واصلت صادرات النفط الليبية الانخفاض المستمر منذ أغسطس/آب الماضي جرّاء إغلاق حقل الشرارة، الذي تبعه قرار رئيس حكومة الشرق -التي تتخذ من بنغازي مقرًا لها- أسامة حماد بإغلاق الحقول النفطية، على خلفية أزمة المصرف المركزي.

ووفقًا لمتابعة منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، زادت الأزمة تعقيدًا مع فشل المحادثات بين ممثلي مجلسي النواب والدولة بشأن السيطرة على المصرف المركزي، الخميس 12 سبتمبر/أيلول (2024)، التي ترعاها بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا.

وأظهرت بيانات ناقلات النفط انخفاض صادرات النفط الليبية بنحو 154 ألف برميل يوميًا، من 468 ألف برميل يوميًا خلال الأيام الـ5 الأولى من سبتمبر/أيلول، إلى 314 ألف برميل يوميًا خلال الأسبوع الماضي.

وخلال الأسبوع الماضي، انخفضت صادرات النفط الليبية إلى معدل شحنة واحدة تقريبًا كل يومين إلى ثلاثة أيام، مقارنة بناقلة واحدة كل يوم أو يومين في بداية سبتمبر/أيول الجاري، بحسب تتبع “بلومبرغ” لناقلات النفط.

وخلال الفترة اللاحقة، حُمّلت 3 ناقلات فقط بالنفط عبر موانى البلاد، مقارنة بـ4 ناقلات في بداية سبتمبر/أيلول، وفي الوقت الحالي يجري تحميل إحدى السفن بالنفط الخام في ميناء فروة البحري، ومن المتوقع أن تغادر اليوم الجمعة 13 سبتمبر/أيلول.

فشل المحادثات حول المصرف المركزي

قالت بعثة الأمم المتحدة في ليبيا، الخميس 12 سبتمبر/أيلول (2024)، إن ممثلي مجلسي النواب والدولة لم يتوصلوا إلى اتفاق بشأن أزمة إدارة المصرف المركزي بعد محادثات عُقدت يوم الخميس، وفقًا لـ”بلومبرغ“.

حقل الشرارة النفطي في ليبيا – أرشيفية

ولم تقدم بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا أي تحديث بشأن موعد استئناف المزيد من المحادثات، وفق متابعة منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) للملف الليبي.

وفي 18 أغسطس/آب (2024)، قرر المجلس الرئاسي الليبي إقالة محافظ المصرف المركزي الصديق الكبير، وتشكيل مجلس إدارة جديد برئاسة محمد الشكري، الذي اعتذر لاحقًا، ليجري اختيار عبدالفتاح عبدالغفار.

ورفض مجلس النواب، الواقع في شرق البلاد الذي يتركز فيه أغلب النفط الليبي، قرار المجلس الرئاسي، وأمر بإغلاق الحقول النفطية ووقف إنتاج وصادرات النفط الليبية، وقبلها كانت الشحنات تحتجز أكثر من مليون برميل يوميًا لعدة أشهر.

تداعيات توقف إنتاج وصادرات النفط الليبية

في 26 أغسطس/آب (2024)، أعلنت حكومة شرق ليبيا برئاسة أسامة حماد، حالة القوة القاهرة في جميع الحقول والمواني والمؤسسات والمرافق النفطية، مع إيقاف إنتاج وصادرات النفط الليبية.

وانخفض إنتاج النفط في ليبيا، التي تضم أكبر احتياطيات من الخام في أفريقيا، إلى نحو 450 ألف برميل يوميًا، من أكثر من مليون برميل يوميًا قبل الأزمة، رغم استمرار صادرات النفط الليبية في التدفق إلى الأسواق العالمية.

وبحسب تقديرات أوبك، بلغ متوسط إنتاج النفط الليبي خلال العام الماضي (2023) نحو 1.2 مليون برميل يوميًا، في حين بلغت عائدات ليبيا من تصدير النفط، خلال العام نفسه، نحو 30.7 مليار دولار أميركي.

ويُظهر الرسم التالي -من إعداد وحدة أبحاث الطاقة- تطور إنتاج النفط الليبي الخام منذ عام 2020 حتى يوليو/تموز العام الجاري 2024:

في هذه الأثناء، تستمر كميات محدودة من النفط الخام في التدفق إلى المخازن في المواني الليبية، ما يعني أن الأمر قد يستغرق عدة أيام لتجميع حمولة ناقلة بما يتراوح بين 600 ألف ومليون برميل، وفق الأرقام التي طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.

ويرجّح تحليل شركة “إنرجي أوتلوك أدفايزر”، ومقرّها الولايات المتحدة، تأثر أسواق النفط العالمية بصورة كبيرة، إذا فقدت جميع صادرات النفط الليبية، التي تقترب من 1.1 مليون برميل يوميًا لمدة طويلة، ما قد يؤدي إلى ارتفاع أسعار برنت بنحو 7 دولارات للبرميل، على الأقل.

ويمتد تأثير قرار وقف إنتاج وتصدير النفط الليبي إلى الجودة أيضًا، فضلًا عن الكميات، ما قد يؤثّر بزيادة الفوارق السعرية بين الخامات الخفيفة والثقيلة في الأسواق، لا سيما وأن البدائل لم تعد متوفرة حاليًا مثلما كان الحال عليه في أوقات سابقة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
Source link مرتبط

المصدر: الميدان اليمني

كلمات دلالية: صادرات النفط اللیبیة ملیون برمیل یومی ا ألف برمیل یومی ا المصرف المرکزی سبتمبر أیلول فی لیبیا

إقرأ أيضاً:

محافظ مصرف ليبيا المركزي يعقد لقاءً موسعاً مع شركات ومكاتب الصرافة لتعزيز تنظيم سوق النقد الأجنبي

عقد محافظ مصرف ليبيا المركزي، ناجي محمد عيسى، صباح اليوم الأحد 3 أغسطس 2025، لقاءً موسعاً مع ممثلي شركات ومكاتب الصرافة المرخص لها بمزاولة نشاط الصرافة، بمشاركة بعض أعضاء مجلس الإدارة ومدراء الإدارات المعنية بالمصرف.

ويأتي هذا اللقاء في إطار الجهود المتواصلة التي يبذلها مصرف ليبيا المركزي لتنظيم سوق النقد الأجنبي وتفعيل دور القطاع الخاص في تقديم الخدمات المالية وفق ضوابط ومعايير قانونية واضحة.

وخلال اللقاء، أكد المحافظ على أهمية التزام جميع الشركات والمكاتب المرخصة بالضوابط والتعليمات الصادرة عن المصرف المركزي، لضمان الشفافية والاستقرار في التعاملات المالية، مشدداً على أن النشاط الذي تم الترخيص له يمثل ركيزة أساسية في محاربة السوق الموازي وتنظيم تدفق العملات الأجنبية عبر القنوات الرسمية، مشيراً إلى أنه سيتم الإعلان لاحقاً عن عدة إجراءات مساندة.

كما استمع المحافظ إلى ملاحظات ومداخلات عدد من ممثلي الشركات والمكاتب، وناقش معهم التحديات التي تواجههم، مؤكداً استعداد المصرف المركزي للتعاون الوثيق مع كافة الأطراف المعنية لدعم هذا النشاط الاقتصادي الهام.

مقالات مشابهة

  • أوبك بلس يتفق على رفع إنتاج النفط 547 ألف برميل يوميا في سبتمبر
  • 8 أعضاء في "أوبك+" تتفق على رفع إنتاج النفط بمقدار 547 ألف برميل يوميا
  • محافظ مصرف ليبيا المركزي يعقد لقاءً موسعاً مع شركات ومكاتب الصرافة لتعزيز تنظيم سوق النقد الأجنبي
  • مؤسسة النفط: إنتاج أكثر من 1.4 مليون برميل نفط خام خلال 24 ساعة
  • ارتفاع حصة الجزائر من إنتاج النفط بـ11 ألف برميل يوميا
  • تحالف «أوبك+» يرفع الإنتاج 547 ألف برميل يوميا في سبتمبر
  • المركزي الليبي يعلن جاهزية منصة حجز العملة الأجنبية
  • أكثر من 151 مليون برميل صادرات النفط العُماني بنهاية يونيو 2025
  • المكثفات تتجاوز 52 ألف برميل… أرقام جديدة لإنتاج النفط الليبي
  • “المصرف المركزي” يفرض غرامة مالية على شركة صرافة بقيمة 10.7 مليون درهم