سرايا - في ساحة السياسة الأمريكية، لا صوت يعلو فوق صوت المناظرة المرتقبة بين دونالد ترامب، رجل الأعمال الملياردير والرئيس الأمريكي السابق الذي يمثل القوة الصاخبة والإثارة، وكاملا هاريس نائبة الرئيس التي تمثل الواقعية والهدوء.

وتعد المناظرة اختباراً للإرادات، سيحاول كل منهما إقناع الأمريكيين بأنه هو من يملك الرؤية الصحيحة لقيادة الأمة الأمريكية في السنوات القادمة .

. فمن يكسب ثقة أمريكا؟




فترامب الذي قاد رئاسةً مليئة بالتقلبات والصراعات لازال يحتفظ بقاعدة جماهيرية كبيرة تؤمن بفكرته حول "أمريكا أولاً"، بينما هاريس تمثل جيلًا جديدًا من القادة الذين يسعون إلى بناء أمريكا أكثر شمولية وعدالة.



ومن المتوقع وفقا لتقارير أمريكية أن يركز ترامب في هجومه على هاريس على دورها كنائبة للرئيس بايدن وسياسات الإدارة الحالية في ملفات الاقتصاد والهجرة والسياسة الخارجية.


وبحسب شبكة "سي إن إن" فقد توقعت هاريس أن ترامب سوف "يكذب" خلال المناظرة، وقالت إنها تتوقع هجمات بشأن هويتها العرقية والنوع الاجتماعي، بما يتماشى مع الطريقة التي هاجم بها ترامب من قبل الرئيس الأسبق، باراك أوباما والمرشحة الرئاسية الديمقراطية السابقة، هيلاري كلينتون، مشيرة إلى أنه قد يستحضر هويتها كامرأة سمراء أثناء المناظرة.

هاريس قد تقلب الأمور

وفي هذا الصدد علقت المؤرخة الرئاسية دوريس كيرنز غودوين أنها تعتقد "أنه إذا كانت (هاريس) مستعدة لذلك، فقد تكون هذه واحدة من تلك اللحظات التي يمكنها قلب الأمور فيها... يبدو لي من المدهش أن يفعل (ترامب) ذلك، ولكن ربما يفعله مع العلم باندفاعه، ويمكنني أن أتخيل أنها أعدت لذلك".

وأضافت غودوين وفقا لـ " سي إن إن" أنها "متأكدة" أن ترامب يجب أن يعرف أنه إذا كانت هاريس "مستعدة لأي موضوع، فسيكون ذلك، ويمكنها حقًا قلب الأمر".




وأضافت هاريس في المقابلة، التي تم تسجيلها، الأربعاء الماضي، أثناء رحلتها إلى ولاية نيو هامبشاير، إنها تأمل في إثبات أن ترامب "يميل إلى القتال من أجل نفسه" وهو ما يتناقض مع التزامها هي بالعمل لمصلحة الناخبين.

وقالت هاريس: "ما أود الإشارة إليه هو ما نعرفه نحن، والكثير من الناس، بينما أسافر في جميع أنحاء البلاد خلال هذه الحملة، يميل (ترامب) إلى القتال من أجل نفسه، وليس من أجل الشعب الأمريكي. وأعتقد أن هذا سيظهر خلال المناظرة"




من جهتها تعتمد كامالا هاريس على قدرتها على مخاطبة جمهور واسع بطريقة تجمع بين الحزم والتعاطف. فهي تتميز بأسلوب يجمع بين الذكاء اللفظي والقدرة على إيصال الرسائل المعقدة ببساطة ووضوح.

فقد اشتهرت هاريس بأدائها في مجلس الشيوخ كمحامية ذات خبرة، تجيد مواجهة النقاشات بأسلوب قانوني رصين وهادئ، مما يعزز من مصداقيتها أمام الجمهور.




قد تحاول التركيز على قضايا العدالة الاجتماعية، وحقوق الأقليات، وسياسات الصحة والتعليم التي تعزز المساواة. كما أنها قد تركز على الأزمات التي وقعت خلال فترة رئاسة ترامب مثل تعامله مع جائحة كورونا والانقسامات التي شهدتها أمريكا في عهده.

متى وأين ستقام المناظرة؟

تبدأ المناظرة الساعة 21:00 بتوقيت شرق الولايات المتحدة (01:00 بتوقيت غرينتش) الثلاثاء 10 سبتمبر .

وتقام المناظرة مباشرة على شبكة إيه بي سي نيوز الأمريكية ABC News من مركز الدستور الوطني في فيلادلفيا، بنسلفانيا.


وستستمر المناظرة لمدة 90 دقيقة مع فواصل إعلانية، ولن يكون هناك جمهور في الغرفة.



وسيتولى ديفيد موير ولينسي ديفيس، مقدما برنامج إيه بي سي وورلد نيوز تونايت، إدارة المناظرة.

ولن يضطر المذيعان إلى التعامل مع مرشحين يقاطعان بعضهما البعض لأن الميكروفونات ستكون مغلقة عندما لا يتحدث أي منهما.

وكانت هذه أيضاً قواعد المناظرة التي جرت في وقت سابق من هذا العام بين ترامب وبايدن، بعد مناظرة عام 2020 المزعجة بينهما.

كانت هاريس تأمل في تشغيل الميكروفونات طوال المناظرة لأن الشكل الحالي، كما قالت حملتها، "يحمي دونالد ترامب من المباحثات المباشرة مع نائب الرئيس".



وسيكون لترامب الكلمة الأخيرة في المناظرة، واختارت هاريس الظهور على الجانب الأيمن من شاشات التلفزيون.

ولن تتم مشاركة أي مواضيع أو أسئلة مسبقاً مع المرشحين أو فرقهم الانتخابية، ولن يُسمح بأي دعم أو ملاحظات مكتوبة مسبقًا على المسرح.

لن يكون لدى المرشحين سوى قلم ودفتر ملاحظات وزجاجة ماء، ولا يمكنهما التفاعل مع موظفي الحملة أثناء الفواصل الإعلانية.

ولا يُسمح لأي منهما بالابتعاد عن المنصة - كما فعل ترامب ضد هيلاري كلينتون في عام 2016.

ووفقا لـ " بي بي سي" فإن المناظرات الرئاسية تشكل معالم مهمة في الحملة الانتخابية يمكنها إعادة تشكيل السباق، وتعد فرصة فريدة للمرشحين لمحاولة نشر انطباع جيد لدى الناخبين حيث تنتشر المقاطع على نطاق واسع ويتم إعادة تشغيل المقاطع الصوتية مرارًا وتكرارًا.

سيكون هذا مهماً بشكل خاص بالنسبة لكامالا هاريس، التي التزمت إلى حد كبير بالمشاركات المكتوبة مسبقا في حملتها حتى الآن.

كيف يستعد المرشحون؟

تستعد هاريس من خلال العمل مع المحامية في واشنطن كارين دان، وفقاً لصحيفة نيويورك تايمز، التي تقول إن دان ساعدت السياسيين الديمقراطيين في التخطيط للمناظرات لمدة عقدين تقريبًا.

قالت المرشحة الديمقراطية لعام 2016 هيلاري كلينتون للصحيفة إن دان، التي تمثل غالباً شركات التكنولوجيا في المحكمة، تعمل "بحب صارم".

وقالت كلينتون: "إنها لا تخشى أن تقول، هذا لن ينجح... لكنها تقوم بتشجيع المرشح".

من ناحية أخرى، يتخلى ترامب عن معظم تكتيكات التحضير للمناظرة الكلاسيكية، وفقًا لوسائل الإعلام الأمريكية.

ونقلت شبكة إيه بي سي نيوز عن مستشار الحملة قوله إن تحضير الرئيس السابق للمناظرة "يُسمى دونالد ترامب يتحدث إلى الناخبين".

ومن بين المستشارين البارزين للرئيس السابق في الفترة التي سبقت هذه المناظرة تولسي جابارد، عضو الكونجرس الديمقراطي السابقة التي اشتبكت مع هاريس خلال المناظرات التمهيدية للحزب عام 2020، وعضو الكونغرس الجمهوري عن ولاية فلوريدا مات غيتز.


المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية

إقرأ أيضاً:

أمريكا تصادر ناقلة نفط فنزويلية.. وكاراكاس تتهمها بالسرقة

أعلنت إدارة ترامب مصادرة ناقلة نفط خاضعة للعقوبات قبالة سواحل فنزويلا فى خطوة أشعلت ارتفاعا فى أسعار النفط ورفعت مستوى التوتر بين واشنطن وكاراكاس إلى أعلى درجاته منذ سنوات. وأكد الرئيس الأمريكى دونالد ترامب أن بلاده نفذت عملية احتجاز لواحدة من أكبر الناقلات قائلا إن الولايات المتحدة ستحتفظ بالنفط المصادر، فيما وصفت الحكومة الفنزويلية العملية بأنها سرقة وقرصنة دولية وتعهدت بإدانتها أمام الهيئات الدولية.
وتأتى عملية المصادرة كأول عملية ضبط لشحنة نفط فنزويلى خاضعة للعقوبات منذ فرضها عام 2019، كما أنها الإجراء الأول من نوعه منذ أن أمر ترامب بتعزيز عسكرى كبير فى المنطقة. ويكرر ترامب منذ أشهر احتمال التدخل العسكرى للإطاحة بالرئيس نيكولاس مادورو الذى يتهم واشنطن بالسعى للسيطرة على أكبر احتياطى نفطى فى العالم.
وتشير تفاصيل العملية إلى أن مكتب التحقيقات الفيدرالى ووزارة الأمن الداخلى وخفر السواحل نفذوا، بدعم من الجيش الأمريكى، أمرا بمصادرة ناقلة خام تستخدم فى شحن النفط الخاضع للعقوبات من فنزويلا وإيران. ونشرت المدعية العامة الأمريكية بام بوندى مقطع فيديو مدته 45 ثانية يظهر مروحيات أمريكية تقترب من سفينة كبيرة قبل أن ينزل جنود مسلحون بالحبال إلى سطحها.
ولم تكشف إدارة ترامب اسم السفينة أو موقعها لحظة الاحتجاز، لكن مجموعة فانغارد البريطانية المتخصصة فى إدارة المخاطر البحرية أشارت إلى أن السفينة المحتجزة هى الناقلة العملاقة سكيبر التى سبق أن فرضت عليها واشنطن عقوبات عندما كانت تعرف باسم أديسا بسبب نشاطها فى تجارة النفط الإيرانى. وكانت السفينة قد غادرت ميناء خوسيه النفطى الرئيسى فى فنزويلا بين 4 و5 ديسمبر بعد تحميل نحو 1.8 مليون برميل من خام ميرى الثقيل، كما نقلت قبل عملية الاحتجاز نحو 200 ألف برميل قرب كوراساو إلى الناقلة نبتون 6 المتجهة إلى كوبا، وفقا لمعلومات الأقمار الصناعية وتحليل TankerTrackers.com وبيانات داخلية من شركة النفط الفنزويلية الحكومية PDVSA.
وأعلنت هيئة الملاحة البحرية فى غيانا أن سكيبر كانت ترفع علم البلاد بشكل مزيف، فيما أظهرت بيانات PDVSA أنها شاركت فى شحنات نفطية إلى آسيا بين 2021 و2022. وتسبب خبر الاحتجاز فى ارتفاع أسعار العقود الآجلة للنفط، حيث ارتفع خام برنت 27 سنتا إلى 62.21 دولار للبرميل، بينما ارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكى 21 سنتا ليستقر عند 58.46 دولار.
ولم يعلق مادورو على العملية خلال كلمة ألقاها فى مسيرة، وذلك رغم تصاعد التوتر. ويأتى هذا وسط مخاوف متزايدة من الضربات التى تنفذها واشنطن ضد سفن يُشتبه فى حملها مخدرات، وهى ضربات وصفها خبراء قانونيون بأنها قد تكون غير قانونية، خاصة مع غياب الأدلة على وجود مخدرات أو ضرورة تفجير القوارب بدلا من احتجازها. وأسفرت أكثر من 20 غارة منذ سبتمبر عن مقتل أكثر من 80 شخصا، وتزايدت المخاوف بعد تقارير تفيد بأن قائدا أمريكيا أمر بتنفيذ ضربة ثانية ضد ناجين.
ويظهر استطلاع رويترز/إبسوس أن شريحة واسعة من الأمريكيين تعارض هذه الضربات، بما فى ذلك خُمس الجمهوريين المؤيدين لترامب. وتؤكد وثيقة استراتيجية حديثة لإدارة ترامب أن محور سياستها الخارجية يتركز على إعادة تأكيد الهيمنة الأمريكية فى نصف الكرة الغربى.
وتطرح عملية المصادرة أيضا تحديات جديدة لقطاع الشحن العالمى، إذ تواجه أكثر من 30 سفينة خاضعة للعقوبات الأمريكية وتعمل فى فنزويلا خطر التعرض للاحتجاز بعد مصادرة سكيبر، بحسب بيانات الشحن. وتحذر مصادر فى قطاع الشحن من أن الإجراء الأمريكى وضع مالكى السفن ومشغليها ووكالات الشحن فى حالة استنفار، ما يدفع الكثير منهم لإعادة تقييم قرار الإبحار خارج المياه الفنزويلية خلال الأيام المقبلة.

مقالات مشابهة

  • إلهام أبو الفتح تكتب: المناظرة الكبري
  • هل ستصادر أمريكا المزيد من أصول النفط الفنزويلية؟.. ترامب يرد
  • ترامب: غزو أوكرانيا يشبه فوز أمريكا في مباراة الهوكي معجزة على الجليد
  • عاجل| ترامب: الضربات البرية التي تستهدف تهريب المخدرات ستبدأ قريبا
  • هاريس يبلغ الأعرجي‏ بضرورة حماية البنية التحتية من هجمات الميليشيات
  • منتخب السعودية يكسب فلسطين ويتأهل إلى نصف نهائي كأس العرب
  • أمريكا تصادر ناقلة نفط فنزويلية.. وكاراكاس تتهمها بالسرقة
  • ما الدول التي يفضل «ترامب» استقبال المهاجرين منها؟
  • ترامب يكشف عن الدول التي يفضل استقبال المهاجرين منها
  • أكسيوس: ترامب سيعين جنرالا أمريكا لقيادة قوة الاستقرار في غزة