ما الآثار التي سيتركها اغتيال نصر الله على الدول والأحلاف؟
تاريخ النشر: 28th, September 2024 GMT
باغتيال الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله، تدخل المنطقة مرحلة جديدة من التصعيد السياسي والعسكري، مما قد يترك تداعيات عميقة على السياسات الداخلية للدول وتحالفاتها.
وينذر هذا الحدث المفصلي بتحولات جذرية في المشهد السياسي والعسكري والأمني للمنطقة، قد تعيد تشكيل خريطة التحالفات والصراعات الإقليمية، ومن المتوقع أن تطال هذه التطورات محور المقاومة والممانعة، إلى جانب القوى التي تدعم التطبيع مع إسرائيل.
وحسب تقرير لمراسل الجزيرة ماجد عبد الهادي، فإن هذه الضربة الجوية الإسرائيلية لم تقتصر على إنهاء حياة نصر الله فقط، بل تمثل تحولا كبيرا في قواعد الاشتباك بين الطرفين، ومع هذا الاغتيال، يبدو أن المنطقة قد دخلت منعطفًا جديدًا ينذر باحتمالات اندلاع حرب إقليمية شاملة.
ويلفت التقرير الانتباه إلى توقيت الاغتيال، الذي جاء بعد ساعات قليلة من خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمام الأمم المتحدة، حيث أثار هذا التزامن تساؤلات حول مصداقية الجهود الدبلوماسية الأميركية الرامية إلى تهدئة التوتر في المنطقة، خاصة في ظل استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية.
الدبلوماسية الأميركيةولم تكن عملية اغتيال نصر الله الأولى من نوعها، فقد سبقتها عملية اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسماعيل هنية في طهران، والتي جاءت هي الأخرى في وقت كان السعي الدبلوماسي الأميركي يهدف لوقف إطلاق النار.
وتعيد العملية الإسرائيلية الأخيرة إلى الواجهة الجدل حول مدى احترام إسرائيل للقانون الدولي والسيادة الوطنية للدول المجاورة. مع تكرار الادعاء بحقها في الدفاع عن نفسها، حيث تغض الولايات المتحدة ومعها الدول الغربية الطرف عن الجرائم المستمرة التي ترتكبها إسرائيل بحق الفلسطينيين وغيرهم في المنطقة.
وفي ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة، والذي يقارب إكمال عامه الأول، يتزايد الغموض بشأن الرد المحتمل لمحور المقاومة، خاصة بعد فقدان أهم قادته، وما إذا كان هذا المحور سيبقى على موقفه المتريث ويرفض الانجرار إلى حرب إقليمية شاملة، أم أن اغتيال نصر الله سيعجّل برد عسكري واسع النطاق.
وحسب عبد الهادي، فربما تكون التطورات الأخيرة محفزًا لإعادة النظر في المواقف السياسية للدول التي تتجه نحو التطبيع مع إسرائيل، وما إذا كانت ستبقى على نهجها، أم أن هذا الاغتيال سيفرض عليها مراجعة حساباتها، مما قد يجبر إسرائيل وداعميها على إعادة تقييم سياساتهم.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات نصر الله
إقرأ أيضاً:
الصراع الإيراني الإسرائيلي من ثورة الخميني إلى اغتيال القادة| تفاصيل
لم يكن الصراع بين إسرائيل وإيران وليد لحظة سياسية عابرة، بل هو امتداد لعقود من التوتر والتصعيد، تعود جذوره إلى عام 1979، حين أطاحت الثورة الإسلامية بنظام الشاه، ورفعت طهران راية العداء المفتوح ضد "الكيان الصهيوني"، معتبرة إياه العدو الأول.
الصراع الإيراني الإسرائيليبالمقابل، رأت تل أبيب في إيران الثورية تهديدا استراتيجيا لا يمكن تجاهله.
ومع تمدد النفوذ الإيراني في محيط إسرائيل، عبر أذرع إقليمية كـ"حزب الله" في لبنان وميليشيات متحالفة في سوريا والعراق، تحول هذا الصراع إلى "حرب ظل" مفتوحة، تعتمد أدوات خفية كالهجمات السيبرانية، والاغتيالات الدقيقة، والضربات الجوية الخاطفة.
خلال 45 عاما من المواجهة المتقطعة، تنوعت جبهات وساحات التصعيد، وبلغت ذروتها في السنوات الأخيرة، مع تطورات دراماتيكية أفضت إلى مقتل كبار قادة الحرس الثوري وحزب الله، في مؤشر واضح على دخول الصراع مرحلة جديدة قد تكون أكثر عنفا ووضوحا.
وفي هذا الصدد، قال الدكتور عبدالله نعمة، الخبير السياسي اللبناني، إن الضربات الإسرائيلية الأخيرة ضد إيران بأنها "أبعد من مواجهة تقليدية".
وأضاف نعمة- خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أنها استهدفت تقويض الجهود الدولية لتثبيت الاستقرار في الشرق الأوسط.
وأشار نعمة، إلى أن تل أبيب تسعى من خلالها إلى تعطيل المسارات الدبلوماسية وإفشال أي فرصة لتجنب الانزلاق نحو حرب إقليمية شاملة.
ومن خلال هذا التقرير، نستعرض 10 محطات بارزة شكلت مسار هذا الصراع الممتد:
1- القطيعة والبداية (1979):
إيران ما بعد الثورة تقطع العلاقات مع إسرائيل، وتعلن دعمها للمقاومة الفلسطينية، وتصف تل أبيب بالعدو الصهيوني.
2- ولادة "حزب الله" (1982):
بمساندة إيرانية مباشرة، تأسس حزب الله في خضم الاجتياح الإسرائيلي للبنان، ليصبح ذراع طهران الأقوى في جنوب لبنان.
3- حرب يوليو (2006):
مواجهة مباشرة وغير مسبوقة بين حزب الله المدعوم من إيران وإسرائيل. الحرب كرست دور الحزب كقوة إقليمية، وأظهرت مدى تعقيد الصراع غير المباشر بين طهران وتل أبيب.
4- البرنامج النووي الإيراني:
منذ بداية الألفية، ترى إسرائيل في مشروع إيران النووي تهديدا وجوديا، وردت عليه عبر الدبلوماسية، والهجمات الإلكترونية، واغتيال العلماء، أبرزهم محسن فخري زاده.
5- سوريا: ساحة مواجهة (منذ 2011):
مع الحرب الأهلية السورية، باتت الأراضي السورية ميدانا للمواجهة بين إيران، التي تسعى لترسيخ نفوذها، وإسرائيل التي تكثف غاراتها لإحباطه.
6- حرب السفن (2019–2022):
استهداف متبادل لسفن تجارية ونفطية في البحرين الأحمر والخليج، وسط تبادل للاتهامات والعمليات السرية.
7- صواريخ ومسيرات:
إيران تسلح حلفاءها بطائرات مسيّرة وصواريخ دقيقة. إسرائيل تتعرض لهجمات من لبنان، غزة، اليمن، وسوريا، وتتهم طهران بالوقوف خلفها.
8- غزة 2023:
تصعيد كبير بين إسرائيل وحماس، تتهم خلاله تل أبيب إيران بدعم هجوم 7 أكتوبر. طهران تنفي التورط المباشر لكنها تقدم دعما معنويا وعسكريا لحماس.
9- الهجوم الإيراني المباشر (أبريل 2024):
إيران تطلق أكثر من 300 صاروخ وطائرة مسيّرة على إسرائيل ردا على استهداف قنصليتها في دمشق. الحدث شكل أول هجوم علني مباشر من طهران على تل أبيب.
10- اغتيال نصر الله (سبتمبر 2024):
ضربة جوية إسرائيلية تستهدف مقر قيادة في ضاحية بيروت الجنوبية، تؤدي إلى مقتل الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، وقادة بارزين آخرين، تطور نوعي في الحرب الاستخباراتية يفتح الباب أمام مرحلة أكثر خطورة.
وكان التصعيد الأخير:
في يونيو 2025، تصاعدت وتيرة العمليات مع تنفيذ إسرائيل ضربة عسكرية موسعة استهدفت مواقع حساسة في عمق إيران، أسفرت عن مقتل قادة كبار في الحرس الثوري، بينهم حسين سلامي ومحمد باقري.
وردت إيران- حينها بموجة من الصواريخ والطائرات المسيرة تجاوزت 150 صاروخا و100 مسيرة، استهدفت بنى تحتية داخل إسرائيل.
والجدير بالذكر، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أعلن أن العملية "جاءت لسحق التهديد الإيراني الوجودي"، مما يشير إلى توجه واضح نحو مواجهة مفتوحة قد تخرج "حرب الظل" إلى العلن بالكامل.