سودانايل:
2025-06-22@01:16:55 GMT

مدينة كسلا تقدم نموذجاً في احتضان النازحين

تاريخ النشر: 24th, September 2024 GMT

تعد مدينة كسلا في شرق السودان من المدن التي شهدت حركة نزوح كبيرة خلال الحرب مؤخراً، نتيجة الصراع المسلح الذي نشب في السودان في منتصف أبريل 2023 بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، وقد تسبب في أزمة إنسانية هائلة، وساهم في تفاقم الوضع السياسي والاجتماعي في البلاد. ونتيجة للأزمات المتكررة التي شهدتها مناطق مختلفة من السودان، بسبب النزاع المسلح والصراع بين الجيش السوداني والدعم السريع.

أدت الحرب إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية في المدينة وضواحيها، مما جعل المجتمع المحلي والمنظمات الشعبية تتبنى مشاريع متعددة لدعم النازحين من حيث الإيواء والإطعام وتوفير الاحتياجات الأساسية.
أحد التحديات الكبرى التي واجهتها مدينة كسلا كانت في كيفية توفير أماكن آمنة وصحية لإيواء الأعداد الكبيرة من النازحين. وقد ظهرت عدة مبادرات شعبية استجابة لهذا التحدي، ومنها إقامة المخيمات المؤقتة حيث كان للمجتمع المحلي دور كبير في إنشاء مخيمات مؤقتة في ضواحي المدينة. وتعاونت العائلات والأفراد مع الجهات التطوعية لتوفير المساحات المفتوحة وتحويلها إلى أماكن سكن مؤقتة للنازحين. تميزت هذه المبادرات بالاعتماد على الخيام البسيطة والمصنوعة من المواد المحلية، مثل القماش والبلاستيك والأخشاب. بالإضافة إلى توفير السكن لدى العائلات، في ظل الضغط الكبير على المخيمات، قامت العديد من العائلات في كسلا بفتح منازلها للنازحين. هذه المبادرة شكلت جزءًا من النسيج الاجتماعي السوداني الذي يعتمد على التعاون والتكافل. العائلات المضيفة لم تقتصر مساعدتها على السكن فقط، بل امتدت لتشمل تقديم الطعام والرعاية الصحية الأساسية. كما قامت بعض المبادرات الشعبية بجمع التبرعات المحلية لبناء ملاجئ أكثر استدامة. هؤلاء المتطوعون يعملون على بناء منازل بسيطة من الطين أو القش تتوافق مع الظروف البيئية للمنطقة، مما يوفر حلاً طويل الأجل للأسر النازحة.
بسبب تزايد أعداد النازحين، ظهر تحدي توفير الطعام اليومي للأسر المتضررة. وبرزت عدة مبادرات شعبية في هذا المجال مثل المطابخ المجتمعية التي تعرف ب (التكايا) جمع تكية، حيث أقامت مجموعات شبابية ونسائية مطابخ مجتمعية تقوم يومياً بطهي وتوزيع وجبات الطعام على النازحين. تعمل هذه المطابخ بتمويل من التبرعات المحلية والمغتربين، دون إعلام وضوضاء وتستخدم الموارد المتاحة في المنطقة، مثل الذرة والقمح والبقوليات.
رغم النجاح النسبي لهذه المبادرات في سد الاحتياجات العاجلة للنازحين، إلا أن هناك تحديات كبيرة تواجهها مثل نقص الموارد .. حيث تعتمد هذه المبادرات بشكل كبير على التبرعات المحلية، وغالباً ما تعاني من نقص التمويل والموارد الأساسية لتلبية جميع الاحتياجات. علاوة على الظروف الصحية الصعبة في ظل الضغط الكبير على المخيمات والملاجئ المؤقتة، يكون من الصعب الحفاظ على الظروف الصحية الجيدة، خاصة في ظل نقص المياه الصالحة للشرب وخدمات الصرف الصحي. كما تعتمد معظم هذه المشاريع على جهود فردية ومجتمعية تطوعية، مما يثير تساؤلات حول استدامة هذا الدعم على المدى الطويل، خاصة مع استمرار الأزمة وتزايد أعداد النازحين.
إن المبادرات الشعبية في مدينة كسلا تعكس روح التعاون والتكافل التي يتميز بها المجتمع السوداني، حيث انصب جهد السكان المحليون لدعم النازحين في ظل غياب الدعم الحكومي الكافي. ومع أن هذه المبادرات تمكنت من تحقيق بعض النجاح، إلا أن استدامتها تعتمد على التعاون المستمر بين المجتمع المدني والمنظمات الإنسانية، إضافة إلى البحث عن حلول أكثر ديمومة لمعالجة الأزمة الإنسانية.

د. سامر عوض حسين

samir.alawad@gmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: هذه المبادرات مدینة کسلا

إقرأ أيضاً:

الدفاع المدني: العدو الصهيوني يركّز قصفه على تجمعات النازحين بغزة

الثورة نت /..

اكد المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة محمود بصل إن قوات العدو الصهيوني ركزت منذ ساعات الفجر على قصف مباشر ومكثف لمناطق مكتظة بالسكان والنازحين داخل مدينة غزة.

وقال “بصل” في تصريح صحفي اليوم الخميس، أن عدد الشهداء تجاوز 55 حتى اللحظة، إلى جانب أكثر من 180 إصابة، بينها حالات حرجة يصعب التعامل معها في ظل الانهيار الكامل للمنظومة الصحية.

وكثّف جيش العدو منذ فجر اليوم الخميس غاراته العنيفة على خيام النازحين وتجمعات المواطنين في مختلف أنحاء مدينة غزة، ما أسفر عن ارتقاء عدد كبير من الشهداء وعشرات الجرحى، من بينهم 19 شهيدًا في مجزرة مروعة نجم عنها قصف خيمة للنازحين قرب مسجد السوسي في مخيم الشاطئ غرب المدينة.

وتأتي هذه المجزرة ضمن سلسلة من الانتهاكات المتكررة بحق المدنيين في قطاع غزة، إذ لم تعد أماكن الإيواء المؤقتة آمنة، بل تحوّلت إلى أهداف مباشرة للقصف، في ظل تدهور الوضع الإنساني وتواصل الاستهداف الإسرائيلي لمرافق الحياة الأساسية ومراكز تجمع السكان.

مقالات مشابهة

  • سقوط شهداء وجرحى.. قصف إسرائيلي يستهدف خيام النازحين في خان يونس
  • الحملة الأردنية تواصل إيصال الخبز للأهالي في خان يونس
  • منظمة الدعوة الإسلامية .. كسلا وبورتسودان وام درمان والدلنج ويوغندا وتشاد و غامبيا
  • كتلة نيابية تقدم طعنا للمحكمة الاتحادية ضد بيع سيادة البلد من قبل السوداني
  • شاهد بالفيديو.. سيدة سودانية تنهار بالبكاء على الهواء: (زوجي تزوج من مطربة شهيرة كانت تجمعه بها علاقة غير شرعية وأصبحت تصرف علينا بأموال الحرام ومن أموال المبادرات التي تطلقها)
  • «سناب شات» تطلق نسخة محدثة من مركز العائلة
  • إغاثة غزة.. المملكة تواصل دعم توفير المياه لآلاف العائلات
  • الحويج: ما تحقق من استقرار بجهود القوات المسلحة نموذجاً يُحتذى به   
  • الدفاع المدني: العدو الصهيوني يركّز قصفه على تجمعات النازحين بغزة
  • لقجع: المغرب ملتزم بجعل كأس العالم 2030 نموذجا للاندماج والاستدامة البيئية