سودانايل:
2025-12-02@14:51:33 GMT

مدينة كسلا تقدم نموذجاً في احتضان النازحين

تاريخ النشر: 24th, September 2024 GMT

تعد مدينة كسلا في شرق السودان من المدن التي شهدت حركة نزوح كبيرة خلال الحرب مؤخراً، نتيجة الصراع المسلح الذي نشب في السودان في منتصف أبريل 2023 بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، وقد تسبب في أزمة إنسانية هائلة، وساهم في تفاقم الوضع السياسي والاجتماعي في البلاد. ونتيجة للأزمات المتكررة التي شهدتها مناطق مختلفة من السودان، بسبب النزاع المسلح والصراع بين الجيش السوداني والدعم السريع.

أدت الحرب إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية في المدينة وضواحيها، مما جعل المجتمع المحلي والمنظمات الشعبية تتبنى مشاريع متعددة لدعم النازحين من حيث الإيواء والإطعام وتوفير الاحتياجات الأساسية.
أحد التحديات الكبرى التي واجهتها مدينة كسلا كانت في كيفية توفير أماكن آمنة وصحية لإيواء الأعداد الكبيرة من النازحين. وقد ظهرت عدة مبادرات شعبية استجابة لهذا التحدي، ومنها إقامة المخيمات المؤقتة حيث كان للمجتمع المحلي دور كبير في إنشاء مخيمات مؤقتة في ضواحي المدينة. وتعاونت العائلات والأفراد مع الجهات التطوعية لتوفير المساحات المفتوحة وتحويلها إلى أماكن سكن مؤقتة للنازحين. تميزت هذه المبادرات بالاعتماد على الخيام البسيطة والمصنوعة من المواد المحلية، مثل القماش والبلاستيك والأخشاب. بالإضافة إلى توفير السكن لدى العائلات، في ظل الضغط الكبير على المخيمات، قامت العديد من العائلات في كسلا بفتح منازلها للنازحين. هذه المبادرة شكلت جزءًا من النسيج الاجتماعي السوداني الذي يعتمد على التعاون والتكافل. العائلات المضيفة لم تقتصر مساعدتها على السكن فقط، بل امتدت لتشمل تقديم الطعام والرعاية الصحية الأساسية. كما قامت بعض المبادرات الشعبية بجمع التبرعات المحلية لبناء ملاجئ أكثر استدامة. هؤلاء المتطوعون يعملون على بناء منازل بسيطة من الطين أو القش تتوافق مع الظروف البيئية للمنطقة، مما يوفر حلاً طويل الأجل للأسر النازحة.
بسبب تزايد أعداد النازحين، ظهر تحدي توفير الطعام اليومي للأسر المتضررة. وبرزت عدة مبادرات شعبية في هذا المجال مثل المطابخ المجتمعية التي تعرف ب (التكايا) جمع تكية، حيث أقامت مجموعات شبابية ونسائية مطابخ مجتمعية تقوم يومياً بطهي وتوزيع وجبات الطعام على النازحين. تعمل هذه المطابخ بتمويل من التبرعات المحلية والمغتربين، دون إعلام وضوضاء وتستخدم الموارد المتاحة في المنطقة، مثل الذرة والقمح والبقوليات.
رغم النجاح النسبي لهذه المبادرات في سد الاحتياجات العاجلة للنازحين، إلا أن هناك تحديات كبيرة تواجهها مثل نقص الموارد .. حيث تعتمد هذه المبادرات بشكل كبير على التبرعات المحلية، وغالباً ما تعاني من نقص التمويل والموارد الأساسية لتلبية جميع الاحتياجات. علاوة على الظروف الصحية الصعبة في ظل الضغط الكبير على المخيمات والملاجئ المؤقتة، يكون من الصعب الحفاظ على الظروف الصحية الجيدة، خاصة في ظل نقص المياه الصالحة للشرب وخدمات الصرف الصحي. كما تعتمد معظم هذه المشاريع على جهود فردية ومجتمعية تطوعية، مما يثير تساؤلات حول استدامة هذا الدعم على المدى الطويل، خاصة مع استمرار الأزمة وتزايد أعداد النازحين.
إن المبادرات الشعبية في مدينة كسلا تعكس روح التعاون والتكافل التي يتميز بها المجتمع السوداني، حيث انصب جهد السكان المحليون لدعم النازحين في ظل غياب الدعم الحكومي الكافي. ومع أن هذه المبادرات تمكنت من تحقيق بعض النجاح، إلا أن استدامتها تعتمد على التعاون المستمر بين المجتمع المدني والمنظمات الإنسانية، إضافة إلى البحث عن حلول أكثر ديمومة لمعالجة الأزمة الإنسانية.

د. سامر عوض حسين

[email protected]  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: هذه المبادرات مدینة کسلا

إقرأ أيضاً:

ولي عهد بريطانيا متأثر بشجاعة الأطفال المصابين النازحين من غزة

أبدى ولي عهد بريطانيا، الأمير ويليام تأثره بشجاعة أطفال غزة المصابين بأمراض خطيرة والذين تم إجلاؤهم إلى المملكة المتحدة لتلقي العلاج خلال الأشهر القليلة الماضية.

وصرح قصر كنسينغتون بأن وليام، أمير ويلز زار مؤخرًا عددًا من هؤلاء الأطفال وعائلاتهم، "لمنحهم لحظة من الراحة". وقال متحدث باسم القصر: "التقى صاحب السمو الملكي أمير ويلز مؤخرًا بعدد قليل من أطفال غزة الذين يتلقون حاليًا رعاية متخصصة في المملكة المتحدة. وفق ما أرده موقع "itv".

وأعرب الأمير عن رغبته في منح هؤلاء لحظة من الراحة، الذين عانوا من تجارب لا ينبغي لأي طفل أن يواجهها. كما قدّم الأمير امتنانه العميق لفرق هيئة الخدمات الصحية الوطنية التي قدّمت رعاية استثنائية خلال هذه الفترة العصيبة.


وقال القصر: ""لقد تأثر صاحب السمو الملكي بشجاعة الأطفال وعائلاتهم، وتفاني الفريق الذي يدعمهم باحترافية وإنسانية عالية (..)، وأشاد ويليام بالعاملين في المجال الإنساني الشهر الماضي خلال زيارة إلى حديقة غانرزبري، غرب لندن".

ووصلت أول دفعة من الأطفال من غزة إلى المملكة المتحدة لتلقي الرعاية الطبية في آيار/ مايو، ووصلت مجموعة أخرى في أيلول/ سبتمبر. ووفقًا لوزارة الصحة والرعاية الاجتماعية، نُقل خمسون طفلًا وعائلاتهم المباشرة إلى بريطانيا من غزة لتلقي العلاج.

مقالات مشابهة

  • الجيش السوداني ينفي سيطرة الدعم السريع على مدينة بابنوسة
  • الجيش السوداني: أحبطنا هجومًا جديدًا للدعم السريع على مدينة بابنوسة
  • الجيش السوداني يحبط هجوما جديدا للدعم السريع على مدينة بابنوسة
  • القوافل الطبية المجانية بالدقهلية تقدم 9120 خدمة للمواطنين
  • الجيش السوداني يواصل تقدمه بعد شنه هجمات جديدة ضد قوات الدعم السريع
  • مراسل الجزيرة يرصد أوضاع النازحين مع المنخفض الجوي في غزة
  • ولي عهد بريطانيا متأثر بشجاعة الأطفال المصابين النازحين من غزة
  • والي كسلا يحذر من ظاهرة تنامي خطاب الكراهية عبر الوسائط الاعلامية
  • مشاهد من احتضان أهالي الشمال السوداني لنازحي الفاشر
  • جلسات تثقيفية تفاعلية حول الأسباب التي تدفع الشباب إلى التفكير في الهجرة غير الآمنة