عاجل- احتجاجات عربية في الأمم المتحدة رفضًا لخطاب نتنياهو والوفود العربية تغادر القاعة
تاريخ النشر: 27th, September 2024 GMT
غادر عدد من الدبلوماسيين قاعة الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك اليوم الجمعة 27 سبتمبر، احتجاجًا على كلمة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وجاءت هذه المغادرة الجماعية بمجرد صعود نتنياهو إلى المنصة لإلقاء خطابه.
احتجاجات عربية في الأمم المتحدة رفضًا لخطاب نتنياهو والوفود العربية تغادر القاعةانسحاب وفود عربية ودولية اعتراضًا على كلمة نتنياهووأشارت وسائل إعلام دولية إلى أن دبلوماسيين من عدة دول انسحبوا فور وصول نتنياهو إلى المنصة، في إشارة إلى رفضهم لسياسات إسرائيل، وقد سبق بداية كلمته هتافات من داخل القاعة، الأمر الذي أضفى توترًا على الجلسة.
وخلال خطابه الذي شمل تهديدات مباشرة لإيران، قرر الوفد الإيراني الانسحاب أيضًا من القاعة، وانضمت تركيا إلى قائمة الدول التي غادرت القاعة تعبيرًا عن رفضها لسياسات إسرائيل، إلى جانب عدد من الوفود الأخرى التي اتبعت النهج ذاته.
لم يتوقف الاستهجان عند حدود مغادرة القاعة، بل تواصلت الاحتجاجات داخل الجمعية العامة حيث ردّد بعض الحاضرين هتافات معارضة ضد حكومة الاحتلال الإسرائيلي، مما أثار موجة جديدة من الرفض.
عاحل- غضب عربي داخل الجمعية العامة للأمم المتحدة.. انسحاب جماعي للوفود العربية اعتراضًا على كلمة نتنياهو عاجل ـ انسحاب عربي غير مسبوق من قاعة الجمعية العامة للأمم المتحدة بسبب كلمة نتنياهو حماس تناشد زعماء العرب بالانسحاب من الجمعية العامةمن جهته، دعا عزت الرشق، عضو المكتب السياسي لحركة حماس، في بيان رسمي القادة والزعماء إلى الانسحاب من الجمعية العامة أثناء خطاب نتنياهو، معتبرًا أن هذا أقل ما يمكن فعله لإدانة "الإبادة الجماعية" التي تُرتكب بحق أهالي غزة.
وصرح الرشق قائلًا: إن "نتنياهو هو بمثابة هتلر جديد يتحدث في الأمم المتحدة، فهل من المعقول أن يصغي له قادة العالم؟" مؤكدًا أن نتنياهو يتحمل المسؤولية المباشرة عن جرائم الإبادة الجماعية المستمرة في غزة ولبنان.
وأضاف الرشق أن نتنياهو مسؤول عن مقتل أكثر من 41 ألف مدني فلسطيني، من بينهم 17 ألف طفل و200 رضيع، إلى جانب تدمير المستشفيات والمساجد والكنائس، وإسقاط آلاف الأطنان من المتفجرات على غزة والمخيمات.
وأشار إلى أن نتنياهو لا يبدي أي احترام لقرارات مجلس الأمن الدولي ومحكمة العدل الدولية التي طالبت بوقف فوري لتلك الجرائم، متهمًا إياه بمواصلة جرائمه دون أي اعتبار للمعايير الإنسانية الدولية.
واختتم الرشق بيانه بالقول إن السلام العالمي يستدعي محاكمة نتنياهو، وأن أقل رد على جرائمه هو مقاطعة كلمته وتركه يتحدث أمام من فقدوا حسهم الإنساني ووقفوا في الجانب المظلم من التاريخ.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: الجمعية العامة للأمم المتحدة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خطاب نتنياهو اسرائيل غزة الجمعیة العامة
إقرأ أيضاً:
«نحن المحيط»
تستضيف فرنسا الأسبوع القادم لمدة خمسة أيام مؤتمر الأمم المتحدة الثالث المعني بالمحيط (UNOC3). وسيكون هذا المؤتمر لحظة حاسمة تجمع في مدينة نيس بجنوب فرنسا نحو مائة من رؤساء الدول والحكومات، وعشرات الآﻻف من المشاركين، من باحثين وعلماء وجهات فاعلة في الاقتصاد وناشطين في الجمعيات ومواطنين من جميع أنحاء العالم. وفي هذه المناسبة سيكون لفرنسا هدف واضح هو حماية المحيط باتخاذ إجراءات ملموسة.
المحيطات هي ملكنا المشترك؛ فهي التي تغذّي الشعوب وتحميها، وتجعلنا نحلم ونسافــر، وهي التي توفر لنا الطاقة المستدامة، ووسائل التجارة، والموارد، والمعرفة العلمية التي لا حدّ لها.
يعتمد فرد من بين كل ثلاثة أفراد على المحيط في كسب رزقه، ومع ذلك فإن المحيطات معرضة للخطر؛ فهي منطقة لا تزال غير معروفة إلى حد كبير، ولا تخضع لإدارة شاملة، ولا تحصل على التمويل اللازم للحفاظ عليها. وتثير الأرقام بشأنها القلق؛ فوفقا لدراسة نشرت في مجلة «ساينس»، يجري إلقاء أكثر من 8 ملايين طن من البلاستيك في المحيطات كل عام. ويضاف إلى ذلك الصيد المفرط الذي يؤثر على أكثر من ثلث الأرصدة السمكية، وتحمض المياه، وارتفاع مستوى سطح البحر، وتدمير النظم البيئية البحرية. وهذه الظواهر تتفاقم كنتيجة مباشرة لتغير المناخ.
لقد حان وقت العمل. وعلينا الآن أكثر من أي وقت مضى أن نكفل ارتقاء العمل المتعدد الأطراف إلى مستوى التحديات التي تواجه حماية المحيطات.
بعد عشر سنوات على الدورة الحادية والعشرين لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيّر المناخ واتفاق باريس الذي أتاح صياغة إطار عالمي ملزم للحد من الاحتباس الحراري العالمي؛ تمثل الدورة الثالثة لمؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ فرصة تاريخية. وسوف تشكل «اتفاقيات نيس» ميثاقا دوليا حقيقيا للحفاظ على المحيطات، واستخدامها على نحو مستدام. وهذا يعني أن الميثاق سوف يكون متسقا بشكل مباشر مع أهداف التنمية المستدامة التي أقرتها الأمم المتحدة في عام 2015.
وتحقيقا لهذه الغاية ينبغي أن تكون المناقشات في نيس عملية وملموسة. وسيشمل ذلك العمل من أجل حوكمة أفضل، وتوفير المزيد من التمويل، وصقل المعارف بشأن البحار.
أما فيما يتعلق بالحوكمة فتشكل معاهدة حماية التنوع البيولوجي في أعالي البحار (BBNJ)أداة رئيسية. إن أعالي البحار ـ التي تشكل أكثر من 60% من المحيطات ـ هي المنطقة الوحيدة التي لا تخضع للقانون الدولي. فغياب الرقابة والقواعد المشتركة يؤدي إلى كارثة اجتماعية بيئية حقيقية؛ نتيجة التلوث الهائل بالمحروقات والبلاستيك، وأساليب الصيد غير القانونية وغير المنظمة، وصيد الثدييات المحمية. ولسد هذا الفراغ القانوني يتعين علينا أن نضمن تصديق 60 دولة حتى تدخل حيز النفاذ معاهدة حماية التنوع البيولوجي في أعالي البحار(BBNJ) المبرمة بموجب اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار بشأن حفظ التنوع البيولوجي البحري، واستخدامه على نحو مستدام في المناطق الواقعة خارج نطاق الولاية الوطنية.
وتتطلب حماية المحيطات أيضا حشد التمويل العام والخاص، ودعم الاقتصاد الأزرق المستدام. ولكي نتمكن من الاستمرار في الاستفادة من الفرص الاقتصادية الهائلة التي يتيحها المحيط؛ فلابد أن نعمل على ضمان إمكانية تجدد الموارد البحرية. وسيعلن في نيس عن عدة التزامات في مجال التجارة الدولية، والنقل البحري، والسياحة، والاستثمار.
وأخيرا يحق لنا أن نتساءل: كيف يمكننا حماية ما لا نعرفه، أو ما لا نعرفه بالقدر الكافي؟ يجب أن نصقل المعرفة بالمحيطات، وننشرها على نحو أفضل؛ فقد أصبحنا في يومنا هذا قادرين على رسم خرائط لسطح القمر أو المريخ، ولكننا لا زلنا لا نعرف ما يوجد في قاع المحيطات، مع أنها تغطي 70 في المائة من مساحة كوكب الأرض. فلنعمل معا على حشد العلم، والابتكار، والتعليم؛ من أجل فهم أفضل للمحيطات، وزيادة الوعي العام بشأنها.
وفي مواجهة تغير المناخ المتسارع والاستغلال المفرط للموارد البحرية، فإن المحيطات ليست مجرد تحدٍ من بين تحديات أخرى بل إنها مشكلة تعني الجميع. ويجب ألا تؤدي التشكيك في تعددية الأطراف إلى إغفال مسؤوليتنا المشتركة. إن المحيطات هي همزة وصل عالمية، وهي في صميم مستقبلنا. ويمكننا معا أن نجعل من مؤتمر الأمم المتحدة الثالث المعني بالمحيط (UNOC3) نقطة تحول رئيسية لشعوبنا، وللأجيال المقبلة، ولكوكبنا.
ونحن فخورون بأننا نستطيع أن نعول على التزام سلطنة عُمان بحماية البيئة، بما في ذلك المحيطات. وسنواصل معا في نيس هذه التعبئة.
نبيل حجلاوي سفير فرنسا المعتمد لدى سلطنة عمان