.

فسلطنة عُمان، التي تفتح أبوابها للحجاج والدبلوماسيين على حد سواء، تعرف أن الكلمة الطيبة تُغيّر العالم أكثر مما يفعل الرصاص.

عرفت ذلك عندما وقفت على مسافة متزنة من كل صراعات المنطقة، وعندما شاركت في مساعي الاتفاق النووي مع إيران، وعندما رفضت أن تدخل تحالفات استنزفت الدول وأغرقتها في الرمال.

عُمان لا تُراهن على النصر، بل على النُبل.

لا تُقايض بالتحالفات، بل تُبادر بالثقة.

لا ترفع شعارات، بل ترسم جسورًا.

وفي لحظةٍ يخشى فيها العالم اندلاع حربٍ جديدة بين قوى كبرى، تُطفئ مسقط الشرارة قبل أن تصبح نارًا.

تجمع طهران وواشنطن تحت سقف واحد، لا لتفرض رأيًا، بل لتفتح نافذة.

هذا المقال ليس تمجيدًا لدبلوماسية، بل احتفاء بأخلاق دولة.

بدولةٍ فهمت أن القيادة لا تحتاج صراخًا، بل رقيًّا.

وأن التاريخ لا يخلّد الأصوات العالية، بل الأفعال العظيمة التي تمشي على أطراف الأصابع.

تحية إلى عُمان، دولة الأفعال الهادئة التي كلما اقتربت الحرب، قررت أن تكتب فصلًا جديدًا للسلام.

مقالات مشابهة

  • عربات جدعون.. الجيش الإسرائيلي يعلن بدء هجوم واسع النطاق على غزة مع نهاية جولة ترامب الخليجية
  • هجوم بري كبير.. جيش الاحتلال يطالب الفلسطينيين بإخلاء شمال غزة
  • مفتي الجمهورية: الحج دون تصريح رسمي مخالفة شرعية ولكن صحيح الأركان والعبادة
  • بدء العد التنازلي لـ"هجوم شامل" على غزة.. و"نافذة ضيقة" للحوار
  • بدء العد التنازلي لـ"هجوم شامل" على غزة.. ونافذة ضيقة للحوار
  • مفتي الجمهورية: الحج دون تصريح رسمي مخالفة شرعية.. وفاعله آثم شرعا
  • عُمان التي أسكتت طبول الحرب
  • مفتي الجمهورية: صمود الأسرة الفلسطينية في وجه آلة القتل والدمار شاهد على خذلان المجتمع الدولي
  • المفتي قبلان استقبل سفير إيران.. وهذا ما تم بحثه
  • المفتي دريان من ضريح المفتي خالد: مستمرون على العهد والثوابت