تعلن إدارة المنتدى الحضري العالمي في نسخته الثانية عشر والمقرر إقامتها في مصر عن تولي التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي الإشراف على ملف إدارة المتطوعين واختيارهم على أن تتولى الأكاديمية الوطنية للتدريب -عضو التحالف الوطني- تدريب وتأهيل المتطوعين على الأدوار التي سيقومون بأدائها خلال المنتدى ويتولى الشباب المنظمين لمنتدى شباب العالم بدورهم تنظيم وتنسيق أنشطة المنتدى وفعالياته كاستمرار لدورهم في تنظيم الفعاليات الكبرى والدولية التي تمت على أرض مصر خلال السنوات الماضية.

حيث تستقبل مصر وفود العديد من الدول وكبار المسؤولين والشخصيات للمشاركة في أعمال المنتدى الحضري العالمي في دورته الثانية عشرة «WUF12»، والذي ينظمه برنامج موئل الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية (UN-Habitat) بالتعاون مع وزارة الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية وزارة التنمية المحلية في الفترة من 4 إلى 8 نوفمبر المقبل، حيث يعد المنتدى من أبرز وأهم الفعاليات العالمية ضمن أجندة الأمم المتحدة، كأهم حدث في العالم حول التحضر والتنمية العمرانية المستدامة الشاملة للجميع.

ويعكس إقامة هذا الحدث الدولي في مصر كأول دولة تستضيفه في إفريقيا منذ 20 عاما، الدور الريادي والإستراتيجي لمصر على المستويين الدولي والإقليمي كمركز للتنمية والتحضر والسلام والتطور الاستثنائي الذي تقوم به الدولة المصرية في النهوض بملف التنمية الحضرية والعمرانية المتكاملة كونها من أوائل الدول التي تبنت الأجندة الحضرية الجديدة، وتمثل ذلك في العديد من المشروعات القومية والعمرانية الضخمة من مدن الجيل الرابع ومشروعات تحسين جودة الحياة للمواطن مثل مشروع حياة كريمة والقضاء على العشوائيات، بالإضافة إلى التطور الاستثنائي فى المرافق والبنية التحتية من مياة وصرف صحي وكهرباء وغيرها من المشروعات الحيوية على مستوى الجمهورية، والتي انعكست بشكل إيجابي على حياة المواطنين وعززت من تصنيف مصر في العديد من المؤشرات الدولية.

ويستضيف المنتدى الحضري العالمي الثاني عشر على مدى 5 أيام، آلاف المشاركين من جميع أنحاء العالم بينهم ممثلون من الحكومات الإقليمية والدولية والشركات وقادة المجتمع المحلي ومخططي المدن ومنظمات المجتمع المدني، حيث سيضم أكثر من 500 حدث ومعرض حضري موسع وأسبوع القاهرة الحضري، وهو برنامج من الأنشطة التي تربط المنتدى بالمجتمع.

كما سيتم بث الجلسات الرئيسية للمنتدى مباشرةً بجميع لغات الأمم المتحدة الست، بالإضافة إلى لغات الإشارة الدولية والعربية، ويتصدر هذه الجلسات حدث خاص بالحكومة المصرية  لتسليط الضوء على التجربة المصرية على المستوى العالمي والمتعلقة بالتنمية الشاملة وتعزيز الإطار البيئي والبنية التحتية والاجتماعية وإعطاء الأولية لجودة ونوعية الحياة لجميع السكان وتوفير حياة كريمة لجميع المواطنين، بالإضافة إلى استعراض إنجازات الدولة المصرية في التحول الأخضر ودفع التعافي الشامل والمستدام وتنفيذ الإستراتيجية الوطنية للتغيرات المناخية.

ويركز المنتدى الحضري العالمي الثاني عشر، على بناء تحالفات قوية لتنفيذ الأجندة الحضرية الجديدة وتحقيق أهداف التنمية المستدامة، ومعالجة التحديات العالمية الرئيسية التي تفرضها أزمة الإسكان العالمية وتغير المناخ ومواجهة تعقيدات التنمية الحضرية المستدامة بشكل مباشر، كما سيناقش الإستراتيجيات الأساسية للشراكات لربط الأهداف العالمية بالواقع المحلي، وكذلك تسليط الضوء على قوة التعاون في دفع التقدم المحلي بين مختلف الأطراف.

وسيتم ضمان التكافؤ بين الجنسين، والتمثيل الجغرافي، وإشراك مختلف الأعمار، وتنوع أصحاب المصلحة والنهج في جميع الجلسات الرئيسية، ولن يقتصر المنتدى الحضري العالمي 2024 على المناقشات فحسب، بل هو أيضًا يمثل دعوة لتبني الحلول المبتكرة والممارسات المتميزة، ودعوة للمشاركين ليقودوا التحول والتغيير المحلي، وحتى الآن سجل أكثر من 6500 مشارك من 160 دولة لحضور المنتدى.

تجدر الإشارة إلى أن المنتدى الحضري العالمي قد تأسس عام 2001 من قبل الأمم المتحدة، وهو المؤتمر العالمي الأول حول التحضر المستدام، والمصمم لدراسة آثار التحضر السريع على المدن والمجتمعات والاقتصادات وتغير المناخ. ومنذ إنشائه، استضافت مدن في جميع أنحاء العالم المنتدى الحضري العالمي، حيث عقدت الدورة الأولى في نيروبي، عاصمة كينيا، في عام 2002.

 

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: الف الوطني للعمل الأهلي الشباب المنتدي الحضري العالمي المنتدى الحضري الوطني للعمل الأهلي التنموي الممارسات المجتمعات العمرانية

إقرأ أيضاً:

فرص استمرار منتدى غاز شرق المتوسط!

مثلت اكتشافات الغاز الطبيعي في "شرق البحر المتوسط" فرصا استثمارية كبيرة للدول المعنية في القارات الثلاث، أفريقيا وآسيا وأوروبا، سواء الدول المنتجة التي تمتلك احتياطات كبيرة، أو الدول المستهلكة التي تعتبر ذلك فرصة جيدة لتغطية احتياجاتها الأساسية أو تنويع مصادرها البديلة.

أدت سرعة الاكتشافات وغزارة الإنتاج المتوقع إلى رغبة الدول المعنية في تأسيس كيانات دولية تنظم عمليات استثمار الاحتياطيات واستغلال البني التحتية بشكلٍ أمثل.

وفق هذه الأرضية تأسس " منتدى غاز شرق المتوسط" في أيلول/ سبتمبر 2020 بين سبع حكومات: قبرص، ومصر، واليونان، و"إسرائيل"، وإيطاليا، والأردن، وفلسطين، قبل أن تنضم إليها فرنسا فيما بعد، حيث وقعت اتفاقية تأسيس المنتدى في القاهرة التي أصبحت بموجب الاتفاقية "دولة المقر"

ينص ميثاق المنتدى على رغبة الدول الموقعة عليه في التعاون من أجل استثمار احتياطيات الغاز، واستغلال البنية التحتية وتنميتها، ويؤكد الميثاق على أن الاكتشافات الجديدة ذات أهمية بالغة لازدهار وتأمين الطاقة في المنطقة.

مرت منطقة شرق المتوسط بتحديات كبيرة منذ توقيع الاتفاق، حيث كانت دولة عضو أو أكثر من أعضاء المنتدى طرف أصيل في هذا التحدي، ما خلق أجواء مضطربة حول دور المنتدى، ومسيرته، وخطط توسع العضوية، وفي كل تحد ينشأ سؤال جديد حول جدوى المنتدى واستمراريته
أكدت الاتفاقية على أن الميثاق لا يحتوي على ما يؤثر على حقوق والتزامات أي عضو بموجب أي معاهدة دولية أخرى. ومن المعلوم أن هناك اتفاقيات دولية متعددة الأطراف بخصوص الغاز يشارك فيها بعض أعضاء المنتدى في مقدمتها مصر، باعتبارها عضو في منتدى الدول المصدرة للغاز الذي تستضيفه قطر

أثر معضلات المنطقة على المنتدى

مرت منطقة شرق المتوسط بتحديات كبيرة منذ توقيع الاتفاق، حيث كانت دولة عضو أو أكثر من أعضاء المنتدى طرف أصيل في هذا التحدي، ما خلق أجواء مضطربة حول دور المنتدى، ومسيرته، وخطط توسع العضوية، وفي كل تحد ينشأ سؤال جديد حول جدوى المنتدى واستمراريته.

سيف القدس- طوفان الأقصى

بعد أشهر قليلة من توقيع اتفاقية "منتدى غاز شرق المتوسط" اندلعت سلسلة حروب في "غـزة" بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي، بداية من معركة "سيف القدس" في أيار/ مايو 2021 وانتهاء بمعركة "طوفان الأقصى" التي تدور رحاها منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2023 حتى اللحظة ولا يوجد بوادر قوية على انتهائها. وهي حروب ذات أثر مباشر على منطقة نفوذ الاتفاقية، كما أنها بين طرفين عضوين مؤسسين في المنتدى، ما يطرح أسئلة عميقة حول إمكانية التوافق، وتنفيذ خطط مشتركة أو استثمار مشترك بين دولتين تحتل إحداهما الأخرى احتلالا متفاعلا ويمارس جريمة "إبادة جماعية" حسب قرارات قضائية دولية.

وهذا بلا شك يمثل علامة استفهام كبيرة، ويطرح سؤالا أعمق حول من له الحق في الاستفادة من حقوق فلسطين من غاز شرق المتوسط؛ "إسرائيل" الدولة الغاصبة المهيمنة فعليا على الساحل الفلسطيني، أم السلطة الفلسطينية الجهة الموقعة على الاتفاق والتي لا تملك من أمر "غـزة" شيئا، أم فصائل المقاومة الجهة المسيطرة حتى اللحظة على القطاع وتمثل النفوذ الفلسطيني الأوحد رغم محاولات تحييدها؟ وهي بلا شك معضلة يصعب حلها أو فض الاشتباك حولها، كما أن المنتدى لم يقدم وصفة متزنة لحفظ الحقوق لأعضائه في مواجهة هذه التباينات.

في ذات السياق، طرأت مسألة متصلة، تتمثل في اشتعال الحرب اللبنانية الإسرائيلية ضمن حرب "طوفان الأقصى"، وهو ما يضفي ضبابية على إمكانية انضمام لبنان للمنتدى باعتباره إحدى الدول التي تسعى مصر إلى ضمها للاتفاقية، وهو ما يجدد ذات المعضلة حول طبيعة الضمانات التي ينبغي أن تقدمها الدول الأعضاء في المنتدى للبنان من أجل إقناعه في الانضمام بجوار دولة تحتل جنوبه وتضرب عرض الحائط بمقررات مجلس الأمن التي تقضي بخروج "إسرائيل" من الأراضي اللبنانية.

انتصار الثورة السورية

سوريا كانت إحدى الدول المرشحة بقوة للانضمام للاتفاقية، وقد سعت الدول الأعضاء وفي مقدمتها مصر باعتبارها بلد المقر إلى إقناع نظام الأسد بالانضمام للمنتدى، وهو ما لم يتم حينها. بعد انتصار الثورة السورية وتولي حكومة جديدة مقاليد الحكم بعد هزيمة وهروب نظام الأسد، يُطرح سؤال جوهري حول طبيعة تعاون المنتدى مع النظام السوري الجديد الذي يتمتع بحدود بحرية كبيرة في شرق المتوسط، وما إذا كانت الدعوة المقدمة لنظام "الأسد" لعضوية المنتدى تنسحب على نظام سوريا "الجديدة" أم لا، وهو بلا شك تحد جديد أمام المنتدى.

أثر اتفاقيات ترسيم الحدود البحرية على المنتدى

بذات القدر الذي تسارعت فيه اكتشافات الغاز بقاع البحر المتوسط، تسارع مسار مواز من اتفاقيات ترسيم الحدود البحرية بين دول حوض البحر المتوسط، وتأثرت هذه الاتفاقيات بتنافس سياسي قديم بين بعض الأطراف، تعززه انقسامات دولية جديدة طرأت على أرضية تغيرات بطبيعة نظام الحكم في بعض دول المنطقة.

اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين "إسرائيل" ولبنان

في تشرين الأول/ أكتوبر 2022 وقعت "إسرائيل" ولبنان اتفاق ترسيم الحدود البحرية بوساطة أمريكية، لكنه يظل اتفاقا هشا كونه عزز حظوظ "إسرائيل" على حساب لبنان في حسم معظم نقاط الخلاف حول بعض حقول الغاز بالبحر المتوسط لمصلحة "إسرائيل"، كما أن الاتفاق من ناحية أخرى يتأثر بالهيمنة الأمنية والعسكرية لمصلحة "إسرائيل"، في المقابل لم يستفد منه لبنان، لا سيما بعد اندلاع الحرب الأخيرة. في وقت سابق وقع لبنان وقبرص اتفاقية لتعيين حدود المنطقة الاقتصادية بين البلدين في 2007، في المقابل وقعت إسرائيل اتفاقها مع قبرص في 2010.

اتفاقيات ترسيم الحدود بين مصر وكل من قبرص واليونان وليبيا

وقعت مصر اتفاقية تحديد المنطقة الاقتصادية الخالصة مع قبرص في 2003 وسط اعتراضات شعبية وصلت لساحات القضاء، وفي وقت لاحق أعقبته باتفاقيات في مجال تنمية خزانات الهيدروكربون في 2014 واتفاقيات إنشاء خطوط غاز عبر المتوسط بين البلدين في 2018.

وفيما يخص اليونان، وقعت مصر اتفاقا جزئيا لترسيم الحدود في آب/ أغسطس 2020 حدد المنطقة الاقتصادية الخالصة بين البلدين.

أما بين مصر وليبيا، فقد اكتفت الحكومة المصرية بتعيين الحدود البحرية من جانب واحد عبر قرار أحادي صدر بهذا الشأن في كانون الأول/ ديسمبر 2022.

تركيا واتفاقيات ترسيم الحدود

أنجزت تركيا وليبيا اتفاقا لترسيم الحدود البحرية في تشرين الثاني/ نوفمبر 2019، كما تستعد لتوقيع اتفاقية مع الحكومة السورية الجديدة، في الوقت ذاته سجلت اعتراضها على اتفاقيات ترسيم الحدود بين دول البحر المتوسط التي تتقاطع مع حدودها البحرية، لا سيما التي تتقاطع مع المسألة القبرصية.

تحديات منتدى غاز شرق المتوسط
المنتديات الدولية تنشأ لحل المشكلات وتذليل العقبات وخلق الفرص، لكنها إن أصبحت هي بذاتها مشكلة أو تهديدا أكثر منها فرصة، كانت بين أمرين: إما الجمود بلا تحرك لتصبح جزءا من التاريخ، أو الانفضاض وانسحاب الدول من الاتفاقية أو فسخها بالكلية بين أطرافها
رسمت هذه التحديات مسارا مشوشا للمنتدى، يضع أمامه مزيدا من التحديات، بالشكل الذي يؤثر على مستقبله، وطبيعة أعماله، أو تمدده وتوسع عضويته، حيث لم ينضم إليه منذ تأسيسه سوي فرنسا، وعضوية شرفية في مرتبة المراقب للإمارات، وهو عكس ما كان متوقعا.

التحديات الأمنية والعسكرية التي فرضتها حرب الجبهات السبع التي تخوضها "إسرائيل" ضد ثلاث دول في حوض شرق البحر المتوسط (فلسطين وسوريا ولبنان) بالإضافة لتهديدات مباشرة للأردن، تضع عراقيل تمنع تقدم مسيرة المنتدى. كذلك، تصنع التشابكات السياسية بين باقي دول الإقليم تحديات لا تقل أهمية عن هذا التحدي.

فرص بديلة

هل تمثل التغيرات التي طرأت على العلاقات بين مصر وتركيا مؤخرا فرصة لإحياء دور المنتدى؟ وهل يستغل النظام المصري مساحة التقارب مع تركيا في إحداث حلحلة في الملف الليبي -مستفيدا من تحالف تركيا وليبيا- بما يؤثر إيجابا على دور مصر بخصوص ليبيا؟

قد تكون هنالك فرصة أخرى للمنتدى تمثلها العودة القوية للدولة السورية في محيطها الإقليمي ودورها العربي والدولي، ما قد يمثل دفعة قوية للمنتدى إن قررت الانضمام إلى عضويته.

أخيرا، فإن المنتديات الدولية تنشأ لحل المشكلات وتذليل العقبات وخلق الفرص، لكنها إن أصبحت هي بذاتها مشكلة أو تهديدا أكثر منها فرصة، كانت بين أمرين: إما الجمود بلا تحرك لتصبح جزءا من التاريخ، أو الانفضاض وانسحاب الدول من الاتفاقية أو فسخها بالكلية بين أطرافها.

مقالات مشابهة

  • إليك المنتخبات العربية الآسيوية التي بلغت الملحق المؤهل لكأس العالم
  • ما هي فصائل السلام التي شكلتها بريطانيا لقمع ثورة الفلسطينيين؟
  • "بلدية مسقط" تطلق مسابقة عالمية لتصميم مبنى متعدد الاستخدامات لإثراء المشهد الحضري
  • فرص استمرار منتدى غاز شرق المتوسط!
  • الاتحاد الوطني الأردني يهنئ الملك وولي العهد والشعب الأردني بالمناسبات الوطنية الخالدة
  • بيان صادر عن مكتب الإعلام الدولي بدولة قطر رداً على التقارير المفبركة التي تم تداولها على وسائل الإعلام الإسرائيلية
  • الانتخابات والإيجار القديم يتصدران مناقشات تحالف الأحزاب المصرية في اجتماع هام غدا
  • مخاوف في إسبانيا من فقدان استضافة نهائي مونديال 2030 بعد التحالف المغربي البريطاني لتطوير الملاعب والبنية التحتية
  • صوفان: هذه الإجراءات ليست بديلاً عن العدالة الانتقالية والتي بدأت بالفعل، وهذه مهمة اللجنة الوطنية للعدالة الانتقالية التي شكلت بمرسوم رئاسي
  • إدارة السعوديين للحج تبهر الإعلام العالمي