تأثيرات الجاذبية المنخفضة على صحة القلب: دراسة فريدة من جامعة جونز هوبكنز
تاريخ النشر: 26th, September 2024 GMT
سبتمبر 26, 2024آخر تحديث: سبتمبر 26, 2024
المستقلة/- في خطوة مبتكرة نحو فهم أعمق لصحة القلب في الفضاء، أرسل علماء من كلية الطب بجامعة جونز هوبكنز أنسجة قلب بشرية إلى محطة الفضاء الدولية (ISS) لدراسة تأثيرات الجاذبية المنخفضة على القلب على المستوى الخلوي. يقود هذا البحث الرائد البروفيسور ديوك هو كيم، الذي قام بفريقه بهندسة أنسجة القلب باستخدام خلايا جذعية بشرية.
تم وضع الأنسجة على رقائق صغيرة مصممة لمحاكاة بيئة القلب البشري، حيث تم إرسالها إلى محطة الفضاء لمدة 30 يومًا. وأظهرت النتائج الأولية أن أنسجة القلب “لا تعمل بشكل جيد حقًا في الفضاء”. إذ عانت الأنسجة من انخفاض كبير في قدرتها على الانقباض، وتطورت إلى ضربات قلب غير منتظمة، مما يشير إلى تأثيرات سلبية خطيرة في بيئة الجاذبية الصغرى.
أظهرت النتائج أن التغييرات في الأنسجة القلبية كانت متميزة تمامًا عن تلك التي تم الحفاظ عليها على الأرض، حيث طرأت تغييرات جزيئية وجينية مشابهة لتلك التي تظهر في عمليات الشيخوخة. وتم إنشاء أنسجة القلب من خلال زراعة خلايا جذعية متعددة القدرات، وتحفيزها للنمو إلى خلايا عضلية قلبية نابضة.
تم نقل هذه الشريحة النسيجية إلى محطة الفضاء الدولية عبر مهمة “سبيس إكس” في مارس 2020، حيث قام العلماء بتلقي تحديثات منتظمة حول قوة الخلايا وإيقاعها كل 30 دقيقة. خلال هذه الفترة، قامت رائدة الفضاء جيسيكا ماير بصيانة الأنسجة واستبدال محلولها المغذي أسبوعيًا.
أظهرت التقييمات أن قوة أنسجة عضلة القلب قد انخفضت بشكل ملحوظ في بيئة الجاذبية المنخفضة، وظهرت نبضات غير منتظمة قد تؤدي في بعض الحالات إلى فشل القلب لدى البشر. كما عانت الأنسجة في الفضاء من بطء في النبضات، حيث استغرقت نحو خمسة أضعاف الوقت لإكمال نبضة واحدة مقارنة بتلك الموجودة على الأرض. لكن هذا الخلل عاد إلى طبيعته عند إعادة الأنسجة إلى الأرض.
فيما يتعلق بالتغيرات البيولوجية، أظهرت العينات علامات على تغير في القُسَيْمات العضلية، مما يشير إلى وجود اضطرابات قلبية. كما زادت الميتوكوندريا، التي توفر الطاقة للخلايا، من حجمها وأصبحت أقل كفاءة، ما يزيد من مخاطر التلف الخلوي.
تشير هذه النتائج إلى ضرورة فهم المخاطر الصحية المحتملة على رواد الفضاء خلال الرحلات الطويلة، وقد تفتح الأبواب لعلاجات جديدة لأمراض القلب. يعمل كيم وفريقه حاليًا على اختبار الأدوية على أنسجة القلب في الفضاء لمعرفة ما إذا كانت يمكن أن تحميها من التأثيرات السلبية للجاذبية المنخفضة، مع أمل أن تكون هذه الأدوية مفيدة أيضًا للحفاظ على صحة القلب لدى كبار السن على الأرض.
بهذه الدراسة، تسعى جامعة جونز هوبكنز ليس فقط لفهم تأثير الفضاء على صحة القلب، ولكن أيضًا لتطوير حلول علمية تدعم صحة الإنسان في ظروف غير طبيعية، مما يجعل هذا البحث خطوة مهمة نحو مستقبل الفضاء ورحلاته الطويلة.
المصدر: وكالة الصحافة المستقلة
كلمات دلالية: أنسجة القلب فی الفضاء صحة القلب
إقرأ أيضاً:
محافظ أسيوط يتفقد المعرض العلمي لوكالة الفضاء المصرية لنماذج أقمار صناعية تعليمية
قام اللواء دكتور هشام أبو النصر، محافظ أسيوط، يرافقه الأستاذ الدكتور شريف صدقي الرئيس التنفيذي لوكالة الفضاء المصرية، بجولة تفقدية داخل المعرض العلمي الذي نظمته وكالة الفضاء المصرية، وذلك على هامش فعاليات الندوة العلمية التي استضافتها جامعة بدر بمدينة ناصر الجديدة تحت عنوان "الفضاء والتنمية المستدامة.. نافذة على المستقبل". وذلك في إطار حرص الدولة على مواكبة التطورات التكنولوجية وتعزيز مكانة مصر في مجالات الفضاء والعلوم المتقدمة.
رافق المحافظ خلال الجولة كوكبة من قيادات التعليم العالي والبحث العلمي، منهم الدكتور أحمد المنشاوي، رئيس جامعة أسيوط، والدكتور مصطفى كمال، رئيس جامعة بدر، والدكتور جمال تاج، رئيس جامعة أسيوط التكنولوجية، والدكتور عصام زناتي، نائب رئيس جامعة بدر لشؤون التعليم والطلاب، إلى جانب عدد من عمداء الكليات وأعضاء وفد وكالة الفضاء المصرية.
وخلال جولته بالمعرض، استمع محافظ أسيوط إلى شرح مفصل قدمه الأستاذ الدكتور شريف صدقي حول محتويات المعرض، والذي ضم مجموعة متميزة من نماذج الأقمار الصناعية التعليمية والتجريبية التي تعكس التقدم المتحقق في مجال تكنولوجيا الفضاء. ومن أبرز هذه النماذج، القمر الصناعي "Space Keys" والقمر الصناعي "Nexsat-1"، الذي تم إطلاقه بنجاح في فبراير من العام الماضي ويعد من ثمار التعاون البحثي والتقني في إطار استراتيجية توطين تكنولوجيا الفضاء وتعزيز القدرات الوطنية في هذا المجال الحيوي.
كما شهد المعرض تقديم عروض تعريفية تناولت نشأة وكالة الفضاء المصرية، وأبرز إنجازاتها، ودورها المحوري في تقديم خدمات تعليمية وبحثية متميزة تستهدف تأهيل كوادر قادرة على مواكبة التطورات العالمية في علوم الفضاء.
وفي تصريحات له عقب الجولة، أعرب اللواء دكتور هشام أبوالنصر عن تقديره العميق للدور الرائد الذي تضطلع به وكالة الفضاء المصرية، مشيدًا بما تمتلكه من إمكانيات علمية وهندسية متقدمة تساهم في دعم المشروعات القومية بمحافظة أسيوط، وخاصة في مجالات التحول الرقمي والتكنولوجيا الذكية مؤكدًا أن هذه الجهود تأتي في سياق التوجهات الاستراتيجية للدولة المصرية نحو تعزيز منظومة التعليم والبحث العلمي، وتوظيف تكنولوجيا الفضاء لخدمة أهداف التنمية المستدامة ورؤية مصر 2030.
من جانبه، أشار الأستاذ الدكتور شريف صدقي إلى أن وكالة الفضاء المصرية تسعى من خلال مثل هذه المبادرات إلى نشر ثقافة الفضاء بين الشباب والطلاب، وبناء جيل جديد من العلماء والمهندسين المصريين المؤهلين للمنافسة عالميًا في مجالات علوم الفضاء وتطبيقاتها المختلفة مؤكدًا أن ما تم عرضه اليوم هو نتاج سنوات من العمل البحثي الجاد، وهو يمثل خطوة مهمة نحو تعزيز القدرات الوطنية وتوسيع آفاق التعاون بين الوكالة والمؤسسات التعليمية في مختلف المحافظات.
يذكر أن هذه الندوة والمعرض المصاحب لها يندرجان ضمن سلسلة من الأنشطة التوعوية والعلمية التي تهدف إلى تسليط الضوء على أهمية الفضاء كعنصر محوري في تحقيق التنمية المستدامة، ودوره في دعم الابتكار العلمي والتقني في مصر.