مأرب.. إيقاد شعلة ثورة سبتمبر بحضور العرادة وبن مبارك
تاريخ النشر: 25th, September 2024 GMT
أوقد وزير الداخلية اللواء ابراهيم حيدان ورئيس الأركان العامة الفريق الركن صغير بن عزيز شعلة ثورة الـ 26 من سبتمبر المجيدة في محافظة مأرب بحضور عضو مجلس القيادة الرئاسي سلطان بن علي العرادة ومعه رئيس الوزراء أحمد عوض بن مبارك.
وشهدت مراسم الاحتفال عرضًا كشفيًا شبابيًا كرنفاليًا بمشاركة 1200 كشّاف من مختلف محافظات الجمهورية، حيث قدموا لوحات فنية وطنية جسّدت إيمان الشعب اليمني والأجيال المتعاقبة بأهداف ومبادئ ثورة 26 سبتمبر ونظامها الجمهوري.
وعبّر العرض عن القيمة الإنسانية العظيمة للثورة وما حققته من إنجازات كبيرة في مجالات الحياة المختلفة، مؤكدين تجديد العهد بحمل مشاعل الثورة حتى تحقيق كافة أهدافها والدفاع عن مكتسباتها العظيمة، وفق وكالة سبأ الحكومية.
وفي ختام العرض، تسلّم العرادة من الكشافة والمرشدات "وثيقة العهد" المعمدة بالدم، مرفوعة إلى القيادة السياسية ممثلة برئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد العليمي وأعضاء المجلس. تضمنت الوثيقة، التي تلاها أحد الكشافة قاسم أحمد حسين طرموش، تجديد العهد من منتسبي الحركة الكشفية والشبابية بالوقوف صفًا واحدًا للحفاظ على أمن واستقرار الوطن ضد كل من يسعى لزعزعته، والسير نحو بناء الدولة الاتحادية الحديثة.
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: مأرب العرادة ثورة سبتمبر مليشيا الحوثي اليمن
إقرأ أيضاً:
منى أحمد تكتب: 23 يوليو..الثورة التنويرية
ثورة يوليو كانت نقطة تحول في مسار التاريخ الحديث ،وهي الحدث الأهم في التاريخ المصري اتفقنا أو اختلفنا معها، فقد ألقت بظلالها على كل مناحي الحياة اجتماعيا وسياسيا واقتصاديا، وكان الفن والأدب انعكاسا لإرهاصاتها ومرسخا لها.
كانت المهمة التنويرية هي أحد مقاصد الثورة التي آمن بها الزعيم جمال عبد الناصر،وفي صدارة الأولويات وكان الاتجاه لإعادة صياغة الهوية الثقافية المجتمعية،وبناء الإنسان وتشكيل وجدانه الجمعي وإخراج الثقافة من دائرة النخبة إلى دائرة العامة،لتصل بمفهومها الواسع إلى قلب الشارع المصري والعربي.
وأصبح الهدف الأول للزعيم جمال عبد الناصر إرساء دعائم البنية التحتية للمؤسسات الثقافية،وكانت البداية إنشاء الهيئة العامة لقصور الثقافة بمختلف أنحاء الجمهورية الوليدة، لتعويض محافظات همشت وطال حرمانها من ثمرات الإبداع الذي احتكرته العاصمة، وتغيير التركيبة الثقافية بحيث تشمل جميع أطياف المجتمع.
وكان إدراك الدولة حاضرا بأهمية صناعة السينما في إعادة بلورة المجتمع،فتدخلت لدعمها وخصصت لها لأول مرة بند في الميزانية العامة للدولة،فانطلقت المؤسسة العامة للسينما كأحد أهم الروافد الناعمة والداعمة لمصر،لتكون صورة ذهنية تتماشى مع إستراتجية الدولة داخليا وخارجيا.
فأنتج خلال الحقبة الناصرية عددا من الأفلام التي جعلت العامة علي مقربة من مؤسساتها عما ذي قبل،منها سلسلة أفلام للفنان إسماعيل يس تحمل اسمه منها إسماعيل يس في الجيش،في البوليس الحربي،في الأسطول،في الطيران،والتي استعرضت في إطار مجتمعي جوانب من حياة الجيش والعسكرية المصرية،لتغيير الصورة النمطية تجاه الجندية والحياة العسكرية قبل ثورة يوليو،والتي كانت تدفع بعض المصريين للتهرب من التجنيد بدفع مقابل مادي ،لتغرس قيما جديدة عن شرف الجندية والخدمة العسكرية، وولاء وانتماء صمد أمام كل محاولات النيل من المكانة التي غرسها ناصر في نفوس المصريين تجاه مؤسساته العسكرية الوطنية.
كما اهتمت صناعة السينما بتعزيز كافة مخرجات يوليو ،منها الاجتماعي والذي حمل مفهوم العدالة،واقتصاديا بدعم المشروعات القومية العملاقة التي تم تدشينها مثل مشروع السد العالي ،وسياسيا بالتأكيد علي إتجاه مصر العروبي متمثلة في عدد من الأعمال أبرزها الناصر صلاح الدين، وجميلة بوحريد.
وكانت الأغنية الوطنية رفدا آخر في ترسيخ مفهوم الدولة ودعم مشروعاتها،من خلال العمالقة علي رأسهم سيدة الغناء العربي أم كلثوم،وعبد الحليم حافظ الذي لقب بمطرب الثورة ،وعشرات الأغنيات الثورية والأوبريتات والوطنية.
وكان لا بد من إستكمال المنظمومة الثقافية ،بإنشاء أكاديمية الفنون التي ضمت المعاهد العليا للمسرح والسينما والنقد والباليه والأوبرا والموسيقى والفنون الشعبية.
وجاء إنشاء التليفزيون العربي أبوالشاشات العربية،ليضيف بعدا أكثر أهمية في إطار السياسة التنويرية التي تبناها ناصر،ليضئ كل بيت العربي من المحيط للخليج ويقود قاطرة الوطن لتشكيل الوعي الجمعي للأمة ويصبح اسمه التليفزيون العربي.
وكما كان عصر ناصر هو العصر الذهبي للسينما والإعلام كان العصر الذهبي للمسرح أيضا حيث شهد المسرح المصري نهضة حقيقية بإنشاء مسرح التلفزيون الذي ساهم في خلق مناخ مسرحي غير مسبوق في مصر، وتأسست العديد من الفرق المسرحية، ونجحت الثورة في تفريخ كوكبة من كتاب المسرح المصري الذين تركوا بصماتهم الواضحة في تاريخ الفن المسرحي العربي ،أمثال عبد الرحمن الشرقاوي ويوسف إدريس وصلاح عبد الصبور ونعمان عاشور وألفريد فرج.
الثراء الإبداعي التنويري وحدا من لآلئ ثورة يوليو التي حفظتها، ووضعت الأجيال علي مقربة من تاريخها،وجعلت لها قاعدة جماهيرية بركيزة الوصل لفلسفتها الإجتماعية والسياسية والإقتصادية ،وهو ما سطر لها الخلود في الوجدان قبل صفحات التاريخ، وظلت الصورة الذهنية للمصريين علي مدار أكثر من سنة73 تتذكرها بكل العرفان.